السهر في رمضان وعدم التورع عن المحرمات من الأمور التي تمنع المسلم من الاستفادة بصيامه، مما يؤدي إلى ضياع تعبه في الصيام طوال اليوم، وهذا لأن الهدف الأساسي من الصيام التقرب إلى الله تبارك وتعالى، فإن لم يهتم المسلم بذلك فلا فائدة من ترك الطعام والشراب، لأنه من المفروض أن يقوم بذلك في الأساس تقرباً إلى الله تبارك وتعالى.
حكم السهر في رمضان
الصيام من أركان الإسلام الخمسة التي يجب على كل مسلم توفرت فيه شروطها أن يفي بها، ومن أهم مقاصد العبادة التقرب إلى الله تبارك وتعالى، وإلا فلا معنى لقيام المسلم بها والاجتهاد فيها مع عدم تأثيرها عليه، ومنه قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: (مَن لَمْ يَدَعْ قَوْلَ الزُّورِ والعَمَلَ به، فليسَ لِلَّهِ حَاجَةٌ في أنْ يَدَعَ طَعَامَهُ وشَرَابَهُ) [رواه البخاري].
وفي الحديث إشارة واضحة إلى ضرورة الامتناع عما حرم الله تبارك وتعالى من الأمور في رمضان وغيره، إلا أن المسلم في حالة صيامه يكون الأحرى به أن يتنبه إلى تحسين علاقته بربه، لكي لا يذهب تعب صيامه سدى، ومن أهم الأدلة على التي يستدل بها موقع آراء فقهية على ذلك:
أن النبي محمد صلى الله عليه وسلم روى عن رب العالمين قوله: (كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ يُضَاعَفُ، الحَسَنَةُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا، إلى سَبْع مِائَة ضِعْفٍ، قالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: إلَّا الصَّوْمَ؛ فإنَّه لي، وَأَنَا أَجْزِي به، يَدَعُ شَهْوَتَهُ وَطَعَامَهُ مِن أَجْلِي. لِلصَّائِمِ فَرْحَتَانِ: فَرْحَةٌ عِنْدَ فِطْرِهِ، وَفَرْحَةٌ عِنْدَ لِقَاءِ رَبِّهِ. وَلَخُلُوفُ فيه أَطْيَبُ عِنْدَ اللهِ مِن رِيحِ المِسْكِ) [وراه البخاري].
حكم السهر بدون سبب
إن حكم السهر في رمضان وعدم التورع عن المحرمات أنه لا يبطل الصيام، لكنه يؤثر في الأجر الذي يعده الله تبارك وتعالى لعباده الصوامين يوم القيامة، لذلك فلا يجب أن يسهر المسلم بدون سبب لمشاهدة برامج الترفيه عبر الشاشات، لأن في ذلك مناقضة لمقصد من مقاصد الصيام، وهو كبح الشهوة والتحكم فيها.
وهذا لأن الصيام عبادة تعلم الزهد في الدنيا وترغب فيما عند الله، عن طريق الامتناع عن الحلال من مأكل ومشرب وزوجة، في سبيل نيل رضا رب العالمين يوم القيامة، فلا يجوز تلويث تلك العبادة العظيمة ببعض الآثام والمحرمات التي ليس لها داعي، لأن ذلك يعكس تأثير الصيام على القلب.
تابع المزيد: كيفية قضاء الصيام بعد رمضان
هل يجوز النوم طوال النهار أثناء الصيام
إن من آفات السهر في رمضان وعدم التورع عن المحرمات هو عدم اليقظة طوال النهار، لأن الإنسان يورث الكسل وتنخفض همته خلال النهار بسهره طوال الليل على الملذات، ورغم أن هذا لا يبطل الصيام في حد ذاته، إلا أنه قد يؤدي إلى ضياع الصلاة على وقتها، وفوات وقت الصيام بدون ذكر أو صلاة أو تسبيح أو عمل صالح، وهذا مما ينقص من أجر الصيام بكل تأكيد.
إذا نام الصائم ولم يفطر
في حالة بالغ المسلم في السهر في رمضان وعدم التورع عن المحرمات، ونام إلى ما بعد المغرب مع نيته أن يصوم إلى المغرب فقط، فإن صيامه صحيح، وليس عليه قضاء ولا كفارة، مع تذكريه بأن المبالغة في السهر وعدم التورع من المحرمات تنقص من أجر الصيام.
بعد الاطلاع على حكم السهر في رمضان وعدم التورع عن المحرمات، يجب على كل مسلم أن يراعي أنه يصوم لوجه الله تبارك وتعالى، وألا ينسى مقاصد عبادة الصيام، وأن يحاول التقرب إلى الله في كل وقت خلال رمضان.
