الطهارة في فقه الشافعية تختلف في أحكامها بعض الشئ عن أحكامها في باقي المذاهب الأخرى من الحنفية والمالكية والحنبلية، ويقصد بالطهارة التخلص من النجس في الجسد الذي يحدث لأسباب عدة وبالتالي فهو يستلزم التطهر والتخلص من كل ما يمنع الشخص عن الصلاة.
ومن خلال هذا المقال سوف نتعرف على مفهوم الطهارة وأحكامها من خلال الفقه الشافعي، كما نتعرف على أنواع الطهارة وكيفية القيام بها.
مفهوم الطهارة في فقه الشافعية
الطهارة بالمفهوم اللغوي يقصد بها التخلص من الأدناس سواء كانت حسية مثل النجس أو كانت معنوية بمعنى التطهر من العيوب.
أما من الناحية الشرعية فيقصد بالطهارة عموما أنه الفعل الذي يبيح القيام إلى الصلاة والذي لا تجوز بدونه هي أو ما في حكمها مثل الوضوء لغير المتوضئ، وكذلك الغسل لمن كان على جنابة سواء من الحدث الأصغر أو الأكبر وكذلك تطهير الثوب والجسد والمكان من الدنس.
أنواع الطهارة في الفقه الشافعي
وفقا لأحكام الطهارة في فقه الشافعية فإنها تنقسم إلى نوعين أساسيين يتفرع منهما العديد من الفروع كما يلي:
أولا الطهارة من النجس
والنجس هو كل شئ يتسم بالقذارة والدنس الذي يستوجب بعد حدوثه أن يقوم الشخص للتطهر إما بالاغتسال أو الوضوء، أو أن يقوم بتطهير المكان من حدث ما، والدنس يشمل الخمر والخنزير والكلب والميتة التي يستثنى منها ميتة الإنسان والسمك والجراد.
كما يشمل الدنس أيضا الدم ما عدا دم الكبد والطحال وأيضا بول الإنسان وبول الحيوان وفرثه، ولبن الحيوان الذي لا يحل أكله كالحمار مثلا.
اقرأ أيضًا: الطهارة في الإسلام
النجاسات المعفاة من التطهر في فقه الشافعية
يسر الإسلام على المسلمين ورفع عنهم الحرج في بعض النجاسات فهو دين اليسر ولذلك فهناك بعض النجاسات التي يتعذر إزالتها أو أن هناك مشقة في التخلص منها لا تستوجب الطهارة حتى يمكن الصلاة، وهي كالتالي:
- الدم البسيط أو القيح وونيم الذباب ودم البرغوث وكل ما يضاهيه مما لم يكن بفعل الإنسان أو تعمده.
- رشاش البول البسيط إذا أصاب بعض الثوب أو البدن ولا يستطيع الفرد أن يدركه، أيا كان نوع النجاسة مخففة أو مغلظة أو متوسطة.
- الجروح وما يخرج منها من دم أو قيح إذا خرج من الإنسان حتى وإن كان كثيرا، بشرط ألا يكون ذلك عن تعمد منه وأن لا يكون زائد عن المكان الموجود فيه.
- ذرق الطيور في الأماكن التي تتواجد فيها عادة كالحرم وذلك لصعوبة التخلص منه بسبب استمرار وجودها.
- روث السمك في الماء إذا لم يتغير، وكذلك روث الحيوانات الذي يصيب الحبوب، وروث الأنعام الذي يصيب اللبن بشرط ألا يغير فيه.
- الدم الذي يلوث ثوب الجزار باعتبارها مهنته ما لم يكن كثيرا.
- الميتة بغير دم إذا وقعت في سائل مثل النحل والنمل وغيرها.
- ما يصيب الإنسان من وسخ الطريق.
كيفية الاستنجاء في الفقه الشافعي
الاستنجاء هو إزالة النجس الذي يحدث بعد التبول أو التغوط، وهو شرط للطهارة والصلاة وحكمه وفقا لآداب الطهارة في فقه الشافعية أنه واجب ولا تجوز الصلاة بدونه.
والاستنجاء يكون بالماء ويفضل استخدام الحجر قبله ولكنه ليس شرط، ويجب أن يكون الماء أو الحجر طاهرا ولا يجوز الاستنجاء بما هو نجس، كما لا يجوز الاستنجاء بالطعام كالخبز وغيره ولا بالعظم وما يماثله.
اقرأ أيضًا: الآيات والأحاديث الشريفة المتعلقة بالتيمم
ثانيا الطهارة من الحدث
الحدث هو أمر من الأمور الاعتبارية التي تمنع الصلاة ولا يجوز أن يقوم الشخص للصلاة إلا بعد أن يتطهر من الحدث، كما يطلق الحدث أيضا على كل ما ينقص الوضوء.
أنواع الحدث
هناك نوعين من الحدث الذي يستوجب بعده الاغتسال حتى يمكن للمسلم القيام إلى الصلاة وما في حكمها وذلك وفقا لأحكام الطهارة في فقه الشافعية، وهي كما يلي:
الحدث الأصغر: وهو الذي يستلزم بعد وقوعه أن يقوم الشخص للوضوء وغسل الأعضاء الأربعة الواجب ذكرها وهي الوجه واليدين والرجلين والرأس، وبدون القيام بذلك لا تصح الصلاة.
الحدث الأكبر وهو النجس الذي يستوجب القيام بتنظيف الجسد كله فيمنع الشخص من صحة الصلاة وما في حكمها إذا لم يقم الشخص بغسل سائر جسده
أحكام الوضوء
تكون الطهارة في فقه الشافعية من الحدث الأصغر عن طريق الوضوء ويقصد به استخدام الماء لغسل الأعضاء التي ذكرناها سالفا كما ورد بالقرآن الكريم، وهو يستوجب أن تتوفر بعض الشروط حتى يكون صحيحا، وقد سمي بهذا الاسم لأنه يضفي الوضاءة على الشخص.
شروط الوضوء
هناك بعض الشروط التي يجب أن تتوفر حتى يكون الوضوء صحيحا، وهي كما يلي:
- يجب أن تتوفر النية للوضوء حتى يعتد بالعبادة ومحل النية هو القلب ويفضل أن ينطقها الشخص باللسان.
- غسل الأعضاء الأربعة وهي الوجه بأكمله ومسح الرأس كلها أو بعضها ثم غسل اليدين إلى المرفقين، ثم غسل الرجلين والكعبين.
- يشترط أن يكون الوضوء بهذا الترتيب الذي ورد دون مخالفته، لأن فروض الوضوء قد ذكرت في القرآن بهذا الترتيب.
سنن الوضوء
كما ورد في أحكام الطهارة في فقه الشافعية فإن هناك بعض السنن الخاصة بالوضوء وهي:
- أن يقوم الشخص بالتسمية عند ابتداء الوضوء.
- القيام بغسل الكفين ثلاث مرات.
- يسن أيضا أن يقوم الشخص باستخدام السواك عند الوضوء.
- المضمضة والاستنشاق وأن يقوم الشخص باستخدام اليد اليمنى، أما الاستنثار يكون باليسرى.
- إذا كان لدى الشخص لحية كثيفة فيفضل أن يقوم بتخليلها.
- عند مسح الرأس يقوم الشخص بمسحها بيده إقبالا وإدبارا، وأن يبدا بمقدمة الرأس أولا ثم يذهب إلى آخرها.
- يسن أيضا أن يقوم الشخص بتخليل الصابع سواء اليدين أو القدمين ، وأما اليدين فيكون التخليل بالماء من خلال تشبيكها وأما القدمين فيكون باستخدام اليد اليسرى.
- مسح الأذنين من الظاهر والباطن لكن بماء آخر يختلف عن الماء الذي استخدم في مسح الرأس.
- عند غسل العضو يجب ان يقوم الشخص بلدكه ولا يكتفي بتمرير الماء عليه فقط.
- يجب أن يقوم الشخص بتقديم العضو الأيمن على الأيسر عند الوضوء سواء في اليدين أو الرجلين.
- من السنن الواجبة أيضا أن يكون الوضوء بالتثليث في جميع فرائضه وسننه أي أن يقوم الشخص بغسل كل عضو من الأعضاء ثلاثا.
- يجب أن يتم الوضوء بالتتابع ولا يجوز الانقطاع بين العضو والآخر والانشغال بأمر غير الوضوء حتى تنتهي.
- يجب إطالة الغرة عند الوضوء بمعنى أن يقوم بغسل مقدم الرأس كله وأن يقوم أيضا بالتحجيل أي الوصول إلى ما فوق المرفقين وما فوق الكعبين.
اقرأ أيضًا: أنواع التراب الصالح للتيمم
الأمور الواجب الوضوء من أجلها عند الشافعية
هناك بعض الأمور التي جاءت في أحكام الطهارة في فقه الشافعية والتي تستوجب الوضوء قبل القيام بها، وهي:
- القيام إلى الصلاة فلا يجوز للمرء أن يصلي إلا إذا أتم الوضوء.
- الطواف حول الكعبة أيضا يجب أن يقوم المرء قبله إلى الوضوء لأنه مثل الصلاة في حكمه.
- مس المصحف أو حمله وفقا لما ورد في القرآن الكريم “لا يمسه إلا المطهرون”.
بهذا نكون قد تعرفنا على الكثير من أحكام الطهارة في فقه الشافعية وكيفية القيام بها وما يسن عند الوضوء وغيرها الكثير من الأحكام التي تعلمنا كيفية التطهر من النجس.