دليل شامل للتعرف على كيفية إدارة الأزمات الأسرية
يتساءل العديد من الأشخاص عن كيفية إدارة الأزمات الأسرية حيث تعاني بعض الأسر من صعوبة التعامل مع الأزمات الحياتية التي لا تنتهي، ولا تعرف هذه الأسر طريًقا إلى إيجاد الحلول لتلك الأزمات وحتى إن كانت بسيطة نسبيًا، وذلك يرجع إلى أن هذه الأسر تفتقر إلى المهارات اللازمة لمواجهة الأزمات وفهمها ومعالجتها، ولذلك فهي تخرج من أزمة وتدخل في أخرى دون الشعور بطعم الحياة ومتعتها.
لا يوجد أسرة مثالية لأنه في كل أسرة نقاط قوة ونقاط ضعف ولكل أسرة حظ وافر من المشاكل والتحديات، كما أن تلك المشاكل تأتي على هيئات مختلفة حيث تكون مثل هيئة مرض أو وفاة أو أزمات مالية أو فقدان رب الأسرة عمله أو تغيير نشاط وغيرها الكثير من الأزمات.
كيفية إدارة الأزمات الأسرية
بعد التعرف على أسباب الأزمات الأسرية التي يعاني منها الكثير من الأسر، إليكم بعض الطرق التي قد تساهم في حل المشاكل الأسرة بطريقة فعالة، ومن أهم هذه الطرق تتمثل في الآتي:
إيجاد طريقة للتواصل بين الأفراد
تبدأ شرارة التواصل من علاقة الزوجين التي يجب أن تكون قائمة على النقاش والحوار وبعيد عن الإجبار والفرض، حيث أن هذا الأسلوب سوف ينتقل إلى الأبناء ويساعدهم على فهم نفسهم والتعبير عنها.
الحرص على بناء الثقة بين الأفراد
إذا أخبرك طفلك بأمر ما، لا تخبر الآخرين به مهما بدا لك الأمر صغير أو تافهًا إذا إذا هو سمح لك بذلك، وإذا اشتكت الزوجة من أمر يزعجها فلا تخبره للأبناء بغرض أضحاكهم وإحراجها.
اكتساب مهارات الذكاء العاطفي
تعتبر اكتساب مهارات الذكاء العاطفي من أبرز الطرق نجاحًا في حل مشاكل الأسرة حيث أنه من خلال هذه المهارات يفهم الإنسان ذاته، يسهل فهمه من قبل الآخرين، وأيضا بفضلها أيضا يتعلم الشخص التعاطف مع الآخرين ويكتشف طرق التواصل الفعالة معه.
تنمية مشاعر الانتماء إلى الأسرة
تعد أيضا من طرق حل الأزمات الأسرية الشائعة حيث أن المشاورة والنقاش واحترام وجهات النظر بين الأفراد بشأن أمر يخصهم جميعًا يعزز هذا من مشاعر الأمان والانتماء مهما كان موضوع المشاورات بسيط على سبيل المثال غذاء الغد أو مكان التنزه ليوم العطلة.
التعامل بنضج مع الأزمات
إن السخرية والاستهزاء والتصرفات العنيفة في التعامل مع التحديث ليست إلا تصرفات طفولية لا مكان لها في العلاقات الزوجية الناجحة، حيث أن العلاقات الزوجية الناجحة تتصف بالهدوء والنضج في التعامل مع المشاكل، حيث يمكن للأزواج الاعتبار بأن تلك المشاكل هي طريقة لإظهار التعامل الناضج وتوضيحه للأطفال والاقتداء بأمهاتهم وآبائهم، وذلك يشمل احتواء الطرف الآخر ومحاولة تقبل بعض السلبيات لضمان سير العلاقة الزوجية بطريقة سليمة وصحية.
التعبير عن المشاعر بصدق
يحتاج حل المشاكل الزوجية أن يمتلك كلا الزوجين المساحة الكافية والأمان اللذان يمكنان من التعبير عن المشاعر المرتبطة بالطرف الآخر، وبالأخص مشاعر الاستياء وعدم الرضا من بعض السلوكيات التي يمارسها أحد الطرفين، حيث يعد إخفاء المشاعر أحد أسباب خلف حدوث الخلافات والمشاكل بين أفراد الأسرة، لذلك ينصح بالتدرب على تقبل هذه المشاعر من الشريك والاعتراف بها حتى تكون هناك مساحة آمنة بين الزوجين إلى جانب وجود الصدق في العلاقة.
