فقه الأسرة

دور فقه الأسرة في بناء مجتمع مسلم سليم

ما هو دور فقه الأسرة في بناء مجتمع مسلم سليم حيث تتفق النظم التربوية المختلفة على أهمية دور الأسرة في تربية أبنائها وأفرادها، حيث تعد الأسرة المؤسسة التربوية الأولى التي تؤثر على تربية الطفل وتكوين شخصيته المستقبلية حيث أن التربية الإسلامية تتفق مع هذه النظم التربوية، ولذلك نجدها تولي اهتمام كبير بتكوين الأسر ودورها في بناء المجتمع، حيث أن التربية الإسلامية هدفها أن الأسرة المسلمة تقوم بتكوين مؤسسة تربوية إسلامية، وليس فقط مجرد مؤسسة تربوية لا يوجد فيها أي أهمية ما سيصبح عليه الأبناء في المستقبل، حيث أن التربية الإسلامية من أهميتها تربية أفراد المجتمع المسلم على المبادئ والمعايير والأحكام الشرعية التي يجب أن يتم مراعاتها أثناء تكوين الأسرة.

دور فقه الأسرة في بناء مجتمع مسلم سليم

دور فقه الأسرة
دور فقه الأسرة

يتساءل العديد من الأفراد عن ما هو دور فقه الأسرة في بناء مجتمع مسلم سليم، حيث أن الأسرة تعتبر النواة الأساسية في تكوين مجتمعات مسلمة، ويتم بنائها على أساس ارتباط بين ذكر وأنثى تحل له شرعا، وذلك عن طريق عقد شرعي بينهما وهي التي يتحمل بها مسؤولية تربية الأولاد والأبناء وتوجيههم لما فيه من صلاح لهم وإعدادهم لتحمل الواجبات والمهام التي يتم تكليفها في جميع مراحل حياتهم.

 

وتمتد الأسرة وتتصل بها العديد من علاقات القرابة متعددة، ولكل فرد من أفراد تلك المجموعة حقوقه، وعليه في المقابل القيام بالواجبات والمهام، وفق ذلك المفهوم، حيث أن مفهوم الأسرة يتضمن الزوجان، وأولادهما سواء كان من الذكور أو الإناث وما تفرع منهم وذلك التعريف الذي يتوافق مع الأحكام الإسلامية لما لهم فيه من حقوق وواجبات ومهام.

اقرأ المزيد: فقه الأسرة وأخلاقيات الزواج

أهمية الأسرة في بناء مجتمع مسلم سليم

في الإسلام تعد الأسرة أساس المجتمع وقاعدته الأساسية، حيث أن الأسرة تلعب دورا كبير وحيوي في بناء المجتمع والمحافظة على تطويره واستقراره، كما أنه يوجد العديد من الأسباب التي تجعل الأسرة ذات دور كبير، وتكون كما يلي:

مؤسسة تربوية مؤثرة

تعد الأسرة في الإسلام المؤسسة التربوية الأساسية لإنشاء الأجيال القادمة، حيث أنها تقوم بتوفير بيئة آمنة ومستقرة لتنمية الأفراد وتعليمهم القيم والأخلاق الإسلامية، كما أنها تقوم بتعزيز التواصل العاطفي والتربوي بين الأجيال القادمة، وتساعد في نقل التراث الثقافي والديني من جيل إلى جيل.

مصدر المحبة والرحمة 

يشدد الإسلام على أهمية المحبة والرحمة بين أفراد الأسرة، حيث أن الزوج والزوجة يقومان بالتعاون مع بعضهما البعض لبناء حياة سعيدة ومستقرة، ويعاملان الأبناء بالمحبة والرحمة والاحترام والعدل، كما أن الأسرة تكون ملاذ للتعاون والرحمة وتقديم الدعم المتبادل بين أفرادها.

مصدر التعاون والتضامن 

الأسرة في الإسلام تقوم بالتشجيع على التعاون والتضامن بين أفرادها، حيث أنها تقوم بتعزيز العلاقات الأسرية القوية، كما أنها تحث على مساعدة الأفراد لبعضهم البعض في الاحتياجات اليومية والأزمات، كما أنها تولي اهتمام كبير برعاية الأفراد الضعفاء والمحتاجين في طور نموه، وتعمل على توفير الدعم النفسي والمادي لأفرادها. 

اقرأ المزيد: دور العائلة في تعزيز قيم العيد

مصدر الاستقرار الاجتماعي

يعد الاستقرار الأسري أحد عوامل الاستقرار الاجتماعي في المجتمع، إن كانت الأسرة مستقرة وسعيدة، فإن ذلك ينعكس بطريقة إيجابية على كامل المجتمع، وعلى العكس إن كانت الأسرة تعاني من التفكك والاضطرابات بين أفرادها، قد ينعكس ذلك بالسلب على المجتمع ينتج عنه انعدام الاستقرار الاجتماعي.

تلبية احتياجات الفرد الفطرية 

دور فقه الأسرة
دور فقه الأسرة

تعد الأسرة المكون الفطري الذي يرضي الله عز وجل حيث عن طريق هذا الرباط المقدس يتم تهذيب وإشباع الحاجة الجنسية التي أودعها الله تعالى في كل من الذكر والأنثي، ويكون ثمرتها نتاج وإنشاء الصالح ومن هنا تتحقق الغاية في خلق الإنسان من أجلها، ألا وهي إعمار الأرض واستمرار الجنس البشري، ويتحقق سر بقاء الإنسان على الأرض، حيث أن التزاوج الشرعي الذي تقوم عليه الأسرة هو ما يتميز به الإنسان عن باقي المخلوقات.

ضمان النشأة السوية للأفراد 

من أهمية الأسرة في بناء مجتمع مسلم سليم أنها تعد المحضن الأول لرعاية الأبناء، والاهتمام بهم وحسن توجيههم وضبط سلوكهم وتشكيل قيمهم، حيث أنه يجب الاستثمار في هذه المرحلة العمرية وذلك لأنها الحجر الأساسي الذي تتشكل منه شخصية الأبناء من وضوح التصور العقدي والبناء القيمي في المراحل الأولى لدى الطفل، بالإضافة إلى أهمية إظهار مهارات الطفل واستغلالها وتوجيهها بطريقة جيدة.

 

وتعتبر تربية الأبناء من الأمور التي تجعل الأسرة في الإسلام لها دور كبير وذلك دليل على قول الله تعالى (“يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم نارا وقودها الناس والحجارة”).

كما أن الأسرة لها دور كبير ومهم في الاهتمام بالأبناء ورعايتهم، وذلك لأنهم أمانة في أعناقهم، وهم من عملهم الصالح الذين يتقربون فيه إلى الله عز وجل.

أهم الأدوار الخاصة بالآباء تجاه الأبناء

العناية بالأبناء منذ نعومة أظفارهم، حيث أنهم يولدون على الفطرة السليمة، وأيضا تقع على عاتقها تشكيل قيمهم وتأسيس أفكارهم تكون سليمة ومناسبة، حيث أن قلوبهم نقية وأيضا نفوسهم بريئة.

بث روح الإيمان بالله وتوحيده في قلوب الأطفال منذ الصغر بما يتناسب مع قدراتهم العقلية، تربيتهم على حب الله عز وجل دون حدود وتوضيح معنى اسم الله الرقيب وتطبيقاته في حياتهما.

متابعتهم القوية في أداء الصلوات الخمسة، وأيضا توفير البيئة الآمنة لهم بعيد عن الضغوطات والمشاكل بجميع أنواعها وأشكالها.

اقرأ المزيد: منهجية الاجتهاد في فقه الأسرة بين التيسير والتشدد

دور فقه الأسرة في المحافظة على فطرة الطفل السوية

دور فقه الأسرة
دور فقه الأسرة

إن نجاح الأسرة في بناء مجتمع مسلم سليم في أداء مهمتها هي المحافظة على فطرة الطفل السوية من الانحراف أو التشويه أو أي مرحلة من مراحل النمو بداية من مرحلة الولادة والرضاعة التي بعدها مرحلة الحضانة ومرحلة الطفولة المبكرة والمتأخرة ومرحلة دخوله المدرسة الابتدائية ثم الإعدادية وما بعدها، وذلك يؤكد قول رسول الله صلى الله عليه وسلم (ما من مولود إلا يولد على الفطرة فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه) حيث أن شخصية الأبوان أو من يحضر التربية المولود أو تعليمه ربما ينشأن عوامل ومؤثرات في تربية وإعداد الطفل. 

تعزيز القيم الأخلاقية للأفراد

دور فقه الأسرة في بناء مجتمع مسلم سليم أنها لها دور كبير في غرس القيم الأخلاقية وتعزيزها في نفوس الأفراد، حيث يقوم الوالدان بتعزيز السلوك الحسن والتنفير من السلوكات السيئة مع بيان سبب سوئها للأبناء، حيث تشكل مرجعية الأبناء في الحكم على ما يقابلهم من مواقف مختلفة في جميع مراحل الحياة الخاصة بهم والتعلم ما يجب فعله بها، كما تعتبر الأسرة الموجه الأساسي لسلوكيات الأبناء، حيث أنهم يقلدون الوالدين فتي تقييم الموافق وكيفية التعامل مع المواقف التي تواجههم في حياتهم ولذلك يجب الاهتمام جيدا عند القيام بأي سلوك عنيف أو اتخاذ أي موقف سلبي بالأخص إن كان يوجد أطفال.

 

وإلى هنا نكون قد وصلنا لنهاية حديثنا عن دور فقه الأسرة في بناء مجتمع مسلم سليم حيث تعرفنا على أهمية الأسرة ودورها الكبير في تكوين المجتمع وإنشاء الأبناء على الأخلاق والقيم الإسلامية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى