يبحث الكثير من الأشخاص عن الأذكار اليومية للمسلم لما لها من فضل عظيم، حيث منح الله تعالى الإنسان نعمة العقل واللسان، مفضلا إياه على سائر الكائنات الحية، وهاتان النعمتان تتيحان للإنسان أن يختار بين استخدامهما فيما يرضي الله أو فيما يغضبه، لذا من الأفضل للإنسان أن يحرص على تسخير لسانه في الأعمال التي تقربه من الله وترضيه، ومن أفضل هذه الأعمال ذكر الله عز وجل، فالذكر هو نوع من أنواع الثناء والشكر لله على نعمه التي لا تعد ولا تحصى، لذا يقدم موقع آراء فقهية جميع الأذكار التي يجب أن يحرص عليها المسلم في يومه.
ما هي الأذكار اليومية للمسلم؟
الأذكار اليومية للمسلم هي مجموعة من الأدعية والأذكار المستمدة من القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة، والتي ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يداوم عليها، وهي تشمل كل من أذكار:
- الصباح والمساء.
- النوم.
- لبس ثوب جديد.
- دخول الخلاء.
- قبل الوضوء وبعده.
- الخروج من المنزل والدخول إليه.
- الدخول إلى المسجد والخروج منه.
- الانتهاء من الصلاة.
- أذكار الأذان.
- قبل تناول الطعام وبعده.
اقرأ أيضًا: فوائد التسبيح والاستغفار
فوائد الأذكار اليومية
تتنوع الأذكار اليومية وفقا لأوقاتها، فمنها أذكار الصباح والمساء، وأذكار النوم، والأذكار التي تقال بعد الصلاة، وهذه الأذكار ليست مجرد كلمات تردد بل هي عبادة تعمق صلة العبد بربه، وتجلب البركة في حياته.
كما أنها وسيلة لطمأنينة القلب ومصدر لمغفرة الذنوب وسبيل لدخول الجنة يوم القيامة، وتعد الأذكار غذاء للروح ومصدر للبركة في الحياة الدنيا، فهي تزيل الهموم والغموم، وتشعر العبد بالطمأنينة والسرور، وتجلب له الفرج من مصائب الدنيا، وتقوي البدن والقلب وتعزز الذاكرة، ومن أعظم ما تجلبه الأذكار هو تحقيق الرزق الوفير، كما أوضح الله في كتابه الكريم أن الاستغفار سبب لجلب الرزق والرحمة والمغفرة، ولأن الأذكار تعد غراس الجنة فهي ذات أجر عظيم حتى أن بعضها يعادل أجر الصدقة، مما يبرز فضل هذه العبادة المباركة في حياة المسلم، وفيما يلي يوضح موقع آراء فقهية فضل الأذكار.
فضل الأذكار اليومية
الأذكار هي من أحب الأعمال إلى الله عز وجل، كما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله: “أحبُّ الكلامِ إلى اللهِ أربعٌ: سبحانَ اللهِ، والحمدُ للهِ، ولا إله إلا اللهُ، واللهُ أكبرُ، لا يضرُّك بأيِّهنَّ بدأتَ”، فهي ليست مجرد كلمات تقال، بل هي أعمال تعبدية تعود العبد على الإنابة إلى الله والتوبة من الذنوب، كما أنها تجعل ذكر الله حاضرا في جميع المواقف الصعبة التي يمر بها العبد، مما يزرع في قلبه الوعي الدائم بمراقبة الله، مما يبعده عن المعاصي والآثام.
كما ذكر الله يعد وسيلة لطرد الشيطان وإضعاف تأثيره، إذ إن من يعتاد على الذكر يصبح محصنا من وساوسه، كما أنه سبب للنجاة من نار جهنم والفوز بجنات النعيم، حيث تزيد الأذكار من محبة العبد لربه، وتعمق إيمانه بالله، وتدفعه إلى أداء الفرائض والطاعات بصدق وإخلاص، بالإضافة إلى ذلك فإن الذكر يعين المسلم في حياته اليومية، كما أوصى النبي صلى الله عليه وسلم ابنته السيدة فاطمة رضي الله عنها عندما اشتكت من مشقة العمل بالتسبيح والتحميد والتكبير قبل النوم لتجد العون والقوة.
هل يشترط الطهارة والوضوء لأداء الأذكار اليومية؟
لا يشترط الطهارة والوضوء لأداء الأذكار، حيث إنها تختلف عن الصلاة في هذا الشرط، كما يجوز للجنب أو الحائض الإتيان بها، مما ييسر على الجميع الانتظام في الذكر دون وجود أي عوائق، وهذا التسامح الشرعي يعكس رحمة الله بعباده ورغبته في أن يكون ذكره حاضرا في كل وقت وحال.
