الآيات والأحاديث الشريفة المتعلقة بالتيمم
هناك العديد من الآيات والأحاديث الشريفة المتعلقة بالتيمم التي تحث المسلمين على عدم ترك الصلاة مهما كانت الأسباب حتى وإن لم تتوفر المياه اللازمة للوضوء أو لم يكن الماء المتاح طهورا، فقد شرع الله لعباده التيمم بالكيفية التي علمنا إياها الرسول صلى الله عليه وسلم، لذلك فإن التيمم هو أمر واجب يحول دون الامتناع عن الصلاة.
من خلال هذا المقال سوف نتعرف على الآيات القرآنية والأحاديث النبوية الشريفة التي ورد فيها ذكر التيمم وجوازه وكيفية القيام به.
الآيات والأحاديث الشريفة المتعلقة بالتيمم
ذكرت العديد من الأحاديث النبوية في باب التيمم والتي علمنا إياها الرسول صلى الله عليه وسلم، نذكر منها:
- عَنْ عَمَّارِ بْنِ يَاسِرٍ: أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ قَالَ فِي التَّيَمُّمِ: ضَرْبَةٌ لِلْوَجْهِ وَالْيَدَيْنِ رَوَاهُ أَحْمَدُ، وَأَبُو دَاوُد.
- وَفِي لفظ آخر: أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ أَمَرَهُ بِالتَّيَمُّمِ لِلْوَجْهِ وَالْكَفَّيْنِ. رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ وَصَحَّحَهُ.
- وَعَنْ عَمَّارٍ قَالَ: أَجْنَبْتُ فَلَمْ أُصِبِ الْمَاءَ، فَتَمَعَّكْتُ فِي الصَّعِيدِ وَصَلَّيْتُ، فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لِلنَّبِيِّ ﷺ، فَقَالَ: إنَّمَا يَكْفِيكَ هَكَذَا، وَضَرَبَ النَّبِيُّ ﷺ بِكَفَّيْهِ الْأَرْضَ، وَنَفَخَ فِيهِمَا، ثُمَّ مَسَحَ بِهِمَا وَجْهَهُ وَكَفَّيْهِ. مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.
- وَفي قول آخر: إنَّمَا كَانَ يَكْفِيكَ أَنْ تَضْرِبَ بِكَفَّيْكَ فِي التُّرَابِ، ثُمَّ تَنْفُخُ فِيهِمَا، ثُمَّ تَمْسَحُ بِهِمَا وَجْهَكَ وَكَفَّيْكَ إلَى الرُّسْغَين رَوَاهُ الدَّارَقُطْنِيُّ.
استدلالاً عن الآيات والأحاديث الشريفة المتعلقة بالتيمم
ومن خلال هذه الأحاديث ندرك أن التيمم يجوز للمسلم عندما يكون جنبا وليس فقط عند القيام للوضوء بالنسبة للمسلم المتطهر، ويتضح من خلالها أيضا أن الكافي في التيمم هو فقط قيام المسلم بضرب التراب ثم المسح به على الوجه والكفين بعد نفضه، وهذا يكفي بدلا من الوضوء أو الاغتسال بالماء لإقامة الصلاة.
يعني هذا أن الطهارة في الحدث الأكبر والأصغر في عدم وجود الماء تكون بطريقة واحدة،ويسري هذا الحكم على النفساء والحائض عندما يتعذر وجود الماء او العجز عن استخدامه بسبب الإصابة بمرض يمنع استخدام الماء أو الإصابة بحروق، ولكن يشترط قبل القيام للتيمم أن ينوي الشخص الطهارة قبل البدء.
