الصلاة

مقارنة بين أحكام الصلاة في المذاهب الأربعة .. وجوه التوافق والاختلاف

أحكام الصلاة في المذاهب الأربعة

تعد مقارنة بين أحكام الصلاة في المذاهب الأربعة إحدى أبواب التوسعة على المسلم إذ تتيح له إدراك متسع من الأحكام بما يتوافق مع قدراته وما يتيسر له من التنفيذ حيث يفتح الإجتهاد الفقهي للمذاهب سبل عديدة لتسهيل أداء الفرائض والنوافل وفق أصول التشريع من القرآن والسنة النبوية وما أجمع عليه الصحابة وما تبعه من قياس واستحسان وعمل أهل المدينة واستصحاب واستقراء وغيرها من وسائل استظهار الأحكام المعمول بها في استخلاص الأحكام الفقهية وتمتد المباحث لتشمل وجوه التكاليف والواجبات والمكروهات وتوقيت أداء النوافل.

أوجه مقارنة بين أحكام الصلاة في المذاهب الأربعة

تنقسم الصلاة في الإسلام إلى فئتين، الأولى صلاة لا تشتمل على الركوع والسجود ” صلاة الجنازة”، وصلاة تشتمل على ركوع وسجود وهو ما عداها من الصلوات، كذلك، تنقسم الأخيرة إلى فئتين، صلوات الفرائض وصلوات النوافل وتشمل الصلوات المسنونة والمندوبة.

بينما قسمت المذاهب الشروط إلى أقسام واختلفوا في القسمة، ظلت بعض شروط الصلاة الأساسية نفسها محل إجماع:

  • العقل والأهلية.
  • البلوغ.
  • النقاء من دم الحيض ودم النفاس.
  • طهارة الجسد من الحدثين “الأكبر والأصغر”
  • طهارة المكان.
  • استقبال القبلة.

زاد المذهب الحنفي قسم ثالث من صلوات النوافل، صلاة الواجب، وهي صلاة الوتر وقضاء النوافل التي فسدت بعد الشروع فيها.

بينما زاد المذهب المالكي قسما ثالثا لصلوات النوافل، سمي بالرغيبة، وهو ركعتي الفجر.

أحكام الصلاة في المذاهب الأربعة
أحكام الصلاة في المذاهب الأربعة

اقرأ أيضًا: حكم الصلاة في السفر والمرض

مبحث الصلوات المفروضة

الصلوات اليومية المفروضة في الإسلام خمس:

  • الظهر.
  • العصر.
  • المغرب.
  • العشاء.
  • الفجر.

وهي من المعلوم من الدين بالضرورة، وقد بينت السنة النبوية أوقاتها بالتعيين، فلا تصح الصلاة إذا قدمت أو أخرت عن موعدها بغير عذر شرعي، وتبين مقارنة بين أحكام الصلاة في المذاهب الأربعة التوقيت المناسب لأداء الصلوات دون وقوع إثم أو ذنب.

تجب أوقات أداء الصلاة من وقت الأذان لها وحتى أذان الصلاة التالية لها وقسم المذاهب أوقات الصلاة وفق زاوية ظل الشمس ودرجة الإثم الإثابة.

قسم المالكية أوقات أداء الصلاة إلى، اختياري وضروري، وقالوا، إذا أدى المسلم  ركعة في الوقت الاختياري ثم أكملها في الوقت الضروري فإنه لا يأثم، أما إذا لم يؤد ركعة كاملة في الوقت الإختياري فإنه يأثم، واجتمع معهم في هذا الشافعية.

الوقت الاختياري هو ما يوكل الأداء فيه إلى اختيار المكلف، فإذا وافق قولهم الإشارة إلى توقيت الظهر الاختياري، فهو من أذان الظهر وحتى أذان العصر، بينما يشير، الوقت الضروري إلى الوقت التالي للوقت الاختياري، فإذا وافق قولهم الإشارة إلى وقت الظهر الضروري، فهو من صلاة العصر وحتى غروب الشمس.

وفق هذا يقسم المذهب وقت صلاة العصر إلى:

  • أختياري، من بداية الأذان وحتى اصفرار الشمس.
  • ضروري، من اصفرار الشمس وحتى غروبها.

قسم الشافعية الوقت إلى ثمانية أقسام، وقت الفضيلة، وقت الاختيار، وقت الجواز، وقت الحرمة، وقت الضرورة، وقت الإدراك، وقت العذر، وقت الجواز بإكراه.

مبحث ستر العورة في الصلاة 

ستر العورة من شروط الصلاة التي لا تصح بدونها عند مقارنة بين أحكام الصلاة في المذاهب الأربعة، ولا بد من ذلك، إبتداء من حد دخول الصلاة وحتى الإفراغ منها.

تشمل العورة في المذهب الحنفي للذكر البالغ والأمة الحد من السرة إلى الركبة، بينما حد العورة للمرأة الحرة هو كامل بدنها، وحتى الشعر المنسدل على جبينها وأذنيها، يستثنى منها الوجه وباطن الكفين وظاهرهما.

الرأي عند الشافعية أن حد العورة للذكر البالغ والأمة ما بين السرة والركبة، دون أن يشملهما ذلك، وأن الكفاية فيه ستر الأجزاء الضرورية فيه كافي لستر العورة، واتفق المذهب في حدود عورة المرأة الحرة مع المذهب الحنفي.

قسم المالكية العورات في الصلاة إلى قسمين مغلظة ومخففة ولكل منهم حكم، والمغلظة عند الرجل هم القبل والخصيتان وحلقة الدبر لا غير، والمخففة للذكر ما بين السرة والركبة وما حاذاه من الخلف، ولا تصح الصلاة في المذهب المالكي إذا كشف الرجل عن عن عورته المغلظة، أما العورة المخففة فتصح الصلاة إذا كشفها الرجل كلها أو بعضها، لكنها تبقى في محل المكروه ويستحب إعادتها إذا وجد ساتر، والعورة المغلظة عند المرأة كامل جسدها مستثنى منه باطن القدم كعورة مخففة.

أحكام الصلاة في المذاهب الأربعة
أحكام الصلاة في المذاهب الأربعة

اقرأ أيضًا: إزاي نصلي صلاة الإستخارة

مبحث إتجاه القبلة 

تحديد اتجاه القبلة هو أحد الأساسية لإثبات صحة الصلاة، ويقسم حد القبلة مكانا إلى قسمين، المقيمين بمكة والمقيمين خارجها، فحد القبلة في مكة هو عين الكعبة أو هوائها المحاذي لها من أعلاها أو أسفلها، وحد الكعبة لما خرج مكة هو جهة الكعبة ويجوز الانتقال يمينا ويسارا ولا بأس بالإنحراف اليسير الذي لا تزول به المقابلة بالكلية، وهو أحد وجوه مقارنة بين أحكام الصلاة في المذاهب الأربعة.

الرأي عند المالكية، أن من كان بمكة أو قريبا منها وجوب استقبال بناء الكعبة ببدنه ولا يكفيه استقبال الجهة، ولمن سكن خارج مكة  حددوا المحاريب الأربعة:

  • محراب المسجد النبوي.
  • محراب مسجد بني أمية بالشام.
  • محراب القيروان.
  • محراب مسجد عمرو ابن العاص بمصر القديمة.

محاريب لا يجوز الاجتهاد في وجودها مع ضرورة الاستدلال بإتجاهها في الأماكن المحيطة بها، فإن ركب البحر أو خاض الصحراء فدليله الشمس أو النجوم أو القطب إذا كان عالما بدلالتهم، فإن عجز فسؤال أهل ثقة وعدل.

اتجاه القبلة عند الشافعية والحنابلة

في مقارنة بين أحكام الصلاة في المذاهب الأربعة، يقول الشافعية من كان قريبا من الكعبة أو بعيدا عنها فعليه أن يستقبل عين الكعبة، على أن يصيبها من كان بمكة يقينا “يلمسها بجسده”، ومن خرج مكة عليه أن يصيب عينها ظنا وزادوا على ذلك أن الانحراف اليسير لا يبطل الصلاة.

عند الحنابلة أن من سكن مكة واستقبل الشاذوران أو حجر الكعبة أو ستة أذرع منهما صحت صلاته، وان من خرج مكة عليه بالمحاريب فإن لم يستدل فعليه بسؤال أهل العدل.

الأحكام الفقهية في أداء الصلاة 

تبدأ حركات الصلاة بأداء تكبيرات الصلاة وتلاوة الفاتحة وما تيسر من السور القرآنية “وفق الركعة” على أن يتلو ذلك الركوع والسجود نهاية بالتسليم، وبينما يخضع كل من هذه المراحل لعدة اختلافات فقهية، تستدعي وجود مقارنة بين أحكام الصلاة في المذاهب الأربعة، ما يجعل من كل منها مبحث منفرد، فإنها توفر للمسلم السعة في أداء الفريضة.

أحكام الصلاة في المذاهب الأربعة
أحكام الصلاة في المذاهب الأربعة

اقرأ أيضًا: ما هي سنن صلاة العيدين وأهميتها

مبحث الركوع في أداء الصلاة 

الركوع هو فرض كل صلاة للقادر للقادر عليه، وهو أحد مباحث مقارنة بين أحكام الصلاة في المذاهب الأربعة، والأمر عند المذاهب في الركوع يرى:

  • المذهب الحنفي بقول بحصول الركعة عند، طأطأة الرأس وانحناء الجزع، وأن كمال الركوع استواء الرأس الرأس بالعجز وهذا للقائم، أما الجالس، ركوعه طأطأة الرأس وحني الظهر، وكمال الركوع في ملامسة الجبهة طرف الركبة.
  • المذهب الحنبلي ذهب إلى صحة الركوع عند مس المصلي ركبتيه بباطن يديه، مع طأطأة رأسه، وكمال الركوع استواء الظهر مع بروز الرأس بحيث لا يكون مرفوعا ولا منخفضا، وهذا للقائم، والجالس، فعليه مقابلة وجهة مع أمام ركبتيه، وكمال الركوع تمام المقابلة.
  • المذهب الشافعي ذهب إلى أن أقل الركوع للقائم ملامسة راحة اليد أطراف الركبة، وكماله استواء الرأس والعنق، والجالس فإن أقل الركوع، محاذاة الجبهة أمام الركبة، وكماله، محاذاة الجبهة موضع السجود دون ملامسة.
  • المذهب المالكي يرى حد الركوع بملامسة راحة اليد رأس الفخذين أعلى الركبة مع تمام تسوية الظهر.

تتسع مباحث مقارنة بين أحكام الصلاة في المذاهب الأربعة لتشمل العديد من الحركات الدقيقة في الصلاة وكيفية أدائها ما يلزم لصحتها وقد عكف فقهاء المذاهب توفير أنظمة المعرفة الضرورية والشروط اللازمة لاستيفاء صحتها بشكل كامل لضمان الحصول على أفضل الأجر والثواب.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى