كيفية بناء حياة زوجية سعيدة
لا شك أن بناء حياة زوجية سعيدة هو عنصر هام لا يمكن الاستغناء عنه في المجتمع فهي الركيزة الأساسية للوصول إلى مجتمع سوي مستقر يقوم على أسس دينية تساعد على إرساء المبادئ والأخلاقيات السامية التي أمرنا الله تعالى بها، حتى نستطيع الوصول إلى تحقيق السعادة المنشودة التي تقودنا إلى التقدم بالمجتمع والعمل على تطويره وإعمار الأرض كما أمرنا، وهذا لا يأتى إلا من خلال نفوس مستقرة تنبع من المجتمع الصغير، وهو الأسرة.
ومن خلال هذا المقال سوف نتعرف على بعض النصائح والأسس التي يجب التعامل من خلالها في الأسرة وبين الزوجين حتى تتحقق السعادة الزوجية المطلوبة.
نصائح بناء حياة زوجية سعيدة
هناك بعض النصائح التي نقدمها في هذا الإطار والتي تساعدنا على بناء حياة زوجية مستقرة سماتها الأساسية تقوم على الحب والمودة، وهذه النصائح تتمثل فيما يلي:
المشاركة بين الزوجين
لا شك أن تعاون الزوجين في الأمور الحياتية من العناصر الهامة التي توطد العلاقة بينهما وتعمل على ترسيخ الشعور بأن كل طرف يحرص على مشاركة الطرف الآخر في القيام بالمهام المختلفة، ما يؤدي إلى تعميق العلاقات وتحقيق التقارب بينهما.
ولا تقتصر المشاركة فقط على التعاون في المهام ولكن التشارك في الرأي والحرص على مشورة الطرف الآخر في كل القرارات التي تخص الأسرة.
الاحترام المتبادل
طالما وجد الاحترام بين الزوجين للتأكد من أن هذه العلاقة سوف تظل ناجحة لأن أي علاقة تبنى على الاحترام تظل مدعمة بقواعد متينة، ومن المهم أن يحرص كلا الطرفين على أن يعبر عن تقديره واحترامه للطرف الآخر من خلال استخدام بعض الكلمات أو التصرفات المعبرة مثل الشكر على أداء أمر ما.
كذلك الهدوء عند انفعال الطرف الآخر والتزام الصمت عند وقوع مشكلة ما وعدم استخدام ألفاظ نابية لا يجوز استخدامها بينهما خاصة من الزوجة للزوج والتي ينبغي عليها أن تحترم زوجها قولا وفعلا وهو من أهم أسس بناء حياة زوجية سعيدة.
تجمل كل طرف للآخر
من المهم ان يحرص كل من الزوجين على أن يقوما بالتجمل لبعضهما البعض في الملابس وأيضا بالأقوال الجميلة ويحرص كل منهما على انتقاء أفضل الكلمات عند الحديث والتي يكون لها الأثر الحسن في نفس الآخر، كما أن التجمل في الملابس لا يقتصر على المرأة فقط، بل إن الرجل أيضًا يجب أن يحرص على لبس أفضل ملابسه والتعطر لزوجته.
المعاملة بالفضل لا بالعدل
من أساسيات بناء حياة زوجية سعيدة ان يغشى هذه العلاقة نوع من الكرم الأخلاقي والتغاضي عن الزلات وعدم الوقوف على الأخطاء بشكل مستمر، فعلينا أن نذكر للطرف الآخر المزايا والصفات الحسنة التي يتميز بها ونتعامل معه بالفضل أي أن نقابل الإحسان بأكثر منه وليس فقط بمثله، وهذا يقع في النفس وقوع حسن يعمل على توطيد العلاقات بشكل أكبر ويزيد من المحبة والمودة ين الزوجين.
المشاركة في الحياة الاجتماعية
من أهم الأمور التي تقرب بين الزوجين هي الحرص على التشارك في الأحداث الاجتماعية مثل حضور المناسبات معًا والذهاب للتنزه وتخصيص يوم في الأسبوع لقضاء وقت جيد مع الأسرة بأكملها ما يوطد الصلات ليس فقط بين الزوجين ولكن أيضا مع الأولاد.
التعبير عن المشاعر في وقتها
من الأفضل أن يعبر الزوجان لبعضهما بشكل مستمر عما يشعر به كل طرف تجاه الآخر من مشاعر إيجابية بكلمات رقيقة أو من خلال بعض الطرق الغير تقليدية مثل تقديم الهدايا وتجهيز المفاجآت، وأن يحرص كل طرف على بذل جهد من أجل الآخر حتى يشعر بحبه وتقديره له.
