المجاهرة بالمعصية وحكمها في الإسلام
موضوع اليوم هو المجاهرة بالمعصية وما لها من خطر على المجتمع الإسلامي ككل، وحكمها في الإسلام، وهو ما بدأ في الانتشار في وقتنا الحالي وهو عمل الناس الذنب وتفاخرهم به وانتشاره بين الناس، نتعرف على تعريف هذا المصطلح ومعناه مع توضيح كم الخطورة الناتجة عنه ومعرفة أنواع المجاهرة وحكمها في الإسلام خلال السطور القادمة.
المجاهرة بالمعصية
إن المجاهرة بالمعصية هي كبيرة من الكبائر التي تميت القلوب وتقضي على الحياء، وبذلك تنتشر المعصية بين الأفراد ويستهان بالمعاصي، مثل قوله تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ ۚ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ) (19: سورة النور).
ومعنى المجاهرة هي إظهار ما ستر الله على العبد من فعله للمعصية، مثل أن يحدث الناس تفاخراً بما فعله من معصية أو استهتاراً بستر الله، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في هذا الأمر: (كُلُّ أَمَّتِى مُعَافًى إِلاَّ الْمُجَاهِرِينَ ، وَإِنَّ مِنَ الْمَجَانَةِ أَنْ يَعْمَل الرَّجُلُ بِاللَّيْلِ عَمَلاً ، ثُمَّ يُصْبِحَ وَقَدْ سَتَرَهُ اللَّهُ، فَيَقُولَ يَا فُلاَنُ عَمِلْتُ الْبَارِحَةَ كَذَا وَكَذَا ، وَقَدْ بَات َيَسْتُرُهُ رَبُّهُ وَيُصْبِحُ يَكْشِفُ سِتْرَ اللهِ عَنْهُ).
الفحش هو دليل على سوء الخاتمة، ليس عيباً أن يخطئ العبد ويستغفر من الله ويتوب إليه، ولكن بعد اقتراف الذنب والتفاخر بهذا الذنب والمعصية أمام الناس هو بلاء عظيم وأمر لا يحبه الله مثل في قوله تعالى: (لَّا يُحِبُّ اللَّهُ الْجَهْرَ بِالسُّوءِ مِنَ الْقَوْلِ إِلَّا مَن ظُلِمَ ).
أنواع المجاهرة بالمعصية
يوجد ثلاثة أنواع من المجاهرة بالمعصية، ويتم توضيحها في الآتي:
- المجاهرة أو إظهار المعصية هي استهتار بحدود الله، وهو مذموم شرعاً وعرفاً حيث يعتبر من أهل المجون.
- إظهار ما ستره الله ويعتبر هؤلاء الأشخاص لا يتمتعون بمعافاة الله عز وجل من الذنوب والمعاصي، بجانب التفاخر بالمعصية مع أصدقاء السوء.
- ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم أن المجاهرة بالمعصية لها عواقب في الدنيا والآخرة، روى ابن ماجه في سُننه من حديث ابن عمر رضي الله عنهما قال: أقبل علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: (يا معشرَ المهاجرين، خمسٌ إذا ابتُليتم بهنَّ -وأعوذ بالله أن تدركوهنَّ-: لم تظهرِ الفاحشة في قوم قطُّ حتى يُعلنوا بها، إلا فَشَا فيهم الطاعون والأوجاع التي لم تكن مَضتْ في أسلافهم الذين مضَوْا، ولم ينقصوا المكيالَ والميزان، إلا أُخِذوا بالسِّنين وشدَّة المؤونة وجورِ السلطان عليهم، ولم يَمنعوا زكاة أموالهم، إلا مُنِعوا القطر من السَّماء، ولولا البهائم لم يُمطَرُوا، ولم يَنقضوا عهدَ الله وعهدَ رسوله، إلا سلَّط الله عليهم عدوًّا من غيرهم، فأخذوا بعضَ ما في أيديهم، وما لم تحكُم أئمتُهم بكتاب الله ويتخيَّروا مما أَنزل الله، إلا جَعَل الله بأسَهم بينهم).
حكم الجهر بالمعصية
ينهى الله ورسوله كما ذكرنا عن الجهر بالمعصية واعتبارها كبيرة من الكبائر، ولكن يمكن الاستغفار عن ذلك الأمر مثل في قول الله عز وجل: (إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء) ( النساء : 48 ، 116 )، وكذلك في الآيات القادمة يبين الله غفره للعديد من الذنوب مثل قوله: (قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعاً إنه هو الغفور الرحيم) (سورة الزمر : 53 ) ، وقوله تعالى (ورحمتي وسعت كل شيء) ( سورة الأعراف: 156 ) .
تابع المزيد: فوائد الاستغفار
هل المجاهرة بالمعصية من الكبائر؟
الجهر بالمعصية تعتبر كبيرة من الكبائر والكبائر تحتاج إلى أعمال خاصة للتكفير عنها مثل إقامة الحد الشرعي والتوبة الصادقة، وفي حالة إذا مات صاحب الذنب على ذنوبه، فإن كان منها الشرك، فإن الله لا يغفره في الآخرة، وإن كان مما هو دون ذلك، صاحبه يكون تحت مشيئة الله إن شاء عذبه وإن شاء غفر له.
التحدث مع الناس بالذنب والمجاهرة به أمام الناس، هو حرام وهو من كبائر الذنوب، وباب من أبواب إشاعة الفاحشة بين المسلمين، وإغراء الآخرين بالوقوع في مثل فعله، والتشجيع على الشر، وتقليل خطورة المعصية وعلامة عن الاستهانة بها وتلطيخ العاصي لسمعة نفسه وإباحة عرض المعصية للآخرين، والشخص الذي يبتلى بهذا الابتلاء يجب أن يستشعر عظمة الله ويستقيم على شرع الله ويتجه إلى التوبة الصادقة، ويرجع إلى الله.
وفي نهاية المقال قد تعرفنا على المجاهرة بالمعصية وأنواعها الثلاثة وحكم الجهر بالمعصية.