مفهوم ملخص فقه العبادات قائم على الاجتهادات الشخصية في معرفة الحلال والحرام وفق قواعد الاستدلال والاستنباط لبيان الأحكام والقواعد ذات الصلة بالفرائض والنوافل والسنن وكل ما يتقرب به العبد إلى إجمالا سواء كان فرضا أو تطوعا، حيث أن الصوم والصلاة والزكاة والحج والطهارة هي الأبواب الرئيسية ففي دراسة فقه العبادات وقد اجتهدت المذاهب في تحقيق الأسباب والعوامل التي من شأنها تحسين ممارسة العبادات وزيادة الثواب فيها والمبطلات التي بدورها نقض العبادة أو إنقاص قدر ثوابها.
يعتمد الفقه على مجموعة أساسية من المصادر للوصول إلى الأحكام منها القرآن الكريم والسنة النبوية المؤكدة والأحاديث والقياس وما نقل عن أفعال الصحابة.
ملخص فقه العبادات في باب الطهارة
الطهارة في اللغة تعني النزاهة والنظافة من الأدناس والأوساخ، وفي الاصطلاح، هي رفع الحدث وزوال الخبث، وباعتبار المحل، تنقسم الطهارة إلى:
- باطن وهي طهارة القلب من الغل والشرك والبغضاء.
- حسية وهي الطهارة من الحدث والنجس.
وباعتبار النوع تنقسم إلى ثلاث، كبرى “الغسل”، صغرى “الوضوء”، طهارة البدل “التيمم”.
اختلف أهل الفقه في أقسام المياه إلى أقوال، كالتالي:
- القول الأول، قسم الماء إلى ثلاثة أقسام طهور وطاهر ٨ونجس.
- القول الثاني قسم الماء إلى طهور ونجس.
الماء المطلق في الفقه هو ماء المطر والبحر والنهر والبئر، وكل ماء باقي على خلقته، أما الماء النجس فهو ما تغير بنجاسة بحيث يتغير صفاته من الطعم واللون والرائحة ولا يجوز التطهر بماء نجس، حيث أن الماء الكثير “مثل ماء البحر” إذا وقع فيه نجس فهو ليس بماء نجس حتى تتغير كل صفاته، كذلك الماء الجاري “ماء النهر” إذا وقع فيه نجس، أما الماء القليل “البحيرات وأماكن تخزين المياه” إذا وقع فيه نجس ولم يغير صفة فلم ينجس وهو مذهب المالكية والظاهرية.
متى يزول تغير الماء النجس بأي وسيلة فقد طهر، يشمل ذلك وسائل تنقية مياه الشرب ومحطات معالجة الصرف الصحي والزراعي، ويجب أن تكون التنقية كاملة،بأن تعود المياه إلى خلقتها الطبيعية “عديمة الطعم والرائحة واللون”
مسائل الشك في الطهارة
من شك في نجاسة ماء، فإنه يبني على الأصل، فإذا أيقن طهارته وسك في نجاسته، جاز له استعماله، بينما إذا أيقن نجاسته وشط في طهارته، لا يجوز له استعماله، وذلك بإجماع المذاهب الأربعة، إذا اشتبه المسلم في ثياب طاهرة بثياب نجسة أو محرمة “مسروقة أو مغصوبة” فعلية التحري، فإن لم يتبين، فله استخدامها حقا، ويقول به المذهب الحنفي والمالكي وابن عقيل الحنبلي وابن عثيمين.
شروط الصلاة وأحكامها
أول شروط الصلاة في ملخص فقه العبادات، هو النية، فلا تصح الصلاة إلا بنية، ويتبع ذلك عدد من الشروط المقررة منها:
- الإسلام فلا صلاة لمشرك أو كافر.
- العقل والبلوغ.
- طهارة الجسد من الحدث والنجاسة.
- طهارة الأنثى من الحيض والنفاس.
- طهارة موضع الصلاة.
البلوغ شرط من شروط وجوب الصلاة، وهو رأي الجمهور من الفقهاء، وعلامات البلوغ عندهم هي:
- الاحتلام “إنزال الماء الدافق في المنام أو اليقظة”.
- الإنبات “نمو شعر العانة والإبط بالإضافة إلى نمو اللحية عند الرجال”، ويقول به مذهب المالكية والحنابلة.ورواية عن أبو يوسف من المذهب الحنفي.
- بلوغ حد الخمسة عشر عاما، ويقول به المذهب الشافعي والحنبلي وابن عثيمين.
- حيض المرأة وقدرتها على الحمل.
الطهارة وشروط صحة الصلاة
إن الطهارة في ملخص فقه العبادات، شرط من شروط الصلاة، يشمل ذلك طهارة البدن والثوب والقلب، وفي ذلك إجماع بين مذاهب الفقهاء، أما من صلى بغير طهارة ناسيا أو جاهلا بحدثه فعليه الإعادة، ومن لم يجد ماء أو تراب للتيمم أو منع منهما لسبب معتبر، صلى حسب حاله ولا إعادة عليه، ويقول به قول من المالكية والشافعية وابن حزم والنووي.
مواضع الصلاة المنهي عنها
نهى الفقهاء في ملخص فقه العبادات، عن مواضع للصلاة لاعتبارات النجاسة والدنس، ومنها:
- أعطان الإبل “موضع الماء والأكل والسكن للحيوانات المستأنسة في المزرعة بشكل عام”
- الحمام “موضع الاغتسال”، يجدر بالذكر أن هناك رواية عن أحمد وقول من الشافعية والمالكية بجواز الصلاة في الحمام كرها.
- المقبرة.
- المزبلة والمجزرة، ويصح الصلاة فيها إذا أزيل الحدث والنجس منها أو من جزء منها، وهو رأي المذهب الحنفي والمالكي وابن حزم.
- قارعة الطريق “وسط طريق حركة المارة”، وهي عند الجمهور مكروهة.
- أماكن المعصية ومأوى الشيطان.
المكروهات في الصلاة
يكره العبث في الصلاة وهو رأي الإجماع من الجمهور، يشمل ذلك صور فرقعة الأصابع وكثرة تعديل اللباس وغيرها من الحركات الغير ضرورية، كما يكره كثرة الالتفات لغير الحاجة، وو ما نقله النووي وابن حجر والعثماني، كما يكره في الصلاة:
- استقبال ما يشغل المصلي عن الصلاة ” وذلك مما هو شائع من الساعات الالكترونية وزخرفة المحاريب”.
- الصلاة بحضرة طعام يشتهيه المصلي “مكروه باتفاق المذاهب الأربعة”.
- الصلاة حاقنا “حابس البول” أو حاقبا “منحصر الغائط”، مكروه باتفاق المذاهب الأربعة.
- قراءة القرآن في الركوع والسجود “منهي عنه بالإجماع”.
- انشغال القلب في الصلاة بغيرها .
- رفع البصر إلى السماء في الصلاة، مختلف فيه إلى قولين، الأول مكروه في الصلاة وذلك باتفاق المذاهب الأربعة، والثاني، حرام وهو مذهب ابن حزم والصنعاني وابن باز والشوكاني.
- الخصر في الصلاة ” ما بين رأس الورك وأسفل الأضلاع” وهو مكروه بإجماع المذاهب الأربعة.
- البصق في الصلاة، مكروه في الإجماع، لكنه جائز عند الضرورة.
- التشمير و عقص الرأس.
المبطلات في الصلاة
المبطلات في ملخص فقه العبادات، هي أفعال يتعين على مرتكبها إعادة أداء الفرض، وتشمل:
- من أحدث في الصلاة عمدا.
- من سبقه الحدث في الصلاة.
- استدبار القبلة في الصلاة.
- ترك ركن من أركان الصلاة.
- الكلام في الصلاة.
- الضحك والقهقهة.
- الأكل والشرب عمدا.
- المشي في الصلاة.
أركان الصوم وفضائله
ينقسم الصوم إلى قسمين، صوم مأمور به شرعا وصوم منهى عنه شرعا، وينقسم الأول
- صوم واجب بأصل الشرع “شهر رمضان”
- كذلك صوم واجب بسبب من المكلف “النذر والكفارات والقضاء”
- صوم مستحب، غير مقيد بزمن في النصوص، وهو صوم التطوع المطلق.
- كذلك صوم مستحب، مقيد بزمن في النصوص، وهو صوم التطوع المقيد، مثل صيام الست من شوال ويوم عرفة.
أما الصوم المنهي عنه شرعا ويحمل مرتكبه إثم، وينقسم إلى:
- صوم محرم مثل صيام أيام العيد.
- كذلك صوم مكروه مثل صيام يوم عرفة للحجاج.
تابع المزيد: حكم صيام المسافر
ما هي أركان الصيام؟
الصيام من أركان الإسلام وتاركها عمدا بغير عذر أثم ووجب عليه كفارة، وشمل أركانها:
- الإمساك عن المفطرات “مأكل ومشرب وجماع”.
- استيعاب زمن الإمساك.
- النية.
- الأهلية والتكليف.
بداية زمن الإمساك في ملخص فقه العبادات، يبدأ من دخول الفجر الثاني، ومن طلع عليه الفجر وفي فمه طعام أو ماء فعليه أن يلفظه، من ابتلعه بطل صومه، وفي ذلك تتفق المذاهب الأربعة، وينتهي زمن الإمساك بغروب الشمس، ومن كان مسافرا فتعذر عليه استطلاعها، فسؤال شهود عدول وأهل ثقة، فإن لم يجد، أفطر على توقيت أقرب منطقة معلومة منه.
شروط الصيام الواجبة
يتطلب صحيح الصيام في ملخص فقه العبادات، توافر الشروط التالية:
- الاسلام.
- البلوغ.
- القدرة والاستطاعة.
يبطل صيام الحائض والنفساء والمحدث والجامع عمدا بعد أذان الفجر، كذا من تناول الطعام والشراب عمدا وقت الإمساك.
في الختام، يمكن القول أن ملخص فقه العبادات هو أساس بناء العلاقة بين المسلم وربه، ويعد جزءًا لا يتجزأ من حياة المسلم اليومية، من خلال فقه العبادات، يتعلم المسلم كيفية أداء الفرائض والنوافل بشكل صحيح، ويكتسب الفهم العميق لأهمية النية والإخلاص في العمل.
