كيفية تقسيم الميراث في الإسلام؟ وما هي شروطه؟
الميراث في الإسلام هو نظام قانوني واجتماعي ينظم توزيع ثروات الأفراد بعد وفاتهم بين ورثتهم وفقاً لأحكام الشريعة الإسلامية، حيث يعتبر جزءًا أساسيًا من التشريع الإسلامي، حيث يهدف إلى تحقيق العدالة الاجتماعية وضمان حقوق جميع أفراد الأسرة بشكل متوازن، وقد تم تحديد حصص الورثة بدقة في القرآن الكريم والسنة النبوية، مما يساعد في الحفاظ على التوازن المالي بين أفراد الأسرة ويمنع حدوث نزاعات أو ظلم في توزيع الممتلكات.
تقوم قواعد الميراث على مبدأ توزيع الحقوق والواجبات بشكل عادل، حيث تضمن لكل وارث نصيبه الذي يحدده الله تعالى بناءً على القرابة والصفة، يتنوع الورثة بين الأبناء، الزوجة، الآباء، الأشقاء، والأقارب الآخرين، وتختلف حصصهم بناءً على هذه الصلة.
الميراث في الإسلام
إن الميراث هو أحد فروع الفقه في الإسلام والذي يعني توزيع الميراث بعد وفاة المورّث إلى الورثة الأحق بالميراث، كما أن له قوانين وإرشادات مذكورة في القرآن الكريم والتي تحدد أصول تطبيق الميراث، فلقد أعطى الإسلام الميراث اهتمام كبيرا، وعمل على تحديد فروض الإرث والورثة بطريقة واضحة ليبطل بذلك ما كان يفعله العرب في الجاهلية قبل قدوم الإسلام من توريث الرجال دون النساء، والكبار دون الصغار.
يستند توزيع الميراث في البلاد الإسلامية على نصوص القرآن الكريم والذي يعتبرها الفقهاء نصوص محكمة لا تقبل الجدال فيها وتوفير أعلى مستويات العدالة والإنصاف بين الورثة، وقد ختمت الآيات القرآنية في القرآن الكريم بآية من سور النساء 13 و14 (” تلك حدود الله ومن يطع الله ورسوله يدخله جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها وذلك الفوز العظيم (13) ومن يعص الله ورسوله ويتعد حدوده يدخله نارًا خالدًا فيها وله عذاب مهين (14)”) ولذلك يعد فقهاء المسلمين ورجال الدين أن أي محاولة لتغيير نظام الإرث في الإسلام هو تعدي على الشريعة الإسلامية ومعصية لله ورسوله.
أركان الميراث في الإسلام
قام الشرع بتحديد ثلاثة أركان أساسية لا يمكن الاستغناء عنها في عملية تقسيم الميراث، وفيما يلي إليك عملية تقسيم الميراث:
- المورث هو الشخص المتوفى صاحب المال والأملاك التي سيتم توزيعه على الورثة.
- الوارث هو الشخص الذي له الحق في المال المتوفى، ويكون ذو صلة بالمتوفي.
- الموروث هو المال الذي يتركه المتوفي، سواء كان أموال أو عقارات أو تجارة أو أي نوع آخر من الأملاك.
ما هي شروط توزيع الميراث في الإسلام؟
قام الفقهاء بتحديد ثلاثة شروط أساسية لتوزيع الميراث، وتلك الشروط تتمثل في الآتي:
الشرط الأول
هو وفاة المورث بشكل حقيقي، حيث يجب التحقق من الوفاة عن طريق المشاهدة المباشرة، أو بشهادة عدلين أو عن طريق الحكم القضائي في حالة الشخص المفقود بعد انقضاء المدة المحددة البحث عنه.
الشرط الثاني
يجب التأكد من أن حياة الوارث بعد وفاة المورث، حتى لو كانت لحظات قصيرة، حيث يجب التحقق من حياة الوارث فعليا، كما يمكن أن يكون حكما على سبيل المثال الوراث جنين ويشير الفقهاء إلى أنه في حال أن الوراث جنين فإنه لا يرث إلا إذا توفر شرطان وهما:
- وجود الحمل في رحم الزوجة حتى لو كان مجرد نطفة عند وفاة المورث.
- والشرط الثاني هو أن يخرج الجنين حي وذو صحة جيدة ومستقرة.
الشرط الثالث
هو معرفة السبب الذي يقتضي الميراث، حيث أنه لا بد من ثبوت الإرث مستند إلى خصائص محددة مثل الأبوة والزوجية والولاء وغيرها من الأسباب.
