ما هي مقاصد الشريعة الإسلامية في العبادات
مقاصد الشريعة الإسلامية في العبادات تعتبر من أبرز العناصر التي تميز الدين الإسلامي حيث تتجلى حكمته وعدالته في كل جوانب الحياة، حيث أن العبادات في الإسلام لم تشرع فقط من أجل أداء طقوس دينية بحتة، بل تم وضعها من أجل تحقيق أهداف سامية ومقاصد نبيلة ترتقي بالإنسان روحيًا وأخلاقيًا واجتماعيًا، ومن خلال هذا المقال سوف نتعرف على ما هي مقاصد الشريعة في العبادات.
مقاصد الشريعة الإسلامية في العبادات
تشمل مقاصد الشريعة الإسلامية في العبادات على القيام بتوجيه المسلم نحو الإخلاص والاتصال بالله (سبحانه تعالى)، والعمل على تطوير الشعور بالتقوى والإيمان وتعزيز الوحدة والتكافل الاجتماعي.
إن فهم تلك المقاصد يساعد المسلم على القيام بإدراك المعاني العميقة وراء تلك الفروض والشعائر، ويعزز من التزامه بها عن وعي وإدراك وبالتالي يسهم في تحقيق كل الغايات التي تسعى الشريعة الإسلامية من أجل تحقيقها في حياة الفرد والمجتمع، ومن أهم مقاصد الشريعة الإسلامية هي:
اشتراط النية
تعتبر النية شرط هام وأساسي في جميع العبادات حيث لا يجوز توجيه العبادة إلا إلى الله وحده، كما قال الله ( سبحانه تعالى) {وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ حَنِيفًا وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ} في سورة الأنعام، فلا يؤدى أي عمل عبادي من دون وجود نية مخلصة فالمسلم يصلي لله ويصوم لله ويحج لله ويزكي لله.
وأن أي عمل يؤدى لغير الله لا يقبل كما قال الله (سبحانه تعالى) {فَمَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا} في سورة الكهف، وأكد النبي (صلى الله عليه وسلم) عمن خلال قوله “إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى” .
ربط العبادات بالله سبحانه
تعمل العبادات على القيام بربط الإنسان بالله عن طريق توجهه وحياته وأدائها، فهو يصلي على الأقل خمس مرات في اليوم، وويؤدي زكاة ماله ويحج إن استطاع ويصوم شهر كامل كل عام ، كل ذلك يجعله دائم الذكر والارتباط بربه.
شعور العباد بالافتقار إلى الله
يسعى المسلمون أثناء عبادتهم إلى القيام بمراقبة الله (سبحانه وتعالى) وتحقيق العبودية الخالصة له، فهم يشعرون بالافتقار الدائم إليه ويتساءلون عن مدى قبول أعمالهم، فهم يحمدون الله إن قبلت ويشعرون بالحاجة الشديدة إلى رحمته ومغفرته إن لم تقبل، وهو ما يعزز مفهوم العبودية الخالصة لله عز وجل.
تابع المزيد: ما هي أحكام قضاء الفدية في الشريعة ؟
التخفيف ورفع الحرج
تعتبر نعمة التخفيف ورفع الحرج من أهم مقاصد العبادات التي منحها الله لنا، كما قال سبحانه وتعالي ﴿ يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُخَفِّفَ عَنْكُمْ وَخُلِقَ الْإِنْسَانُ ضَعِيفًا ﴾ في سورة النساء.
في الصلاة يسمح للمسافر بالعمل على قصر صلاته الرباعية وجمعها، بالنسبة إلى المريض أو في حالات المطر أو ما شابه يمكنه القيام بالجمع ما بين الصلوات، و في الزكاة لا توجب إلا عند بلوغ النصاب أو حلول وقت أدائها، أما في الصوم يمكن لكل من المريض والمسافر الإفطار، أما في الحج فإن الشرط هو الاستطاعة كما قد جاء في قوله تعالى ﴿ وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ ﴾ في سورة آل عمران.
تهذيبوتطهير النفس
تعمل مقاصد الشريعة الإسلامية في العبادات على تهذيب النفس وتطهيرها وتصحيحها، في الصلاة قال الله( سبحانه وتعالى) ﴿ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ ﴾ سورة العنكبوت، وفي الزكاة ﴿ خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلَاتَكَ سَكَنٌ لَهُمْ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ﴾ في سورة التوبة.
في الختام قد قمنا بالتحدث حول مقاصد الشريعة الإسلامية في العبادات وكافة الأمور الهامة التي لها علاقة بها.