النية في اللغة تعني القصد والعزم وفي الاصطلاح الشرعي هي: إخلاص العمل لله تعالى وحده، أي قصد عبادة الله تعالى دون غيره، وهي شرط أساسي لقبول أي عمل من أعمال العبادات، كما قال الله تعالى: ﴿وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمةِ﴾ [البينة:5]، والنية في العبادات تكون بالقلب، ولا يجب التلفظ بها.
النية في العبادات
يمكن اعتبار النية في العبادات ركن من أركان الإسلام، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى”، أي أن العمل لا يقبل إلا إذا كان خالصًا لله تعالى.
كما أن النية تحدد نوع العبادة وقيمتها، فالصلاة مثلاً تختلف نيتها عن الصيام أو الحج، فضلًا عن كون النية الصالحة تجعل العبادة مقبولة عند الله تعالى وتزيد من ثواب العبد.
أما عن حكم النية فيأتي بالشكل التالي:
- النية واجبة في كل عبادة، سواء كانت فرضًا أو نفلاً.
- أما عن محل النية فهو القلب وليس اللسان، فالنبي صلى الله عليه وسلم نهى عن التلفظ بالنية.
- بينما يبدأ وقت النية عند الشروع في العبادة.
اقرأ أيضًا: الاجتهادات البشرية في فقه الصيام والمفطرات
مفهوم النية في العبادات
النية في العبادات هي حجر الزاوية الذي يبنى عليه قبول العمل عند الله تعالى، فهي العزم والقصد الذي يصدر من القلب، حيث يقصد العبد أن يفعل العبادة ابتغاء مرضاة الله وحده، وتأتي أركان النية متمثلة في:
- الإخلاص لله تعالى، أي أن يكون العمل لله وحده لا لغيره.
- القصد إلى الطاعة، أي قصد التقرب إلى الله تعالى بالأمر الذي يفعله.
- العلم بما يفعله، وهذا يعني أن يكون العبد عالمًا بما يفعله من العبادة.
حتى تصبح النية مقبولة يجب أن يتوافر بعض الشروط الأساسية
في إطار التعرف على النية في العبادات هناك بعض الشروط الأساسية الني يجب تحقيقها من أجل ثبوت وقبول النية على النحو التالي:
- أن يكون الشخص مسلم فلا تقبل النية من كافر فهو لا تقبل منه عبادات.
- أن يكون الشخص بالغ وعاقل فلا يمكن قبولها من طفل أو مريض بمرض عقلي أو نفسي.
- كما يجب أن يكون على دراية كاملة بالعمل الراغب بالقيام به، فعندما ينوي الفرد الصيام لا بد أن يكون على علم كافي بكافة المعلومات اللازمة عن الصيام وشروطه.
- بينما يجب أن يمتنع المسلم عن أي فعل يمكن أن يفسد النية.
اقرأ أيضًا: أحكام الطهارة في فقه الشافعية
أنواع النية في الإسلام
ترتبط نية الفرد بالعبادات ارتباط شديد، فمعظم الفروض تتطلب وجود نية مثل:
نية الوضوء
حيث تعد النية ركن من أركان الوضوء الرئيسية فلا يصح الوضوء بدونها، فيجب على المسلم أن ينوي رفع الحدث والوضوء للصلاة.
نية الصلاة
الصلاة لا تقبل دون النية في قلب المسلم حيث يجب عليه تأدية الفرض ويجب أن ينوي المصلي في قلبه إن كان سيصلي السنة أم الفرض وتحديد إن كان سيصلي الظهر أم العصر، ولا يلزم نطق النية فقط يجب استحضارها.
نية الإحرام للحج والعمرة
يعد الحج من أهم العبادات التي يجب أن يكون متوافر فيها النية في الإسلام، ونية الحج ليست عقد العزم في القلب فقط ولكن تتضمن الإحرام، وإذا نسي المسلم أن ينوي في القلب الحج ووصل إلى مكة يجب عليه كفارة وهي مفهومها ذبح شاة وتوزيعها على الفقراء في الحرم.
أما العمرة فلا تصح دون النية والإحرام عند الميقات، فيجب أن يلبس ويتطهر المسلم ويلبس الملابس الخاصة بالإحرام ويستقبل القبلة ويعقد العزم على القيام في قلبه بالعمرة، كما أنه من المستحب الدعاء ببعض أدعية الإحرام.
نية الصيام
لا يصح الصيام بدون وجود النية قبل صلاة الفجر فالصيام فرض كالصلاة لا يصح بدون نية مسبقة، لذلك يجب أن يتذكر المسلم أن يعقد النية لله وحده عند قيامه بأي فرض أو عمل ابتغاء لمرضاة الله، فإن النية هي الأساس من أجل صلاح العمل وقبوله فإن فسدت لم يقبل العمل وخسر المسلم الثواب.
اقرأ أيضًا: دور السنة النبوية في تحديد شروط العبادات
النية في المعاملات
المعاملات تعرف في علم الفقه بأنها البيع والتجارة وغيرها والنية من المنظور الفقهي لا تتعلق بأحكام المعاملات كثيرًا، فعقد البيع والشراء لا يحتاج إلى نية.
وهناك بعض الأمور التي تحتاج إلى النوايا، بمعنى: (نية إجرآء الأمر) مثل: الألفاظ التي تخص بالكنايات، في: الطلاق والنذور وغيرها.
النية في العبادات هي مفتاح قبول الأعمال وهي دليل على إيمان العبد وصدق نيته، فليحرص المسلم على إخلاص عمله لله تعالى، وليتذكر دائمًا قول النبي صلى الله عليه وسلم: “إنما الأعمال بالنيات”.
