فقه العبادات

حكم الأضحية في الإسلام وشروطها وفضلها

الأضحية في الإسلام يقصد بها ما يذبح من الأنعام في عيد الأضحى أو في أيام التشريق بالنسبة للحجاج والأساس في الغرض منها هو التقرب إلى الله أسوة بسيدنا إبراهيم الذي أفدى الله عز وجل ابنه إسماعيل بالكبش، والأضحية كما جاء على لسان بن تيمية واجبة على كل مسلم موسر قادر عليها، وقد وردت مشروعيتها في القرآن، كما جاء أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يضحي كل عام.

من خلال السطور القادمة سوف نتعرف على المقصود من الأضحية وحكمها وعلى من تجب وأيا لمن تجب وكل ما يلزم أن يعرف المسلم عنها.

القصد من الأضحية في الإسلام

الأضحية في الإسلام
الأضحية في الإسلام

عندما اختبر ربنا سبحانه وتعالى سيدنا إبراهيم في طاعته والانصياع لأوامره وأوشك على تنفيذ الأمر الإلهي بذبح ابنه فداه الله تعالى بكبش، وعندما جاء الإسلام أمر الله سيدنا محمد بالأضحية في سورة الكوثر فكان يذبح كل عام، وأصبحت سنة مؤكدة تجب على كل مسلم قادر يقوم بالذبح يوم النحر أو يوم عيد الأضحى المبارك لغير الحجاج وفي يوم التشريق بالنسبة للحاج.

ويجوز ذبح البقرة كأضحية وهي تجزء عن سبعة أفراد، أو ذبح الشاة التي تجزئ عن فرد واحد، وأما عن حكم من ينزي ذبح الأضحية ألا يحلق شعره إذا دخلت العشر الأوائل من ذي الحجة حتى تقبل منه.

فضل وثواب الأضحية

جاء في العديد من الأحاديث النبوية الصحيحة أن الأضحية في الإسلام لها فضل عظيم وثواب كبير لمن يقوم بها، فقد حث الرسول عليه الصلاة والسلام المسلمين على إرراقة دماء الأنعام يوم النحر كما جاء بالحديث الشريف”ما من عمل آدمي يوم النحر أحب عند الله من إراقة دماء الشاة، وأنها تأتي يوم القيامة بقرونها وأشعارها وأظلافها وأن الدم ليقع عند الله بمكان قبل أن يقع من الأرض فطيبوا بها نفسًا” صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم.

متى تذبح الأضحية؟

الأضحية في الإسلام لها أحكام واجبة النفاذ ولا يجوز أن يضحي المسلم في أ وقت من اوقات العام، فهذا لا يسمى أضحية ولكنه يكون تحت حكم الصدقة، وأما الأضحية فهي تجب في وقت محدد من العام وتكون في الأربعة أيام من عيد الأضحى وفي الثلاثة أيام التي تليه التي تسمى أيام التشريق، وقبل أو بعد هذه الفترة لا يجوز أن يذبح المسلم البهيمة بنية الأضحية.

وهي تجب على كل مسلم عاقل بالغ رشيد يكون ميسور الحال لديه القدرة على شراء الأنعام وذبحها، ويجوز أن يقوم الشخص بذبح الشاة أو المشاركة مع غيره في ذبح العجل واقتسام أجر الأضحية.

يبدأ الوقت المحدد للذبح بعد أداء صلاة عيد الأضحى المبارك، وتنتهي تحديدًا عند غروب الشمس في اليوم الثالث الذي يلي أيام العيد أي في ثالث أيام التشريق.

شروط صحة الأضحية

الأضحية في الإسلام
الأضحية في الإسلام

هناك بعض الشروط الواجب توافرها حتى يمكن للمسلم أن يضحي وتكون الأضحية في الإسلام صحيحة من الناحية الشرعية، وهذه الشروط كما يلي:

  • أن تكون الحيوانات التي ينوي التضحية بها سليمة من أي أمراض أو عيوب باطنية أو ظاهرية مثل وجود إعاقة أو مرض خطير يخشى ان ينتقل إلى الآكلين لها.
  • يجب أن تكون الأضحية من الأنواع المسموح بذبحها وأكلها ويفضل أن تكون من البهائم المشهورة مثل الأغنام والماعز والأبقار وأن يتم اختيارها من أفضلها صحيًا وبدنيًا.
  • أن يتم أدائها في الوقت المخصص لها ليس قبله أو بعده.
  • ألا يكون عمر الضحية كبير أو صغير جدًا فلا يجوز ذبح حيوان غير قادر على المشي أو ان أسنانه لم تنمُ بعد، والحد الأدنى لعمر الضحية يكون بين ستة أشهر وإلى سنة وليس أقل أو أكبر من ذلك.
  • أن تكون دسمة قوية بما يكفي حتى يكون بها لحم.

