Uncategorized

الحقوق الزوجية والواجبات

الحقوق الزوجية والواجبات

الحقوق الزوجية والواجبات هي أحد القضايا المهمة في الإسلام فبلا شك أن العلاقة الزوجية هي علاقة شراكة تحيط بها المودة والرحمة حيث يتعاون الزوجين ويتشاركان فيما بينهما لبناء أسرة صالحة ومترابطة وأجيال من النساء والرجال الأتقياء ذوي العلم والدين، فبهم يتم بناء المجتمع وعليهم يرسم مستقبل أوطاننا، ولا توجد كبيرة أو صغيرة لم يناقشها الدين الإسلامي حيث تحدث الإسلام باستفاضه بحقوق وواجبات كل طرف من الأطراف، المشاكل بين الزوجين هو أمر لابد منه في النهاية ومن الطبيعي حدوثه لذا معرفة كل شخص ما عليه من حقوق وواجبات سيسهل كثيرًا سير الحياة في الأسرة وسيقلل قدر الإمكان من تلك المشاكل، لذا في مقالتنا اليوم سوف نتحدث بإستفاضه عن هذا الموضوع ونناقش الحقوق المشتركة بين الزوجين .

الحقوق الزوجية والواجبات

في ظل تزايد التحديات الاجتماعية التي تواجه العلاقة الزوجية، تبرز الحاجة الماسة إلى توجيه الأزواج نحو الالتزام بأسس هذه العلاقة العظيمة، فقد شهدنا تدهورًا ملحوظًا في استقرار العديد من الأسر بسبب انحراف الزوج أو الزوجة عن نهج الله سبحانه وتعالى وتجاهل ما يترتب على كل منهما من واجبات وحقوق، ومن هنا دعا العلماء الأفاضل إلى ضرورة التزام كل طرف بحقوق وواجبات الطرف الآخر، وأن يحسن كل منهما معاملته للآخر، مع التحلي بالأخلاق والآداب الحميدة، واستخدام وسائل التفاهم والود، وعندها تتحول الحياة الزوجية إلى واحة من السعادة والاستقرار، ويصبح البيت أشبه بحديقة من جنان الأرض كل هذا ممكن فقط عن أداء الحقوق الزوجية والواجبات على أكمل وجه، و أشار العلماء إلى ثلاث آيات كريمة يمكن أن تكون دستورًا لحياة زوجية ناجحة ومستقرة، في حال تمسك بها الزوجان بإيمان وإخلاص وهم:

  • قوله تعالى: “وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ”  تأمر الآية الزوج بالإحسان إلى زوجته ومعاملتها باللطف والمودة.
  • قوله تعالى: “وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ” تبرز هذه الآية مبدأ المساواة في الحقوق والواجبات بين الزوجين، مع تبيان مكانة الرجل باعتباره القائد الأسري.
  • بالإضافة إلى قوله تعالى: “وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلًا إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيًّا كَبِيرًا” توضح الآية خطوات إصلاح أي خلل قد يطرأ على العلاقة الزوجية، بحيث يكون الإصلاح قائمًا على التفاهم والنصح.
الحقوق الزوجية والواجبات
الحقوق الزوجية والواجبات

اقرأ أيضًا: فقه الأسرة وأخلاقيات الزواج

واجبات الزوج تجاه زوجته

بما أن القوامة في بيت الزوجية للزوج، فإن عليه أن يكون مثالًا في القيادة الحكيمة التي تعتمد على الصبر، والأناة، وحسن العشرة، وقد أوصاه الله في القرآن الكريم، في كثير من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية، بدعوات صريحة للتعامل بالحسنى مع الزوجة حتى في الأوقات التي قد تشتد فيها الاختلافات، الزواج ليس تحكمًا أو تعسفًا، بل شراكة تقوم على مراعاة حقوق الطرف الآخر، وأوصى النبي صلى الله عليه وسلم في حديثه: “لا يفرك مؤمنٌ مؤمنةً، إن كره منها خُلُقاً رضي منها آخر”؛ فيعلم الزوج هنا أن الزوجة مثلها كأي إنسان، لها مزايا وعيوب، فعليه بالصبر والتغافل عن الأخطاء الصغيرة والتركيز على الجوانب الطيبة، لتستمر الحياة بينهما في بيئة سليمة رحيمة، ويجب على الزوج أن يؤدي حقوق الزوجة كاملةً، وأن يتعامل معها بلطفٍ وحسنٍ في العشرة، وأن يكون ودودًا ولطيفًا، ومن الحقوق الزوجية والواجبات هو واجباته المالية التي تشمل تقديم المهر والنفقة، ومن واجباته غير المالية التحلي بحسن الخلق، والعدل إذا كان له أكثر من زوجة، وأن يعفها ويهتم بتلبية حاجاتها الروحية والعاطفية.

واجبات الزوجة تجاه زوجها

وكما للزوج واجبات فإن الزوجة أيضًا لها واجبات تجاه زوجها؛ فواجبات الزوجة هي من أساسيات الحقوق الزوجية والواجبات  إذ يجب عليها طاعة زوجها بالمعروف، لأنه هو المسؤول عن إدارة شؤون البيت، فلقد أوضح الله تعالى صراحة قوامة الرجل على المرأة حيث توضح القوامة المسؤولة التي تدفع الرجل لتحمل مسؤوليات البيت والنفقة عليه، وعلى الزوجة احترام تلك القوامة في الإطار الذي يحفظ كرامتها ويحقق التعاون بينهما، من واجباتها أيضًا تمكينه من حقه في الاستمتاع، ومنحه حق الاطمئنان والسكينة في بيته، وألا تدخل أحدًا من غير رضاه، ولا تخرج من المنزل دون إذنه، إلا لأسبابٍ ضرورية، ويجوز للزوج تأديبها برفقٍ إن أخطأت، ومن واجباتها أيضًا حفظ الزوج في غيابه و توفير له حقوقه الشرعية عند طلبه وألا ترفض إلا لوجود عذر قهري يمنعها عنه.

الحقوق الزوجية والواجبات
الحقوق الزوجية والواجبات

حقوق مشتركة بين الزوجين

هناك حقوق يشترك فيها الزوجان تجمع الحقوق الزوجية والواجبات ، وتلك الحقوق المشتركة ليست مفروضةً على أحدهما دون الآخر؛ بل عليهما معًا الالتزام بها لتحقيق السكينة والتعاون:

  • حل المعاشرة الزوجية: إن من أسمى أهداف الزواج إشباع احتياجات كل من الزوجين، ولذلك يجوز لهما الاستمتاع الحلال بما يحقق السعادة والراحة لكليهما.
  • الحفاظ على أسرار الحياة الزوجية: فلكل من الزوجين حق على الآخر أن يكتم سرهما المشترك، وخاصة ما يدور بينهما من خصوصيات الحياة الزوجية، قال النبي صلى الله عليم وسلم : “إِنَّ مِنْ أَشرِّ النَّاسِ عند الله منزلةً يومَ القيامة الرجلُ يفضي إلى امرأته وتفضي إليه ثم ينشر سرَّها”؛ مما يبين أن إفشاء أسرار الزوجية خيانة للأمانة وتهديد للثقة المتبادلة.
  • الاحترام المتبادل والمعاملة الحسنة: يجب أن يسود بين الزوجين الاحترام وحسن الخلق، وأن يكونا شريكين في تحمل المسؤوليات والاهتمام ببعضهما.
الحقوق الزوجية والواجبات
الحقوق الزوجية والواجبات

اقرأ أيضًا: أهمية الأسرة ومكانتها في الإسلام

أهمية التزام كل طرف بواجباته

عندما يلتزم  الطرفين بـ الحقوق الزوجية والواجبات بحيث يلتزم الرجل بالعدل والإحسان، ويتكفل بمصالح زوجته من ملبس ومعاش وسكن، ويكون كريمًا في معاملته ومتفهمًا لحاجاتها، فإن ذلك يخلق جوًا من الطمأنينة والمحبة، ومن جهة أخرى، عندما تؤدي الزوجة واجباتها تجاه زوجها، وتكون عونًا له، متفهمة لحاجاته، حريصة على تربية أبنائها ورعاية بيتها، فإنها بذلك تساهم في خلق بيئة أسرية مستقرة، وهكذا يصبح الزوجان، كل منهما مرشدًا وداعمًا للآخر، ساعين إلى تحقيق كل ما فيه خير وسعادة لهما ولأبنائهما، فإن الإلتزام الحقوق الزوجية والواجبات لا يعود بالخير فقط على الزوجين بل يشمل الأبناء والمجتمع ككل، فإن الإستقرار النفسي والبيئة الخالية من المشاكل والنزاعات هي الطريق الأمثل لإنشاء جيل معافى نفسيًا وقادر إجتماعيًا على إحداث تغيير في المجتمع وجعله أفضل، جيل من الأشخاص الذين سيكونون مدركين لحقوقهم وواجباتهم، ولديهم علم وفهم عميق لدينهم، مما يساهم في خلق مستقبل مشرق خالي من التشتت والانحدار الأخلاقي.

لماذا حق الزوج عظيم؟

تعظم الشريعة الإسلامية حق الزوج على زوجته تقديراً لدوره وفضله عليها، ولما يترتب على الزواج من واجبات ومسؤوليات يتحملها الزوج دون الزوجة، فقد ألزمت الشريعة الزوج بأمور لم توجبها على الزوجة فمثلًا يجب على الزوج دفع المهر لزوجته، والإنفاق عليها طوال حياتها، وتوفير السكن والكسوة بينما تعفي الشريعة الزوجة من النفقة على نفسها، حتى وإن كانت غنية، كما يلتزم الزوج بالنفقة على أولاده حتى يستغنوا عنه، سواء كانوا معه أو مع أمهم بعد الطلاق، وبالمقارنة، نجد الشريعة تعظم حق الأم على ولدها فتوصي ببرها أكثر من بر الأب، والسبب في ذلك يعود إلى مشاق الحمل، والولادة، والتربية التي تتحملها الأم، ما يجعل حقها أعظم، وهكذا يعظم حق الزوج لأنه يعيل الزوجة ويرعى شؤونها، ويسهر على استقرار البيت، فالأسرة كأي كيان آخر تحتاج إلى قائد لإدارتها، ومن هنا تأتي ضرورة طاعة الزوج، دون أن يعني ذلك الانتقاص من مكانة الزوجة أو حقوقها، بل لإرساء نظام يضمن السكينة والاستقرار الأسري.

إن الحياة الزوجية المثالية تقوم على أداء كل فرد الحقوق الزوجية والواجبات دون إنقاص فهما بداية الطريقة نحو حياة زوجية تتميز بالمودة والرحمة، لذا من المهم أن يفهم كل فرد ما له وما عليه ولقد أوضحت النصوص القرآنية والأحاديث هذا بشكل تفصيلي ومبسط ليكونا دستورًا للزوجين.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى