في حالة كنت تفكر في بدء مشروع تجاري عبر الإنترنت، فيجب العلم بـ معاملات التجارة الإلكترونية حيث أن هذا النوع من التجارة يعد خطوةً للوصول إلى الاستقلال المالي، وضمان تأمين مصدر دخل مستدام ينمو مع تطور الخبرة في المجال الذي يتم العمل به.
ومن الجدير بالذكر أن فكرة التجارة الإلكترونية انتشرت منذ بداية تسعينات القرن المنصرم، وعملت على توفير فرصة كبيرة لأصحاب الأعمال والشركات لعرض منتجاتهم وبضائعهم للبيع والشراء عن طريق الإنترنت في كافة أنحاء العالم، وبالتالي فإنها توفر الوقت والمال، ومع ذلك فينبغي معرفة حكم مشروعيتها في الإسلام لعدم الوقوع في شبهة ما.
حكم معاملات التجارة الإلكترونية في الدين
إن المعاملات الخاصة بالتجارة الإلكترونية عبارة عن الأنشطة التجارية التي يتم القيام بها عبر الإنترنت، والتي تشمل بيع وشراء المنتجات والخدمات، فضلًا عن الإعلان والترويج لها، بالإضافة إلى تبادل البيانات الخاصة بها، ومن الجدير بالذكر أن هذه المعاملات تشمل العديد من الأنشطة التجارية التي تتم بين المستهلكين والشركات وبعضها البعض، وبين المستهلكين أنفسهم في الكثير من الأحيان.
الجدير بالذكر أن هناك العديد من طرق البيع والشراء المنتشرة عبر الإنترنت، ولهذا فقد أوضح الفقهاء أن هذه المعاملات حلال وليس بها شبهة إلا في حالات معينة منها:
- التعامل على سلع تكون وهمية وليست حقيقية.
- أن يكون هناك نوع من الغش أو التدليس في التسويق للمنتج، أي أنه ينبغي أن يكون المنتج مثلما هو في الصور أو بالوصف المكتوب.
- ألا تكون قيمة الأرباح التي يحصل البائع عليها نسبة من قيمة السلعة، وأن يكون المبلغ محددًا وثابتًا من قبل، فيكون مندرجًا تحت بند الربا.
رأي مجمع الفقه الإسلامي الدولي في معاملات التجارة الإلكترونية
يرى مجمع الفقه الإسلامي الدولي أن التجارة الإلكترونية جائزة شرعًا ما دامت تتم وفق الضوابط الشرعية التي تنطبق على جميع العقود في الفقه الإسلامي، فالعقود التي تتم عبر وسائل الاتصال الحديثة مثل الإنترنت تعتبر صحيحة وملزمة شرعًا إذا توفرت فيها أركان العقد من الإيجاب والقبول ورضا الطرفين، بالإضافة إلى وضوح وصف المبيع وانتفاء الغرر والجهالة.
كما يشدد المجمع على ضرورة أن تكون وسائل التعاقد آمنة وموثقة لضمان إثبات العقد، مع الالتزام بأخلاقيات السوق الإسلامي التي تشمل الأمانة والصدق في العرض والتسويق وحفظ حقوق الأطراف، ويحث المجمع على تجنب المعاملات الوهمية أو الغش والتدليس في وصف المنتجات، ويحرّم التعامل بأي صورة من صور الربا المغلّفة، وبناءً على ذلك يخلص المجمع إلى أن التجارة الإلكترونية مشروعة طالما التزمت بهذه الشروط الشرعية، مما يجعلها وسيلة مشروعة ومواكبة للتطور التكنولوجي في مجال المعاملات التجارية.
أنواع معاملات التجارة الإلكترونية
يشير موقع آراء فقهية إلى أن هناك العديد من الأنواع التي تخص معاملات التجارة الإلكترونية، والتي تتمثل في الآتي:
معاملات التجارة بين الأفراد
يعد هذا النوع من التجارة الإلكترونية عبارة عن بيع وشراء الخدمات والمنتجات بين المستهلكين وبعضهم البعض، ويذكر أن تلك العملية تتم عادةً عبر المنصات والمواقع الإلكترونية المختلفة للبيع والشراء، المتاجر الإلكترونية المتخصصة في هذا النوع من التجارة، وأيضًا المواقع الإلكترونية الخاصة بالمزادات.
الأهم من ذلك أن التجارة الإلكترونية تشمل العديد من المنتجات المختلفة مثل الإلكترونيات، الأثاث، الملابس، الكتب، الأدوات المنزلية وغير ذلك الكثير، كما أن هذه النوعية من التجارة تستند إلى ثقة المستهلكين في بعضهم البعض، وتعمل على تيسير تبادل الخدمات والمنتجات دون الحاجة إلى أي وسيط تجاري.
