تتعدد أقسام الطلاق لتشمل على الطلاق الرجعي والباطل والطلاق البائن وغيرهم من الأقسام التي تصنف حسب النوع والموقف الذي يتم فيه الطلاق، ويقصد بمصطلح الطلاق في اللغة بشكل عام أن يتم التحرر من الشئ أو التخلص من القيود والتحلل منها.
أما فيما يتعلق بالطلاق اصطلاحًا فهو إنهاء العلاقة الزوجية أو إزالة عقد النكاح، من خلال مصطلح مخصص أو ما يندرج على معنى هذا الاصطلاح، فإن تم لفظه يكون الطلاق صحيحًا مكتمل الشروط والأركان، وبناءً عليه فإن الطلاق من أكثر الأمور الشائكة التي تحتاج إلى استفاضة واسعة للإلمام بجميع الأمور المتعلقة به، لذا سوف نسلط الضوء على أشهر أنواع الطلاق، وذلك تفصيلًا في الفقرات القادمة.
أوجه الاختلاف بين الطلاق الرجعي والباطل
شرع الله إلينا الطلاق ولكنه أبغض الحلال، لذا فيجب التحلي بالحكمة والصبر قبل الإقدام على فعل الطلاق، وبناءً عليه فإن هناك العديد من أوجه الاختلاف بين الطلاق الرجعي والطلاق الباطل، وسنتطرق إلى كليهما فيما يلي:
تعريف الطلاق الرجعي
هو الطلاق الذي يحق للزوج الرجعة فيه، وتتم الرجعة دون الحاجة إلى وجود عقد زواج أو مهر كما يتم عند الإقدام على الزواج، كما أنه يتم دون موافقة صريحة من الزوجة، ولكن حتى يظل الطلاق رجعيًا يجب ألا يتخطى الطلقة الثالثة، على أن يتم الرجوع أثناء مدة العدة، فإن تم تجاوز هذه المدة فلا يحل له أن يرجعها، وذلك فيما يتعلق بالمرأة المدخول بها، أما في حالة الغير مدخول بها فهنا الأمر يختلف، فبمجرد لفظ الطلقة الأولى فيقع الطلاق ولا يمكن الرجعة فيه، أي أنه لا يتوفر به ثلاثة طلقات ولا يكون للزوج عدة على زوجته.
اقرأ أيضًا: الطلاق في الفقه الإسلامي
أحكام الطلاق الرجعي
هناك مجموعة من الأحكام الشرعية التي يتم تطبيقها على الطلاق الرجعي والباطل، فسوف نسلط الضوء على أحكام الطلاق الرجعي حيث إنها تتمثل فيما يلي:
- حق الزوجة التي وقع عليها الطلاق الرجعي أن يتوفر لها المسكن والملبس والمأكل والنفقة.
- يرث كل منهما الآخر في حالة وفاة أحد الطرفين.
- حق الزوجة في التزيين لزوجها دون أن يقع عليها أي إثم، فضلًا عن حق الزوج في الجماع مع الزوجة.
- يمكن للزوج إرجاع الزوجة دون شرط الموافقة أو الرضا من الزوجة او من المسئول عنها وهو ما يطلق عليه ولي الزوجة.
- لا يمكن إرجاع الزوجة إلا في خلال مدة العدة، وتتمثل هذه المدة في ثلاثة حيضات، وبمجرد الانتهاء منهم فتنتهي مدة العدة ولا يمكن للزوج أن يرجع الزوجة، إلى عن طريق عقد زواج آخر وشهود ومهر وغيرهم من الشروط اللازمة لإتمام الزواج.
- بعد عودة المرأة من الطلاق الرجعي فهنا تحتسب طلقة من الثلاثة، وفي حالة التكرار مرة أخرى فيتبقى طلقة واحدة، وإن وقعت الثالثة فلا يمكن أن تحل الزوجة للزوج ولا يمكن إرجاعها.
كيف يتم الرجوع عن الطلاق؟
يمكن العدول عن الطلاق الرجعي والباطل ولكن كل نوع وله أسبابه وأحكامه، حيث يمكن أن يتم الرجوع عن الطلاق عند الحنفية من خلال رغبة الزوج في الزوجة عن شهوة، وحتى إن كانت نية الزوج ألا يرجعها، ولكن بمجرد إثارة الشهوة فيما بينهما فيتم الرجوع عن الطلاق، ومن ثم تعود الزوجة إلى عصمة الزوج مرة اخرى.
أما فيما يتعلق بالرجوع عن الطلاق في المذهب الحنبلي، فلا يمكن الرجوع إلا من خلال جماع الزوج والزوجة، أي أن الأمر لا يقتصر على التلامس أو الشهوة فقط كما هو الحال في المذهب الحنفي، إنما يجب أن تقع علاقة كاملة، والطلاق الرجعي عند الشافعية والمالكية، لا يمكن للزوج أن يقبل الزوجة أو ينام جوارها أو حتى السفر معها.