ما هي أوقات أذكار الصباح والمساء؟
تعد أذكار الصباح والمساء من الأذكار اليومية التي يجب أن يداوم عليها المسلم، حيث يبدأ وقت أذكار الصباح شرعا من منتصف الليل الأخير ويمتد إلى وقت الزوال، ولكن من الأفضل أن تقال أذكار الصباح بعد أداء صلاة الفجر وحتى شروق الشمس، ففي هذا الوقت يكون العبد أقرب إلى الخشوع والاستحضار، وهو الوقت الذي تملؤه البركة والنقاء، وقد أشار العلماء إلى أهمية الالتزام بهذا التوقيت لما فيه من فضائل روحانية تساعد المسلم على بدء يومه بذكر الله وحمايته من كل شئ مؤذي.
أما بالنسبة إلى وقت أذكار المساء فيمتد من زوال الشمس وحتى منتصف الليل، وعلى الرغم من ذلك فإن أفضل أوقات قراءة أذكار المساء هو بعد صلاة العصر وحتى غروب الشمس، حيث يعتبر هذا الوقت الأنسب للتقرب إلى الله والاستعانة به في ختام النهار، وتخصيص هذه الأوقات لأذكار الصباح والمساء يساعد المسلم على المداومة والاستفادة الكاملة من معاني الذكر، كما أنه يتيح له فرصة لتجديد العهد مع الله، وطلب الحماية والبركة في اليوم والليلة.
الجدير بالذكر أن هذه الأذكار ليست محصورة فقط على هذه الأوقات، بل يستطيع الذي انشغل عن أدائها في وقتها أن يتداركها وقتما تذكرها، فهي عبادة مستمرة تؤتى متى تيسرت.
اقرأ أيضًا: فضل ختام قراءة القران في رمضان، وهل يجوز ختم القرآن بالاستماع
الإتيان الأمثل بأذكار الصباح والمساء
لأداء أذكار الصباح والمساء بالشكل الأمثل، ينبغي للعبد أن يأتي بها بتمهل وتركيز، مع حضور القلب واستيعاب معانيها، مما يتيح له فرصة التفاعل مع الذكر واستشعار قربه من الله عز وجل، وهذه الطريقة تمنح القلب انشراحا وتضيف السكينة على النفس، مما يجعل الذكر أكثر تأثيرا وبركة.
كما يفضل قراءة الأذكار بصوت منخفض يسمعه العبد فقط، بحيث لا يسبب ذلك إزعاجًا أو تشويشًا لمن حوله، ويفضل أن تكون القراءة فردية وليس بشكل جماعي إتباعا لسنة النبي صلى الله عليه وسلم، ومن الضروري أن يتلفظ العبد بالأذكار بنفسه، وليس الاكتفاء بسماعها من تسجيلات صوتية أو من الآخرين، لأن التلفظ يحقق أجر الذكر كما ورد في النصوص الشرعية، وإذا فات وقت الأذكار، سواء بسبب النسيان أو النوم فإنه يستحب للعبد قضاؤها عند تذكرها، حتى لا يفوت فضلها وثوابها، كما أن الأذكار ليست مرتبطة بمكان محدد، بل يمكن للعبد أن يذكر الله في أي مكان يناسبه، سواء في المنزل، أو أثناء التنقل، أو خلال العمل.
ما هي أذكار النوم ومتى تقرأ؟
ثبت في السنة النبوية أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يحرص على قراءة سور الإخلاص والمعوذتين قبل النوم، حيث كان يجمع كفيه وينفث فيهما ثم يقرأ هذه السور ثلاث مرات متتالية، وبعد الانتهاء يمسح بكفيه على رأسه ووجهه وما استطاع من جسده، وهذا الفعل النبوي يعلمنا أهمية تحصين النفس قبل النوم لما فيه من بركة وحماية للعبد.
فضلا عن أنه يعد ختامًا مباركًا ليوم المسلم فإذا وافته المنية خلال نومه تكون آخر كلماته آيات من كتاب الله، بالإضافة إلى ذلك فإن قراءة آية الكرسي قبل النوم من أعظم الأذكار اليومية التي تحمي المسلم من وساوس الشيطان حتى يصبح، ومن المستحب أن يبدأ المسلم بقراءة أذكار النوم عند اضطجاعه في فراشه مقتديا بالسنة النبوية، ولا حرج إذا قرأها قبل أن يستلقي.
ختاما، إن المداومة على قراءة الأذكار اليومية تعود على المسلم بالكثير من الفوائد، حيث إنها تحصن المسلم وتحميه من الحسد ومن كل شر، لذا أوصى بها الرسول صلى الله عليه وسلم.