تكمن أهمية الأذكار في الإسلام في كونها رباط دائم بين قلب العبد وبين الله سبحانه وتعالى وقد عظم الله الذكر وجعله عبادة من أعظم العبادات التي يتقرب بها العبد إليه ولم يقصرها على مكان أو زمان أو حال أو وقت فالعبد قائم بها في أي مكان وأي زمان أى حال.
يقول الله سبحانه وتعالى في محكم تنزيله “وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ” وأكبر هو لفظ تفضيل بمعنى أعظم، والآية كلفظ مجرد دون وصلها بما قبلها وما يليها من آيات تشير إلى أن ذكر الله أفضل وأعظم، وعدم وجود طرف مقارنة للتفضيل يعني إطلاقها للعموم، أي أن المعنى في الآية يشير إلى أن ذكر الله أعم وأفضل من أي عمل آخر في الدنيا، كما أن اللام في بداية الآية هي لام التوكيد، للتأكيد على المعنى.
فضل وأهمية الأذكار في الإسلام
ذكر الله عبادة أعظم شأنا من الصدقة والجهاد، حيث قال الرسول صلى الله عليه وسلم “ألا أنبئكم بما هو خير لكم من إنفاق الذهب والفضة وخير لكم من أن تضربوا أعناق عدوكم..فقال ذكر الله”، ويتضح من الحديث جلال العبادة وفضلها على المسلم.
وقد روي عن أبي هريرة أنه قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” سبق المفردون..فقالوا ومن المفردون يا رسول الله..فقال ..الذاكرون الله كثيرا والذاكرات”، وقد وصف الفقهاء القدر الذي يصير به المرء من الذاكرين، فقالوا “إذا واظب المسلم على الأذكار المأثورة المثبتة صباحا ومساء في الأوقات، وفي الأحوال المختلفة كان من الذاكرين وكانت من الذاكرات”.
اقرأ أيضًا: كيفية ذكر الله وفضله على المسلمين
فوائد الذكر في الاسلام
يقول سبحانه وتعالى “الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللَّهِ”، فإن المعنى في التفسير واضح وهو أعظم ما يسعى له المرء في الدنيا، لأن الطمأنينة هنا إيمان باستحالة ورود أمر لم يكتبه الله عليك، لإن كان خيرًا فهو فضل، وإن كان شرًا فهو صبر، والله مع الصابرين.
وقد فصل الفقهاء أهمية الأذكار في الإسلام، بناء على ما تقرر في صحيح الأيات ونقلته السنة الشريفة على النحو التالي:
- ذكر الله يطرد الشيطان، ويرضي الرحمن، ويزيل الهم والغم.
- يجلب الفرح والسرور ويشرح الصدور.
- يذيب قسوة القلوب ويحط الخطايا ويزيل الوحشة.
- ينجي من عذاب الله يوم لا منجى إلا هو.
- أمان من النفاق وأمان من الحسرة يوم القيامة.
- سبب لنزول السكينة وحفوف الملائكة.
- نور للعبد في القبر ونضرة له في الدنيا وصراط مستقيم في الآخرة.
آداب الذكر في الإسلام
هناك آراء فقهية اجتهد العلماء في وضعها لتوضيح آداب الذكر وذلك من باب التفضيل وليس من باب الوجوب، إنطلاقًا من أهمية الأذكار في الإسلام، وأنه العبادة الأعم والأشمل لكل مفاصل العبادات من قراءة القرآن وأداء الصلاة وذكر الله بالتحميد والتسبيح والتكبير، وذلك على النحو المبين:
- ذكر الله عبادة والنظام على وجهها العام مطلوبة، فيجب أن يكون المكان نظيفا والثياب طاهرة، ففي رواية عن النبي “كرهت أن أذكر الله إلا على طهر”
- الذكر شغل للقلب، ومن الآداب الابتعاد عن الملاهي وأوجه الانشغال أثناء الذكر.
- استقبال القبلة.
- التدبر في القول ويظهر ذلك في قوله “الذين يذكرون قياما وقعودا وعلى جنوبهم ويتفكرون في خلق السماوات والأرض”
أنواع الأذكار في الإسلام
الأذكار في الإسلام هي عبادات وأقوال وأفعال يقوم بها المسلم تقربًا إلى الله تعالى، وتتنوع الأذكار في الإسلام إلى عدة أنواع، ولكل نوع منها فضائله الخاصة، وقسم الفقهاء الأذكار إلى أنواع، وذلك ضمن أبواب التعريف بأحوال وأهمية الأذكار في الإسلام، والأنواع هي:
الأذكار المطلقة | الأذكار المقيدة | الأذكار القلبية | الأذكار الجماعية |
هي الأذكار التي لم تقيد بوقت أو مكان معين، ويستحب للمسلم الإكثار منها في كل وقت وحال، ومنها على سبيل المثال، التسبيح والتحميد والتهليل والتكبير والاستغفار والحوقلة. | هي الأذكار التي تقال في أوقات أو مناسبات معينة، ومنها على سبيل المثال، أذكار الصباح والمساء وأذكار الصلوات وأذكار النوم وأذكار الطعام وأذكار المناسبات. | هي الأذكار التي تكون بالقلب، ومنها على سبيل المثال، التفكر في عظمة الله تعالى، وتذكر نعمه، والخوف منه، ورجاء رحمته. | هي الأذكار التي تقال جماعة، مثل قراءة القرآن الكريم جماعة، أو ذكر الله تعالى مع الجماعة. |
أذكار الصباح والمساء
أذكار الصباح والمساء هي مجموعة من الأدعية والأذكار التي كان النبي محمد صلى الله عليه وسلم يحرص على قولها في الصباح والمساء، لما لها من فضل عظيم في حفظ المسلم في يومه وليلته، وجلب البركة والخير له، وهي بمثابة حصن للمسلم يحفظه من الشرور والأضرار، ويحميه من الشيطان ووساوسه وتبرز أهميتها على النحو التالي:
- تزيد في رزق العبد وتوسع عليه في معيشته.
- عمل على محو الخطايا وتطهير القلب.
- تزيد من إيمان العبد وتقربه إلى الله تعالى.
- تمنح القلب السكينة والاطمئنان وتزيل الهم والقلق.
اقرأ أيضًا: أثر الأذكار على النفس
أمثلة على أذكار الصباح والمساء
أفضل الأدعية التي كان النبي صلى الله عليه وسلم يدعو بها في الصباح والمساء “اللهم إني أسألك العافية في الدنيا والآخرة، اللهم إني أسألك العفو والعافية في ديني ودنياي وأهلي ومالي، اللهم استر عوراتي وآمن روعاتي، اللهم احفظني من بين يدي ومن خلفي وعن يميني وعن شمالي ومن فوقي، وأعوذ بك أن أغتال من تحتي”، وذلك بالإضافة إلى:
- آية الكرسي.
- المعوذات.
- سورة الإخلاص.
- أذكار التسبيح والتحميد والتكبير والتهليل والاستغفار.
فضل التسبيح والتحميد
التسبيح والتحميد من أفضل الأذكار التي يحبها الله تعالى، وهما جزء من الأذكار التي كان الرسول صلى الله عليه وسلم يحرص عليها في كل وقت وحين، وهي مثال واضح على أهمية الأذكار في الإسلام.
التسبيح هو تنزيه الله تعالى عن كل ما لا يليق به من النقائص والعيوب، وألفاظه هي سبحان الله، سبحان ربي الأعلى، سبحانك اللهم وبحمدك، سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم، ويتجلى فضل التسبيح على النحو التالي:
- يزيل الهم والقلق.
- يجلب الطمأنينة والراحة للقلب.
- يكفر السيئات ويجلب الرزق.
- يضيء الوجه ويقوي البدن.
التحميد هو الثناء على الله تعالى بصفات الكمال والجلال، وشكره على نعمه التي لا تحصى، وألفاظه هي، الحمد لله، الحمد لله رب العالمين، لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك، وتتجلى أهمية الأذكار في الإسلام من خلال التحميد على النحو التالي:
- يجلب البركة والخير ويزيد في الرزق.
- يفرج الكرب ويذهب الهم.
- يجلب السعادة، ويرضي الله تعالى.
اقرأ أيضًا: فوائد التسبيح والاستغفار
التكبير والتهليل والاستغفار
التكبير هو تعظيم الله تعالى وتنزيهه، وألفاظه الله أكبر، الله أكبر كبيرا، والحمد لله كثيرا، وسبحان الله بكرة وأصيلا، وفضله، يزيل الهم والقلق، ويجلب الطمأنينة والراحة للقلب، ويكفر السيئات، ويجلب الرزق، ويضيء الوجه، ويقوي البدن، ويبين ذلك أهمية الأذكار في الإسلام.
التهليل هو توحيد الله تعالى والإقرار بأنه لا معبود بحق إلا هو، والفاظه، لا إله إلا الله، لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير.
الاستغفار هو طلب المغفرة من الله تعالى على الذنوب والمعاصي، وألفاظه، أستغفر الله، أستغفر الله العظيم، اللهم إني ظلمت نفسي فاغفر لي، إنه لا يغفر الذنوب إلا أنت، وفضله:
- يكفر الذنوب ويجلب التوبة.
- طهر القلب ويزيل الهم.
- يجلب الرزق ويفرج الكرب.
تتجلى أهمية الأذكار في الإسلام من خلال ما تحصن به المسلم من شر وما تجلبه من خير يساعده على تيسيير أموره في الدنيا في نور الله عز وجل.