أقرأ المزيد: حكم التيمم في المذاهب الفقهية المختلفة
الآيات القرآنية التي فرضت التيمم
ورد في القرآن الكريم ذكر التيمم ووجوب استخدامه للمسلمين في حالة تعذر وجود الماء، وقد ورد هذا في الآية الكريمة رقم “6” من سورة المائدة في قول الله عز وجل:
- {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ وَإِنْ كُنْتُمْ جُنُبًا فَاطَّهَّرُوا وَإِنْ كُنْتُمْ مَرْضَى أَوْ عَلَى سَفَرٍ أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنَ الْغَائِطِ أَوْ لَامَسْتُمُ النِّسَاءَ فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ مِنْهُ مَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ حَرَجٍ وَلَكِنْ يُرِيدُ لِيُطَهِّرَكُمْ وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ} (المائدة:6).
ومن الجدير بالذكر أنه لم يرد ذكر التيمم بغرض استبدال الوضوء إلا في هذه الآية فقط، ويعد نزول هذه الآية بمثابة أمر واضح للمسلمين بوجوب التيمم عندما لا يجدون الماء سواء للمتطهرين أو الجنب، وهي تشرح في البداية كيفية الوضوء الواجب بالماء، أما عن التيمم فذكر صراحة انه يكون بضرب التراب الطاهي ونفضه ثم مسحه على الوجه والكفين فقط.
وقد نزلت هذه الآية بعد أن فقدت السيدة عائشة عقدها في الركب المسافر ما أدى إلى تأخر هذا الركب.
التيمم رحمة للمسلمين
أحكام الصلاة بغير ماء أو تيمم
قبل وردود الآيات والأحاديث الشريفة المتعلقة بالتيمم، لم يكن المسلمين على علم بالأحكام التي تتيح لهم الصلاة بغير وضوء كما حدث بعد نزول آية التيمم، ولكن عندما وقعت قصة فقد عقد السيدة عائشة فرض التيمم على المسلمين، حيث أباح الرسول لأصحابه أن يصلوا بغير وضوء عندما نزل عليه الوحي بعد هذه الحادثة وكانت كالتالي:
- عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا: أَنَّهَا اسْتَعَارَتْ مِنْ أَسْمَاءَ قِلَادَةً فَهَلَكَتْ، فَبَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ رِجَالًا فِي طَلَبِهَا، فَوَجَدُوهَا، فَأَدْرَكَتْهُم الصَّلَاةُ وَلَيْسَ مَعَهُمْ مَاءٌ، فَصَلَّوْا بِغَيْرِ وُضُوءٍ، فَلَمَّا أَتَوْا رَسُولَ اللَّهِ ﷺ شَكَوْا ذَلِكَ إلَيْهِ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ آيَةَ التَّيَمُّمِ. رَوَاهُ الْجَمَاعَةُ إلَّا التِّرْمِذِيَّ.
وبهذا فرض التيمم على المسلمين بعد أن كانت الصلاة مفروضة فقط مع الوضوء.
حكم وجود الماء بعد التيمم
الآيات والأحاديث الشريفة المتعلقة بالتيمم فورد الحديث الشريف في أمر المسلم الذي وجد الماء بعد أن قام بالتيمم ثم أدى الصلاة وأوضح أن الصلاة تكون صحيحة ولا داعي أن يقوم الشخص بإعادتها مرة اخرى الما أنه تحرى البحث عن المياه ولم يجدها ولم يكن أمامه وقت إقامة الصلاة إلا أن يتيمم حتى لا يفوته وقت الصلاة، فقد جاء عن الرسول صلى الله عليه وسلم:
- عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: خَرَجَ رَجُلَانِ فِي سَفَرٍ، فَحَضَرَت الصَّلَاةُ وَلَيْسَ مَعَهُمَا مَاءٌ، فَتَيَمَّمَا صَعِيدًا طَيِّبًا فَصَلَّيَا، ثُمَّ وَجَدَا الْمَاءَ فِي الْوَقْتِ، فَأَعَادَ أَحَدُهُمَا الْوُضُوءَ وَالصَّلَاةَ، وَلَمْ يُعِد الْآخَرُ، ثُمَّ أَتَيَا رَسُولَ اللَّهِ ﷺ فَذَكَرَا ذَلِكَ لَهُ، فَقَالَ لِلَّذِي لَمْ يُعِدْ: أَصَبْتَ السُّنَّةَ، وَأَجْزَأَتْكَ صَلَاتُكَ، وَقَالَ لِلَّذِي تَوَضَّأَ وَأَعَادَ: لَكَ الْأَجْرُ مَرَّتَيْنِ رَوَاهُ النَّسَائِيُّ، وَأَبُو دَاوُد وَهَذَا لَفْظُهُ، وَقَدْ رَوَيَاهُ أَيْضًا عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنِ النَّبِيِّ ﷺ مُرْسَلًا.
