دور السنة النبوية في تحديد شروط العبادات
قبل التعرف على دور السنة النبوية في تحديد شروط العبادات، يجب التعرف على أهمية ودور توحيد العبادة، يجب التعرف إن التوحيد هو الرسالة التي أرسلها الله عز وجل بها رسله من أولهم إلى آخرهم، كما اتفقت دعوة الرسل من أول رسول بعثه الله إلى خاتمهم محمد صلى الله عليه وسلم، اتفقت دعوتهم إلى البدء بدعوة أقوامهم إلى إخلاص العبادة لله، ونبذ الشرك بكل صوره ووسائله المؤدية إليه، لذا سنتعرف في هذا المقال ومن خلال السطور التالية على دور السنة النبوية وشروط العبادات.
دور السنة النبوية في تحديد شروط العبادات
دور السنة النبوية في تحديد شروط العبادات أساسيًا، مثل الصلاة، والزكاة، والصيام، والحج، وكذلك في تعزيز قيم الصدق، وأداء الأمانة، وبر الوالدين، وصلة الأرحام، والوفاء بالعهود، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ومجاهدة الكفار والمنافقين كما تشجع السنة النبوية على الإحسان إلى الجار واليتيم والمسكين وابن السبيل والمملوك من البشر، إضافة إلى الذكر وقراءة القرآن الكريم، وغيرها من أشكال العبادات.
وكذلك حب الله ورسوله صلى الله عليه وسلم، وخشية الله، والإنابة إليه، وإخلاص الدين له، والصبر لحكمته، والشكر لنعمه، والرضا بقضائه، والتوكل عليه، والرجاء لرحمته، والخوف من عذابه، وأمثال ذلك هي من العبادة لله.
وذلك أن العبادة هي الغاية المحبوبة والمرضية له، والتي خلق الخلق لها، كما قال تعالى: {وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون} [الذاريات:56] وبها أرسل جميع الرسل، والعبادة تتضمن كمال الحب ونهايته، وكمال الذل ونهايته أيضا، فالمحبوب الذي لا يعظم، ولا يذل له، لا يكون معبودا، والمعظم الذي لا يحب لا يكون معبودا.
أقرأ المزيد: حكم الصلاة في السفر والمرض
تعريف العبادة
في ظل الحديث عن دور السنة النبوية في تحديد شروط العبادات نوضح تعريف العبادة في اللغة والشرع تدور حول معاني التذلل والخضوع والانقياد ففي اللغة يُفهم من العبادة الذل والخضوع، ويُقال: “طريق معبد” أو “بعير معبد”، أي مذلل ومهيأ أما في الشرع، فالعبادة تُعرف بأنها تشمل كمال المحبة والخضوع والخوف.
شروط قبول العبادة
دور السنة النبوية في تحديد شروط العبادات يشمل العديد من الأساسيات التي نقلت من السيرة النبوية من السلف الصالح والصحابة الذين عاهدوا عصر الرسول صلى الله عليه وسلم، وهناك مجموعة من الشروط الهامة التي تساعد على قبول العبادة ورفعة درجات العبد وهي:
النية
وهذا الشرط متعلق بالإرادة والقصد والنية، والمقصود به هو إفراد الحق سبحانه وتعالى بالقصد والطاعة، والنية تقع في كلام العلماء بمعنيين: أحدهما: هو تمييز العبادات بعضها عن بعض، كتمييز صلاة الظهر عن صلاة العصر إلى أن قال والمعنى الثاني: بمعنى تمييز المقصود بالعمل: هل هو لله وحده لا شريك له، أم لله وغيره؟ وهذه النية هي التي يتكلم فيها العارفون في كتبهم في كلامهم على الإخلاص وتوابعه.
والأدلة على هذا الأصل في القرآن وكلام علماء الأمة ومن سار على نهجهم كثيرة، فمن القرآن الكريم قوله تعالى (إنا أنزلنا إليك الكتاب بالحق فاعبد الله مخلصا له الدين) وقال في كتابه العزيز(ألا لله الدين الخالص والذين اتخذوا من دونه أولياء ما نعبدهم إلا ليقربوا إلى الله زلفى إن الله يحكم بينهم في ما هم فيه يختلفون إن الله لا يهدي من هو كاذب كفار) سورة الزمر الآية 2 ـ 3، أي لا يقبل الله من العمل إلا ما أخلص فيه العامل لله وحده.
الموافقة للشرع
وأما الأدلة من القرآن كثيرة ومنها: قوله تعالى، “وأن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله ذلكم وصاكم به لعلكم تتقون من سورة الأنعام”، وقال تعالى ومن أحسن دينا ممن أسلم وجهه لله وهو محسن، واتبع ملة إبراهيم حنيفا سورة النساء الآية 125.
أما الأدلة من السنة النبوية كثيرة منها: وقوله صلى الله عليه وسلم: «تركت فيكم أمرين لن تضلوا ما تمسكتم بهما، كتاب الله وسنة رسوله» وقوله صلى الله عليه وسلم من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد، كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لقد تركتكم على مثل البيضاء، ليلها كنهارها، لا يزيغ عنها إلا هالك، وعن مطرف بن عبد الله رضى الله عنه يقول سمعت مالك بن أنس يقول إذا ذكر عنده الزائغين في الدين يقول، كما قال عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم وولاة الأمر بعده سننا، الأخذ بها اتباع لكتاب الله عز وجل، واستكمال لطاعة الله عز وجل، وقوة على دين الله تبارك وتعالى، ليس لأحد من الخلق تغييرها ولا تبديلها، ولا النظر في شيء خلافها.
أفضل العبادات عند الله
العبادة هي اسم جامع لكلِ ما يحبِه الله ويرضاه من قول أو عمل، وبها يتقرَّبُ العبد إلى الله -عزَّ وجلَّ-، وأركان العبادة هما الخضوع والحبِّ، فكلُّ فعلٍ أو قولٍ يقوم به المسلم يطلب فيه رضي الله -عزَّ وجلّ- وحده هو عبادة، ولا شك أنَ العبادات هي سبيل المسلم من أجل التقرب إلى الله -سبحانه-، ولا بدّ للمسلم أن يتحرَّى أفضلها، ومن أفضل هذه العبادات:
الصلاة على وقتها
حيث أن الصلاة هي الدعاء قال الله -تعالى-: (وصلِّ عليهم إنّ صلاتك سكنٌ لهم)، [٢] أي ادع لهم، وسُمِّيت بذلك لاشتمالها على الدعاء، وشُرِعت الصلاة لأجل إقامة ذكر الله -عزَّ وجلَّ-، ولقد جعل الله -عزَّ وجلَّ- الصلاة على المؤمنين كتاباً موقوتا أي تُصلّى في وقت محدَّد قدره الله -عزَّ وجلَّ-، بحيث لا يجب أن يتوانى المسلم ولا يتأخر عن أدائها، بل حينما يدخل وقتها يبادر ويأتِ بهذه الصلاة طوعاً وخشوعاً.
قراءة القرآن
تعد قراءة القرآن الكريم وتدبره مع تلاوته من أفضل الأعمال لقول النبي -صلَّى الله عليه وسلم أفضل العبادة هي قراءة القرآن، وقد حث الله عزَ وجلَ أيضاً على تدبر القرآن الكريم، حيث قال عز وجل في محكم تنزيله أفلا يَتدبَّرون القرآن أم على قلوبٍ أقفالها.
برُّ الوالدين
سئل الحسن البصري عن برِ الوالدين فقال: (أن تبذل لهما كل ما ملكت، وأن تطيعهما في كل ما أمرك به، إلّا أن يكون هناك معصية، ويكون بر الوالدين بالإحسان لهما، وقد قرن الله -عز وجلَّ- بر الوالدين بالإحسان فقال: (وقضى ربُّك ألا تعبدوا إلّا إياه وبالوالدين إحساناً).
أقرأ المزيد: مصادر التشريع الإسلامي في المعاملات المالية
آراء العلماء في أفضل العبادات عند الله
- الرأي الأول: يرى أن أفضل العبادات هي أشق العبادات.
- الرأي الثاني: إنَ أفضل العبادات على الإطلاق التجرد عن الهوى، والزهد في الدنيا، والبعد عن الخلق، وتقديرهم ومدحهم قدر الإمكان، وعدم الانتباه للعباد وإنَّما الالتفات إلى الله، وترك الاهتمام بالخلق أي الإخلاص لله تعالى
- الرأي الثالث: إنّ أفضل العبادات هي التي يكون فيها نفع متعدٍّ إلى الناس
- الجمع بين الأقوال هو أن أفضل العبادات: العمل لمرضاة الله -عزَّ وجلّ- في كلِّ وقتٍ للمسلم، بأداء ما كان مأموراً به في وقته.
وفي الختام لقد تعرفنا في هذه المقالة على دور السنة النبوية في تحديد شروط العبادات وما هي شروط العبادات وكيفية التقرب إلي الله.