دعونا نتعرف اليوم على أخلاقيات المعاملة في الإسلام، حيث أن الأخلاق تعد نمط سلوك الشخص في حياته اليومية التي ترتكز على هدف رضا الله سبحانه وتعالى، إضافة إلى مساعدة الأشخاص الآخرين، والتعامل مع الناس بفضل وإحسان، وذلك لكي يتم تحقيق كل أفعاله له الخير، ومن خلال مقالنا هذا سوف نتعرف على مجموعة من الأخلاقيات التي حثّ عليها الله سبحانه وتعالى في القرآن الكريم والسنة النبوية وتم الأمر بها.
أخلاقيات المعاملة في الإسلام
يوجد في الدين الإسلامي مجموعة من التي ذكرت في القرآن الكريم وفي السنة النبوية الشريفة، ومن خلال السطور التالية سوف نتعرف على أهم أخلاقيات المعاملة في الإسلام:
العفو والصفح عن الأشخاص
الصفح والعفو عن الأشخاص يعتبر من أخلاقيات المعاملة في الإسلام، حيث أنه سبب من أسباب التقوى، حيث أن الله سبحانه وتعالى قال في كتابه الكريم “وَأَنْ تَعْفُوا أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَلاَ تَنْسَوُا الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ”، حيث أن تلك الآية تقوم بوصف صفة من صفات الأشخاص المتقين، ويكون العفو من خلال الصفح عن خطأ الفرد وما وقع فيه من زلل، ومن المميزات العائدة بشكل نافع على الأشخاص من ذلك الخلق ما يلي:
- الحصول على المسامحة العزة من الله عز وجل.
- إضافة إلى الحصول على المحبة والرفعة عند الله وعند الأشخاص.
- الحصول على رضا الله سبحانه وتعالى.
ؤ مع الأشخاص
يعتبر الصدق صفة من ضمن صفات أهل البر، وذلك سواء كان صدق مع الله عز وجل، أو مع الأشخاص الآخرين، أو صدق مع النفس، حيث أن الصدق لا يقتصر على قول المسلم فقط، بل يشتمل على صدقه بنواياه مع الله سبحانه وتعالى، حيث أن قال الله عز وجل قال في كتابه (مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ).
ينطبق الصدق على أعمال الباطن والظاهر، حيث أنه يعتبر أساس الإيمان، ويجب أن يكون الصدق في الأقوال كما يكون أيضاً في الأفعال، والذين يحصلون على أعلى مرتبة هم الصديقين، وتكون من خلال كمال الانقياد واتباع الرسول عليه الصلاة والسلام.
أقرأ المزيد: ما هي أحكام الهبة والوصية
التعاون على البر
التعاون على البر يعتبر من أهم أخلاقيات المعاملة في الإسلام، حيث أنه يتم من خلال اشتراك مجموعة من الأشخاص لكي يتم تحقيق مصالح محددة لهم على أمور المعيشة الخاصة بهم، وتكون بكل ما فيه رضا الله سبحانه وتعالى وعمل الخير، وبسبب أهميته التعاون على البر جعل الله سبحانه وتعالى ذلك الأمر له أجر كبير وعظيم.
قال الله سبحانه وتعالى (وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى)، حيث أن التعاون يكون في أمور ومجالات عديدة منها ما يلي:
- التعاون على إقامة حدود الله عز وجل.
- ورفع الظلم عن المظلوم، إضافة إلى ردع الظالم.
- التعاون في دعوة الأشخاص إلى فعل الخير.
- التعاون على مساعدة الأشخاص الضعفاء والفقراء.
التكافل بين الأشخاص
تشتمل فكرة التكافل والتعاون الأشخاص فيما بينهم على سد الثغرات والمتطلبات بين كل أفراد المجتمع، والتعاون فيما بينهم عند الكوارث والحوادث، وينعدم خلق التكافل بين الأشخاص في وقت أن يكون الأشخاص منكبين على المصالح الخاصة بهم غير المكترثين بمصلحة الآخرين.
يمكن أن يكون التكافل بين الأشخاص على شر أو خير مثل تكافل قوم قريش فيما بينهم على حصار المسلمون في شعب أبي طالب، ومن ضمن أمثلة صوره الحسنة تكافل كل الأنصار لكي يتم مساعدة المهاجرين عندما قاموا بترك أموالهم وديارهم وجميع أمورهم في مدينة مكة المكرمة.
الإيثار في التعامل
الإيثار يعتبر من أخلاقيات المعاملة في الإسلام، حيث أنه عبارة عن فضيلة نفسية تعنى تقديم الشخص غيره على نفسه في كل ما يطلب من أمور، حيث وورد الحث على الإيثار بالقرآن الكريم، فقال الله سبحانه وتعالى (وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ).
يبدأ المؤثر في حاجة أخيه المسلم، وعندما يتم قضائها يلتفت لحاجته، ومن ضمن الآثار الإيجابية للإيثار ما يلي:
- الثناء من الله سبحانه وتعالى.
- زيادة الألفة والمحبة بين الأشخاص.
إضافة إلى أن الإيثار يأتي على درجات، تأتي كما يلي:
- أول درجة هي تقديم الأشخاص الآخرين على نفسك، بحيث لا يكون هذا سبب في حرمان نفسك من أيِ أمر.
- ثاني درجة هي تقديم رضى الله سبحانه وتعالى على رضا من سواه من هوى النفس وغير هذا من العقبات.
- ثالث درجة هي نسبة الإيثار إلى الله سبحانه وتعالى في بداية الأمر، حيث أن ذلك الأمر هو المؤثر حقيقة سبحانه.
الألفة في التعامل
الألفة في التعامل تعد من أهم أخلاقيات المعاملة في الإسلام، حيث أن الألفة تكون تعاون الأشخاص مع بعضهما البعض بكل لطف ورفق، حيث أن الشريعة الإسلامية حثت على الألفة في التعامل، فقد قال الله سبحانه وتعالى (وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُواْ).
يوجد استقرار في الألفة لكل أمور المجتمع الإنساني، فقد تم تفضيل الألفة على العدل والإنصاف، حيث أنه في حالة غيابها يحتاج الأشخاص إلى الإنصاف والعدل، ومن خلال النقاط التالية سوف نتعرف على مميزات وفوائد الألفة العائدة على الشخص والمجتمع:
- تعتبر الألفة خير دليل على خلو القلوب من النفاق.
- إضافة إلى أن الألفة تعتبر خير دليل على خيرية الفرد.
- نشر الخير بالمجتمع.
- تعتبر الألفة طريق للاعتصام والوحدة بدين الله سبحانه وتعالى.
يجب على المسلم أن يعمل على تدريب نفسه على الألفة في التعامل مع الأشخاص الآخرين، ويجب عليه أن يتتبع الأسباب المعينة له التي تساعد على اكتساب خلق اللين بالتعامل، ومن هذا ما يلي:
معاشرة الأشخاص
رسول الله صلى الله عليه وسلم قال “الأرواح جنود مجندة ما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف”.
إفشاء السلام
رسول الله صلى الله عليه وسلم قال “يا أيها الناس أفشوا السلام، وأطعموا الطعام، وصلوا الأرحام، وصلوا بالليل والناس نيام، تدخلوا الجنة بسلام”.
الإصلاح بين المتخاصمين
قال الله سبحانه وتعالى “فَاتَّقُواْ اللهَ وَأَصْلِحُواْ ذَاتَ بِيْنِكُمْ”.
أقرأ المزيد: أهمية المعاملات في الإسلام
الاقتناع بما في حوزة المسلم، والتعفف عن ما يمتلكه الآخرين
رسول الله صلى الله عليه وسلم قال “وازهدْ فِي ما في أيدِي الأشخاص يُحبَّكَ الأشخاص”.
زيارة الأشخاص في مناسباتهم الاجتماعية
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “من عاد مريض أو زار أخ له في الله، ناداه مناد بأن طبت وطاب ممشاك، وتبوأت من الجنة منزل”.
التهادي في الإسلام
رسول الله صلى الله عليه وسلم قال “تهادوا تحابوا”.
أهمية الأخلاق في الإسلام
- تكمن أهمية أخلاقيات المعاملة في الإسلام بأنها جزء رئيسي يثاب عليه المسلم أو يعاقب عليه في يوم القيامة.
- تعتبر الأخلاق الحسنة سبب لكي يتم اكتساب الخير بين الأمم، حيث أنها تكون سبب يساهم في نشر القيم الحسنة والمحبة بين الأشخاص.
- الأخلاق تعتبر داعم أساسي لكي يتم دوام الحياة الاجتماعية بأفضل شكل.
إلى هنا نكون قد وصلنا إلى ختام مقالنا والذي من خلاله تم التعرف على أهم أخلاقيات المعاملة في الإسلام.
