الطهارة

ما هي الأحكام الفقهية للاستحاضة

تحرص الكثير من نساء المسلمين على معرفة الأحكام الفقهية للاستحاضة والتي يضع الشرع من خلالها مجموعة من القواعد التي يجب على أساسها أن تلتزم المرأة المسلمة القيام ببعض السلوكيات خلال هذه الفترة، من غسل وصلاة وغيرها من الأمور اليومية الأخرى التي يشتبه فيها وقد تجهل بعض النساء ما يجب فعله أثناء هذه الفترة حتى لا تقع في أي خطأ الشرعي.

وسوف نتعرف من خلال هذا المقال على أهم الأحكام وعلى ماهية الاستحاضة والفرق بينها وبين الحيض.

الأحكام الفقهية للاستحاضة

الأحكام الفقهية للاستحاضة
الأحكام الفقهية للاستحاضة

لم تترك الشريعة أمر من أمور المسلمين إلا وقد جاءت بالأحكام التي تنظمه حتى يمكن للشخص أن يكون على معرفة بما يجب فعله من سلوكيات تتناسب مع الشرع تجاه هذه الأمور بدون أن يقع في الأخطاء الشرعية أو يرتكب دون قصد أي ذنب يحاسب عليه، وكان من بين هذه الأحكام هي الاستحاضة التي تأتي للمرأة بعيدًا عن مدة النفاس والحيض، وحتى يمكن أن نتحدث عن هذا الموضوع باستفاضة وجب في البداية التعريف بمعنى الاستحاضة قبل أن نتطرق إلى أحكامها.

معنى الاستحاضة

الاستحاضة هي عبارة عن دم بارد أصفر اللون يكون رقيق ويسيل من أدنى نقطة داخل رحم المرأة ويكون في وقت غير أوقات الحيض أو النفاس، ولكن تراه المرأة في الفترة التي تعقب أيهما سواء عقب النفاس أو الحيض.

وهو يبدأ في الخروج من المرأة بعد أن تبلغ عمر التسعة أعوام أو أكثر من ذلك ولكن ليس قبلها، ولا يمكن القول أن هذا الدم يسمى دم استحاضة وتنطبق عليه الأحكام الفقهية للاستحاضة إلا إذا كان الدم متصل لفترة تزيد عن فترة نزول الحيض أو النفاس أيًا كان الذي اتصل به الاستحاضة منهما.

أحكام الاستحاضة

اتفقت الأحكام الفقهية للاستحاضة حسب أقوال الأئمة الأربعة حول هذا الموضوع، حيث يعتبر دم الاستحاضة هو حدث أصغر يجوز للمرأة أن تصلي في وجوده كما يجوز لها أن تصوم رمضان أيضا معه، ولكن اختلف الفقهاء فيما إذا كان هذا الحدث ناقضا للوضوء أم لا، وقد جاءت آرا الأئمة الأربعة كما يلي:

بالنسبة لرأي الحنابلة والإمام أبو حنيفة فقد قال الإمام أحمد بن حنبل بأن الاستحاضة تستوجب الوضوء لكل صلاة لأنها ناقضة للوضوء على عكس أيام الطهارة التي يمكن أن تصلي المرأة أكثر من صلاة على وضوء واحد.

أما رأي المالكية فقد أفتى بأن الاستحاضة لا تنقض الوضوء وأنه يمكن للمرأة الصلاة مع وجودها لأكثر من مرة بنفس الوضوء.

بالنسبة للإمام الشافعي فقد جاء رأي مشابه لرأي الحنابلة والحنفية بأن الاستحاضة هي من نواقض الوضوء وعلى المرأة أن تقوم للوضوء في كل صلاة سواء كانت تقوم بأداء الفريضة في وقت الإقامة أو في وقت القضاء، وهذا فيما يتعلق بالفرئض فقط، أما فيما يخص النوافل والسنن فإنه يجوز للمرأة أن تقوم بالصلاة مع الوضوء الواحد لأكثر من صلاة، أي أن الاستحاضة هنا لا تكون ناقضة للوضوء.

أقسام الاستحاضة

الأحكام الفقهية للاستحاضة
الأحكام الفقهية للاستحاضة

بطبيعة الحال فإن الاستحاضة تختلف من امرأة إلى أخرى حسب مدة الحيض التي اعتادت عليها وتقدير هذه المدة، وأما ما زاد عنها يعتبر استحاضة وبذلك يمكن للمرأة أن تميز بين ما هو حيض وما هو استحاضة.

