دليل التعرف على ما هي الحقوق المتبادلة والمشتركة بين الزوجين
تعد الحقوق المتبادلة والمشتركة بين الزوجين هي حجر الأساس الذي يقوم عليه كيان أي أسرة، حيث إن علاقة الزواج لا تعد مجرد رابط عاطفي، بل هو أكثر من ذلك، فهي بمثابة عقد اجتماعي شرعي يتضمن بعض الحقوق والالتزامات المتبادلة بين الطرفين، ولهذا فإن الحياة الزوجية تقوم على الاحترام والمودة، وذلك لتظل مستمرة، وعلى ذكر هذا يقدم لنا موقع آراء فقهية الحقوق والواجبات المتبادلة بين الزوجين، وهل هي حقوق لازمة؟ أم يمكن لأحدهما التملص منها؟
الحقوق المتبادلة والمشتركة بين الزوجين
يعتبر الزواج علاقة شرعية مقدسة أحلها الله عز وجل، والتي تقوم على أساس المودة والرحمة مثلما وضح في كتابه الكريم، وذلك غايةً في تكوين أسرة قوامها التنشئة السليمة، ولهذا فإنه يجب على الزوجين معرفة الحقوق المشتركة والمتبادلة بينهما، والتي يمكن توضيحها من خلال الآتي:
المساكنة الشرعية
ينبغي أن يكون هناك مسكن يجتمع به كلا الزوجين لضمان استقرار الأسرة وتوطيد الأواصر بينهما، وهذا ما يقتضيه الاجتماع الشرعي، حيث إن هذا المسكن هو ما يستقرون به، ويولد به الأطفال وينشئون به، ولهذا فإن العلاقة الزوجية لا تنتج آثارها إلا عند استقرار الزوجين في منزل واحد مشترك.
من الجدير بالذكر أن الزوج هو من يختار البيت وفقًا لحالته المادية، والمكان الذي يراه مناسبًا للسكن والعمل، ثم يكون على الزوجة الانتقال للمنزل الذي اختاره الزوج، وألا تمتنع عن السكن معه إلا لأسباب مشروعة، لكن في حالة اشترطت الزوجة عند كتابة عقد الزواج عدم انتقالها معه أو اشترطت البقاء مع والديها، فإن تلك الشروط تعد صحيحة وغير مخالفة لنظام العقد الشرعي، ولا يمكن إجبار الزوجة على الإقامة مع أقارب الزوج.
وفي حالة كان الزوج متزوجًا أكثر من واحدة، فيجب أن يعدل بين زوجاته بالمسكن، وألا يفرض عليهن السكن في بيت واحد إلا برضاهن.
اقرأ المزيد: نصائح هامة تساعدك على معالجة المشاكل الأسرية
حسن معاملة الأقارب
من بين الحقوق المتبادلة والمشتركة بين الزوجين التي يذكرها موقع آراء فقهية حسن معاملة الأقارب، حيث إن العلاقة بين الزوج والزوجة تقوم على حسن احترام ومعاشرة الآخر بشكل كامل، وعليه فإن هذا الاحترام يمتد إلى والدي الزوج الآخر ومحارمه.
إذ يجب على كلا الزوجين معاملة الأقارب معاملة حسنة، وإكرامهم بما هو متعارف، حيث إن إكرام الأقارب من الجهتين يعد شكلًا من أشكال الاحترام، مما يسهم في الحفاظ على استمرارية العلاقات الأسرية، لهذا يجب حسن معاملة كلا الزوجين لأبوي وأسرة الآخر، مع توطيد العلاقات بين العائلات.
رعاية الأسرة وتحمل المسؤوليات
نشير إلى أنه من بين الحقوق المتبادلة والمشتركة بين الزوجين رعاية الأسرة وتحمل المسؤوليات، حيث كانت مبادئ الأسرة قد أدخلت مبدأ المساواة بين الرجل والمرأة، وأن تقوم العلاقة بين الزوجين على التشارك والتشاور والمسؤولية المشتركة.
