قضاء الصيام بعد رمضان من الفروض الأساسية التي يجب على كل مسلم يقوم بالإفطار في نهار رمضان أن يطبقها وفقا لأحكام الشريعة الإسلامية وإلا يعتبر آثم لأن الصوم يعتبر ركن من أركان الإسلام ولا يجوز الإفطار إلا لوجود عذر شرعي، وعلى المسلم أن يقوم بالقضاء أو الكفارة أو دفع الفدية.
أحكام قضاء الصيام بعد رمضان
في بعض الحالات التي أجاز فيها الدين الإسلامي أن يفطر في نهار رمضان مثل المرض أو وجود عذر العادة الشهرية لدى النساء أو السفر لمسافة طويلة لا يستطيع معها الشخص الصيام، وفي هذه الحالات يجب على المسلم القضاء بعد انتهاء شهر رمضان حسب عدد الأيام التي أفطر فيها.
ويفرض الصوم على الأشخاص المكلفين البالغين الراشدين والذين يملكون الأهلية كاملة ولا يعانون من أي أمراض مزمنة أو خطيرة يكون في الصوم معها مهلكة للفرد وتؤدي إلى ضرره، وبناء على ذلك فإنه غير واجب على المجنون أو على الشخص الغير بالغ، كما أنه لا يفرض على المريض بمرض لا يرجى منه الشفاء والذي لا يستطيع القضاء، ولكن عليه القيام بدفع الفدية.
كيف يقضي المسلم صيام رمضان؟
وفقا لما ورد من أحكام الشريعة الإسلامية فإن هناك فرق بين قضاء الصيام بعد رمضان وبين الفدية والكفارة بالنسبة للشخص الذي أفطر نهار رمضان، وقد أوضح مفتي الجمهورية أن القضاء يعني أن يقوم الشخص بصيام أيام أخر من بعد انتهاء شهر رمضان الفضيل بعدد الأيام التي أفطرها سواء كان هذا الشخص ذكر أو أنثى وأيا كان سبب الإفطار سواء كان بعذر شرعي أو بغير عذر.
وأما عن كيفية القضاء فيجوز للشخص أن يصوم الأيام التي أفطرها تباعا أو تكون منفصلة، ولكن أكد مفتي الجمهورية على أن القضاء له الأولوية في الصوم عن السنن الوائدة، فلا يجوز للشخص أن يقوم بصيام الست البيض أو يومي الاثنين والخميس وغيرها من السنن إلا بعد قضاء الفرض الواجب أولا.
ويجوز ان يقضي الشخص يوم شتاء عن يوم صيف أو العكس، ومن المستحب أن يسارع المسلم في قضاء ما عليه من أيام وألا يتأخر في القيام بذلك.
تابع المزيد: حكم صيام المسافر
هل يجوز للمسلم إخراج الفدية بدلا من القضاء؟
يتساءل المسلمون عن مدى جواز إطعام المساكين عن كل يوم قام بالإفطار فيه أم أنه ملزم بـ قضاء الصيام بعد رمضان، ووفقا للشريعة فإن كل مسلم قام بالإفطار يوما أو عدة أيام بسبب عذر أو بدون فعليه أن يقوم بالصيام ولا يجوز إخراج الفدية طالما انه قادر على الصوم بدنيا وصحيا، أما إذا كان الشخص غير قادر على القيام بذلك نهائيا بسبب تعرضه لمرض لا يرجى الشفاء منه بعد رمضان ويتعذر عليه الصيام مع هذا المرض فيجوز له أن يقوم بإطعام مسكين عن كل يوم أفطر فيه من أوسط طعامه.
حكم الفدية لمن أفطر عن عمد
إذا كان الشخص قد قام بالإفطار عن عمد دون وجود أي عذر لذلك فإنه يكون قد اقترف إثما كبيرا، ولا يكفي معه قضاء الصيام بعد انتهاء رمضان فقط ولكن عليه أن يقوم بإخراج الكفارة وهي إطعام المساكين، كأن يجامع الرجل زوجته في نهار رمضان أو يقوم بتناول الطعام والشراب عن عمد.
في النهاية فإن قضاء الصيام بعد رمضان من الأحكام الواجبة التي لا يجوز لأي مسلم أفطر في رمضان التفريط فيها حتى لا يؤثم، وعليه القضاء في أسرع وقت ممكن بعد انتهاء شهر رمضان.
