Uncategorized

أحكام الصلاة في السفر

أحكام الصلاة في السفر

الصلاة من أركان الإسلام الخمسة وهي عبادة عظيمة يتقرب بها العبد إلى ربه، ويمكن ان تختلف أحكام الصلاة باختلاف الأحوال، فالمسافر له أحكام تختلف عن أحكام المقيم، فعندما يسافر المسلم فإنه يخفف عليه بعض أحكام الصلاة، وذلك تيسيرًا عليه، كما أن هذا يكون بناءً على بعض الشروط المحددة، وفيما يلي نتعرف على أهم أحكام الصلاة في السفر.

أحكام الصلاة في السفر

أحكام الصلاة في السفر تتعلق بمسافة معينة، حيث تعتبر المسافة التي تتغير فيها أحكام الصلاة حوالي 83.5 كيلومترًا أو أكثر، ويبدأ احتساب هذه المسافة من حدود المدينة التي ينطلق منها المسافر إلى حدود المدينة التي يتجه إليها.

 يسمح للمسافر الذي يقطع هذه المسافة أن يقصر الصلاة الرباعية إلى ركعتين، كما يمكنه الجمع بين صلاتي الظهر والعصر في وقت واحد، وكذلك بين المغرب والعشاء.

ولإجراء الجمع والقصر بعد الوصول إلى المدينة المقصودة يجب أن ينوي المسافر الإقامة فيها لمدة أقل من أربعة أيام باستثناء يومي الدخول والخروج، وإذا تجاوزت إقامته هذه المدة فإنه يمنع من الجمع والقصر اعتبارًا من لحظة وصوله، إلا إذا كانت لديه حاجة يتوقع أن تنتهي في أي وقت. 

في حال قضى حاجته ورجع من سفره دون أن ينوي الإقامة، فإنه يسمح له بقصر الصلاة لمدة تصل إلى ثمانية عشر يومًا.

أحكام الصلاة في السفر
أحكام الصلاة في السفر

اقرأ أيضًا: أحكام الصلاة الجماعية

حكم الصلاة للمسافر

يمكن تعريف السفر بأنه الخروج بنية قطع مسافة تزيد عن المسافة الشرعية المحددة، وقد أوضحت أن السفر يعد من العوارض التي تؤثر على الأهلية المكتسبة، دون أن يتعارض مع أهلية الأحكام سواء في الواجبات أو الأداء في العبادات وغيرها.

بمعنى آخر لا يمنع السفر من وجوب بعض الأحكام على المسافر، مثل الصلاة والزكاة والحج، حيث تبقى القدرة الظاهرة والباطنة كاملة، ومع ذلك فقد أُعتبر السفر في الشريعة من أسباب التخفيف بشكل عام.

إلى جانب أحكام الصلاة في السفر، يمكن أن تترتب على السفر أحكام شرعية أخرى، أبرزها: قصر الصلاة الرباعية، وإباحة الفطر للصائم، ومد فترة المسح على الخفين إلى ثلاثة أيام، وجواز الجمع بين صلاتي الظهر والعصر سواء بالتقديم أو التأخير، وكذلك الجمع بين المغرب والعشاء.

شروط الصلاة للمسافرين

يشترط في السفر الذي تترتب عليه أحكام الصلاة في السفرعدة أمور على النحو التالي:

  • بلوغ المسافة المحددة شرعًا أو تجاوزها.  
  • النية في التوجه إلى مكان معين عند بدء السفر، حيث لا يُعتبر قصرًا أو فطرًا لمن يسير بلا وجهة محددة.  
  • مغادرة محل الإقامة: يشترط في السفر الذي تتغير به الأحكام مغادرة بيوت المدينة، فلا يعتبر الشخص مسافرًا قبل هذه المغادرة.  
  • ألا يكون السفر سفر معصية، فالشخص الذي يسافر في معصية مثل قاطع الطريق أو الناشز لا يجوز له القصر أو الفطر، لأن العاصي لا يعين على معصيته.

المسافة التي تبيح قصر الصلاة للمسافر

إن السفر الذي تتغير فيه الأحكام تكون مسافته أربعة برد، وذلك استنادًا لما رواه ابن عباس رضي الله عنهما، حيث قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «يَا أَهْلَ مَكَّةَ، لَا تَقْصُرُوا الصَّلَاةَ فِي أَدْنَى مِنْ أَرْبَعَةِ بُرُدٍ، مِنْ مَكَّةَ إِلَى عَسْفَانَ». 

وقد أخرجه الدارقطني والبيهقي والطبراني، بينما ضعفه ابن حجر العسقلاني، وكان كل من ابن عمر وابن عباس رضي الله عنهم يقصران ويفطران في مسافة أربعة برد، كما ذكر مالك في “الموطأ”، وقد صححه ابن حجر العسقلاني، وهذا الأمر يتم بناءً على توقيف.

البريد يعادل أربعة فراسخ، حيث إن الفرسخ يساوي ثلاثة أميال هاشمية، مما يعني أن المسافة بالأميال تقدر بـ (16 فرسخ × 3 أميال) = 48 ميلًا هاشميًا، وتساوي هذه المسافة حوالي (83.5) كيلومتر.

أحكام الصلاة في السفر
أحكام الصلاة في السفر

اقرأ أيضًا: التكبير والتشهد في الصلاة

أحكام الصلاة في السفر الخاصة بالمسافة

من أحكام الصلاة أثناء السفر أنه يتم احتساب مسافة السفر والترخيص بناءً عليه من حدود المدينة التي يغادر منها إلى حدود المدينة التي يتجه إليها، يشمل ذلك سور المدينة أو بوابتها ومدخلها، بالإضافة إلى ما يمكن قياسه على ذلك مثل محطة القطار، موقف السيارات، المطار، الميناء البحري، ونقاط الشرطة أو الكارتة عند مداخل ومخارج المدينة. 

عندما يغادر الشخص نهاية محل إقامته يسمح له بالترخيص، وقد ذكر الإمام النووي رحمه الله في كتابه المجموع أنه “عندما يفارق السور، يرخص له بالقصر وغيره بمجرد مغادرته، ويقصد بالسور: سور المدينة المحيط بها، الذي كان يعتبر نهاية محل الإقامة في السابق”.

أحكام الصلاة في السفر الخاصة بقصر الصلاة

من أحكام الصلاة في السفر أن يسمح للمسافر الذي يقطع المسافة المحددة أن يقصر صلاته، مما يعني أنه يمكنه أداء الصلوات الرباعية (الظهر، والعصر، والعشاء) بركعتين فقط. 

ويشير القصر إلى أنه ليس من الضروري الجمع بين الصلوات، حيث يمكن للمسافر أن يقصر الصلاة دون الحاجة إلى جمعها. 

أما صلاتي الفجر والمغرب فلا يجوز تقصيرها، يمكن للمسافر أن يجمع بين صلاتي الظهر والعصر، بحيث يؤديهما في الوقت الذي يختاره، وكذلك يمكنه الجمع بين صلاتي المغرب والعشاء بنفس الطريقة. 

يسمح أيضًا للمسافر بأن يجمع بين القصر في الرباعيات، أو أن يجمع بين الصلوات مع الإتمام دون قصر، وفي حال قرر المسافر جمع الصلوات في وقت متأخر، يجب عليه أن ينوي ذلك قبل انتهاء وقت الصلاة الأولى، ليجمعها مع الصلاة الثانية.

يجوز للمسافر المسافة السابقة أن يقصر الصلاة

إذا كان سفر المسافر صحيحًا فإنه يبقى خاضعًا لأحكام الصلاة في السفر، مثل القصر والجمع، ولا يتغير هذا الحكم إلا إذا نوى الإقامة أو دخل وطنه، حيث تزول حالة السفر ويصبح مقيمًا، مما يعني أن أحكام المقيم تنطبق عليه. 

أما عن المدة التي تعتبر للإقامة هي أربعة أيام، باستثناء يومي الدخول والخروج، فإذا نوى الإقامة لأربعة أيام أو أكثر، دون احتساب يومي الدخول والخروج، فإنه يؤدي صلاته كاملة ولا يجمعها، ويبدأ في التعامل كمقيم اعتبارًا من اليوم الأول بعد الوصول. 

في حال نوى الإقامة لأقل من ذلك أو لم ينوِ، فإنه يستمر في الاستفادة من رخصة القصر والجمع حتى يكمل أربعة أيام، ولا تُحتسب من الأيام يومي الوصول والعودة، وقالت دار الإفتاء حول أحكام الصلاة في السفر: “إذا لم ينوِ المسافر الإقامة بعد وصوله، وكان لديه حاجة يتوقع أن تقضى في أي وقت، وعندما تقضى يعود من سفره دون نية الإقامة، فإنه يمكنه قصر الصلاة لمدة ثمانية عشر يومًا صحيحة، والله سبحانه وتعالى أعلم”.

بينما روى أنس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا ارتحل قبل أن تزيغ الشمس يؤخر صلاة الظهر إلى وقت العصر ثم يجمع بينهما، وإذا زاغت الشمس قبل أن يرتحل، صلى الظهر والعصر ثم ركب. رواه البخاري.

أحكام الصلاة في السفر
أحكام الصلاة في السفر

اقرأ أيضًا: ستر العورة في الصلاة

كيفية قصر الصلاة

من أحكام الصلاة في السفر أن يؤدي المسلمون الصلوات المفروضة الرباعية ركعتين، وهي تشمل صلاة الظهر، وصلاة العصر، وصلاة العشاء، أما صلاتي الفجر والمغرب فلا يمكن قصرهما، حيث إن القصر مشروع فقط للمسافر. 

قال الله -تعالى-: «وَإِذَا ضَرَبْتُمْ فِي الْأَرْضِ فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَن تَقْصُرُوا مِنَ الصَّلَاةِ إِنْ خِفْتُمْ أَن يَفْتِنَكُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنَّ الْكَافِرِينَ كَانُوا لَكُمْ عَدُوًّا مُّبِينًا»، وقد أشار إلى جواز القصر في الصلاة للمسافر ما رواه أبو جُحيفة -رضي الله عنه-، حيث قال: «خَرَجَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في الهَاجِرَةِ، فَصَلَّى بالبَطْحَاءِ الظُّهْرَ والعَصْرَ رَكْعَتَيْنِ، ونَصَبَ بيْنَ يَدَيْهِ عَنَزَةً وتَوَضَّأَ، فَجَعَلَ النَّاسُ يَتَمَسَّحُونَ بوَضُوئِهِ».

أحكام الصلاة في السفر من الأمور التي يكثر السؤال عنها، فالسفر جزء لا يتجزأ من حياة الإنسان المعاصر، وقد شرع الله أحكامًا خاصة بالصلاة للمسافرين تيسيرًا عليهم، وتخفيفًا للأعباء عنهم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى