ما هو حكم تعجيل زكاة الفطر عن وقتها؟
لا يجب على أي مسلم أن يغفل عن حكم تعجيل زكاة الفطر عن وقتها، لأن أداء زكاة الفطر من الواجبات الشرعية المهمة، المكملة لعبادة الصيام، والتي من شأنها أن تطهر الصيام من أي نقص، فهي تشبه خاتمة الصلاة، التي تنقي الصلاة من أي سهو أو انشغال وقع فيها، لذلك يجب الحرص عليها وعلى أدائها بالشكل الصحيح.
حكم تعجيل زكاة الفطر عن وقتها
قبل التعمق في حكم تعجيل زكاة الفطر عن وقتها، لا بد من فهم زكاة الفطر نفسها في البداية، والزكاة في اللغة هي مصطلح يدل على الطهارة والنماء والبركة، وفي اصطلاح الفقهاء صدقة مقدرة من كل مسلم قبل صلاة العيد تصرف إلى مصارف الزكاة المتعارف عليها في القرآن والسنة.
وبالنسبة لحكمها فإنها واجبة باتفاق جمهور العلماء، لما ورد عن ابن عمر رضي الله عنه أنه قال: (فَرَضَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ زَكَاةَ الفِطْرِ صَاعًا مِن تَمْرٍ، أوْ صَاعًا مِن شَعِيرٍ علَى العَبْدِ والحُرِّ، والذَّكَرِ والأُنْثَى، والصَّغِيرِ والكَبِيرِ مِنَ المُسْلِمِينَ، وأَمَرَ بهَا أنْ تُؤَدَّى قَبْلَ خُرُوجِ النَّاسِ إلى الصَّلَاةِ) [أخرجه مسلم].
قد شرع الله لنا زكاة الفطر لتكون طعمة للمساكين يوم العيد، ومطهرة للصيام مما ينقص من أجره، واعتبرها العلماء زكاة عن البدن، ولذا فهي تجوز على من ليسوا أهلا للصيام مثل المجنون والصبي، ومن خلال موقع آراء فقهية يمكن التعرف على كافة أحكام زكاة الفطر.
تفصيل حكم تعجيل زكاة الفطر عن وقتها
اختلف الفقهاء في وقت وجوب زكاة الفطر على عدة أقوال، وكان سبب اختلافهم طبيعة تفسير كل عالم منهم، لمقاصد عبادة زكاة الفطر، وقد اختلفوا في ذلك على قولين هما كالتالي:
رأي التعجيل قبل دخول العيد
حيث يرى أصحاب هذا الرأي بوجوب زكاة الفطر مع مغيب شمس آخر يوم من رمضان، لعموم دليل الحديث السابق، حيث إن الحديث قرن الزكاة بالفطر، وهذا يعني أنها واجبة مع فطر آخر يوم من أيام رمضان، ولأنها تعتبر طهرة للصائم، تنقي عبادته مما قد يشوبها من نقائص أو خلل خلال الشهر الكريم.
رأي انتظار دخول يوم العيد
يرى الفريق الثاني من العلماء، بأن زكاة الفطر لا تجب إلا من فجر يوم الفطر بعد رمضان، وكان دليلهم أن إضافة الصدقة إلى الفطر مقصود بها يوم الفطر وليس ساعة الفطر، مما يعني أن المقصود إخراجها مع أول أيام العيد، وفي الحديث دلالة على أنها تؤدى قبل ذهاب الناس إلى الصلاة، مما يعني أنها تبدأ من فجر يوم العيد.
تابع المزيد: كيفية قضاء الصيام بعد رمضان؟
مقدار زكاة الفطر
المقدار الواجب في زكاة الفطر كما حدده النبي محمد صلى الله عليه وسلم صاعاً من طعام، وقد نقل الإجماع على عدم جواز إخراجه نقداً، ومقدار الصاع هو خمسة أرطال من الطعام، وهو ما يوازي اليوم تقريباً ثلاثة كيلوجرامات إلا قليلاً.
