حضانة الأطفال بعد الطلاق.. وأهم شروطها
حضانة الأطفال بعد الطلاق تتحدد على حسب عمر الطفل، وعندما يكون سنه صغير فإنها تكون حق أصيل للأم لا يحق للوالد أن ينازعها فيه، خاصة أن الأطفال في العمر الصغير يكونوا بحاجة إلى الرعاية والحنان من الأم وتكون هي الأجدر برعايتهم وذلك وفقا لقانون الأحوال الشخصية المعمول به.
وهناك بعض الشروط التي تحكم الحضانة والتي نتحدث عنها في هذا المقال بالتفصيل فيما يتعلق بالأحوال التي يحق للوالدين أن يحصل أي منهما على حضانة الطفل، وتكون المرجعية الأساسية هنا الأخذ في القانون بالتشريع الإسلامي، حتى وإن تم إدخال التشريع الأوروبي ضمن الأحكام.
حضانة الأطفال بعد الطلاق
تعرف الحضانة وفقًا للقانون بأنها حفظ الأطفال من كل ما قد يسبب لهم الضرر سواء في رعايته الصحية والبدنية وأيضا رعاية جميع مصالحه، وبهذا يمكن القول أن الحضانة للطفل تهدف أولا وأخيرًا إلى حمايته وضمان السلامة النفسية والجسدية والقيام على حاجاته وعلى تعليمه، بالإضافة إلى ضرورة توجيهه إلى ما هو في صالحه باعتباره قاصر لا يدرك القيام بذلك لنفسه.
شروط حضانة الطفل
هناك بعض الشروط اللازم أن تتحقق في حضانة الأطفال بعد الطلاق لدى الحاضن سواء كان الأب أو الأم وذلك وفقًا لأحكام القانون، وهي كما يلي:
- يجب أن يكون الطرف الحاضن للطفل قد بلغ راشد عاقل حتى يكون مؤهل لتربيته والقيام على رعايته بما ينبغي لتحقيق مصلحة الطفل فلا يجوز أن تنتقل الحضانة له إذا كان غير كامل الأهلية ومميز.
- على الشخص الحاضن أن يكون قادر على تربية الطفل الحاضن له وأن يقوم على رعايته من الناحية الدينية والأخلاقية، بالإضافة إلى أن يقوم بتوفير سبل الرعاية الجسدية والنفسية له بما يكفل عدم تضرره بأي شكل من الأشكال.
- يلزم أن يكون الشخص الحاضن موضع ثقة ومؤهل أن يقوم على تربية ورعاية طفل، ولذا يجب أن تتوفر لديه شروط الاستقامة والأمانة ويكون له سيرة حسنة حتى يكون امين على رعاية الطفل.
- أن يمتلك الحاضن القدرة الصحية على الرعاية وألا يعاني من أمراض معدية تسبب الضرر للطفل أو تمنعه من مباشرة واجباته نحوه.
- لا يمكن للأم أن تحصل على حضانة الأطفال في حال انها تزوجت برجل آخر بعد الطلاق، لأن هذا يوجب سقوط الحضانة عنها، ولكن هذا الشرط يسقط في بعض الحالات وهي أن يكون الزوج قيربًا لها ومن محارم الطفل، او أن يكون نائبًا عن الطفل من الناحية الشرعية.
متى يمكن التدخل بالقوة الجبرية في الحضانة
وفقًا لقانون الأحوال الشخصية فإن حضانة الأطفال بعد الطلاق تؤول إلى الطرف المستحق من الوالدين بحكم المحكمة، ولكن في بعض الحالات قد تحتاج النيابة العامة إلى التدخل في تعيين الحاضن بقوة القانون وذلك عندما تكون مصالح الطفل مهددة ويتم تعيين الحاضن له إذا لم يكن هناك من يقبل القيام بذلك أو في حال كان حاضنه الأساسي غير أهل لذلك.
الحالات التي تسقط فيها حضانة الطفل
حتى وغن كان القانون يسمح لأحد الوالدين بأن يتولى حضانة الأطفال بعد الطلاق، إلا أن هذا الحق يسقط عنه في بعض الحالات، وهي كما يلي:
- أن يثبت بالدليل القاطع عدم أهلية الطرف الحاضن لرعاية الطفل، فإذا ثبت أن هذا الشخص لا يقوم بجميع واجباته نحو الطفل في تلبية احتياجاته الجسدية والصحية والتعليمية وأيضا مراعاة الحفاظ على الصحة النفسية له، فهنا تسقط عنه الحضانة.