التجارة الإلكترونية بين الشركات
من بين أنواع معاملات التجارة الإلكترونية التجارة التي تتم بين الشركات والمصانع، حيث تعمل الشركات على بيع منتجاتها لشركة أخرى، وذلك لكي يتم استخدامها في عملياتها التجارية المختلفة، تجدر الإشارة إلى أن هذا النوع من التجارة غالبًا ما يقوم على إجراء صفقات تجارية حسب مجال عمل كل شركة، وهذه الصفقات تشمل شراء المواد الخام، المعدات، والمنتجات الجاهزة وغير ذلك من البضائع، وأيضًا العديد من الخدمات المختلفة.
معاملات التجارة الإلكترونية بين المواطنين والمؤسسات الحكومية
هذا النوع من التجارة الإلكترونية يشير إلى العمليات التجارية التي تشمل توفير المعاملات والخدمات الحكومية عبر الإنترنت للمواطنين، ويشمل ذلك العديد من الخدمات الحكومية المختلفة مثل إصدار الرخص والتصاريح والشهادات، مع دفع الرسوم والضرائب، والغرامات، ويتم متابعة حالة المعاملات والطلبات الحكومية عن طريق الإنترنت، مع الكثير من الخدمات الأخرى التي يمكن أن تقدمها الحكومة للمواطنين.
التجارة الإلكترونية بين الشركات والحكومات
يذكر أن هذا النوع من معاملات التجارة الإلكترونية يشمل جميع المزايدات، المناقصات، التعاقدات الحكومية وغير ذلك الكثير من العمليات التجارية الأخرى التي تتم بين الحكومات والشركات بشكل حصري، الجدير بالذكر أن تلك العمليات تحتاج إلى مزودي الخدمات والموردين، وذلك لتلبية كافة احتياجات الحكومة.
التجارة الإلكترونية بين المستهلكين والشركات
إن هذا النوع من التجارة الإلكترونية يعتمد على مبدأ أن المستهلك يقوم بعرض خدماته أو منتجاته للشركات التي تقوم بالبحث تحديدًا عما يقوم بعرضه، وذلك مثل إعلانات المؤثرين والمشاهير للشركات وأصحاب المشروعات، والمصممين الذين يقومون بعرض شعارات وتصميمات مختلفة للعديد من الشركات، وغير ذلك من المواد التي يتم بيعها بشكل عكسي من المستهلك إلى الشركة.
تابع المزيد: أنواع الأسواق المالية الإسلامية
مميزات معاملات التجارة الإلكترونية
تجدر الإشارة إلى أن التجارة الإلكترونية حققت نجاحًا كبيرًا على مستوى العالم، ويرجع ذلك إلى المميزات العديدة التي تتميز بها تلك التجارة، ومن بين المميزات:
توفير الوقت والجهد
أصبح من الممكن للمستهلكين الآن البحث بسهولة عن المنتجات المرغوب بها عبر الإنترنت، ويتم الشراء بعد ذلك بشكل أسرع دون الحاجة إلى مغادرة المنزل أو العمل والذهاب إلى المتاجر الفعلية والانتظار مطولًا للدفع.
حرية الاختيار
يمكن المقارنة بين الأسعار والمنتجات بكل سهولة في المتجر، مما يسهل حرية الاختيار مع الاطلاع على العديد من الخدمات والمنتجات بكل سهولة.
تخطي الحواجز الجغرافية
يمكن للتجار عبر الإنترنت الوصول إلى أكبر شريحة من الجمهور حول العالم بكل سهولة، وذلك دون حدود جغرافية، الأمر الذي يسهم في زيادة معدلات الأرباح والمبيعات.
فرص شغل متجددة بتكلفة أقل
تسهم التجارة الإلكترونية في خفض التكاليف الإدارية والتشغيلية، وذلك لعدم الحاجة إلى متاجر فعلية في مواقع مختلفة، وأيدي عاملة إضافية، وبالتالي يتم توفير أسعار أكثر تنافسيةً، كما أنه يتم خلق فرص شغل جديدة في العديد من المجالات مثل تصميم الإعلانات، الشحن والتوصيل وغير ذلك.
مراقبة وتحليل البيانات
يمكن من خلال المتاجر الإلكترونية جمع وتحليل البيانات لفهم احتياجات العملاء، مما يسهم في تحسين الخدمات والمنتجات، مع توجيه استراتيجيات التسوق على نحو أفضل.
في الختام بعد معرفة معاملات التجارة الإلكترونية نرى أن هذا النوع من التجارة يعد فرصة حقيقية للشباب لإمكانية تحويل أموالهم إلى واقع ملموس، وذلك عن طريق خلق فرص عمل تساعد على تحسين جودة الحياة.
