يرغب الكثيرون في معرفة آداب الصائم في رمضان في شهر رمضان حيث أن هذا الشهر الكريم ليس مجرد امتناع عن الطعام والشراب، بل هو فرصة عظيمة للارتقاء بالروح والتقرب إلى الله تعالى من خلال التزام الصائم بآداب الصيام والسنن النبوية، والتي تعين على نيل الأجر المضاعف وعيش روحانية رمضان بأفضل صورة.
آداب الصائم في رمضان
للصيام مجموعة من الآداب الواجبة التي ينبغي على المسلم الالتزام بها، فهي ليست مجرد مستحبات بل هي أعمالا تعبدية لا يجوز التقصير فيها، سواء كانت عبادات فعلية أو قولية، فالصيام عبادة عظيمة تتجاوز الامتناع عن الطعام والشراب، وتتطلب التزاما كاملا بالمنهج الإسلامي في الأخلاق والسلوكيات، وفيما يلي يقدم موقع آراء فقهية أبرز هذه الآداب:
إخلاص النية في الصيام
يعد الإخلاص في الصيام من أهم آداب الصائم في رمضان، حيث يجب أن يكون دافع المسلم لصيامه هو طلب رضا الله سبحانه وتعالى، وليس مجرد اتباع العادات الاجتماعية أو موافقة الناس، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: “مَن صَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا، غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ”، مما يدل على أن الصيام المقبول عند الله هو ما كان نابعا من إيمان صادق واحتساب للأجر.
ومع ذلك قد يغفل بعض الناس عن هذا الشرط الأساسي، فيصومون لمجرد أن الصيام أصبح عادة اجتماعية أو مجاراة للبيئة المحيطة بهم، دون استحضار نية الإخلاص لله، لذا ينبغي على كل مسلم أن يحرص على تصحيح نيته، وأن يدرك أن الصيام ليس مجرد امتناع عن الطعام والشراب، بل هو عبادة خالصة لله، تقربا منه ورغبة في مغفرته وثوابه.
أداء الصلوات الخمس في أوقاتها
تعد الصلاة أهم أركان الإسلام بعد الشهادتين، فهي الصلة التي تربط العبد بربه، وقد أمر الله سبحانه وتعالى بالمحافظة عليها في أوقاتها المحددة، فقال: “إِنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَوْقُوتًا”، ولذلك ينبغي على المسلم أن يحرص على أداء الصلوات الخمس في أوقاتها، مستوفيا جميع شروطها وأركانها مع الخشوع والطمأنينة، ومن المستحب أداء الصلاة في جماعة، لما في ذلك من أجر عظيم.
فقد قال النبي: “صلاةُ الجماعةِ أفضلُ مِن صلاةِ الفذِّ بسبعٍ وعشرينَ درجةً”، فالمحافظة على الصلاة في المسجد وخاصة صلاة الفجر والعشاء، تعد من علامات الإيمان، وتكسب المسلم ثوابا مضاعفا، كما تعزز روح الأخوة بين المسلمين وتزيد من ترابط المجتمع.
تابع المزيد: فوائد صيام الأطفال في رمضان
تجنب الأقوال والأفعال المحرمة
يجب على المسلم أن يسعى إلى اجتناب المحرمات في أقواله وأفعاله، لأن ذلك جزء أساسي من تحقيق التقوى والالتزام بأوامر الله، ومن أبرز الأمور التي ينبغي الحذر منها الكذب، والغيبة، والنميمة، فقد قال النبي: “مَن كانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ فَلْيَقُلْ خَيْرًا أَوْ لِيَصْمُتْ”، كما يجب الابتعاد عن الغش في العمل والدراسة والمعاملات، لأن الغش من الكبائر التي تفسد القلوب وتؤدي إلى ضياع الحقوق.
كذلك قول الزور وهو من الذنوب العظيمة التي حذر منها الإسلام بشدة، ومن الأمور التي يجب اجتنابها أيضا الاستماع إلى الموسيقى والأغاني، والنظر إلى ما حرم الله، والسب والشتم، والخوض في أعراض الناس، فالمسلم مأمور بحفظ لسانه وبصره وأفعاله، لأن ذلك مما يزكي النفس ويقربه إلى الله.
ختاما يعد الالتزام بآداب الصائم في رمضان التي قمنا بذكرها ضرورة لكل شخص أراد الحصول على رضا الله، والفوز بحياة طيبة في الدنيا والآخرة، حيث يجب الابتعاد عن كل ما حرم الله، والالتزام بما أمر به من أخلاق وقيم سامية.