- في حال كان الحاضن يرغب بالسفر إلى خارج البلاد دون أن يحصل على موافقة النائب الشرعي ففي هذه الحالة تسقط عنه الحضانة تلقائيًا ويحق انتقالها إلى الطرف الثاني.
- كما ذكرنا أن زواج الأم من آخر يوجب سقوط الحضانة عنها إلا في الحالات التي تم ذكرها.
- أن يكون مكان الإقامة الذي يقوم الحاضن بتوفيره للطفل غير ملائم للحياة الآدمية أو غير مناسب لرعاية طفل صغير، بما يعني أنه لا يتوفر فيه العناصر اللازمة للحياة بشكل مريح يتناسب مع الوضع الاجتماعي السابق له.
- إذا أهمل الطرف الذي تجب له الحضانة الحصول على حقه في حضانة الطفل ولم يطالب به لمدة تتجاوز السنة الكاملة فإنه لا يحق له ان يطالب بالحضانة، فقد يحدث ذلك عندما يتزوج أحد الطرفين أو يسافر أو غير ذلك من الظروف التي تستجد.
حالات حضانة الأم للطفل بعد الزواج
وفقًا لما ورد في قانون الأحوال الشخصية فإنه حتى في حالات قيام الأم بالزوج بعد طلاقها من والد طفلها، فإن هناك بعض الاستثناءات التي تسمح لها بان تسند إليها حضانة الأطفال بعد الطلاق، وهذه الحالات تتمثل في الآتي:
- في حال كان الطفل ما زال في سن صغير لم يتجاوز عمر السابعة فإنه يحتاج إلى رعاية والدته ولا يجوز فصله عنها لأسباب نفسية وصحية.
- إذا كان الطفل يعاني من وجود إعاقة ذهنية أو جسدية تجعله يحتاج إلى رعاية الأم وتجعل رعايته شاقة على غيرها، فلا يجوز أن تخرج حضانته عنها.
- في حال كانت الأم حاصلة على الوصاية أي أنها النائب الشرعي للطفل.
- في حال كان الزوج الذي قامت الأم بالزواج منه من المحارم للطفل او كان نائبًا شرعيًا له فإنه يجوز لها ان تحصل على حضانة طفلها.
ما هو التدرج القانوني لحضانة الطفل؟
وفقا لقانون الأحوال الشخصية فإن حضانة الأطفال بعد الطلاق تكون متدرجة حسب درجة قرابة الشخص الحاضن إلى الطفل، هي تأتي بالترتيب التالي:
- الأم هي الحاضن الأول وفقًا للقانون والتي لا يحق لشخص آخر أن ينازعها في حضانة أطفالها طالما أن شروط الحضانة منطبقة عليها ولا يوجد ما يمنع منها أيًا كانت الأسباب.
- الأب تنتقل إليه الحضانة الخاصة بالطفل مباشرة إذا لم يكن للأم الحق في حضانته وقبل أي شخص آخر طالما أنه مستوفِ لكافة الشروط الواجب توافرها لديه للرعاية الكاملة للطفل.
- والدة الأم تنتقل إليها الحضانة في حال كان من غير الممكن أن يكون الطفل في حضانة أحد والديه لأي سبب من الأسباب، وهنا تكون جدة الطفل من جهة الأم هي الحاضن الأساسي له.
- يجوز وفقًا للقانون أن تنتقل إلى أحد الأقارب حضانة الطفل في حال لم يكن لديه أي من الأقارب من الدرجة الأولى الذي يقوم على رعايته وحضانته، وفي هذه الحالة فإن المحكمة هي من تقوم بتحديد من تسند إليه الحضانة من الأشخاص الأكثر أهلية.
تابع المزيد: حقوق الطفل في الإسلام
هل يحق للزوج أن يحصل على حضانة الطفل؟
الأصل أن حضانة الأطفال بعد الطلاق قبل سن البلوغ تكون للأم، ولكن هناك بعض الحالات التي يحق له أن يسلب هذا الحق في حال كانت الأم غير قادرة على رعاية الطفل صحيًا وجسديًا وأيضًا تعليميًا، وهنا تؤول الحضانة مباشرة إلى الأب، وأيضا إذا كانت الم قد تزوجت من آخر أو قامت بالسفر وترك الطفل أو أي من الظروف الأخرى فإن الرعاية والحضانة تكون من حق الأب.
بهذا نكون قد تعرفنا على أحكام حضانة الأطفال بعد الطلاق والشروط الواجب توافرها حتى تنتقل الحضانة من الأم إلى الأب والاستثناءات من ذلك.