تعتبر معايير رؤية الهلال لرمضان هي العامل الأساسي لتحديد بداية الشهور الهجرية وعلى رأسها شهر رمضان الكريم، حيث تستند الدول الإسلامية على معايير دقيقة لضبط تلك الرؤية منها الحسابات الفلكية والرؤية البصرية بالعين المجردة أو باستعمال التلسكوبات على أن تتحدد تلك المعايير تبعاً لشروط معينة منها عمر الهلال بعد الاقتران ومدى ابتعاده عن الشمس وزاوية الاستطالة، لذلك سوف نعرض من خلال موقع أراء فقهية تلك المعايير بالتفصيل وشروط رؤية هلال رمضان فتابعنا حتى النهاية.
معايير رؤية الهلال لرمضان
تعتمد معايير رؤية الهلال لرمضان على أسس فلكية وشرعية لضمان تحديد بداية شهر رمضان الكريم بدقة، فمن الناحية الفلكية هناك بعض العوامل التي يتم الأخذ بها في الاعتبار منها وقت حدوث الاقتران بين الشمس والقمر ومدة مكوث الهلال بعد غروب الشمس وزاوية الاستطالة وارتفاعه فوق الأفق.
كما تؤثر الظروف الجوية مثل السحب والغبار على إمكانية رؤية الهلال بوضوح، أما من الناحية الشرعية فتعتمد بعض الدول على الرؤية البصرية سواء بالعين المجردة أو باستعمال التلسكوبات بينما تعتمد دول أخرى على الحسابات الفلكية الدقيقة لتحديد دخول شهر رمضان.
كذلك تعتمد بعض الدول على الجمع بين الرؤية البصرية والحسابات الفلكية لضمان دقة القرار على أن يدلي بالشهادة عدلان موثوقان لضمان صحتها، مع الجدير بالذكر أن معايير اعتماد رؤية الهلال تختلف من بلد إلى أخر مما يترتب عنه اختلاف بداية شهر رمضان بين الدول الإسلامية.
لذلك تسعى بعض الهيئات الفلكية والشرعية إلى توحيد معايير الرؤية وتقريب وجهات النظر لاسيما مع تطور وسائل الرصد الفلكي مما يساهم في تعزيز دقة تحديد بداية الشهر الكريم ويقلل من الخلافات حول موعد الصيام.
شروط رؤية الهلال
تعتبر رؤية الهلال هي الطريقة الرئيسية لتحديد بداية الشهور الهجرية من ضمنها شهر رمضان الكريم، وحتى تكون الرؤية سليمة ومعتمدة يجب توافر مجموعة من الشروط العلمية والشرعية، ويمكن عرض تلك الشروط على النحو التالي:
- حدوث اقتران القمر بالشمس معلناً دورة جديدة له حول الأرض تلك الظاهرة التي يطلق عليها المحاق أو القمر الجديد.
- لا يمكن رؤية الهلال إلا إذا غربت الشمس في البداية ثم تبعها القمر مما يعني أن الهلال يجب أن يبقى في السماء بعد غروب الشمس لفترة كافية تسمح برصده.
- يجب أن يكون الهلال قد ابتعد عن الشمس بزاوية محددة وأن يكون مرتفعاً بدرجة كافية فوق الأفق مما يزيد من فرص رؤيته بوضوح.
- لابد أن يشهد برؤية الهلال شخصان عدلان لضمان دقة الإثبات واعتماده رسمياً.
تابع المزيد: كيفية قضاء الصيام بعد رمضان؟
أسباب صعوبة رصد الهلال
يواجه العلماء والمراصد الفلكية تحديات كثيرة عند محاولة رصد الهلال، حيث تتداخل عدة عوامل طبيعية وفلكية تؤثر على إمكانية رؤيته بوضوح، ويمكن عرض أسباب صعوبة رصد الهلال على النحو التالي:
- صغر حجم الهلال وقلة إضاءته بعد ولادته مما يجعل رصده بالعين المجردة أو حتى باستعمال التلسكوبات أمر صعب لاسيما إذا لم يكن مرتفعاً بما يكفي حول الأفق.
- قرب الهلال من الشمس الأمر الذي يترتب عليه غمره في ضوء الشمس القوي ويجعل تمييزه في السماء صعب للغاية.
- في الكثير من الأحيان يغرب الهلال بعد مدة قصيرة من غروب الشمس مما يقلل من فرصة رصده لاسيما إذا كان أفق المنطقة غير واضح أو به عوائق طبيعية.
- في حال لم يبتعد الهلال عن الشمس بزاوية كافية فإنه يبقى محاطاً بضوئها مما يجعل رؤيته غير ممكنة.
تعتبر معايير رؤية الهلال لرمضان خليطاً بين الحسابات الفلكية والشروط الشرعية لضمان دقة تحديد بداية الشهر الكريم، ومع تطور وسائل الرصد أصبح من السهل تحقيق رؤية أكثر دقة وموثوقية.
“>
