بالإجابة على سؤال كيف تختار الزوج الصالح لا بد من الإشارة إلى بعض المعايير والأسس التي تلعب دور كبير في تحديد إن كان الزوج مناسب ولا يجوز التفريط بها بأي شكل من الأشكال، وقد اتفق العديد من العلماء بالاستناد إلى الأحاديث النبوية والقرآن الكريم على بعض من هذه الأسس التي دونها قد لا يبارك الله في هذا الزواج.
بينما تجمع هذه الأسس بين المعايير الأخلاقية والشكلية حتى تتوافق مع متطلبات الدنيا والآخرة، وفي مقالنا هذا يمكننا الحصول على المزيد من المعلومات والتفاصيل فيما يتعلق بأهم العوامل التي تؤثر في اختيار الزوج.
كيف تختار الزوج الصالح؟
لكي تتمكن من اختيار الزوج أو الزوجة الصالحة هناك بعض المعايير التي تساعدك في ذلك وهي:
الدين وآثره في زواج نجاح
حتى تختار الزوج الصالح ينبغي أن تضع في بداية أوأوليات الدين لأنه اصدق معيار لكون مراعاة الرجل للمرأة أن يكون على دين وخلق يترتب عليه العديد من الأسس والمعايير الأخرى، بحيث ينبغي أن يعين زوجته على طاعة الله عز وجل وأن يحترمها ويعاملها كما أوصاه الله تعالى ورسوله وفي المقابل تصون هي شرفها وعفافها وتحافظ على بيتها وزوجها وتعاونه على الخير حتى يتوغل المنزل بالإيمان وتشرق فيما بينهم المودة والرحمة التي أوصانا الله تعالى بها.
ولذلك الدين هو أساس نجاح العلاقة الزوجية والتي تؤثر بشكل كبير في ضعفها وقوتها وكلما كان الزوجين قريبين الله تعالى مخلصين له كلما توطدت علاقتهم وبارك الله لهم فيها، على أن يؤخذ بالاعتبار كون المال والحسب والجمال مهمة وليست الأهم من الدين، والدليل على ذلك قول رسولنا الكريم صل الله عليه وسلم: (تنكح المرأة لأربع: لمالها ولحسبها ولجمالها ولدينها، فاظفر بذات الدين تربت يداك)
كما وضح رسولنا كيف تختار الزوج الصالح بكون الدين هو العامل الأساسي والأول لقوله (إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فأنكحوه إلا تفعلوه تكن فتنة في الأرض وفساد- وفي رواية: ” وفساد عريض”.
اقرأ أيضًا: كيف يعامل الزوج الصالح زوجته
الحسب والأصل
ومن معايير اختيار كل من الزوجين للآخر بعد الدين هو الأصل والحسب فعلى الرغم من أهمية الدين كعامل أساسي في اختيار الزوج إلا أن الإسلام قد أمرنا أيضًا أن تهتم ببعض الأسس الأخرى منها الأصول واشترط الإمام الغزالي أن تكون الزوجة من أهل بيت الدين وأنها تطبيق جميع الأحكام والشروط الخاصة بالدين الإسلامي وعلى جهاد مستمر في تحسين نفسها لأنها تربى بناتها، وعلى الزوج أن يكون على نفس الوتيرة وأن لا يقصر في تربية الأبناء لكونه أن قصر فلم يحسن التربية.
ولذلك حتى تختار الزوج الصالح يجب أن تتعرف على خلقه من قرب أصول العائلة أو المنشأة الخاصة به حتى تضمن الزوج المخلص لها ولأبنائها، وقد سئل سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه عن حق الولد على أبيه؟ وهو أجاب هو باختصار: أن ينتقي أمه، ويحسن اسمه، ويعلمه القرآن، ولذلك يمكننا اختصار كون لحسب له تأثير كبير في تكوين الأسرة الناشئة المحبة لله ونيل التوفيق في الدنيا والجنة في الآخرة.
المستوى المادي
ومن المعايير التي قد يراعيها مختلف الناس هي المال ولا ننكر كونه عنصر مهم للغاية وأساس قد يرتكز عليه ضرورة اختيار زوج صالح يحبه الله ويرضاه ولذلك ليس عيب أن نضع المال من أساسيات كيف تختار الزوج الصالح ولكن الخطأ هو أن نجمع فيما بين المال والدين وأن نضعهم في مقدمة المعايير الهامة في اختيار الزوج.
حيث أن مهما بلغ أهمية المال في أي علاقة زوجية لن تصبح مثل أهمية الدين والإسلام لكون المال وكثرة البحث عنه وطلبه قد يكون بلاء من الله عز وجل حتى يختبر العبد المؤمن بالعبد الضعيف الذي سينتهي بالمال عن ذكر الله وبالتالي قد يقصر في أداء الفروض والواجبات التي عليه، ولذلك يجب عليك أن لا تتحيز في طلب الزوج الغني أو الزوجة الغنية ونسيان الرغبة والهدف الإساسي من الزواج وهو بناء أسرة يحبها الله ويرضى عنها.
الجمال
من أبرز معايير كيف تختار الزوج الصالح أو اختيار الزوج والزوجة بعضهما لبعض هو الجمال أو القبول ولكن يشترط ألا يتعارض هذا الجمال مع الدين بحيث لا يكون الزوج وسيم ويستغل جماله ومظهره فيما حرمه الله عز وجل مثل التشبه بالنساء في الملابس والاكسسورات ووضع الوشوم التي حرمها الله على عبادة، والكثير بيحث أن لا تكون الزوجة جميلة لكنها ملفتة ولا ترتدي الزي الشرعي وتظهر زينتها للأجانب.
ونلاحظ في حديث الرسول صل الله عليه وسلم كونه قال “تنكح المرأة لأربع: لمالها ولحسبها ولجمالها ولدينها فاظفر بذات الدين تربت يداك” حيث أن حدد كون ذات الخلق هي أحق باختيارها كزوجة صالحة والعكس في الزوج الصالح حيث ينبغي أن تضع الفتاة في حسابتها أن يكون ذات الخلق حميدة يحبها الله ويرضاها ومقبول الشكل.
ومع هذا إن مطلب الدين لا مانع في أن يجمع فيما بين الدين والمال والجمال والحسب مع الانتباه على أن الدين هو الأساس الأول وهو الأولى والأنفع والذي يمكن من خلاله ضمان استمرار أي علاقة بين الطرفين، حيث قال الرسول صل الله عليه وسلم: ” لا تزوجوا النساء لحسنهن فعسى حسنهن أن يرديهن، ولا تزوجوهن لأموالهن فعسى أموالهن أن يطغيهن، ولكن تزوجوهن على الدين، ولأمة ـ جارية ـ سوداء ذات دين أفضل”.
اقرأ أيضًا: الحقوق الزوجية والواجبات
لم يسبق له الزواج
كيف تختار الزوج الصالح قد يكون له علاقة بأن يكون الزوج لم يسبق له الزواج من قبل ولكنه ليس شرط أساسي ولا قاعدة عامة يمكن تطبيقها على جميع الرجال أو النساء، ولكن بشكل عام المرأة أو الرجل الذي يم يسبق له الزواج قد يكون أكثر وفاء بالعهود والتزام.
وقد ورد في تفضيل الأبكار على غيرهن حديث رسولنا الكريم صل الله عليه وسلم: “عليكم بالأبكار، فإنهن أعذب أفواها وأنتق أرحامًا وأرضى باليسير” وكلمة كونهن أعذب أفواها جاءت بمعنى كونهم أطيب حديثًا.
ولكن أكبر دليل على أن الزواج لا يشترط أن تكون المرأة بكر أو الرجل لم يسبق له الزواج هو كون سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام اختار السيدة خديجة رضي الله عنها على أساس خلقها، وعندما سأل رسول الله صل الله عليه وسلم جابرًاـ رضي الله عنه ـ: ” هل تزوجت ؟ فقال جابر: نعم يا رسول الله، قال: بكرًا أم ثيبًا؟ قال: بل ثيبًا، قال: فهلا بكرًا تلاعبها وتلاعبك؟”
صفات الزوج الصالح بالإسلام
ذكر الله سبحانه وتعالى أن من الصفات الزوج الصالح الصلاة لقوله: (وَأمُر أَهلَكَ بِالصَّلاةِ وَاصطَبِر عَلَيها لا نَسأَلُكَ رِزقًا نَحنُ نَرزُقُكَ وَالعاقِبَةُ لِلتَّقوى) والصلاح بالخلق: (الْخَبِيثَاتُ لِلْخَبِيثِينَ وَالْخَبِيثُونَ لِلْخَبِيثَاتِ وَالطَّيِّبَاتُ لِلطَّيِّبِينَ وَالطَّيِّبُونَ لِلطَّيِّبَاتِ) وأن يكون على خلق ودين: (وَأَنْكِحُوا الْأَيَامَى مِنْكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ إِنْ يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ)، كما يجب أن يتحلى بنفس صفات الرسول الخلقية منها المودة والرحمة والكرم والصدق.
حتى تختار الزوج الصالح يوجد بعض المعايير والأسس التي لا يمكن الاستغناء عنها بأي شكل من الأشكال والتي تأتي على مقدمتها الدين والحسب والنسب، وذلك حتى يبارك الله تعالى في العلاقة بتحقيق هدفها في تكون أسرة صالحة.