كان ذلك بخلاف مدونة الأسرة التي جعلت إنشاء الأسرة تقوم تحت رعاية كلًا من الزوجين، وذلك لكون النساء شقائق الرجال في الأحكام، لكن التشارك في الرعاية لا يكون بنفس قدر درجة الزوج الذي يعد رب الأسرة، والذي ينقل نسبه إلى أولاده، بل يعد اشتراك معية، وهذا ما نصت عليه المادة 3/51 أن تتحمل الزوجة مسؤولية تسيير شؤون البيت ورعايتها مع زوجها.
شاهد أيضًا: دليل شامل للتعرف على كيفية إدارة الأزمات الأسرية
الحقوق المشتركة بين الزوجين
الزواج هو رباط وثيق بين شخصين، وهناك العديد من الحقوق المتبادلة والمشتركة بين الزوجين، وذلك لكي تكون الحياة بينهما كريمة خالية من المشكلات، وتتمثل تلك الحقوق في:
العناية بالمظهر الخارجي
هناك العديد من الحقوق المشتركة بين الزوجين، التي يجب الاهتمام بها ومن أهمها العناية بالمظهر الخارجي، فالعناية بالمظهر ليست مقتصرة على المرأة فقط، فتقوم المرأة بالعناية بمظهرها الخارجي لكيلا ينفر منها زوجها، ومن الضروري على الرجل أيضًا أن يهتم بمظهره وذلك لكيلا يكون أمام زوجته برائحة كريهة.
تتمثل الزينة بالنسبة للرجل في أن يقوم بترجيل الشعر، والطيب، والسواك، والاكتحال، وتغيير الشيب، ولبس ثياب حسنة، فمن الضروري على الزوج أن يهتم بمظهره الخاص، وحسن ثيابه وطيب ريحة، ونظافة جسمه، فمن خلال الاهتمام بكل تلك التفاصيل يكون سعيًا منه لدوام الود والمحبة بينهما، ومن الضروري عدم الإسراف لكيلا يخل بمروءة الرجل برجولته.
بالنسبة للسيدة يجب عليها أن تهتم بنظافة جسدها ورائحة فمها، ويجب أن ترجل شعرها، ولا بأس في أن تقوم بوضع الماكياج لزوجها ولكن يجب ألا تبالغ أيضًا.
عدم إفشاء السر بين الزوجين
من أهم الحقوق المشتركة بين الزوجين التي يجب تطبيقها والعمل على تنفيذها، هي توفير الأمن والاطمئنان بشكل كامل، فمن الضروري أن يكون الاثنين على ثقة تامة أن أي من الأخبار أو المواضيع التي يقوموا بالتحدث فيها لن تخرج إلى الخارج أبدًا، فذلك يعتبر من أهم الحقوق بين الزوجين، فيجب على الزوجين ألا يقوم أيًا منهما بذكر عيوبهما من خلق أو خِلقه.
من الضروري على الزوج ألا يذكر أي عيوب في زوجته مثل أن يعيب طعامها وشرابها ونومها، فكل تلك الأمور من الأسرار التي من الضروري أن يتم كتمها، وكذلك أيضًا بالنسبة للزوجة فيجب عليها ألا تقوم بنشر أسرار زوجها من جهة المعاملات المادية، وغير ذلك من الأمور التي لو علمها الزوج من الممكن أن يغضب منها، فحفظ الغيب واجب على الزوجين، وفي حالة الاستهانة بذلك الأمر من الممكن أن ينتج عنه أضرار كثيرة.
نذكر في ختام مقالنا عن الحقوق المتبادلة والمشتركة بين الزوجين أن موقع آراء فقهية يوضح أن الزواج يجمع بين الرجل والمرأة على الحب والمودة والاحترام، وأن الإسلام قد شرع الزواج للديمومة على أسس وحقوق يجب الالتزام بها.