اقرأ أيضًا: أحكام الوصية في الفقه الإسلامي
ما هي شروط الطلاق الرجعي؟
من منطلق أن الطلاق له أقسام متعددة، فإن كل قسم وله شروط خاصة به، لذا فإن شروط الطلاق الرجعي والباطل تختلف عن غيرهم من الأنواع وبناءً عليه سوف نتعرف على شروط الطلاق الرجعي فيما يلي:
- يشترط في الطلاق الرجعي أن يكون دون العدد المقرر في الشرع، يقصد بالعدد أي الثلاثة طلقات المتاحة للزوج، ففي حالة استنفاذ جميع الطلقات، فلا يمكن إرجاع الزوجة للزوج، إلا من خلال الزواج برجل آخر، ومن ثم يتم الطلاق حتى تحل لزوجها مرة أخرى.
- لابد من وجود حالة الدخلون أي أن الطلاق الرجعي لا يمكن تطبيقه على المرأة التي لم يدخل بها الزوج.
- من أبرز شروط الرجعي أن يكون بلا عوض، ففي حالة وجود عوض فهنا لا يمكن الاعتداد بالطلاق الرجعي.
تعريف الطلاق الباطل
يختلف الطلاق الرجعي والباطل، حيث إن هذا الأخير يشار إليه بأنه باطل نتيجة إلى اختلال أحد أركانه، ويقصد بلفظ باطل أي أن الطلاق لم ينفذ من قبل الزوج على الزوجة، وذلك في حالة أن يكون المطلق ليس متزوجًا من الأساس بالزوجة التي وقع عليها الطلاق، أو أن يكون المطلق صبيًا غير بالغًا فلا يمكن الاعتداد بلفظ الطلاق منه، أو إن كان مجنونًا أو في حالة من السكرة والتغيب عن الوعي، لا يسري الطلاق أيضًا إذا كان الطلاق بالإكراه أو الغصب، فإن توفر واحدة من الحالات السابق فإن الطلاق يقع باطلًا ولا يمكن الاعتداد به.
شروط الطلاق الباطل
هناك اختلاف في شروط الطلاق الرجعي والباطل، حيث إن الطلاق لابد أن يتوفر به لفظ الطلاق بشكل صريح حتى لا يقع باطلًا، لذا فإن شروط بطلان الطلاق تتمثل فيما يلي:
- أن يكون لفظ الطلاق غير صريح ويحتمل الشك والريبة فهنا يكون الطلاق باطل، أما إن كان الطلاق لفظًا وفهمًا ويقصد المعنى فهنا يعتد به ويكون صحيحًا.
- ألا ينوي الزوج الطلاق ويلفظ به عابرًا، فهنا يكون الطلاق باطل، حيث إن الطلاق الصحيح يتطلب أن يكون اللفظ والمصطلح صريح والنية هي الطلاق.
اقرأ أيضًا: الحضانة في الإسلام ..التعريف والشروط والمسقطات
ما هي أركان الطلاق؟
الطلاق له أنواع متعددة إلا أن هناك أركان رئيسية يجب أن تكون متواجدة في الطلاق بشكل عام، سواء كان الطلاق الرجعي والباطل أو غيرهم، فقد أشار الحنفية إلى أن الطلاق يشمل على ركن واحد، بينما الجمهور أقر بأن الطلاق يتطلب ثلاثة أركان وتشمل على المطلق وهو الزوج والمطلقة وهي الزوجة والصيغة وهي الطلاق، وسوف نتعرف عليها تفصيلًا فيما يلي:
- الركن الأول هو الزوج وهو المطلق الذي يلفظ بالطلاق، ويمكن أن ينوب عنه كل من يوكله، ولكن يجب أن يكون النائب مكلفًا، أي أنه بغير مجنون أو سفيه أو نائم أو مغيب عن الوعي.
- الركن الثاني هو الزوجة وهي المطلقة التي يقع عليها الطلاق من قبل المطلق أو الزوج، ويشترط أن تكون على ذمة الزوج حتى يقع الطلاق.
- الركن الثالث وهو الصيغة أي اللفظ الذي يتم من خلاله الطلاق، فلا يمكن أن ينحصر الطلاق في النية فقط، إنما يجب أن يشمل على اللفظ بشكل صريح حتى يقع الطلاق، إلى جانب توفير العمد أو القصد من الطلاق.
إلى هنا نكون قد وصلنا إلى نهاية المقال، فقد تعرفنا معًا على أنواع الطلاق الرجعي والباطل، والأركان والشروط اللازمة لإتمام الطلاق، فهو في النهاية من الأمور التي أباحها إلينا الله عز وجل.