ماذا يجب أن يتوفر في المضحي؟

حتى تكون الأضحية في الإسلام مقبولة من الناحية الشرعية فهناك بعض الشروط التي تجب على أن تكون لدى المضحي، وهي:

  • أن يكون الشخص قد حصل على ثمن الأضحية أو على الأضحية نفسها بطرق شرعية غير مخالفة للدين كالسرقة أو التدليس أو الإجبار.
  • يشترط أن لا يكون لديه نية لشراء أضحية معيوبة تكون بسعر أقل كأن تكون مريضة أو مقطوعة الأذن أو أن تكون هزيلة فهي تقع في يد الله قبل العباد والأصل أن يقدم المسلم أفضل ما يكون.
  • أول ما يشترط أن يكون المضحي من المسلمين، فلا يجوز ان يكون المضحي غير مسلم.
  • أن يكون الشخص حر فلا تجب الأضحية على المملوك أو العبد حتى وإن كان يتوفر فيه شرط البلوغ والعقل.
  • أن يكون لديه القدرة المالية ، ولكن هذا الشرط اختلف عليه الأئمة، حيث جاء بمذهب بن حنبل أن القدرة يقصد بها الحصول على ثمن الأضحية، بينما الإمام مالك يرى أن ثمن الأضحية يجب أن يكون زائد عن حاجته حتى وإن كان متوفرًا.
  • يرى المالكية أنه لا يجوز التضحية للحاج للتخفيف عنه، أما باقي المذاهب فلا يوجد لديها هذا الشرط، إذ يجوز للحاج الأضحية ما دام قادرًا.

حكم توزيع الأضحية

يجب أن يتم توزيع الأضحية بثلاث أقسام متساوية فيكون ثلث منها للشخص نفسه والثلث الثاني يكون للأقارب وأما الثلث الثالث يكون للفقراء والمحتاجين، وأما عن جواز إعطاء جزء منها للأقارب فهو مستحب وفقًا للمبدأ الشرعي أن الأقربن أولى بالمعروف فهذا يولد المزيد من المحبة والتآخي بين الأقارب ومن شأنه أن يزيل أسباب الحقد والكراهية في النفوس، ومن ثم فقد أباح الإسلام للمسلمين أن يقوموا بتوزيع صدقاتهم على الأقارب وهذا ينطبق أيضًا على الأضحية في الإسلام.

تابع المزيد: حكم الصلاة في السفر والمرض

هل يجوز إخراج الأضحية للميت؟

الأضحية في الإسلام
الأضحية في الإسلام

فيما يتعلق بحكم الأضحية في الإسلام لمن مات من المسلمين فلم يرد نص شرعي صريح من الكتاب والسنة يوضح فضل ذلك او أن ثوابها يصل إلى الأموات، وإنما جاء فضلها وثوابها لمن هم من المسلمين الأحياء، ومع ذلك يرى جمهور العلماء أنه لا مانع من أداء الصدقات عن الميت ووهب نيته إليه سواء كان ذلك في الأضحية أو غيرها من الصدقات والله أعلم.

حكم ذبح الأضحية ليلًا

يتساءل بعض المسلمين عن جواز القيام بذبح الأضاحي في وقت الليل سواء في أيام العيد أو التشريق،وقد جاء في أغلب آراء الفقهاء أنه جائز لا مانع فيه، ولكن يفضل أن يكون الذبح بعد صلاة العيد حتى يستفيد المسلمين من الأضاحي من باب إدخال السرور عليهم خاصة من الفقراء الذين لا يقدرون على شراء اللحم في العيد الذي يتم تناوله في هذه الأيام وفقًا للعادات الإسلامية المتعارف عليها.

حكم الجمع بين الأضحية والعقيقة

أما عن حكم الأضحية في الإسلام ونية جمعها مع العقيقة لمن أراد أن يعمل لمولوده عقيقة، فقد أجاز الشرع ذلك ولكن مع توفر شروط الأضحية الشرعية فيهما ولأن العقيقة هي سنة واجبة.

بهذا نكون قد تعرفنا على أحكام الأضحية في الإسلام وشروط صحتها وأهم الشروط التي يجب أن تتوفر في المسلم حتى تقبل منه.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى