الزكاة على الأموال هي الركن الثالث من أركان الإسلام والتي يجب الالتزام بها من جانب الأشخاص الذين تجب عليهم، وهي فريضة وضعها الله بغرض تحقيق الوئام والتوافق بين المسلمين وتحقيق التكافل الاجتماعي المطلوب مما يحقق استقرار المجتمع ويزيد من المحبة والترابط بين المسلمين وهذا هو الهدف الأساسي الذي تحرص عليه الشريعة الإسلامية لضمان وحدة المسلمين.
أهمية الزكاة على الأموال
فرضت زكاة المال على كل مسلم بالغ عاقل ومكلف لديه القدرة المالية لدفع قيمة مبلغ الزكاة، او بمعنى آخر يملك من المال ما يساوي او يزيد عن حد النصاب الذي أقرته الشريعة الإسلامية، وبالتالي فهو ملزم بإخراج الزكاة كل عام كلما بلغ الحول على ماله بمقدار نسبة من هذا المال تبلغ ربع العشر، او ما يعادل 2.5% من قيمة الأموال التي يمتلكها.
أقرأ المزيد: أحكام التجارة الإلكترونية في الشريعة الإسلامية
وحتى تستحق الزكاة على المسلم يجب أن يكون لديه من المال ما يبلغ قيمته مقدار 85 جرام من الذهب، وأقل من ذلك لا تخرج عنه زكاة، ويفضل البعض القيام بإخراج الزكاة في رمضان لمساعدة المساكين حتى وإن لم يحل عليها الحول وقد أجاز الفقهاء ذلك.
ما هي مصارف زكاة المال
جاءت مصارف الزكاة على الأموال في القرآن الكريم بشكل واضح وبذلك أصبح من السهل على المسلم أن يعرف أين يضع زكاته بالتحديد، وهذه المصارف هي:
- الفقير المعدم الذي لا يمتلك المال الكافي للإنفاق على نفسه وأسرته لتلبية احتياجات الحياة الأساسية.
- المساكين الذين لا يمتلكون المال وليس لديهم القدرة على كسب ما يكفي للحياة.
- العاملين عليها وهم الأشخاص المسئولين عن جمع الزكاة، فقد أباح الله سبحانه وتعالى لهم الحصول على جزء من قيمة الزكاة عند توزيعها.
- المؤلفة قلوبهم الذين دخلوا في الإسلام حديثا ويراد بذلك التأليف بينهم وبين أخواتهم من المسلمين مما يساعد على تثبيتهم على دين الإسلام وحبهم له.
- في الرقاب وهم الأشخاص الذين يقعوا تحت كفالة الشخص المخرج للزكاة من العبيد والخدم وكذلك الأسرى من المسلمين الذين وقعوا في أسر الكفار.
- الغارمين من الأشخاص الذين يعانون من الديون ولا يستطيعون سدادها، وهم منقسمين إلى قسمين هما الغرم لسد الحاجة والغرم لإصلاح ذات البين.
- المجاهدين في سبيل الله والمسلمين من المرابطين الذين يجاهدون لإعلاء كلمة الإسلام في الأرض.
- المسافر بن السبيل الذي تاه او فقد ونفذت مؤنته أو ضاعت أمواله ولا يستطيع تدبير نفقات يومه باعتباره غريب في بلد ما حتى وإن كان غنيا في أرضه.
شروط إخراج زكاة المال
أجاز علماء الفتوى أن يتم إخراج الزكاة للأيتام من أبناء المسلمين، لذلك يمكن أن يتم إخراجها لدور الأيتام والأشخاص الذين يعولون أيتام أيضا إلى جانب المصارف السابقة، وهناك مجموعة من الشروط التي لا يصح أن تخرج الزكاة على الأموال إلا في ظل توافرها، وهي:
- أن يكون الشخص حر حيث لا يجوز للعبد أن يخرج زكاة على ماله.
- أن تكون أموال الزكاة في حيازة الشخص بالكامل وتقع ضمن ملكيته الفعلية في وقت إخراجها.
- أن يحول الحول على مبلغ الزكاة.
- أن تكون الأموال زائدة عن حاجة المسلم ولا يستخدمها في إنفاق أو غيره من مستلزمات حياته.
- أن تكون الأموال قد بلغت حد النصاب، وفي حال كانت أقل من ذلك لا تفرض على المسلم إخراجها.
بهذا نكون قد تعرفنا على أهمية إخراج الزكاة وشروطها، كما تعرفنا على المصارف الخاصة بها والتي يجب على المسلم الالتزام بها لتحقيق الغرض من تشريع هذه الفريضة.