على الجانب الآخر من المهم أن يكون هناك عتاب بين الزوجين بشكل هادئ رقيق بدون أن يشوبه التعصب والاستبداد بالرأي وأن يفرغ كل منهما ما بداخله من مشاعر سلبية تجاه الآخر بطريقة مهذبة، حتى يتم تصفية الخلافات بشكل مستمر ولا يكون هناك رواسب تعكر صفو الحياة، وهو ما يمكن اعتباره من أهم بناء حياة زوجية سعيدة.
الوضوح والصراحة
يمكن اعتبار أن معظم المشاكل التي تحدث بين الزوجين يكون السبب الرئيسي فيها هو عدم وجود وضوح في العلاقة، وأن يقوم طرف منهما أو كلاهما بالمداراة وعدم قول الحقيقة أو أن يكون له أسرار خاصة لا يجب أن تكون موجودة فقد تؤدي إلى مشاكل كبيرة في الحياة الزوجية وتهدد استقرارها.
لذلك من الأفضل أن يكون الوضوح والصدق هو أساس بناء حياة زوجية سعيدة منذ أول يوم في الزواج
التركيز على نقاط القوة
لا شك ان لكل منا نقاط ضعف وقوة، وحتى يتم بناء حياة زوجية سعيدة يجب أن يقوم كل طرف بالتركيز على المزايا ونقاط القوة التي يملكها الطرف الآخر وأن يحرص على إبرازها خاصة أمام الآخرين حتى يكون لديه الشعور بالثقة الكافية الذي يستمده من شريكه وهو ما يعمل على توطيد مشاعر الحب والشعور بتقدير الآخر وإحساسه بالسعادة في وجوده.
ولهذه النقطة أهمية كبيرة في حياة الشخص على نطاق واسع، فعندما تركز الزوجة على نقاط القوة في الزوج مثلًا فهي تساعده على النجاح في حياته العملية وتجعل لديه القدرة على تخطي الصعوبات عندما يؤمن بقدراته مما ينعكس على حياتهما بشكل واسع.
معرفة الحقوق والواجبات
أصبحت آفة العصر في هذه الأيام هو رغبة المرأة في المساواة بالرجل وهو ما سبب الكثير من الآثار السلبية، إذ نسيت المرأة أن لزوجها قوامة عليها، وأن له حق الطاعة والخضوع، وعلى الجانب الاخر فقد نسي الرجل أيضًا هذه القوامة ولم يعد يعبأ بأنه قوام على أسرته ويجب عليه أن يكون مسئول عنهم مسئولية كاملة في الإنفاق والحماية وكل ما يلزمهم لمواجهة اعباء الحياة.
ومن المهم أن يعود كل من الزوج والزوجة إلى الاحتكام بأحكام الشريعة الإسلامية وأن يعرف كل منهما حقوقه واجباته تجاه الآخر حتى يمكنهم بناء حياة زوجية سعيدة، كما أن الحقوق الشرعية لكلا الطرفين تجاه الآخر مهمة للغاية وهي الأساس الذي يحميهم من الوقوع في الرذيلة،.
فلا يجب أن تقصر الزوجة في منح زوجها الحقوق الشرعية أو العكس حتى تظل العلاقة متينة لا يشوبها أي مفسدات.
تابع المزيد: موانع الزواج في الإسلام
أهمية استقرار الحياة الأسرية
الأسرة هي نواة المجتمع ولا شك أن استقرارها يعني استقرار المجتمع باكمله ويعمل على تحقيق التوازن على كافة الأصعدة سواء في المجال الاجتماعي او العملي، لذلك يمكن أن نعتبر أن بناء حياة زوجية سعيدة هو الأساس الذي تنبني عليه أسس المجتمع السليم.
عندما يكون الزوجين سعيدين يمكنهما أن يخرجا للمجتمع أطفال سعداء وأسوياء نفسيا لا يعانون من أي عقد او مشاكل وبالتالي يكبرون على أسس سليمة تؤهلهم لمواجهة المجتمع والنجاح فيه.
كما أن زيادة التوافق والمحبة بين الزوجين يعني أنهما يتمتعان بصحة نفسية تؤهل كل منهما لمواجهة صعوبات الحياة بشكل جيد والتعامل معها بحكمة وعقلانية، مما يساعدهم على الحياة معا بعيدًا عن الأزمات والمشاكل التي تؤدي بهما في النهاية إلى الطلاق وعدم القدرة على الحياة معا.
في الختام نود أن نؤكد على أن الحياة الزوجية هي عصب المجتمع وأن بناء حياة زوجية سعيدة هو أمر مهم حتى يمكن الحفاظ عليها يجب أخذ هذه النصائح في الاعتبار.