فقه العبادات

أثر وفضل الأذكار في السنة النبوية

الأذكار في السنة النبوية

تعتبر الأذكار في السنة النبوية من أفضل العبادات التي يمكن أن يتبعها المسلم في يومه لمضاعفة الأجر والثواب عند الله سبحانه وتعالى، حيث أن الأذكار تحمل الكثير من الأهمية والثمار التي يمكن على المؤمن أن يجنيها للفوز بالجنة في الأخرة وتحقيق السعادة وراحة البال في الدنيا، لكون الله سبحانه وتعالى يضاعف أجر المسلم الملتزم بالذكر والذي يوقن أثر هذه الأذكار في النفس والمال والأولاد في زيادة الخير والبركة.

بالإضافة إلى ذلك هناك الكثير من الأذكار التي وصانا رسولنا الكريم صل الله عليه وسلم بها لكونها تجعل المسلم قريب أكثر من ربه وينال جزاءه، ومن خلال مقالنا هذا يمكن الحصول على المزيد من المعلومات والتفاصيل الأخرى التي تخص هذا الموضوع.

الأذكار في السنة النبوية

هناك الكثير من الأذكار في السنة النبوية التي يمكن التعرف عليها وتطبيقها في اليوم حتى يحصل المسلم على الخير والبركة في يومه ويضاعف أجره في الاخرة ويفوز بالجنة، وفيما يلي يمكن توضيح ذلك:

  • من أفضل أذكار الصباح أو الاستيقاظ من النوم التي وصى بها رسول  الله صل عليه وسلّم، وهو: (اللَّهُمَّ باسْمِكَ أحْيَا وأَمُوتُ، الحَمْدُ لِلَّهِ الذي أحْيَانَا بَعْدَ ما أمَاتَنَا، وإلَيْهِ النُّشُورُ). 
  • (سبحانَ اللهِ والحمدُ للهِ ولا إلهَ إلّا اللهُ واللهُ أكبرُ) وتعد هذه الكلمات من أفضل الأذكار اليومية التي يمكن الاعتماد عليها وقد قال عنها الرسول صلى الله عليه وسلّم: (من قالها غُرِسَ لَهُ بِكُلِّ واحدةٍ منهنَّ شجرةٌ في الجنةِ) رواه أبو هريرة رضي الله عنه وأخرجه البخاري في الصحيح.
  • (أمسَينا وأمسى الملكُ للَّهِ، والحمدُ للَّهِ لا إلَهَ إلّا اللَّهُ وحدَهُ لا شريكَ لَهُ) وهي من أفضل أذكار المساء النبوية، رواه عبد الله بن مسعود وأخرجه مسلم في الصحيح.
  • (أعوذُ بِكَلماتِ اللَّهِ التَّامَّةِ، من غَضبِهِ وشرِّ عبادِهِ، ومن هَمزاتِ الشَّياطينِ وأن يحضُرونِ) وهو من أذكار الفزع، التي علمنا بها الرسول صلّى الله عليه وسلّم للصحابة، وقد رواه عبد الله بن عمرو وأخرجه الترمذي.
  • عن عائشة رضي الله عنها (أنَّ النَّبيَّ صلّى الله عليه وسلّم كانَ إذا أوى إلى فراشِهِ كلَّ ليلةٍ جمعَ كفَّيْهِ ثمَّ نفثَ فيهما فقرأَ فيهما قل هوَ اللَّهُ أحدٌ وقل أعوذُ بربِّ الفلقِ وقل أعوذُ بربِّ النّاسِ ثمَّ يمسحُ بِهما ما استطاعَ من جسدِهِ) أخرجه الألباني.
الأذكار في السنة النبوية
الأذكار في السنة النبوية

اقرأ أيضًا: أثر الأذكار على النفس

فضل المحافظة على الأذكار في السنة النبوية

تعد مواظبة المسلم على الأذكار في السنة النبوية من أفضل العبادات أو الأعمال التي يجب على المسلم اتباعها في يومه حتى يصل إلى مراده ويضاعف الله له الأجر، حيث أن الله تعالى يحب أن يرى مدى تعلق قلب المسلم به في يومه بالقلب والجوارح والأعمال، وقد جاءت الأدلة كثيرة على فضل أو أهمية الذكر في اليوم، فيما يلي يمكن توضيح ذلك:

 الأذكار تربط المسلم بربه

من أبرز ما يمكن الحصول عليه عند الالتزام بالاذكار في اليوم هو الشعور يكون قلبك متعلق بالله سبحانه وتعالى على أن تكون مطمئن وتحصن نفسك من الشياطين والشرور المختلفة التي يمكن أن تحدث خلال اليوم، حيث أن الأذكار لا يكون عائدها فقط لله تعالى في  كسب الأجر والثواب الجزيل ونيل رضا ومحبة الله عز وجل، لكنها قد تساعدك أيضًا في تنظيم نفسك وزيادة طمئنينتك.

تساعد على حلول البركة

أثر الأذكار في السنة النبوية قد يكون في الصحة، المال، والأولاد، حيث أن هناك الكثير من الأدعية أو الأذكار المختلفة التي أوصى الله بها، حيث أنها تعمل على حماية المسلم من شر ما خلق سواء من الإنس أو الجن،  كما أن المسلم يمكن أن يضمن محبة الله عز وجل للعبد بسبب قرب ومحبة العبد لله سبحانه وتعالى، بالإضافة إلى مغفرة جميع الذنوب والسيئات والحصول على سعادة النفس والراحة.

الأذكار في السنة النبوية
الأذكار في السنة النبوية

تقرب العبد من المولى 

عند الالتزام على الأذكار في السنة النبوية يمكن للمسلم أن يتقرب إلى الله تعالى وان يغفر ذنوبه، ويمحو جميع سيئاته، حيث أن الذكر يجعل المسلم قريب من الله سبحانه وتعالى وتجعل حياته مليئة بالراحة والطمأنينة، بالإضافة إلى البركة و انشراح الصدر الثبات عند الأعداء والنصر عليهم، بالإضافة إلى  الحفظ من كل سوء بسبب حب الله تعالى إلى البعد ورفعة في منزلة سواء في الدنيا والآخرة.

سبب أن يزيد الله تعالى حسنات العبد 

تعتبر الأذكار في السنة النبوية من الأسباب التي قد يزيد الله تعالى حسنات العبد المسلم ويحصل على مراده ويحمي جميع ذنوبه وسيئاته، بالإضافة إلى كونه قد تجعل المسلم قريب من الله تعالى ويرضى عنه ويضاعف حسناته على كل عمل صغير يقوم به، ويجعل نور في الوجه وقوة في الجسد  والبعد من النفاق، وجلب النعم والابتعاد عن النقم، بالإضافة إلى هذا  النجاة من عذاب القبر خاصة عند الالتزام ببعض الأذكار التي أوصى بها رسولنا الكريم صل الله عليه وسلم.

الأذكار تنور بصيرة الذاكر

أثر الأذكار في السنة النبوية على النفس كونها قد تنور بصيرته المسلم وتجعله مدرك أكثر لكل ما هو حوله، لكونها تقوي ذاكرته وتجعله موقن أن الله تعالى سوف يجلب له النفع في كل أمر ويكتب له الخير والبركة في كل خطوة يخطوها، بالإضافة إلى ذلك يمكن مضاعفة الحسنات في الأخرة مع زوال الهم والغم وزيادة البركة والرزق ونزول السكينة في القلب.

اقرأ أيضًا: أنواع الأذكار وفوائدها في حياة المسلم

أذكار الصباح والمساء في السنة النبوية

هناك الكثير من الأذكار الصباحية والمسائية التي وصانا رسولنا الكريم بها حتى نحصل على الأجر المضاعف وننال الخير والبركة ويحفظها ويحرسنا الله عز وجل، وفيما يلي يمكن التعرف على ذلك:

  •  “إذا أصبح أحدكم فليقل: اللهم بك أصبحنا، وبك أمسينا، وبك نحيا، وبك نموت، وإليك النشور”.
  • وإذا أمسى فليقل: “اللهم بك أمسينا، وبك أصبَحنا، وبك نحيا، وبك نموت، وإليك المصير”؛ صحيح؛ رواه الترمذي.
  • “أصبحنا (أمسينا) على فِطرة الإسلام، وكلمة الإخلاص، ودين نبينا محمد -صلى الله عليه وسلم- ومِلة أبينا إبراهيم حنيفًا مسلمًا وما كان من المشركين”؛ صحيح؛ رواه أحمد.
  • “اللهم عافني في بدني، اللهم عافني في سمعي، اللهم عافني في بصري، لا إله إلا أنت”، ثلاث مرات.
  • “اللهم أنت ربي، لا إله إلا أنت، خلَقتني وأنا عبدك، وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت، أعوذ بك من شرِّ ما صنعت، أبُوء لك بنعمتك عليّ وأبوء بذنبي، فاغفر لي؛ فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت”، قال: “مَن قالها من النهار موقنًا بها، فمات من يومه قبل أن يُمسي، فهو من أهل الجنة، ومن قالها من الليل وهو مُوقن بها، فمات قبل أن يُصبح، فهو من أهل الجنة”؛ رواه البخاري.
  • “لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير”، مائة مرة، من قالها مائة مرة في يوم، كانت له عَدْل عشر رِقاب، وكُتِب له مائة حسنة، ومُحِيت عنه مائة سيئة، وكانت له حِرزًا من الشيطان يومه ذلك حتى يُمسي، ولم يأت أحدٌ بأفضل مما جاء به، إلا أحد عمِل أكثر من ذلك”؛ رواه البخاري، ومسلم.
الأذكار في السنة النبوية
الأذكار في السنة النبوية

وقت أذكار الصباح والمساء 

اختلف العلماء على تحديد وقت الأذكار بالتحديد، حيث أن البعض من العلماء يرى أن وقت الصباح يمكن أن يكون بداية من طلوع الفجر ومن ثم سوف ينتهي مع طلوع الشمس، ومنهم من يقول إنه يمكن أن ينتهي مع انتهاء الضحى، لكن الوقت الأفضل للذكر هو من طلوع الفجر وحتى ارتفاع الشمس.

وأما بالنسبة إلى مواعيد أذكار المساء فقد أختلف العلماء أيضًا فمنهم من يرى أنه يمكن أن يبدأ من وقت العصر ومن ثم ينتهي مع غروب الشمس، ومنهم من يرى أن وقته يمكن أن يمتد إلى ثلث الليل، وقد ذهب بعضهم إلى كون بداية أذكار المساء يمكن أن تكون بعد الغروب.

ولكن من أفضل الآراء حتى الآن كون المسلم الذي يلتزم على أذكار الصباح من طلوع الفجر إلى طلوع الشمس يمكن أن يأتي به حتى نهاية وقت الضحى أو بالتحديد قبل صلاة الظهر بوقت قليل، ويمكن يأتي بأذكار المساء بداية من العصر وحتى المغرب ، ولكن لا بأس أن فاته هذا الوقت بحيث يمكن أن يذكره حتى ثلث الليل، وقد جاءت الكثير من الأدلة التفصيلية على هذا من الكتاب والسنة النبوية الشريفة لرسولنا الكريم صل الله عليه وسلم.

الأذكار في السنة النبوية كثيرة ومتنوعة والتي يمكن التعرف عليها والالتزام بها لنيل محبة ورضا الله سبحانه وتعالى ومضاعفة الأجر وزيادة الخير والبركة، وهذا ما تعرفنا عليه خلال مقالنا هذا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى