حكم الصلاة في السفر والمرض
الصلاة عماد الدين وصلة العبد برب العالمين، وسوف نقوم بتوضيح ماهية الصلاة في الإسلام وحكم الصلاة في السفر والمرض، فالصلاة هي الركن الثاني من أركان الإسلام وهي الفرع الأول من فروع الدين، والصلاة واجبة على كل مسلم بالغ عاقل سواء كان ذكر أو أنثى.
وقد فرضت الصلاة في مكة قبل هجرة النبي محمد إلى المدينة المنورة في السنة الثانية قبل الهجرة وذلك في رحلة الإسراء والمعراج، وهناك آيات كثيرة في القرآن توضح أهمية الصلاة وذلك لعظم شأنها.
حكم الصلاة في السفر والمرض
حكم الصلاة في السفر والمرض فالصلاة هي أول ما ينظر من عمل العبد وأول ما أوجبه الله من العبادات، كما أنها أول عبادة يحاسب عليها العبد يوم القيامة ولا يقبل أي عذر لتاركها طالما كان قادرا على أدائها، ولا تسقط عن أي رجل بالغ عاقل بينما تسقط عن المرأة في حالة الحيض والنفاس ولا تقوم بقضائها إلا بعد أن تطهر، وروى عثمان بن عفان عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال “ما من امرئ تحضره صلاة مكتوبة فيحسن وضوءها وخشوعها وركوعها إلا كانت كفارة لما قبلها من الذنوب ما لم يأت كبيرة وذلك الدهر كله”.
الصلاة صلة فهي التي تصلك بالله عز وجل وقد فرضت 5 مرات في اليوم والليلة لتبقى الوسيلة التي تذكر العبد وتصله بربه على مدار اليوم، وهي تعبير عن التوحيد وهو أن يكون خوفي ليس إلا لله، وحبي ليس إلا لله، والتوبة لله والذل لله والرجاء لله والتوكل عليه والاستعانة به، فهو الأكبر والأعظم الذي أطلب منه المغفرة والهداية، فالصلاة هي تعبيرك العملي بحركات وألفاظ عن التوحيد.
أقرأ المزيد: التكبير والتشهد في الصلاة
حكم الصلاة للمسافر
وقد أوضح الفقهاء والعلماء حكم الصلاة في السفر والمرض وذلك للتيسير والتخفيف على المصلى، وبالإضافة لحكم الصلاة للمسافر إلا أنه يترتب على السفر أحكام شرعية، وفيما يتعلق بموضوع حكم الصلاة للمسافر أكدت دار الأفتاء أنه يشترط للجمع والقصر بعد الوصول إلى المدينة المسافر إليها أن ينوى الإقامة فيها أقل من أربعة أيام غير يومي الدخول والخروج.
فإذا نوى الإقامة أربع أيام فأكثر غير يومي الدخول والخروج يتم صلاته ولا يجمعها ويبدأ التعامل كمقيم من أول يوم بعد يوم الوصول، وأما إن نوى الإقامة أقل من ذلك فيظل على رخصة الجمع والقصر إلى أن يتم أربعة أيام ولا يحسب من الأيام يوما الوصول والرجوع، كما أن يجب أن تكون المسافة التي يقطعها المسافر بين البلدين 80 كيلو متر تقريبا أما إذا تبين أنها أقل من ذلك فلا يجوز القصر والجمع للمسافر.
أحكام وشروط السفر
حكم الصلاة في السفر والمرض فأوضحت دار الإفتاء أنه يشترط في السفر الذي تترتب عليه الأحكام السابقة خاصة حكم الصلاة للمسافر عدة أمور ألا وهي:
- بلوغ المسافة المحددة شرعا أو الزيادة عليها وهي تقدر بـ 80 كيلو متر فأكثر.
- قصد موضع معين عند ابتداء السفر فلا قصر ولا جمع لهائم على وجهه غير محددة.
- يشترط مفارقة محل الإقامة في السفر الذي تتغير به الأحكام، فلا يعتبر الشخص مسافرًا إلا بعد مغادرته حدود المدينة أو القرية وبذلك لا يعطى أحكام المسافر إلا بعد أن يبتعد عن بيوت مدينته أو قريته بشكل فعلي.
جمع وقصر الصلاة في السفر والمرض
القصر في السفر سنة مؤكدة في حال الأمن أو الخوف، وصلاة المسافر في الإسلام هي أحد صفات صلاة أهل الأعذار والمسافر من أهل الأعذار لذلك شرع الإسلام للمسلم أداء الصلاة على صفة خاصة وذلك بقصر الصلاة الرباعية من أربع ركعات إلى ركعتين والجمع بين الظهر والعصر وبين المغرب والعشاء في وقت واحد.
والجمع هو أن يجمع المصلي بين صلاتي الظهر والعصر إما تقديما في وقت الظهر بإن يصليهما في وقت الظهر قبل حلول وقت العصر أو يجمع بينهما تأخيرا بأن يؤخر صلاة الظهر حتى يخرج وقتها فيصليها مع صلاة العصر في وقت العصر والأمر مثله ينطبق على صلاتي المغرب والعشاء فيجمع بينهما تقديما أو تأخيرا، أما صلاة الفجر فإنه لا يصح فيها الجمع على أي حال.
كيفية جمع الصلاة في السفر والمرض
وفي حكم الصلاة في السفر والمرض تؤدى كل صلاة منفصلة عن الأخرى، يؤذن المصلي ثم يقيم ويصلي الأولى، ثم يقيم ويصلي الثانية، ولا يجوز للمكلف أن يؤخر فرضا عن وقته أو يقدمه بدون سبب من الأسباب والجواز في الجمع يكون عند وجود المشقة ويجوز الجمع بين الظهر والعصر أو بين المغرب والعشاء للمريض إن لحقه مشقة، وللمستحاضة، ومن به سلس بول، وفي الليلة المطيرة أو الباردة أو بها وحل أو ريح شديدة باردة، ومن خاف على نفسه أو أهله أو ماله ونحو ذلك.
شروط الجمع في حكم الصلاة في السفر والمرض
يجوز الجمع بين الصلوات إما تقديما أو تأخيرا ولكن لكل منهما شروط، شروط جمع التقديم ما يأتي:
- الترتيب بين الصلاتين فيصلي الظهر قبل العصر ولا يجوز صلاة الثانية قبل الأولى.
- النية في الجمع وتكون عند البدء في الصلاة الأولى أو أثنائها والنية ليست شرطا أساسيا كما يرى بعض العلماء كابن تيمية.
- الموالاة بين الصلاتين بأن لا يفصل بينهما بفاصل زمني طويل وإلى تؤدى إلى بطلانها.
شروط جمع التأخير
- نية جمع التأخير قبل خروج وقت الصلاة الأولى، حيث إن تأخير الصلاة الأولى قد يكون لسبب آخر غير الجمع فيلزم النية التي تميزه عن غيره من أسباب التأخير، ويأثم الشخص إذا أخر الصلاة الأولى دون نية الجمع إذ خرج وقتها وتصبح قضاء.
- وجود العذر مع استمراره إلى وقت الصلاة الثانية، فإذا زال العذر لا يجوز الجمع.
أقرأ المزيد: مصادر التشريع الإسلامي في المعاملات المالية
حكم الصلاة في المرض
أما عن مسألة الجمع بين الصلوات بعذر المرض فقد اختلف الفقهاء فيها، فذهب الحنفية والشافعية إلى عدم جواز الجمع بعذر المرض لا تقديما ولا تأخيرا، وأجاز الشافعية للمريض الجمع الصوري بتأخير الأولى لآخر الوقت وتقديم الثانية لأول الوقت.
وأجاز المالكية والحنابلة وكثير من الشافعية الجمع بسبب المرض، ولذلك أقرت دار الإفتاء بجواز الجمع عند المرض فلا حرج على المريض إذا بلغ مشقة غير معتادة، فيجوز المريض أن يجمع بين الصلاتين وخاصة إذا شق عليه أيضا التطهر والوضوء للصلاة بسبب ما ابتلاه الله عز وجل من مرض وألم، ولذلك فإن حكم الصلاة في السفر والمرض بجواز تقصيرها فهي صدقة من الله تعالى لعباده وسنة مؤكدة من نبيه.
وكما قمنا بتوضيح حكم الصلاة في السفر والمرض للمسلم العاقل البالغ فأيضا يشرع للمسافر رخص السفر كالفطر في رمضان، والمسح على الخفين ثلاثة أيام بلياليها، وسقوط راتبة الظهر والمغرب والعشاء عنه أما راتبة الفجر وبقية النوافل فإنها باقية، وعدم وجوب الجمعة والجماعة على المسافر.