في عصرنا الحالي من المسائل النازلة التي ساهمت في تعظيم الحاجة إلى التعرف على حكمها الشرعي وبيان صورها هي مسألة التأمين في الفقه الإسلامي التي تم انتشارها في الوقت الحالي بسبب القوانين التجارية والمدنية الجاهلية التي أصبحت تحكم العالم الإسلامي بعدما تم تنحية شريعة الله عن الحكم، ومن خلال مقالنا هذا سوف نتحدث حول التأمين في الإسلام.
تعريف التأمين في الفقه الإسلامي
التأمين هو عبارة عن مصدر يؤمن تم أخذها من الأمن الذي هو عكس الخوف، ومن الأمانة التي هي ضد الخيانة حيث أنه يقال أن “أمَّنهُ تأمينًا وائتمنه واستأمنه”.
إضافة إلى ذلك، عند الفقهاء التأمين في الفقه الإسلامي هو قول آمين والآن يتم استعمال التأمين لكي يتم الدلالة على عقد خاص تعمل شركات التأمين من خلابه بدفع مبلغ بموجبه في حالة حدوث مشكلة محددة لفرد يدفع لها مبلغ من المال، ويتم تقسيم التأمين إلى ثلاث أنواع تشتمل على ما يلي:
التأمين الخيري
التأمين الخيري هو التأمين القائم على الكفارات والزكوات والوصايا والنذور التي يتم صرفها للمحتاجين والفقراء على حسب الاستحقاق الشرعي الذي وضحته الأحكام الفقهية لكي يتم تأمين متطلباتهم أو لكي يتم سد العوز الذي عندهم، كما أن التأمين لذلك المفهوم يكون جائز وغير محرم.
التأمين التعاوني
التأمين التعاوني هو قيام جماعة كل أفرادها يتفقون على تعويض الأضرار التي يمكن أن تنزل بأحدهم نتيجة خطر محدد، وهذا من مجموع الاشتراكات التي يتعهد كل شخص منهم على دفعها، كما أن المجامع الفقهية المعاصرة أفتت جوازه.
كما يمكن القول أن ذلك النوع من التأمين هو عبارة عن عقد تبرع المقصود به التعاون ولا يستهدف ربح أو تجارة، إضافة إلى أنه خالي من الربا ولا يضر جهل المساعدين فيه بما يرجع لهم من النفع، وبسبب أنهم متبرعين، فإنه لا يشكل غرر ومخاطرة ولا مقامرة، كما أن من أساسيات ذلك النوع هو التراضي وعدم الإلزام.
خصائص التأمين التجاري
التأمين التجاري يتمتع بالعديد من الخصائص التي تتمثل في ما يلي:
- هو عبارة عن عقد ملزم لطرفيه، حيث أن المؤمن يلتزم له بدفع الأقساط على حسب الاتفاق، كما أن شركة التأمين تلتزم بدفع التأمين عند حصول موجبه.
- إضافة إلى أنه عبارة عن عقد معاوضة لأن ل من المتعاقدين يأخذون مقابل لكل ما أعطى، حيث أن المؤمن له يمنح قسط التأمين، وشركة التأمين تمنح مبلغ التأمين عندما يتم التحقق من ما يوجبه، ولا تكون المعاوضة مقابل أمان محض يحصل عليه المؤمن له.
- كما أنه عقد احتمالي، وذلك لأن كل طرف لا يعرف كم سوف يدفع وكم سوف يعطي بالتحديد، حيث أن هذا يتوقف على حسب حدوث الخطر أو عدم حدوثة.
- هو عقد تجاري تسعى شركة التأمين منه إلى الفائدة والربح عن طريق الأقساط المتجمعة لديها.
أقرأ المزيد: الزكاة على الأموال وأهميتها وشروطها ومصارفها
أقوال الفقهاء المعاصرين
- تحريم التأمين التجاري.
حيث أن أغلب الفقهاء المعاصرين يرون أن التأمين التجاري محرم، وذلك للعديد من الأسباب التي تتمثل في ما يلي:
- تواجد الغرر (الجهالة)، حيث أن المؤمن لا يعرف متى أو كم سوف يأخذ.
- تواجد الربا ببعض الحالات
- التأمين التجاري به نوع من المقامرة (الميسر)، وذلك لأن الطرفان يمكن أن يربح أحدهم ويخسر الآخر بدون توازن.
- جواز التأمين التعاوني.
أغلب الهيئات الفقهية تجيز التأمين التعاوني لأنه يشتمل على ما يلي:
- ذلك النوع قائم على التبرع لا المعاوضة.
- يساهم في تحقيق مبدأ التعاون والتكافل.
- خالي من الربا والغرر المؤثر.
قرارات المجامع الفقهية
قرر مجمع الفقه الإسلامي الدولي التابع إلى منظمة التعاون الإسلامي في دورته الثانية (1985م) أن التأمين التعاوني يعتبر جائز بشكل شرعي، أما بالنسبة إلى التأمين التجاري فإنه غير جائز بشكل شرعي.
كما أ، هيئة كبار العلماء في المملكة العربية السعودية عملت على إصدار قرار مشابه بتحريم التأمين التجاري، إضافة إلى جواز التأمين التعاوني.
وإلى هنا نكون وصلنا لختام مقالنا الذي تحدثنا من خلاله عن التأمين في الفقه الإسلامي، إضافة إلى أهم أنواعه والمزيد من التفاصيل الأخرى حول التأمين.
