السعي بين الصفا والمروة وأهم السنن
السعي بين الصفا والمروة هو أحد الأماكن التي تقام فيها ركن من أركان الحج ببيت الله تعالى وهو ركن من أركان الحج فلا يصح الحج بدون السعي بين الصفا والمروة، في طريقة القيام بها هي قيام الحاج بالذهاب والإياب من جبل
الصفا إلى جبل المروة والعودة وتكرارها بواسطة طريق بينهم يسمى المسعى كمن يسأل عن أمر من أموره. كما فعلت السيدة هاجر وهي أول من سعى بين الصفا والمروة، وقتها كانت تبحث عن الماء لسيدنا إسماعيل عليه السلام فكانت تذهب من أول جبل الصفا ثم منها إلى جبل المروة، وقت كررتها سبع مرات حتى وجدت الماء لأبنها سيدنا إسماعيل عليه السلام.
السعي بين الصفا والمروة وحكمه
في قول الله عز وجل ” اسعوا، فإن الله كتب عليكم السعي” والسعي هو للتذكير بما فعلته السيدة هاجر عندما خضعت لأمر ربها بالسعي بين الصفا والمروة لعلها تجد الماء لابنها سيدنا إسماعيل عليه السلام وهو تذكير للعبد أنه بحاجة إلى ربه وأنه فقير لربه ومحتاجه في كل أمور الدنيا ويشير إلى فقر السيدة هاجر وأنها بعد السعي فاجئها ربها بالماء لأبنها
ومن هنا أن العبد إذا أطاع الله، الله لا يضيعه ولا يجيبه ولا يرد دعاؤه.
اقرأ أيضًا: مبطلات الحج للنساء
معنى كلمتي الصفا والمروة
كلمة الصفا هي كلمة تعني الحجر العريض الناعم أو الحجره المختلطه بالرمله، مع العلم أن جبل الصفا هو الجبل الذى يبدأ منه السعي وهو يبعد عن الكعبة بمسافة 130 متر، وهناك سبب آخر لتسميته بجبل الصفا ذكره شمس الدين القرطبي وهو أن أصل كلمة الصفا في اللغة هي الحجر الأملس وقال أن جبل الصفا وقف عليه سيدنا أدم علية السلام لذلك سمى بصفة المذكر “الصفا” ووقفت حواء على المروة لذلك سمى بصفة المؤنث “المروة”.
كلمة المروة ومعناها أنها الصخرة القوية الغير متساوية وتعتبر حجارة بيضاء كما قال الفيروز آبادي: أن المروة وهي حجارة بيضاء، وقال الفيومى: أن الحجارة البيض سميت المروة وهي جبل في مكة، وقال الحموي: إن الصفا والمروة وهما جبلان بين بطحاء مكة و المسجد الحرام “والبطحاء هي المكان الواسع الذي يمر به السيل فيجتمع فيه الرمل والحصا”، الصفا والمروة هما اسم لجبلين متقابلين والصفا هي بداية السعي أما المروة فهي نهايته.
تعريف كلمة السعي
السعي له معنيان وهو معنى في اللغة ومعنى أخر كاصطلاح:
- السعي في اللغة: السعي في المشي وهو الهرولة أي المشي بسرعة، ويأتي السعي بنفس معنى كلمة الذهاب.
- السعي في الاصطلاح: وهو المشي بين الصفا والمروة عن طريق المسعى أي قطع المسافة بين جبلي الصفا والمروة سبع أشواط.
- والمسعى وهو الطريق الذي يقع بين جبل الصفا وجبل المروة.
- الشوط هو المرة الواحدة للمسافة بين الصفا والمروة
المسافة في السعي بين الصفا والمروة
اختلفت المسافة بين جبلي الصفا والمروة حيث جاء في أقوال أنها 405 متر، وفي أقوال أخرى أنها 375 متر، وفي أقوال أخرى أنها 394.5 متر، ولكن للعموم عدد السبع أشواط السعي هو تقريبا مسافة 3 كيلو، كيفية السعي بين الجبلين السعي هو ركن أساسي من أركان الحج فيكون الحج غير صحيح ولا يجوز في حالة عدم القيام بالسعي بين الجبلين ويكون السعي بمقدار سبع أشواط ومع كثرة الخطأ في حساب السبع أشواط.