حكم التيمم في وجود الماء
عن الآيات والأحاديث الشريفة المتعلقة بالتيمم فقد ذكر حكم التيمم في وجود الماء أنه باطل كما جاء في حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم:
- عَنْ أَبِي ذَرٍّ الغفاري رضي الله عنه: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ قَالَ: إنَّ الصَّعِيدَ الطَّيِّبَ طَهُورُ الْمُسْلِمِ وَإِنْ لَمْ يَجِد الْمَاءَ عَشْرَ سِنِينَ، فَإِذَا وَجَدَ الْمَاءَ فَلْيُمِسَّهُ بَشَرَتَهُ، فَإِنَّ ذَلِكَ خَيْرٌ رَوَاهُ أَحْمَدُ، وَالتِّرْمِذِيُّ وَصَحَّحَهُ.
وهذا الحديث يعني أنه لا يجوز للمسلم أن يستخدم التراب الطهور للتيمم طالما أن الماء موجود وأن الصلاة في هذه الحالة باطلة وعليه أن يعيدها بعد أن يتوضأ، فإن الواجب على المسلم أن يمس الماء وجهه إذا وجد، ولا يجوز التيمم إلا في حالة المرض الذي يمنع استخدام الماء، فإذا زال العرض زال معه العذر.
أقرأ المزيد: أنواع التراب الصالح للتيمم
الحكمة من التيمم
عندما شرع الله التيمم الذي فرض في الآيات والأحاديث الشريفة المتعلقة بالتيمم فقد كان هذا رحمة من الله عز وجل وتخفيفا وتيسيرا على المسلمين وبها يظهر فضل الله على الأمة الإسلامية دونا عن الأمم الأخرى التي خصها بالكثير من النعم والمنح الربانية الجليلة لم تكن لأي نبي قبل سيدنا محمد ولا لأمة قبل أمتنا وهذا ما جاء على لسان الرسول صلى الله عليه وسلم في الحديث الشريف:
- (أُعْطِيتُ خَمْسًا لَمْ يُعْطَهُنَّ أحَدٌ مِنَ الأنبياء قَبْلِي: نُصِرْتُ بالرُّعْبِ مَسِيرَةَ شَهْر، وجُعِلَتْ لي الأرْضُ مَسْجِدًا وطَهُورًا، وأَيُّما رَجُلٍ مِن أُمَّتي أدْرَكَتْهُ الصَّلَاةُ فَلْيُصَلِّ، وأُحِلَّتْ لي الغَنَائِم، وكانَ النبيُّ يُبْعَثُ إلى قَوْمِهِ خَاصَّةً، وبُعِثْتُ إلى النَّاسِ كَافَّةً، وأُعْطِيتُ الشَّفَاعَةَ) رواه البخاري.
وكان ضمن شروح هذا الحديث ما قاله البخاري أن الأرض هي مكان طهور للمسلمين يمكنهم الصلاة فيها أينما حلوا ولهم أن يتطهروا منها إن كانوا جنبا أو كانت الطهارة من الحدث الأصغر، وهذه منحة اختص الله بها المسلمين.
بهذا نكون قد تعرفنا على الآيات والأحاديث الشريفة المتعلقة بالتيمم والتي توضح الحالات التي يجوز فيها التيمم ومتى يكون باطلا.