ذكر الله هو واحدة من أهم العبادات وأحبها ؟إلى الله عز وجل وهي الصلة التي تصل بين العبد وربه في كل وقت على مدار اليوم، وقد حثنا الرسول عليه الصلاة والسلام أن يكون لكل مسلم ورد يومي يلتزم به ويردد به مجموعة الأذكار التي يجب أن تقرأ عند كل وقت في اليوم سواء من أذكار الصباح والمساء وأذكار الاستيقاظ والنوم وغيرها من الأذكار الأخرى التي تجعل المسلم دائما في معية الله وحفظه.
ولم يكن الذكر مجرد أمر اختياري يكون للمسلم حق القيام به أو تركه، ولكنه من السنن المؤكدة عن الرسول صلى الله عليه وسلم، كما أن الله أمرنا في الكثير من الآيات القرآنية أن نحافظ على ذكر الله في كل وقت وحين كما جاء في الآية “واذكروا الله كثيرا لعلكم تفلحون”.
فضل ذكر الله
عندما نذكر الله في كل وقت فإن هذا يعمل على جعل القلوب لينة خاشعة ويساعد الإنسان في كل تفاصيل يومه ان يتذكر ان الله دائمًا موجود في عسراته وأوقات الرخاء أيضًا وبذلك يكون كل ما يصدر عن الإنسان من منطلق عبادته لله وخشيته منه في كل تصرفاته وهذا يعصمه من الكثير من الخطايا، إذ يكون المسلم دائمًا في رحاب الله وجواره.
وكما جاء في القرآن الكريم فإن القرآن والذكر يبعث على الطمانينة والشعور بالأمان والابتعاد عن التوتر والقلق من أمور الدنيا الزائلة، كما جاء في الآية: “ألا بذكر الله تطمئن القلوب”، كما أن الانتظام بالورد اليومي والمداومة عليه يعلم الإنسان الالتزام في الحياة عمومًا ويجعله أكثر قدرة على تنظيم حياته بشكل أفضل ما يخلق منه إنسانًا صالحًا وتزيد من ثقل ميزان حسناته وترفع عنه الذنوب والسيئات.
اقرأ أيضًا: الأذكار في القرآن وفضلها
كيف يكون أفضل الذكر؟
يتساءل البعض عن كيف يكون الذكر بالشكل الأفضل، هل هو بقراءة القرآن أم يكون بحفظ الأذكار وترديدها في الأوقات الخاصة بها، وفي الحقيقة فإن عمل ورد يومي هو الأفضل والأصلح للإنسان والذي يعينه على ذكر الله كما ينبغي، وذلك من خلال تحديد عدد من الآيات التي يتم قراءتها يوميًا كما يتيسر للشخص، بالإضافة إلى الالتزام بأذكار الصباح والمساء والتي يرددها في الصبح من بعد الفجر وتكون أذكار المساء عند حلول المغرب.
كما أن هناك الكثير من الأذكار التي يجب أن يحفظها المسلم ويرددها في الوقت المناسب لها منذ أن يبدأ يومه وحتى يخلد إلى النوم وهذه الأذكار فضلها عظيم إذ أنها تعمل على التحصين وحماية المسلم من الجن وهمزات الشياطين ووساوسهم.
ولأن الأصل في الأذكار هو التقرب إلى الله سبحانه وتعالى والاقتداء بهدي نبيه عليه الصلاةوالسلام فإن كل ذكر تقوم به يقربك من الله ويجعل القلب أكثر خشوعًا وإيمانًا، حتى وإن كان من الأذكار التي تخرج من القلب دون ترتيب أو تنسيق لها، فضلا عن أن كثرة الصلاة على النبي والاستغفار يريح القلوب ويزيد صفائها وطهارتها.
مراتب الذكر لله
هناك مراتب تزيد من مكانة المرء وقربه من الله، فليس كل ذكر الله واحد ولكنه يكون:
- ذكر المعبود سبحانه بالقلب واللسان وهو اعظم الذكر الذي يستحضر الإنسان فيه كل ما يقول من أذكار ويعرف معناها بقلبه، كما يرطب لسانه بقوله وهذا يكون من أعلى مراتب الذكر التي تجعل الإنسان قريب دائما من ربه.
- الذكر بالقلب وهو الذي يكون فيه الإنسان مع الله بفؤاده وخاطره دون أن ينطق بالأذكار لفضًا.
- أن يكون ذكر الإنسان لربه باللسان وقد علمنا الرسول صلى الله عليه وسلم الكثير من الأذكار التي يجب على كل مسلم أن يحفظها ويرددها في كل وقت وحين، كما أن الصحابة أيضًا علمونا الكثير من الأذكار التي تزيد من القرب إلى الله، وقد أمرنا الرسول صلى الله عليه وسلم بذكر اللسان في الحديث : “اجعل لسانك رطبًا بذكر الله” صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم.
اقرأ أيضًا: أذكار الصباح والمساء
ما هي الأذكار التي يرددها المسلم؟
هناك الكثير من الأذكار التي وردت في كتب السنة النبوية التي تعلمناها من الرسول صلى الله عليه وسلم وأيضًا الأذكار التي كان يحفظها العلماء والصحابة من بعده وتناقلت إلينا، ومن أهم هذه الأذكار نذكر ما يلي:
- ذكر الله بترديد أذكار الصباح والمساء.
- أذكار دخول الخلاء.
- الحمد عند العطس.
- الذكر الذي يردده المسلم عند الاستيقاظ من النوم.
- أذكار تقال عند الذهاب إلى النوم.
- الأذكار الخاصة بدخول السوق.
- ذكر الله عند البدء في الطعام وعند الانتهاء منه.
- الذكر عند النظر إلى المرآة.
- أذكار تقال عند القلق من النوم أثناء الليل.
- الأذكار قبل الصلاة وبعد الصلاة وقبل التسليم وبعده.
- ذكر الله أثناء الصيام.
- الأذكار التي يرددها المسلم عند ركوب الدابة وأذكار السفر.
- الاستغفار كما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم حيث قال أنه يستغفر في اليوم سبعين مرة.
- الصلاة على النبي من أحب الذكر إلى الله سبحانه وتعالى وإلى رسوله وهي التي تشفعه فينا عند الحوض بإذن الله.
ما هي طرق الذكر؟
هناك الكثير من الطرق التي يمكن أن يقوم بها المسلم في ذكر الله والتي تزيد من قربه وخشوعه وترفع من قدره يوم القيامة وتثقل حسناته، ويكون ذلك من خلال ما يلي:
- ترديد الأذكار التي نحفظها في أوقاتها.
- الصلاة تعد نوع من الذكر إذ يردد فيها المسلم القرآن والدعاء.
- قراءة الورد اليومي من القرآن والانتظام عليه.
- التأمل في خلق الله والذي حثنا عليه الرسول صلى الله عليه وسلم وهو أفضل العبادات التي يحبها الله.
- استحضار نعم الله على العباد والحمد والشكر عليها في السراء والضراء.
- التسبيح بعد الصلوات والتهليل والتكبير وهذه كما قال صلى الله عليه وسلم الباقيات الصالحات.
- تذكر الموت والآخرة والاتعاظ بأحوال الناس والصبر على البلاء والتزام الأدب عند استقباله بالذكر والطاعة.
اقرأ أيضًا: فوائد التسبيح والاستغفار
آداب الذكر الواجبة على المسلم
عندما نقوم إلى ذكر الله فإن هناك بعض الآداب التي يجب على المسلم أن يقوم بها حتى ينال الأجر والثواب، فمن المهم أن يستحضر قلبه عند ترديد الأذكار ولا ينطق بلسانه وهو مشغول بقلبه في شئ آخر، ويجب أن يكون الإنسان مخلص النية لله عندما يردد الذكر وهو يعرف فضله عليه ويأمل أن يكون الوسيلة التي تقربه إلى الله ويبتغي منها رضاه ورحمته.
من المهم أن يكون الإنسان صافي الذهن عند قراءة الأذكار وأن يستشعر رحمة الله ويخشى عقابه مع كل ذكر يردده، ومن المستحب البكاء عند الذكر واستشعار الذنوب والمعاصي التي يقترفها الإنسان وأن يستغفر عنها وهو نادم وينوي التوبة.
يجب ايضًا أن يتحرى الشخص أوقات الأذكار وعدم السهو عنها ونسيان أوقاتها، وعليه أن يكون مستعدًا للكر وتخصيص وقت له في مكان منعزل بعيدًا عن التجمعات والضوضاء وعدم مخالطة الذكر بالحديث الدنيوي والدخول في حوارات مع الآخرين، كما يجب تجنب اللغو وارتكاب المعاصي أو التعدي بالألفاظ أو الصرفات عند القيام بعبادة الذكر.
إن ذكر الله يزيد من صفاء القلب ويقرب الإنسان من الله عز وجل وهو فرض على كل مسلم كما جاء في القرآن الكريم والسنة المشرفة ولا يجب على المسلم أن يترك ورده اليومي حتى وإن كان منشغلًا بأمور الدنيا.