السنن في السعي بين الصفا والمروة
من السنة أن يقوم الحاج بالقيام بالسعي بشكل متتالي، أي أن تكون الأشواط متتالية دون الوقوف ولكن يجوز للحاج أن يفصل بين الأشواط ليأخذ وقتاً من الراحة، أما هي سنة عن النبي صلى الله عليه وسلم أن يكون السعي متتالي، ومن السنة أن يكون السعي للحاج ماشياً ولكن إذا كان الساعي غير قادر على المشي فيجوز له أن يقوم بركن السعي راكباً، والسنة عن النبي صلوات الله عليه أن يقوم الساعي بالسعي مهرولًا والإسراع في المشي وليس الجري بين منطقتي العلمين الأخضرين.
كيفية حساب السبع أشواط
والبداية تكون من بداية جبل الصفا في البداية عند جبل الصفا إلى نهاية جبل المروة تعتبر شوط والرجوع من جبل المروة إلى جبل الصفا يعتبر شوطاً أخر، وانتشر الخطأ في أنه يتم احتساب الذهاب من الصفا إلى المروة والعودة مرة إلي الصفا أخرى شوط وهذا الخطأ منتشر فلابد من معرفته ليتم احتساب الحج بشكل صحيح، فإذا كان الشك في عدد الأشواط أثناء السعي فيأخذ الساعي بالعدد الأقل وإذا كان بعد الانتهاء من السعي فلا مشكلة في هذا ويجوز.
مكان البدء في السعي بين الصفا والمروة
تتم بداية السعي من جبل الصفا وليس من جبل المروة ويتم احتساب أشواط السعي من جبل الصفا وعند انتهاء الساعي من السعي يكون موجود عند جبل المروة حيث أن السيدة هاجر بدأت سعيها من جبل الصفا ثم ذهبت إلى جبل المروة.
ما على الساعي فعله عند السعي بين الصفا والمروة؟
عندما يصل الساعي في كل شوط من الأشواط إلى جبل الصفا عليه أنت يكبر ويهلل ويصلي على النبي محمد صلى الله عليه وسلم ويدعو الله تعالى بما يحب ويرغب وعندما يصل إلى جبل المروة يفعل ما فعله عند جبل الصفا فيقف يهلل ويكبر ويصلي على النبي محمد صلوات الله عليه ومن ثم يدعو الله بما يريد وهكذا يكون انتهاء الشوط فيبدأ بعد شوط جديد من الأشواط.
الهرولة في السعي بين الصفا والمروة
وتعتبر الفراولة من النقاط الهامة للسعي فتكون الهرولة للرجال دوناً عن النساء حيث أن الهرولة تعني الإسراع في المشي وهي تكون منطقة في السعي ويكون موجود مسار للهرولة وتكون الهرولة في كل شوط من السبع أشواط ويقوم فيها الساعي بترديد ذكر “لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير، سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، ولا حول ولا قوة إلا بالله، سبحان الله وبحمده، سبحان الله العظيم” ومن بعدها يدعو الله عز وجل بما يحب ويرضى.
تابع المزيد: كم أركان الحج
حكم سعي الحائض
يجوز للمرأة الحائض أن تسعى بين الجبلين في السعي لا يشترط فيه الطهارة حيث قال الرسول صلى الله عليه وسلم للسيدة عائشة ” اقضي ما يقضي الحاج إلا أن تطوفي بالبيت” فالمرأة الحائض لها أن تسعي ولكن لا يجوز لها أن تطوف بالكعبة.
ففي النهاية السعي بين الصفا والمروة هو ركن أساسي من أركان الحج ببيت الله ولا يقبل الحج بدونه وعدد أشواط أو مرات القيام به هو سبع مرات ذهاباً وإياباً ومكان بدايته هو جبل الصفا إلى جبل المروة ومن شروطه الهرولة في المشي وليس الجري و الحكمة منه هو تذكير لما فعلته السيدة هاجر زوجة سيدنا إبراهيم لتجد الماء لابنها سيدنا إسماعيل عليه السلام، والحكمة منه هو اللجوء لله تعالى فمن لجأ لربه لا يخيبه أبداً كما صار مع السيدة هاجر فلما سعت وطلبت من ربها الرزق لأبنها فأمر الله جبريل بأن يفجر من تحتها نبع من الماء فشربت منه وأبنها حتى ارتويت فسبحان الله الرحيم.