ويجب إخراجها من طعام أهل البلد الشائع فيها، فإن كان طعامهم الشعير أخرج شعيراً وإن كان من طعامهم التمر أخرج تمراً، والمقصود هنا سد حاجة المسكين والفقير في ذلك اليوم، حتى يفرح بالعيد مع المسلمين، وهذا من رحمة الله تبارك وتعالى بالفقراء والمساكين.
حكمة مشروعية زكاة الفطر
بعد أن تحدثنا حول حكم تعجيل زكاة الفطر عن وقتها، سوف نتعرف الآن على حكم زكاة الفطر الكثيرة التي تتمثل في ما يلي:
- تساعد على تطهير الشخص الصائم من كل ما يمكن أن يصيب صيامه من نقص أو خلل، حيث أنه عن ابن عباس -رضيَ الله عنهما- أنّه قال “فرض رسول الله عليه الصلاة والسلام زكاةَ الفطرِ طُهرةً للشخص الصَّائمِ منَ اللَّغوِ والرَّفثِ، وطعمةً للمساكينِ، من أدَّاها قبلَ الصَّلاةِ فَهيَ زَكاةٌ مقبولةٌ ومن أدَّاها بعدَ الصَّلاةِ فَهيَ صدقةٌ منَ الصَّدقاتِ”.
- شكر الله سبحانه وتعالى على إكمال صيام رمضان.
- نشر السعادة والسرور بين جميع أفراد المجتمع، وذلك سواء كان الغني أو الفقير. مواساة المحتاج بيوم العيد.
- كما أن الزكاة تساهم في مشاركة الفقراء في فرحتهم في يوم العيد.
- إغناء المحتاج والفقير عن السؤال بيوم العيد.
من يستحق زكاة الفطر؟
- يتم إعطاء زكاة الفطر لكل الأشخاص المحتاجين الذين لا يكون لديهم ما يكفي من قوت يومهم، وهم المساكين والفقراء.
- الهدف من الزكاة هو مساعدة تلك الفئة ودخول الفرحة في قلوبهم بيوم العيد لكي يستطيعوا شراء متطلباتهم الرئيسية ومشاركتهم بفرحة العيد.
يجب العلم أنه من الأفضل أن يتم توزيع الزكاة أولاً على المحتاجين المقربين من المجتمع المسلم المحلي، وذلك لأن دعم الفقير في المجتمع ساهم في تعزيز التكافل والتلاحم.
تابع المزيد: الزكاة في المال والأنواع
ما هي أهمية زكاة الفطر؟
زكاة الفطر لها ضرورة كبيرة للغاية، وذلك سواء من الناحية الروحية أو من الناحية الاجتماعية، حيث تتمثل أهمية الزكاة في ما يلي:
الأهمية الروحية
الأهمية الروحية تتجلى في تطهير الشخص الصائم من أي أخطاء يمكن أن يكون وقع فيها في وقت صيام شهر رمضان، إضافة إلى أن الزكاة تعد شكراً لله سبحانه وتعالى على نعمة الصيام.
الأهمية الاجتماعية
زكاة الفطر تساهم في تعزيز التضامن والتكافل بين الأشخاص المسلمين، حيث أنها تجعل الفقير يشعر بأنه جزء من المجتمع، ويتم تلبية كل متطلباته على الأقل بيوم العيد، إضافة إلى تساهم في التقليل من فرق الطبقات الاجتماعية وتساهم أيضاً في بناء مجتمع محب ومتماسك.
إن معرفة حكم تعجيل زكاة الفطر عن وقتها يزيد من وعي المسلم بأمور دينه، وكيف يجب عليه أداء واجباته، وكيف يتقرب إلى الله تبارك وتعالى بصورة صحيحة، دون أي تقصير أو ارتكاب لمحرم، وعلى كل مسلم أن يراعي الله تبارك وتعالى في زكاة الفطر، لأنها قوت المساكين في ذلك اليوم.