موانع تقسيم الإرث على المستحقين
الفقهاء قاموا بتحديد ثلاثة موانع لعملية تقسيم الإرث على المستحقين والتي تكون كالتالي:
المانع الأول
اختلاف الدين حيث أنه لا يجوز للمسلم أن يرث من أموال الكافر والعكس صحيح، حيث أنه لا يحقق للكافر أن يرث من تركة مسلم.
المانع الثاني
العبودية أو الرق، حيث لا يمكن للعبد أن يرث من سيده وذلك لأن كافة ممتلكات وأموال تعد ملك لسيده بطريقة طبيعية.
المانع الثاني
القتل حيث أن الشرع يمنع القاتل من وراثة أي أملاك أو أموال خاصة بالمقتول سواء كان بالقتل عمدًا أو بالخطأ، من الرغم من أن بعض الفقهاء يرون أن القتل الخطأ لا يعد من موانع تقسيم الإرث.
حجب توزيع الميراث في الإسلام
إن حجب الميراث تعني منع المستحق أو الوارث من الحصول على كامل الإرث أو جزء منه عند تقسيمه، وقد قسم الفقهاء هذا الحجب إلى نوعان وهما:
الحجب بالوصف
في هذه الحالة عند تقسيم الميراث لا يكون للمستحق أحد موانع الميراث، على سبيل المثال الاختلاف في الدين أو الرق أو القتل، وإليك مثالُا إن كان للمتوفي أخت أو أم من الأب أو أخ من الأب أو عم وكان أحد ورثته مخالف له في الدين فإن الميراث يقسم كالتالي الأم تأخذ الثلث والأخت من الأب تأخذ النصف والعم يأخذ الباقي بينما لا يحصل الأخ من الأب على أي شيء.
الحجب بالشخص
في هذه الحالة عند تقسيم الميراث يمنع المستحق من الحصول على نصيبه من الميراث بسبب وجود أي شخص آخر، وينقسم الحجب بالشخص إلى أربعة أقسام وهم:
الحجب في الأصول
يتم حجب كل ذكر من فوقه من الذكور، على سبيل المثال أن يحجب الأب الجد من الميراث.
الحجب في الفروع
يحجب كل ذكر من تحته من الذكور وإليك مثال أن يحجل الابن ابن الابن وبنت الابن.
الحجب في الحواشي
وهم الإخوة وأبناؤهم وكذلك الأعمام وأبناؤهم وفي هذه الحالة:
- يتم حجب جميع الحواشي من الذكور من الفروع أو الأصول مثلًا أن يحجب الأب جميع الأخوة.
- كذلك يحجب الإخوة من الأم بالإناث من الفروع مثالُا إذا توفي شخص وترك ابنته وأخاه من أمه وأخاه الشقيق، فإن ابنته ترث النصف والأخ الشقيق يحصل على الباقي ولا يرث الأخ من الأم شيئًا.
- يحجب الإخوة من الأب بالذكور من الأشقاء مثالًا أن يتوفى شخص تارك أخته من أمه وأخته من أبيه وأخيه الشقيق، تأخذ الأخت من الأم السدس والباقي للأخ الشقيق ولا ترث الأخت من الأب شيئًا.
الحجب في التعصيب
يقصد بالعصب الوارث الشخص الذي ليس له نصيب محدد، إذا شارك معه مستحق آخر في الميراث، يأخذ العاصب ما تبقي سواء كان كثير أو قليل وإذا انفرد العاصب بالميراث يحصل عليه كامل وإذا نفد المال بعد تقسيم الميراث يسقط نصيبه، أما بالنسبة بالحجب بالتعصيب عن تقسيم الميراث في الإسلام فيكون كالآتي:
- السابق من حيث الجهة يحجب من بعده.
- الأقرب من حيث القرابة يحجب الأبعد.
- الأقوى من حيث القرابة يقوم بحجب الأضعف.
تابع المزيد: أحكام النسب في الإسلام
كيف يتم تقسيم الميراث في الإسلام
عند تقسيم الميراث في الإسلام يتم عبر خطوات تنفيذ بالتراضي بين الورثة التي تكون مثل:
- موافقة كافة الأطراف على تقسيم الميراث بينهم طبقا لأحكام الشريعة الإسلامية ونظام المواريث.
- استخراج صح حصر الميراث.
- بعد يتم حصر الميراث ومعرفة الأموال والممتلكات وجميع الأشياء التي تشتمل عليها.
- حصر الورثة الشرعيين أو ما يطلق عليهم المستحقين.
- تقسيم الميراث على الورثة حسب الأحكام للشريعة توثيق قسمة الميراث.
وإلى هنا نكون قد وصلنا لنهاية حديثنا عن طريقة تقسيم الميراث في الإسلام وما هي أركان وكذلك الشروط التي يجب أن يحققها المستحقين للحصول على الإرث وفق أحكام الشريعة.