أما فيما يتعلق بالنفاس فإنه لا يختلف عن الحيض كثيرا في حكمه لأن كليهما تنطبق عليها نفس الأحكام الفقهية للاستحاضة، لذلك سنتعرف على حالات وأقسام الاستحاضة فيما يلي:

المرأة المبتدئة

هي المرأة التي ترى نزول الدم عليها للمرة الأولى ولم تكن تراه من قبل، وهنا عليها أن تميز لون الدم ما إذا كان أسود أو أحمر أو أصفر اللون أو كان لونه كدرا، كما يمكن أن تفرق فيه من حيث الثخانة سواء كان سميك أو رقيق ومن حيث الرائحة وتتعرف على رائحته ما إن كانت كريهة أم لا.

إذا كان الدم ينزل بقوة فهو دم حيض أما إذا كان ضعيف فيسمى استحاضة حتى وإن استمر لفترة طويلة بعد انتهاء مدة الحيض.

ويمكن للمرأة أن تفرق بينهما أيضا من خلال هذه الصفات التي ذكرناها فإن اجتمعت صفتين أو اكثر فهو يكون حيضا أولى.

المرأة المعتادة

وهي المرأة التي اعتادت نزول الحيض منذ فترة وقامت بالتطهر من قبل ويمكن أن تسمى مميزة لأنها تستطيع التمييز بين دم الحيض والاستحاضة سواء كان قويا أو ضعيفا، وقد اختلف الفقهاء حول أن تقوم المرأة بالتفريق بين الدم إن كان حيض أو استحاضة بالاعتياد او التمييز، وكان كما يلي:

رأى الحنابلة والحنفية أن المرأة هنا تعرف بعادتها، أما المالكية والشافعية فقد رأوا أنها يمكن أن تعمل بالتمييز لأنه أقوى وأوضح من العادة.

شروط التمييز عند المرأة

حتى تستطيع المرأة أن تفرق بين دم الحيض والاستحاضة من خلال التمييز لا العادة وبالتالي تطبق الأحكام الفقهية للاستحاضة يجب أن تتوفر بعض الشروط كما يلي:

  • ألا ينقص الدم القوي في يوم وليلة وهي المدة التي تعتبر أقل الحيض.
  • إذا كان هناك اتصال في نزول الدم الضعيف بحيث لا يأتي وقت ويقوى فيه.
  • ألا تقل المدة التي يتواصل فيها الدم الضعيف عن 15 يوم متتالية وهو أقل الطهر.
  • إذا كان الدم القوي ينزل بشكل متصل على مدار فترة تصل إلى 15 يوم يكون حيض وهي أكثر مدة للحيض. 

المرأة المعتادة غير المميزة

يبقى هنا أن نتعرف على حالة المرأة المعتادة ولكنها غير مميزة ويقصد بها المرأة التي ترى وصف الدم لمرة واحدة فقط من قبل ولا يمكنها أن تميزه بثقة ما إذا كان يخضع إلى الأحكام الفقهية للاستحاضة أو الحيض وقد فقدت هذه المرأة شروط التمييز وهنا يجوز لهذه المرأة أن تعمل بعادتها، فإذا كانت مدة الحيض التي اعتادت عليها مثلا هي 6 أيام فعليها أن تزيد عليها 3 أيام أخرى، وبعدها يكون ما زاد هو استحاضة.

تابع المزيد: ما هو تعريف الرهن وشروطه وأركانه

كيفية التطهر من الاستحاضة للوضوء

الأحكام الفقهية للاستحاضة
الأحكام الفقهية للاستحاضة

كما ذكرنا أنه يمكن للمرأة في فترة الاستحاضة أن تقوم بالصلاة وفقا لما ورد في الأحكام الفقهية للاستحاضة، وعليها أن تقوم بالوضوء أولا، ويكون ذلك بالطريقة التالية:

  • أن تقوم أولًا بغسل منطقة الفرج قبل الوضوء.
  • يجب أن تضع في مكان نزول الدم ما يمنع نزوله في ملابسها مثل القطن أو غيره.
  • أن تقوم المرأة بوضع القماش أو ما شابه من الوسائل التي تسد العصب الذي يسمح بنزول الدم، وتعفى من ذلك إذ كان في ذلك ما يؤلمها أو يؤذيها.
  • لا يجب على المرأة قبل دخول وقت الصلاة، بل عليها أن تتوضأ بعد دخوله لضمان الطهارة.
  • كذلك لا يجوز لها أن تؤخر الصلاة بعد الانتهاء من أداء ما سبق من الوضوء بالتتالي بدون تأخير، كما يجب أن تقوم بستر العورة.
  • في كل صلاة من الصلوات على المرأة أن تقوم بإعادة كل هذه الخطوات.

بهذا نكون قد تعرفنا على الأحكام الفقهية للاستحاضة والفرق بينها وبين الحيض، كما تعرفنا على كيفية التطهر.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى