فقه الأسرة

ما هي أهمية الأسرة في بناء المجتمعات؟

لاشك أن أهمية الأسرة في بناء المجتمعات كبيرة، فالأسرة هي نواة المجتمع التي ينبني عليها وأن أي خلل يحدث فيها يعني أن البناء بأكمله هش ومعرض للانهيار في أي لحظة، لذلك إذا أردت أن تبني مجتمعا قويا من المهم أن تحرص على الأسس الأولى لهذا المجتمع والتي تبدأ من تشكيل أسرة سوية قوامها المبادئ والأخلاق.

أهمية الأسرة في بناء المجتمعات

أهمية الأسرة في بناء المجتمعات
أهمية الأسرة في بناء المجتمعات

الأسرة ما هي إلا مؤسسة اجتماعية صغيرة، وهي خلية ضمن هيكل كبير يتكون من مجموعة ضخمة من الخلايا، وأي آفة في خلية واحدة قد تنتقل إلى باقي الخلايا وتؤثر على سلامتها ومع الوقت يصبح المجتمع ككل عبارة عن عناصر فاسدة من الصعب إصلاحها فيما بعد، خاصة أن التلف الذي يحدث فيها يؤثر على الجوانب المختلفة من حياة الأشخاص ككل سواء من الناحية الاجتماعية أو الدينية أو الاقتصادية وغيرها من النواحي الأخرى.

شاهد أيضًا: ثقافة الاعتذار والتسامح في الأسرة وكيفية الاعتذار في الإسلام

دور الأسرة في بناء مجتمع صالح

للأسرة دور أساسي في حياة الأبناء وهي حجر الأساس الذي يعتمد عليه إخراج شخصيات سوية في المجتمع أو شخصيات منحرفة، وعلى هذا الأساس يتوقف شكل هذا المجتمع إما أن يكون بيئة صالحة تعمل على التطوير وتوفير الأمان وعناصر الحياة الصحية، أو أن يكون مجتمع فاسد مبني على الانحلال والإنحدار الأخلاقي، فيكون نتاجه عناصر غير سوية تضر بكل ما حولها.

وفيما يلي نستعرض أهمية الأسرة في بناء المجتمعات من النواحي الحياتية المتعددة، وهي كما يلي:

الدور التربوي للأسرة

أهمية الأسرة في بناء المجتمعات
أهمية الأسرة في بناء المجتمعات

عندما نتحدث عن أهمية الأسرة في بناء المجتمعات من الناحية التربوية نجد أنه دور محوري يترتب عليه كافة أركان الشخصية الإنسانية، فإذا استطعت أن تصنع إنسان سوي أخلاقيا وتزرع بداخله المبادئ والأخلاق التي توجهه نحو الصواب وتمنعه عن الخطأ وأن يكون مقياس الأمور بالنسبة له الحلال والحرام، مع تأسيسه من الناحية النفسية أن يكون شخص سوي بعيدًا عن الانحرافات النفسية التي تؤدي فيما بعد إلى انحرافات أخلاقية وربما إلى وقوع جرائم بأشكال متعددة.

حينها يمكن القول أنك قد نجحت أن تؤسس مشروع مجتمع صالح مبني على الخير، ومن ثم بناء شخصيات ترتكز على المبادئ وتسعى إلى نشرها في النطاق المحيط بها، مما يؤثر على المجتمع ككل بشكل إيجابي.

اقرأ المزيد: دليل شامل للتعرف على كيفية إدارة الأزمات الأسرية

الدور الوظيفي للأسرة

يعتبر دور الأسرة الوظيفي من أهم الأدوار التي تقوم من خلالها بتأمين حياة أفرادها وإشباع الاحتياجات الأساسية لهم من التعليم والصحة والتغذية والملبس وغيرها، وكلما كانت الأسرة قادرة على القيام بهذا الدور بالكفاءة المطلوبة استطاعت أن تنتج أشخاص أسوياء وأصحاء متعلمين قادرين على إفادة مجتمعهم وتقديم اللازم لتطويره وتنميته على كافة الأصعدة مما يحقق حياة اجتماعية مستقرة وبيئة صحية للحياة السوية.