تقبل أخطاء الآخرين
يعد تقبل أخطاء أفراد الأسرة من أهم الأسس التي تساهم على حل الأزمات الأسرية بسلاسة، ويكون ذلك عن طريق محاولة فهم التصرفات والدافع من وراء، حيث يمكن أ، تكون هذه التصرفات مجرد انعكاس، ورد فعل على سلوكيات الشخص نفسه، مما قد يساعد على التقليل من المشاكل الأسرية المختلفة حتى لو كانت قديمة، كما يشمل ذلك تقبل الأخطاء الشخصية حتى تتم معالجتها بطريقة صحيحة.
الامتنان لوجود أسرة
إن الامتنان لوجود الأسرة له تأثير كبير على إدارة الأزمات الأسرية بطريقة صحيحة، وذلك حين مشاركة الضحك والصراخ والبكاء أمر فعال جدا في المشاكل مهما كانت كبيرة أو صغيرة تظل بسيطة أمام فقدان نعمة الأسرة والحرمان منها.
أسباب الأزمات الأسرية
إن الأزمات الأسرية تعنى وجود نوع من أنواع العلاقات المضطربة بين أفراد الأسرة التي بدورها تؤدي إلى حدوث التوتر والقلق، سواء كانت تلك الأزمات ناتجة عن سوء سلوك أحد أفراد الأسرة أو الطرفين الأساسين فيها، وقد تؤدي إلى الشجار بكثرة والاختلاف بين الأبوين أو بين الأبناء أو حتى بين الأبناء والأبوين إلى جعل الأسرة في حالة اضطراب ويفقد الأبناء هيبة الأسرة واحترامها والانتماء لها، إليك أبرز الأزمات التي تؤدي إلى حدوث الأزمات والمشاكل الأسرية:
عدم التواصل بين أفراد الأسرة
حيث أن بعض أفراد الأسرة يتجنبون الحديث أو التواصل مع بعضهم البعض، وذلك لأنهم يتعلموا كيفية الاستماع إلى الآخرين لمعرفة وفهم ما يقولون عن طريق أفعالهم وكلامهم.
عدم القدرة على حل الخلافات والنزاعات القديمة
وهذا ما يحدث في الكثير من الأحيان، وذلك لأن الأفراد لا يتكلم أحد مع الآخر بطريقة مفيدة ومثمرة، وهذا من شأنه أن يجعل المشكلة تزداد تعقيد، كما يجعل حياة الأسرة أكثر صعوبة مع مرور الوقت، كما أن في بعض الأسر لا يتعلم أفرادها كيفية المفاوضة وكيفية التخلص من المشاعر القهرية القديمة، ومن المرجح أن يتعلم الأطفال من الأهل كيفية يتصرفون في مواجهة المشاكل والأزمات، حيث أنهم يرفضون التعبير عن أفكارهم ومشاعرهم الدفينة، وهنا تصطدم حياة الأسرة بالحائط وتصبح مليئة بالفوضى.
الافتقار إلى الدعم النفسي في الأسرة
إن الأسرة هي المصدر الأساسي وكذلك الأول لتقديم الدعم النفسي لمن يعيش فيها، حيث يجد الأطفال والكبار أيضا صعوبة كبيرة في البحث عن الدعم النفسي والحصول عليه خارج الأسرة وتسوء حالتهم النفسية وما يترتب عليها من نتائج.
تابع المزيد: فقه الأسرة وأخلاقيات الزواج
الافتقار إلى المهارات في توزيع المسؤوليات
الأسرة هنا لا تعرف من هو المسؤول عن ما هو مسؤول هنا تبدأ الفوضى بانتشار في البيت، ولا أحد يعترف بمسؤوليته مما يزيد الأزمة تعقيدًا، وتحل العداوات والتحالفات في المنزل، فيزداد انقسام إلى انقسام ويستحيل أي قدر من التسامح ويتأثر الأطفال بالسلب، الذي يترتب عليه إخفاقه في تطوير الصورة الذاتية الإيجابية، ويتراجع إحساسهم باحترام أنفسهم وتضعف قدرتهم على اكتساب المهارات الاجتماعية.
الأزمات الزوجة
لا يوجد حياة زوجية خالية من المشاكل والأزمات، حيث أن كل ذلك جزء من الحياة اليومية المليئة بالمنافسات والمزاحمات والمعارك العاطفية ومن المهم أن تعلم كيفية الخروج منها سالمين مقتنعين بأهمية التفاوض للمحافظة على علاقة سليمة.
وإلى هنا نكون قد وصلنا لنهاية حديثنا عن طرق إدارة الأزمات الأسرية كما تعرفنا على أبرز الأسباب التي يترتب عليها حدوث المشاكل بين أفراد الأسرة وكذلك طريقة حلها.