فقه العبادات

أذكار الصباح والمساء

أذكار الصباح والمساء

لا يمكن لأي مسلم يتقي الله جل وعلا أن يتجاهل أذكار الصباح والمساء، حال قيامه من نومه، وقبل دخوله فيه، لأنها لا تحمي المسلم من الشرور وتمنعه من الوقوع في الآثام فقط، بل إن الملتزم بها تحط عنه خطاياه التي اقترفها، وترفع بها درجاته عند الله تبارك وتعالى.

فلا يجب أن يتجاهل المسلم كل هذا الثواب والأجر العظيم، والحماية والوقاية التي لا يجدها غيره من الغافلين في حياتهم، فقط تخيل أن خالق السماوات والأرض يتدخل ليحميك بنفسه من الأخطار والمشاكل، ويبعدك بذاته العلية عن الذنوب والآثام.

أذكار الصباح والمساء

قراءة أذكار الصباح والمساء سنة مؤكدة عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وقد وردت عنه الكثير من الأذكار التي تقال في صباح ومساء كل يوم، بغرض الاستعانة والاستعاذة بالله تبارك وتعالى من كل شر أو ضر، ولذلك تعتبر الأذكار من أهم العبادات التي يجب أن يهتم بها كل مسلم.

وقد وفرت مدونة موقع آراء فقهية العديد من التدوينات التي تتناول كافة الأوراد والأذكار التي تهم المسلم في حياته اليومية، سواء التي تتعلق بالآداب اليومية مثل الطعام ودخول الخلاء، أو الوقتية مثل السفر والمطر، أو أبسط الأذكار التي تقال عند تغيير الملابس أو صعود ونزول السلالم، فقد رعا ديننا الحنيف كل جوانب حياة الإنسان، لتحصينه من كل شر.

وقد وردت الأذكار الشريفة في القرآن والسنة على حد سواء، وذلك لمدى أهمية الدعاء في علاقة العبد بربه، لأن المؤمن بحث يحتاج إلى جوار الله تبارك وتعالى طوال الوقت وفي أي مكان، ولا يستغني عن جوار الله سبحانه وتعالى، إلا كل غافل أو ضعيف القلب.

أذكار الصباح والمساء
أذكار الصباح والمساء

أذكار الصباح والمساء من القرآن الكريم

وردت الكثير من الأدعية والأذكار في كتابة الله تبارك وتعالى، علمها الله تبارك وتعالى للنبي محمد صلى الله عليه وسلم لكي يعلمها لنا، لفهم كيفية اللجوء إلى الله تبارك وتعالى يومياً، قبل أن نتعرض حتى للمحن والمشكلات، ومن أهم الآيات التي وردت بها تلك الأدعية العظيمة الآتي:

آية الكرسي

تعتبر آية الكرسي من أعظم أذكار القرآن الكريم، التي أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بتكرارها يومياً صباحً مساءً وبعد كل صلاة، لأنها شهادة من العبد لربه بالألوهية، وبها اعتراف ببعض صفات الله التي يجب أن يتذكرها عباده على الدوام، مثل أنه لا ينسى ولا ينام، وأن له ما في السموات والأرض، حتى يتعلم العبد ألا يلجأ إلا لرب العالمين فقط، وهي كالتالي:

{اللَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ ۚ لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ ۚ لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ ۗ مَن ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِندَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ ۚ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ ۖ وَلَا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِّنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِمَا شَاءَ ۚ وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ ۖ وَلَا يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا ۚ وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ } [البقرة – 255].

الإخلاص والمعوذتين

آخر ثلاث سور في المصحف الشريف، لكنا أهم ثلاث سور في حياة أي مسلم، فالمسلم مطالب بالالتزام بهما من لحظة يقظته إلى صلاة الفجر، إلى حين دخوله إلى فراشه لينام، فهم يردون في أذكار الصباح والمساء والنوم وبعد كل صلاة مفروضة، وهم الإخلاص والمعوذتين، الذين أمرنا بهم النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وهم سورة الإخلاص وسورة الفلق وسورة الناس.

ويجب أن يقرأ المسلم تلك السورثلاث مرات متتاليات، وقد نبه البعض على ترتيبهم، والهدف من قرائتهم التعوذ من كافة الشرور، والتعوذ من الشيطان والسحرة، والشهادة بالتوحيد لله تبارك وتعالى، وأنه لا يوجد إله سواه في العالمين.

أذكار الصباح والمساء
أذكار الصباح والمساء

خاتمة سورة البقرة

قراءة خاتمة سورة البقرة من أشهر الأذكار الواردة عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وتعتبر من الأذكار المهمة لأنها عبارة عن آيتين، يعترف في الأولى بنبوة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، وفي الآية الثانية يدعو الله جل وعلا بأن يعفو عنه ولا يحمله فوق ما يطيق، وهما الكتالي:

{آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِن رَّبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ ۚ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّن رُّسُلِهِ ۚ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا ۖ غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ * لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا ۚ لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ ۗ رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِن نَّسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا ۚ رَبَّنَا وَلَا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِنَا ۚ رَبَّنَا وَلَا تُحَمِّلْنَا مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِ ۖ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا ۚ أَنتَ مَوْلَانَا فَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ} [البقرة: 285 – 286].

اقرأ أيضًا: أنواع الأذكار وفوائدها في حياة المسلم

أذكار الصباح والمساء من السنة النبوية

الأدعية الواردة عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم كثيرة ومتشعبة تشمل كافة جوانب حياة المسلم، لكن النبي عليه الصلاة والسلام اختص من بعض أدعيته ما كان يكرره صباحاً ومساءً بانتظام، ومنها ما ورد فيه ذكر الصباح والمساء بشكل صريح، فاعتبر علماء الشريعة تلك الأدعية أورادً وأذكارً مسنونة عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم، ومنها الآتي:

أذكار ورد بها الصباح والمساء

بعض أدعية النبي محمد صلى الله عليه وسلم وردت بذكر الصباح والمساء بشكل واضح في نص الدعاء، وكان منها ما يتعوذ به النبي من الشر، ومنها ما كان يستعين البني فيه بالله على الخير ومنها:

  • دعاء الإشهاد: (اللهمَّ إني أصبحتُ أشهدُكَ وأشهدُ حملةَ عرشِكَ، وملائكتَكَ وجميعَ خلقِك بأنَّك أنت اللهُ لا إلهَ إلا أنتَ وحدك لا شريكَ لك، وأنَّ محمَّدًا عبدُك ورسولُك) [أخرجه أبو داود].
  • دعاء الإخلاص:(أَصبَحْنا على فِطرةِ الإسلامِ، وكَلِمةِ الإخلاصِ، ودِينِ نَبيِّنا محمَّدٍ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، وعلى مِلَّةِ أبِينا إبراهيمَ، حَنيفًا مُسلِمًا، وما كان مِنَ المُشرِكينَ) [أخرجه الطبراني].
  • دعاء طلب الخير: (… أَمْسَيْنَا وَأَمْسَى المُلْكُ لِلَّهِ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ، لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ له… له المُلْكُ وَلَهُ الحَمْدُ، وَهو علَى كُلِّ شَيءٍ قَدِيرٌ، اللَّهُمَّ أَسْأَلُكَ خَيْرَ هذِه اللَّيْلَةِ، وَأَعُوذُ بكَ مِن شَرِّ هذِه اللَّيْلَةِ وَشَرِّ ما بَعْدَهَا، اللَّهُمَّ إنِّي أَعُوذُ بكَ مِنَ الكَسَلِ وَسُوءِ الكِبَرِ، اللَّهُمَّ إنِّي أَعُوذُ بكَ مِن عَذَابٍ في النَّارِ وَعَذَابٍ في القَبْرِ) [وراه مسلم].
أذكار الصباح والمساء
أذكار الصباح والمساء

أذكار معتادة في الصباح والمساء

أما بعض الأدعية الأخرى التي وردت عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم في أذكار الصباح والمساء رغم أنه لم يرد بها ذكر الصباح والمساء، إلا أن النبي الكريم عليه الصلاة والسلام وردت عنه تلك الأدعية في أوقات الصباح والمساء، ومن تلك الأحاديث:

  • دعاء الإيمان بالغيب: (اللَّهمَّ فاطِرَ السَّمَواتِ والأرضِ، عالِمَ الغَيبِ والشَّهادةِ، رَبَّ كُلِّ شَيءٍ ومَليكَه، أشهَدُ أنْ لا إلهَ إلَّا أنتَ، أعوذُ بِكَ مِن شَرِّ نَفْسي ومِن شَرِّ الشَّيطانِ وشِركِه. قال: قُلْها إذا أصبَحتَ وإذا أمسَيتَ وإذا أخَذتَ مَضجَعَكَ) [أخرجه أبو داود].
  • دعاء العفو والعافية: (اللهم إني أسألُك العافيةَ في الدنيا والآخرةِ ، اللهم إني أسألُك العفوَ والعافيةَ في ديني ودنياي وأهلي ومالي ، اللهم استرْ عورتي وآمنْ روعاتي ، اللهم احفظْني مِن بين يديَّ ومن خلفي وعن يميني وعن شمالي ومن فوقي ، وأعوذُ بعظمتِك أن أُغتالَ مِن تحتي) [أخرجه أبو داود].

بعد التعرف على أذكار الصباح والمساء صار من المهم أن تحاول الالتزام بها في يومك وليلتك، ليس إلزامًا عليك، إنما صيانة لنفسك من الشرور ولكي تدخل على نفسك الرضا والسرور، لأن حلاوة الإيمان لا يحصلها إلا كل صابر محتسب ملتزم بجوار الله جل وعلا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى