فضل صيام الست من شوال له فوائد عظيمة على العبد في الدنيا والأخرى وذلك لكونها تقربه من الله تعالى وتزيد من أجره، وقد أوصانا رسولنا الكريم صل الله عليه وسلم على أهمية التقرب من الله تعالى بالصيام والنوافل كما حثنا عن صيام الست من شوال والأجر العائد عليه.
ومن خلال مقالنا هذا يمكن الحصول على المزيد من المعلومات والتفاصيل الأخرى فيما يخص فضل صيام هذه الأيام مع الاستشهاد من كتاب الله تعالى وسنة رسول الله.
فضل صيام الست من شوال
صيام الست من شوال له فضل عظيم يحصل عليها العبد سواء في الدنيا أو الأخرى، فيما يلي يمكن توضيح ذلك:
الحصول على الأجر العظيم
عند صيام الست من شوال يحصل العبد على أجر كبير من الله عز وجل ويضاعف له الآخر كما يشاء الله، وقد جاء دليل ذلك كما روي في الصحيح من قول النبي صلى الله عليه وسلم: «مَن صامَ رَمَضانَ ثُمَّ أتْبَعَهُ سِتًّا مِن شَوَّالٍ، كانَ كَصِيامِ الدَّهْرِ» ولذلك يستدل من الحديث كون صيام الست من شهر شوال بعد إتمام صيام شهر رمضان المبارك قد يعدل صيام عام كامل.
زيادة النواقص
صيام الست من شوال قد يساعد العبد على زيادة النقص الذي قد يطرأ على الفريضة التي أوصانا الله بها سبحانه وتعالى وبالتالي قد يكون له الفرصة في قبول الله توبته بالدنيا، ويمكن الاستدلال بذلك على ما رُوي عن تميم الداريّ أنّ النبيّ -عليه الصلاة والسلام- قال: «أوَّلُ ما يحاسَبُ بهِ العبدُ يومَ القيامةِ صلاتُهُ فإن أكملَها كُتِبَت لَه نافلةً فإن لم يَكن أكمَلَها قالَ اللَّهُ سبحانَهُ لملائكتِهِ انظُروا هل تجِدونَ لعبدي مِن تطَوُّعٍ فأكمِلوا بِها ما ضَيَّعَ مِن فريضتِهِ ثمَّ تؤخَذُ الأعمالُ علَى حَسْبِ ذلِكَ».
زيادة قرب العبد من ربه
صيام الست من شوال قد تزيد من فرصة قرب الله سبحانه وتعالى إلى عبده وكسب رضاه ومحبته والتوفيق والسداد والبركة اليوم، بحيث باب التوبة مفتوح ويقبل الله تعالى لعباده ويعينهم على ذلك كما أنه يحب عبده الذي يجتهد في التقرب منه، ويمكن الاستدلال على ذلك بقول النبيّ فيما يرويه عن ربّه: «ما يَزالُ عَبْدِي يَتَقَرَّبُ إلَيَّ بالنَّوافِلِ حتَّى أُحِبَّهُ، فإذا أحْبَبْتُهُ: كُنْتُ سَمْعَهُ الذي يَسْمَعُ به، وبَصَرَهُ الذي يُبْصِرُ به، ويَدَهُ الَّتي يَبْطِشُ بها، ورِجْلَهُ الَّتي يَمْشِي بها».
مضاعفة الأجر عن الله
أن الصوم لله عز وجل يعمل على مضاعفة الأجر بشكل كبير وحب الله لعبده وتوفيقه في يومه ولحصول على البركة كما أن الصيام يمنع من الوقوع من المحرمات ويقي البعد من الفتن المعرض لها طوال اليوم ويحميه من الوقوع فيها، كما ثبت في البخاري من حديث أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ يُضَاعَفُ الْحَسَنَةُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا إِلَى سَبْعمِائَة ضِعْفٍ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ إِلا الصَّوْمَ فَإِنَّهُ لِي وَأَنَا أَجْزِي بِهِ يَدَعُ شَهْوَتَهُ وَطَعَامَهُ مِنْ أَجْلِي».
اقرأ أيضًا: حكم صيام الست من شوال
رائحة الفم
صيام الست من شوال تجعل رائحة الفم أطيب عند الله من ريح المسك، وذلك لكون الله سبحانه وتعالى يكرم عبده الصائمين ويسهل عليهم من مشاق الصيام وتصبح رائحته مميزة يوم القيامة جزاء بما عملوا، والدليل على ذلك يمكن الاستشهاد من حديث أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «والذي نفس محمد بيده لخلوف فم الصائم أطيب عند الله عز وجل يوم القيامة من ريح المسك».
دخول الجنة
التقرب من لله تعالى بشكل عام يزيد من فوزه بلجنة في الأخرى وبشكل خاص قد وقت الله سبحانه وتعالى الصائمين باب في الجنة لا يدخل منه سواهم، وقد تنوعت الأحاديث وكثرت حول ذلك الموضوع كما ثبت في البخاري عن حديث سهل بن سعد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ فِي الجَنَّة بَابًا يُقَالُ لَهُ: الرَّيَّانُ، يدْخُلُ مِنْهُ الصَّائمونَ يومَ القِيامةِ، لاَ يدخلُ مِنْه أَحدٌ غَيرهُم، يقالُ: أَينَ الصَّائمُونَ؟ فَيقومونَ لاَ يدخلُ مِنهُ أَحَدٌ غَيْرُهُمْ، فإِذا دَخَلوا أُغلِقَ فَلَم يدخلْ مِنْهُ أَحَدٌ».
تحريم النار
إن صيام الست من شوال قد يقي العبد من دخول النار وقد يكون بمثابة شفاعة له من ذنب قد اقترفه ونساه أو تجاهله، كما أن صيام يوم واحد في سبيل الله سواء الست من شوال أو صيام السنن الأخرى منها الخميس والاثنين قد يحمي وجه العبد عن النار سبعين عامًا، وقد جاء ذلك في حديث أبي سعيد الخدري قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما مِنْ عبدٍ يصومُ يوْمًا في سبِيلِ اللَّهِ إلاَّ بَاعَدَ اللَّه بِذلكَ اليَوْمِ وَجْهَهُ عَنِ النَّارِ سبْعِين خريفًا»
جنة من النار
إن الصوم بشكل عام جنة من النار بمعنى الوقاية من النار وشفاعة الله لعبده بذلك، كما ثبت في مختلف الأحاديث منها حديث أبي هريرة أن النبي قال: «الصيام جُنة»، وروى أحمد، والنسائي من حديث عثمان بن أبي العاص قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: «الصيام جُنة من النار، كجُنة أحدكم من القتال».
اقرأ أيضًا: هل نزول سائل يبطل الصيام عند المرأة؟
التكفير من الذنوب
صيام الست من شوال يساعد على التكفير من الذنوب والخطايا لتي قد يقع فيها العبد في الدنيا وقد تكون سبب في شفاعته وقبول توبته عند الله تعالى ومنها دخوله الجنة بدون سابق عذاب، والدليل على ذلك من سنة الرسول كما جاء في الحديث «فِتْنَةُ الرَّجُلِ فِي أَهْلِهِ وَمَالِهِ وَجَارِهِ تُكَفِّرُهَا الصَّلَاةُ وَالصِّيَامُ وَالصَّدَقَةُ والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر».
الشفاعة
صيام الست من شوال قد يشفع عند لعبد ويكون سبب في دخول الجنة دون عذاب وهذا يدل على فضل الصيام بشكل عام وصيام الست من شوال بشكل خاص، ويمكن الاستدلال بذلك كما روى أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «الصِّيَامُ وَالْقُرْآنُ يَشْفَعَانِ لِلْعَبْدِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، يَقُولُ الصِّيَامُ: أَيْ رَبِّ مَنَعْتُهُ الطَّعَامَ وَالشَّهَوَاتِ بِالنَّهَارِ فَشَفِّعْنِي فِيهِ. وَيَقُولُ الْقُرْآنُ: مَنَعْتُهُ النَّوْمَ بِاللَّيْلِ فَشَفِّعْنِي فِيهِ. قَالَ: فَيُشَفَّعَانِ»
اقرأ أيضًا: هل صيام عرفة مسنون للحاج وغيره
حكم صيام ستة أيام من شوال
بعد التعرف فضل صيام الست من شوال فيما يلي يمكن التعرف على حكم الصيام رغم اختلاف آراء العلامة نحو ذلك:
- القول الأول: رأى جمهور العلماء الأكبر من الشافعية والحنابلة والمالكيّة والحنفيّة أن صيام الست من شوال مستحب والدليل على حديث حديث رسولنا الكريم محمد صل الله عليه وسلم حينما أخبرنا بأن صيام رمضان بعشرة أشهر وصيام ستة أيام بعده بشهرين، ويوضح ذلك أهمية صيام الست أيام من شوال لما فيهم من أهمية عظيمة وأن صيامه ليس واجب على العبد وهو لمن استطاع القيام بذلك للحصول على أجر عظيم.
- القول الثاني: قد ورد هذا الرأي عن بعض فقهاء المذهب الحنفي والمالكي والذي أوضح كراهة صيام هذه الأيام خوفًا من وقوع الناس في البدعة مستدلين على كون النبي لم يتحدث صراحة عن فضل صيام هذا اليوم.
واختصارًا يعد صيام الست من شوال من أفضل العبادات التي يمكن القيام بها لكون له فضل وأجر عظيم في الأخرة وقد يكون سبب في دخول الجنة.