الدور الاجتماعي للأسرة

من المهم أن يكون لدى الأسرة وعي بأهمية دورها من الناحية الاجتماعية وتقديم الحماية اللازمة لأفرادها من المخاطر الخارجية مثل المخدرات وغيرها وتوجيه الشباب لاختيار الأصدقاء مع فرض الرقابة اللازمة، بالإضافة إلى دورها في إمدادهم بالوعي الكافي لاختيار شريك الحياة المناسب ودعمهم في حالات الطلاق والانفصال حتى يمكن تقليص الخسائر التي تنتج عن هذه النوعية من المشاكل إلى أدنى حد ممكن، مما يقلل من حالات الانحراف بين الشباب والاتجاه نحو المخدرات والانتحار وغيرها من المشاكل الأخرى هربا من مشاكل الأسرة.

دور الأسرة في غرس القيم الأخلاقية

تعد الأسرة المصدر الأول والأساسي في غرس القيم والمبادئ الأخلاقية في نفس الطفل، فهي التي تزرع فيه منذ الصغر الصفات الحسنة كالصدق في القول والعمل، والصبر، والاحترام، والانضباط، وتساهم هذه القيم في تشكيل سلوكه وبناء شخصيته على مدى مراحل حياته، من الطفولة وحتى الوفاة، فالأسرة هي البيئة الأولى التي يتعلّم فيها الطفل كيف يتعامل مع الآخرين، ويكتسب منها سلوكًا متزنًا يساعده على الاندماج في المجتمع بشكل سليم.

وفي المقابل فإن إهمال الأسرة لهذا الدور التربوي قد يؤدي إلى نتائج سلبية، إذ يصبح الطفل عرضة لتبني سلوكيات منحرفة أو قيم خاطئة، مما يؤثر عليه وعلى من حوله بشكل سلبي، وقد يؤدي ذلك إلى اضطراب في شخصيته وسلوكه، مما ينعكس على المجتمع بأكمله.

ولهذا فإن بناء مجتمع متماسك ومتعاون يبدأ من الأسرة، فهي التي تتحمّل المسؤولية الكبرى في تربية أبنائها تربية سليمة قائمة على القيم والأخلاق، وعندما تدرك الأسرة دورها في هذا الجانب، وتحسن القيام به، تساهم في إعداد جيل صالح، يشكل قدوة حسنة في الأخلاق والسلوك، ويساهم في رقيّ المجتمع واستقراره.

تابع المزيد: دور فقه الأسرة في بناء مجتمع مسلم سليم

المشاكل النفسية للوالدين وأثرها على أبنائهم

أهمية الأسرة في بناء المجتمعات

تعتبر الأسرة، وخاصة الأم، محورًا أساسيًا في تكوين التوازن النفسي لأفراد العائلة، لا سيما الأبناء، إذ تمثل البيئة الأولى التي يشعر فيها الفرد بالأمان والانتماء، خصوصًا في ظل الضغوط والتحديات المتزايدة التي تفرضها الحياة المعاصرة.

هذا الشعور بالاحتواء داخل الأسرة يشكل درعًا نفسيًا قويًا يساعد على الوقاية من اضطرابات مثل القلق، والاكتئاب، والانطواء، والعزلة الاجتماعية، ومن خلال هذا الدور، تمكّن الأسرة أبناءها من التفاعل الإيجابي مع الآخرين، والمشاركة الفعالة في الحياة المجتمعية، بدلًا من الانسحاب أو تفضيل العزلة.

ويسهم هذا التوازن النفسي الذي تعزّزه الأسرة في تحسين أداء الأفراد وإنتاجيتهم، كما يعزز من قدرتهم على الحفاظ على خصوصيتهم الشخصية وتقدير ذواتهم فالمجتمع الذي تحظى أفراده بدعم نفسي سليم من داخل أسرهم هو مجتمع أقوى، وأكثر قدرة على مواجهة الأزمات، والتعامل مع التحديات بأسلوب متزن وسلمي.

بهذا نكون قد تعرفنا على أهمية الأسرة في بناء المجتمعات وكيف يمكن أن تؤثر في الوصول إلى مجتمع صالح أو فاسد بناء على المعطيات التي تقدمها كنواة أساسية لهذه المجتمعات.

alaa.shalaby.2003

هو كاتب محتوى إبداعي يتمتع بخيال واسع وقدرة على صياغة القصص والشخصيات الجذابة، يتقن كتابة الروايات، والقصص القصيرة، والمقالات الإبداعية، والسيناريوهات، وغيرها من أنواع المحتوى الإبداعي، يسعى "علاء" دائمًا إلى إلهام القراء وإثارة مشاعرهم من خلال محتواه المبتكر والمميز.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى