فقه العبادات

ما هي أحكام الهبة والوصية

من خلال تعرف على أحكام الهبة والوصية بين الأولاد يمكن الإجابة على سؤال هل يجب العدل فيما بين الأولاد أم لا أو هل يجوز مراعاة ظروف كل منهم، حيث أن الهبة ما يدفعه الشخص (الواهب) إلى آخر والذي يطلق عليه الموهوب له في حياته ويصير الشخص الموهوب كامل التصرف فيه، وهو تصريف قانوني يتم أثناء حياة الشخص، حيث يملك الشخص (الواهب) أن يعطي الآخرين شيئا دون أي مقابل، ويجوز أن يهب المرء كل ما يملك.

أمان بالنسبة للوصية هي أن يحدد الشخص كيفية توزيع شئ من ممتلكاته تنفذ بعد الوفاة، وتصبح ملك للموصى له بعد الموت.

أحكام الهبة والوصية

قبل التعرف على أحكام الهبة والوصية يجب التعرف على أهمية المساواة في الهبة بين الأبناء، حيث أن المساواة في التصرف حال الحياة الشخص مستحبة ولكنها في نفس الوقت غير واجبة، ويمكن للإنسان ما يزال في كامل وعيه وقوته العقلية أن يتصرف في ماله كما يشاء ولا يوجد في الشرع ما يوجب عليه أن يساوي بين الأبناء.

كما أن أكد مستشار المفتي والأمين العام لدار الفتوى الدكتور مجدي عاشور أن الإنسان له كامل الحرية في أن يتصرف في ماله كما يريد، وحتى إن أعطى أحد الأبناء مالا أكثر من أخوته، إلا أن التسوية بين الأبناء تعد من باب السنة ومن المستحب اتباعها، حيث يجب على الوالد أن ينته حتى لا يحدث مشاكل ومشاحنات بين الأبناء.

كما أشار المستشار أن الشرع حث على أهمية العدل بين الأبناء في الهبة من سبيل الاستحباب وليس الوجوب، إلا إذا كان هذا التفضيل متعلق بأمر ما يستحق فيه التفضيل كأن يكون الولد أبر بوالده من أخوته أو أن يكون مصابا بمرض ما أو لم يكمل مرحلة تعليمه وغيرها من الأسباب.

شروط الهبة 

رأي الفقهاء أنه يجوز أن يمنح الأب بعض أبنائه أكثر من بعض، في حال توافر بعض الشروط التي تكون مثل:

  • التفضيل بين الأبناء عن النتيجة لسبب ما، كأن يكون أحد الأبناء فقير جدا أو حتى يكون مريضا بمرض ما أو أن المال يحتاجه لإكمال التعليم وغيرها العديد من الأسباب.
  • أن لا يكون المقصد حرمان بعض الأبناء من الإرث، أو حتى لإنقاص حقهم من التركة في حال الوفاة.

إن تساوت احتياجات وحاجات الأبناء، يجب تقسيم المال فيما بينهم بالتساوي وليس للذكر مثل حظ الأنثيين لا حيث أن مذهب الشافعية ينص على أنه يجب على الأب أن يعدل في حياته ويعطي الهبة أبنائه بالتساوي بين الذكور والإناث وليس مثل قسمة الميراث.

شروط الوصية

كذلك يوجد بعض الشروط في الوصية التي تكون مثل:

  • يشترط أن يكون الممتلكات التي يتم وصيتها لا تزال في ملكية صاحبها (الموصي) وقت موته.
  • لا يجوز إلا مقدار أكثر من ثلث التركة وذلك إن الواهب مريض وذلك اتفق عليه الفقهاء من مذاهب الشافعية والمالكية لأن ماله ميراث للمسلمين.
أحكام الهبة والوصية
أحكام الهبة والوصية

أقرأ المزيد: أحكام العدة بعد الوفاة

حكم توزيع الميراث في حياة الأب على الأولاد

إن تقسيم التركة هو تقسيم شرعي بين الشارع كيفية تقسيمه ولم يجعله للوارث، أما إن كان قسم الشخص ما يمتلكه من أموال وممتلكات بين أولاده، فيجب أخذ رأي لجنة الفتوى الرئيسية في مجمع البحوث الإسلامية.

إن كانت القسمة مجرد كلام، والمال والممتلكات كانت بيده حتى الوفاة فتكون قسمة باطلة، إن الحي لا يورث ويقسم المال على الورثة وفق التقسيم الشرعي.

أما إن كانت الأموال والأملاك ملك لكل واحد من الأبناء على جهة الهبة الشرعية المستوفية لشروطها من القبول والإيجاب والإذن في الأخذ، دون وقوع أي أضرار بأحد الأقارب من الورثة، وقبض كل من الأولاد الموهوب لهم ذلك، وكان ذلك في حال حياة الواهب وبصحته جيد وعدم مرضه بمرض يؤدي إلى الموت، فجاز ذلك وملك كل منهم ما بيده.

أحكام الهبة والوصية لغير المسلم

تقول لجنة الفتوى بدار الإفتاء المصري في أحكام الهبة والوصية إنه لا بأس بقبول الهدية من غير مسلم تأليفا له لا سيما إن كان قريبا ولا حدود لتلك الهبة ما زال الشخص الواهب يعطي عن طيب نفس ورضا، كما تجوز الهبة لغير المسلم وأيضا تجوز الوصية له، وأيضا الوصية منه فلا يوجد أي حرج في قبول الهدية أو الوصية من الشخص الغير مسلم.

الوصية الواجبة 

 إن الوصية الواجبة هي جزء يخرج من مال التركة للأشخاص المستحقين من باب الوصية بموافقة القانون، سواء كانت بموافقة الورثة أو رفضوا ذلك، وهي تكون للأولاد الفرع الوارث الميت في حياة أصله، بشرط ألا يكونوا ورثة في الأصل، وهي لازمة قبل أن يتم تقسيم التركة.

وفرض القانون للوصية الواجبة مما لا مانع منها شرعا، قد أقرها بعض الفقهاء المجتهدين والتابعين منهم الإمام الطبري وبن حزم داود، وقد استندوا في ذلك إلى قول الله تعالى (“كتب عليكم إذا حضر أحدكم الموت إن ترك خير الوصية للوالدين والأقربين بالمعروف حقا على المتقين”) وذلك على أن الآية محكمة غير منسوخة.

أركان الهبة

حسب أحكام الهبة والوصية يوجد للهبة أركان تنقسم إلى ثلاث أقسام وهم:

  • الواهب، وهو الشخص العاقد بمعنى آخر هو الذي يقدم الهبة.
  • الموهوب له، وهو الشخص الذي يتلقى الهبة.
  • الموهوب، كل ما يكون الواهب ماله الأصلي والموهوب يطلق على الأموال والأملاك وكل شيء ذو قيمة وثمينة.
أحكام الهبة والوصية
أحكام الهبة والوصية

أقرأ المزيد: كيف تختار الزوج الصالح

شروط الهبة 

بعد التعرف على أحكام الهبة والوصية فيما يلي إليك شروط إن الهبة لها العديد من الشروط التي تتعلق لكل ركن من أركانها، وفيما يلي إليك هذه الشروط التي تتمثل في الآتي:

 شروط الصيغة

يجب أن تكون صيغة الهبة بالقبول والإيجاب دون انقطاع أو مدة فاصلة، وذلك لأن الهبة عقد تمليك، وعدم تقييد الهبة بوقت محدد كأن تكون هبة لسنة أو شهر مثلا، حيث أن الهبة تمليك دائم.

شروط الواهب 

يجب أن تتوفر فيه أهلية التبرع بأن يكون بالغ راشد عاقل ولا يجوز إعطاء الهبة للصبي والمجنون وأن يكون الواهب المالك الأصلي للهبة.

شروط الموهوب 

حسب ما أحكام الهبة والوصية يوجد بعض الشروط على الموهوب التي تكون كالتالي:

  • أن يكون المال الموهوب موجود وقت الهبة، حيث لا تنعقد الهبة على شئ غير موجود وقت العقد، كأن يهب محصول هذا العام أو ما تلد الشاة وذلك لأنه تمليك معدوم.
  • كما أن يجب أن تكون هبة المال متقوما فلا يصح الهبة ما ليس بمال مثل الميتة والدم وما ليس متقوما كالخمر.
  • كذلك يجب أن يكون الموهوب مملوكا في نفسه، حيث لا تصح الهبة الطير في السماء.
  • يجب أن يكون المال أو الأملاك ملكا للواهب الأصلي، ولا يجب أن تكون الهبة مال غيره بدون إذن صاحب المال أو الأملاك الأصلي.
  • كما يجب أن يكون الموهوب محرزا أي مفردا فلا تصح الهبة المشاع بمعنى أي وهب ما يحتمل القسمة كجزء من منزل.

وإلى هنا نكون قد وصلنا لنهاية حديثنا عن ما هي أحكام الهبة والوصية حيث تعرفنا على الفرق بين الهبة والوصية وهل يجوز منح الهبة لبعض الأبناء أكثر من إخوتهم وما رأي الفقهاء به.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى