إن معرفة حكم صيام من ترك السحور يفيد كل صائم برمضان، لأن الصيام له مشقة كبيرة، يجب على الإنسان أن يكون مستعداً لتحملها، ولذلك فصل الله تبارك وتعالى لنا أحكام الصيام في كتابه العزيز وعلى لسان نبيه الكريم صلى الله عليه وسلم، لكي يبصرنا بمن يجوز في حقه الفطر ومن لا يجوز، وكيف يفعل من أفطر في رمضان سواء بعذر أو بغير عذر.
حكم صيام من ترك السحور
أمر النبي محمد صلى الله عليه وسلم بالسحور في الحديث الشريف: {تَسَحَّرُوا؛ فإنَّ في السَّحُورِ بَرَكَةً} [أخرجه البخاري]، ولكن إذا لم يتسحر المسلم فإن هذا لا يمنعه من الدخول في الصيام، لأن عدم السحور لا يمنع من الصيام، إلا أن ترك السحور مكروه لكونه سنة عن البني محمد صلى الله عليه وسلم، ومن خلال موقع آراء فقهية يمكنك أن تتعرف على كافة أحكام الصيام.
هل يصح صيام القضاء بدون سحور
حكم صيام من ترك السحور جائر بوجه عام، إلا أن ترك السحور مكروه، لكن إذا نام المسلم بعد العشاء وهو ينوي صيام القضاء، ولم يقم للسحور، فله أن يكمل صيام يومه بشكل طبيعي، ويجزئه الصيام بدون سحور، وليس عليه شيء، لأن الأساس في الصيام النية وليس السحور، فإن أراد الصيام ينوي ليلتها.
حكم الإفطار بسبب عدم تناول السحور
لا يجب على المسلم الإفطار بسبب عدم تناوله السحور، لأن السحور ليس من فروض الصيام، إنما هو سنة عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم، ولذلك فإن عدم السحور ليس مسوغاً للفطر، ويعتبر المفطر بسبب عدم تناول السحور مرتكباً لكبيرة وعليه القضاء، إلا في حالة المشقة الكبيرة.
كأن يكون المسلم عاملاً في وظيفة صعبة، وأدى عدم سحور إلى العطش أو الجوع الشديد الذي يخشى معه الهلاك، فله أن يفطر في تلك الحالة، لأن عدم احتمال المشقة من موجبات الفطر، ودفع الضرر مقدم على جلب المنفعة، لأن حفظ النفس من مقاصد الشريعة الإسلامية الأساسية.
أضرار الصيام بدون سحور
في حالة التكاسل عن السحور أو النوم عنه بسبب الإرهاق، فإنك تكون قد فوت على نفسك سنة مؤكدة عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وتكون قد حرمت نفسك من فوائد السحور على المسلم، وفتحت الباب لأضرار الصيام بدون السحور، ومنها الآتي:
- خسارة الكثير من العناصر المهمة في الجسم، مثل الأملاح والمعادن وغيرها من العناصر المفيدة للجسم بسرعة مما يؤدي إلى الإرهاق والتعب.
- كذلك خسارة الكثير من السوائل على مدار اليوم، بدون قدرة على التعويض قد يؤدي إلى تفاقم مشكلة العطش بشكل كبير، مما يصعب من عملية الصيام.
- قد يؤدي روتين الاعتماد على وجبة واحدة دسمة يومياً، إلى زيادة الوزن بعد فترة طويلة، بسبب اعتياد الجسم على تخزين الدهون.
- قد يؤدي الامتناع الطويل عن الأكل والشرب إلى الإصابة باضطرابات الجهاز الهضمي، مما قد يؤدي إلى الإمساك أو الإسهال وغيرها من الأعراض.
تابع المزيد: فوائد صيام الأطفال في رمضان
هل الصيام بدون سحور ينقص الوزن؟
أكد العديد من خبراء التغذية أن الصيام بدون سحور قد يؤدي إلى زيادة الوزن، بسبب حرمان الجسم لفترة طويلة من العناصر الغذائية المهمة، مما يؤدي إلى تخزين الجسم لأي كمية من الغذاء تدخله، بسبب اعتقاده بأنه في مجاعة، وهي وسيلة دفاعية من الجسم لمقاومة الجوع.
النية أهم من السحور في صحة الصيام
يمكن توضيح كون السحور سنة مستحبة بشكل عام وذلك لما فيه من البركة واتباع لهدي النبي صلى الله عليه وسلم، أما النية فيمكن أن تكون ركن أساسي من أركان الصيام لا يصح الصيام بدونها سواء كان ذلك مع السحور أو بدونه، ولذلك يمكن توضيح إن ترك السحور قد لا يؤثر بأي شكل من الأشكال على قبول أو صحة الصيام وذلك دامت النية موجودة في الصيام قبل الفجر وذلك سواء كانت تلك النية هي في صيام فرض أو نفل أو قضاء.
حيث أن ذلك هو ما تخلص منه جمهور العلماء مؤكدين أن السحور ليس شرط مطلق في الصوم، ويجب أن يكون وسيلة للتقوى فحسب على أن يتم اتباع هدى رسولنا الكريم كما ذكرنا بالإضافة إلى كونه قد لا يبطل الصوم على أن تكون النية حاضرة بالقلب أو بالقول.
السحور سنة مؤكدة وليست واجبة
إن السحور من السنن النبوية التي حث عليها الإسلام، لما فيه من البركة والتيسير على المسلمين أثناء أداء فريضة الصيام، فهو يعين المسلم على الصبر وتحمل ساعات الصيام الطويلة دون طعام أو شراب، وقد جاء في الحديث الشريف قول النبي: “تسحّروا فإن في السحور بركة”
مع ذلك فإن السحور ليس شرطًا لصحة الصيام، بل هو سنة مؤكدة، تركها لا يُبطل الصيام، ولا يُؤثم المسلم على عدم القيام بها، فقد شرع الله السحور تيسيرًا ورحمة بالناس، لا تعسيرًا عليهم، وهذا من مظاهر يسر الشريعة الإسلامية التي تراعي أحوال الناس المختلفة، كمن ينام مبكرًا أو لا يستطيع الاستيقاظ للسحور بسبب ظرف ما.
وبالتالي فإن الصيام صحيح متى ما نوى المسلم الصيام قبل طلوع الفجر، حتى لو لم يتسحر، وهذا بإجماع العلماء، ويظهر هذا كيف أن الشريعة الإسلامية تقوم على الرفق واليسر، وتُراعي التيسير في أداء العبادات، دون الإخلال بأركانها أو شروطها الأساسية.
إن حكم صيام من ترك السحور واضح لا مجال للنقاش فيه، فالسحور ليس إلا سنة لا تمنع الصوم، لكن عدم السحور يمكن أن يؤدي إلى المشقة خلال الصوم.
