ما هي أنواع الطهارة وشروطها وأحكامها؟
يجب على كل مسلم ومسلمة أن يكون على علم كامل بـ أنواع الطهارة وأقسامها وشروطها حتى يستطيع التطهر من النجاسات التي تصيبه بالشكل الصحيح حتى يمكنه أداء عبادة الصلاة بما يتوافق مع أحكام الشريعة التي جاءت بها في الكتاب والسنة، فالطهارة هي ركن أساسي للصلاة، كما أن العبد مأمور أن يكون طهور طوال الوقت وأن يتخلص من النجاسات التي تعلق به وهذا من تعاليم الإسلام، ولكن يجب أن نعرف كل نوع من هذه الأنواع حتى يمكن التطهر بالطريقة المناسبة للحدث الموجب لها، وهذا ما سوف نتعرف عليه بالتفصيل في السطور القادمة.
أنواع الطهارة
الطهارة بمعناها الفقهي يقصد بها هي التخلص من الأوساخ والنجاسات التي تمنع الشخص عن أداء العبادات، وهي تأتي على ثلاثة أنواع، هي:
- الطهارة المعنوية والمقصود بها التطهر من المعاصي والذنوب.
- كذلك الطهارة الحسية وتشير إلى إزالة الخبث عن الجسد مثل الدم والبول والغائط، وهي تكون باستخدام الماء الطهور عند جمهور الفقهاء وأن يتم استخدام الماء حتى يزول الأثر بالكامل.
- الطهارة من الحدث الأصغر وهي التي تجب عندما يخرج من الشخص أحد مبطلات الوضوء مثل خروج الريح والغائط والبول والمذي أو أن يقوم بمس الفرج باليدين.
- الطهارة من الحدث الأكبر ويجب فيها غسل الجسم بالكامل ثم التطهر بالوضوء وتكون عند نزول دم الحيض أو النفاس ونزول المني والمعاشرة بين الأزواج حتى وإن لم ينزل المني.
- طهارة الميت إذ يجب أن يتم تغسيل الميت قبل دفنه وتكفينه وتكون بأحكام وطريقة معينة.
ما هو معنى الطهارة في اللغة؟
بعد ان تعرفنا على أنواع الطهارة نحب أن نوضح هنا المعنى اللغوي لهذا المصطلح، ويقصد به النظافة والتنزه عن الأوساخ والنجاسات التي تصيب الجسم والثياب والتي يمكن أن ترى بالعين مثل التغوط والبول وأيضا الطين والماء الملوث وغيرها من الأوساخ، والأصل فيها استخدام الماء للتطهر، وهذا بالنسبة للطهارة الحسية.
أما عن الطهارة المعنوية فيقصد بها التخلص من الآثام والمعاصي وتطهير النفس عن الذنوب بالتوبة عنها كالسرقة أو ارتكاب الفحش من النا كذلك الرياء والعجب.
ما يجب أن يتصف بالطهارة
عند أداء الصلاة فإن وجوب صحتها يستلزم معرفة أنواع الطهارة ومن ثم القيام بها حتى يكون أداء الصلاة صحيحًا ومقبولًا، وهذا يعني أن المصلي يجب أن يكون جسده طاهرًا من الأنجاس والأوساخ، ويجب أن تكون الملابس التي يرتديها نظيفة غير ملوثة أو ذات رائحة كريهة بسبب وجود شوائب أو تعلق أي اتساخات بها، أخيرًا ان يكون المكان الذي يصلي فيه طاهرًا ونظيفًا وهذا ما يطلق عليه طهارة الخبث.
أهمية الطهارة
لا شك أن القيام بتطبيق أنواع الطهارة على الإنسان المسلم أمر مهم للغاية أيًا كان نوع الحدث الذي يوجب التطهر، وتأتي الأهمية مما يلي:
- الطهارة هي شرط لأداء بعض العبادات والمناسك منها الصلاة والطواف عند اغلب جمهور الفقهاء.
- الطهارة هي أمر إلهي حيث أثنى الله على المتطهرين.
- يجب عند مس المسلم مصحفه أن يكون متطهرًا كما جاء في القرآن.
- الطهارة تحمي من الأمراض وتجنب الإنسان دخول النجاسات إلى جسمه وبالتالي التسبب في الميكروبات والجراثيم التي تؤدي إلى المرض.
- الطهارة هي موافقة لفطرة الإنسان، والدين الإسلامي يحض على كل ما يوافق هذه الفطرة.
- النظافة تعطي الجمال وتجعل الشخص مقبول في المجتمع هيأة ورائحة، وبالتالي يمكنه التعايش بسلام وسط مجتمعه دون أن يكون منبوذًا.
- يقول جمهور الفقهاء أن المداومة على الطهارة والالتزام بها هو من أسباب دفع عذاب القبر عن المسلم.
ما يرفع به الحدث للطهارة
حتى يستطيع الشخص التطهر يجب أن يكون باستخدام إما الماء الطاهر الخالي من الخبث والدنس او أن يكون بالتراب وهو ما يعرف بالتيمم، وتختلف أنواع الطهارة حسب الخبث الذي يتوجب أن يتم إزالته كما يلي:
- استخدام الماء يكون عند توفر الماء يتم استخدامه في الوضوء والاستحمام عندما يتعرض لأي من نواقض الوضوء أو يجب عليه الغسل من الحدثين الأكبر والأصغر، ويجب أن يتم استخدام الماء الكافي لإزالة النجس بالكامل.
- الطهارة بالتيمم وتكون عندما يتعذر وجود الماء ولا يمكن للشخص الحصول عليه، وقيل أن الغرض من التيمم هنا انه لا يرفع الحدث، وإنما يبيح الصلاة ولكن بمجرد وجود الماء يتعين أن يغسل المسلم،وفي قول آخر أن هذا القول لا منطق له، إذ كيف تجتمع الإباحة مع المنع أو مع الوصف المانع.
شروط الطهارة في الإسلام
يجب على كل مسلم أن يكون على علم بكل أنواع الطهارة حتى يقوم بها عند أداء الفرائض، وحتى تكون صحيحة لا مانع منها، وقد جاءت بعض الشروط التي توجب الطهارة وهي أن يكون الشخص بالغ ورشيد قادر، فقد فقد اشترط الإسلام هذه الشروط لصحة أداء العبادات، ومن ثم فإنها تطبق على أحكام الطهارة.
والمقصود بالبلوغ أن يخرج الشخص من طور الطفولة ويدخل في مرحلة الشباب وبالنسبة للمرأة يقصد بها أن تبلغ الحيض،وللرجل أن يبلغ الحلم، وأما عن علامات البلوغ هو خروج المني وإنبات الشعر في منطقة العانة والحمل والحيض للنساء، وفي الأغلب يكون البلوغ بين عمر الرابعة عشر وحتى السابعة عشر.
بالنسبة لشرط الطهارة على المسلم أن يكون عاقلا يقصد به أن يكون متمتع بكامل العقل والتمييز فلا تجب الطهارة على المجنون ولا على المغمى عليه حتى يفيق، وأما عن شرط القدرة فهو يتحقق إذا كان الشخص قادرًا على أن يقوم بالتطهر قدر الإمكان.
تابع المزيد: أحكام الصلاة في السفر
أقسام الطهارة من الناحية الشرعية
تكون أنواع الطهارة الشرعية قسمان يجب أن يكون المسلم على علم بأحكامها حتى يقوم بالتطهر الصحيح، وهي كما يلي:
طهارة الحدث
هناك ثلاثة أنواع من طهارة الحدث وهي الطهارة الكبرى التي توجب الغسل،والطهارة الصغرى التي توجب الوضوء، وهذه تكون بالماء، وأما الطهارة الثالثة هي الطهارة الترابية والتي ترفع باستخدام التراب الطاهر ويقصد بها التيمم ويكون عند تعذر وجود الماء.
وتكون الطهارة إما بالغسل لكامل الجسد أو بالمسح على بعض الأعضاء كما هو في الوضوء وكما ورد بالكتاب والسنة أن يقوم الشخص بغسل اليدين والوجه والذراعين ومسح الرأس وغسل القدمين، والمسح يكون إما أصلي كمسح الرأس، أو أن يكون بدلي، بالنسبة للمسح البدلي إما أن يكون اختياري كالمسح على الخفين وإما أن يكون بالاضطرار كالمسح على الجبيرة.
طهارة الخبث
بالنسبة لاستخدام أنواع الطهارة في رفع الخبث والذي يقصد به النجاسة على الجسد أو على الثياب، وهي تجوز باستخدام أي شيء يمكنه أن يزيلها حسب طبيعتها ويزيل عينها، لذا فإن الأصل أن تزال النجاسة بكل قلاع أي بكل ما يرفعها سواء كان من الماء أو غيره وينتج عنه بعدها أن يكون طاهرًا لا يوجد به نجاسات تمنع الصلاة، وبالنسبة للطهارة الترابية تكون بالمسح فقط إما بالحجر أو التراب، أما الغسل يكون بالماء.
بهذا نكون قد تعرفنا على أنواع الطهارة وشروطها وأقسامها، كما تطرقنا إلى أهمية الطهارة وأثرها على الإنسان مما يستوجب التزامه الدائم بها وفقًا لما جاءت به أحكام الشريعة و بالكيفية المفروضة.