أنواع التراب الصالح للتيمم
أنواع التراب الصالح للتيمم دين الإسلام هو دين يسر لا عسر، ويمكننا بوضوح رؤية هذا في مظاهر كثيرة لا حصر لها، حتى في الوضوء، حيث جعل الله -تعالى- التيمم بديلاً عن الماء في حالة عدم وجوده، وهذا تيسيراً ورحمة بالمسلمين، فديننا الحنيف ليس ديناً متعسفاً في شيء لقد وضع الله لنا عذراً وحلاً لجميع المشاكل التي قد نواجهها، وأنواع التراب للتيمم هو أحد المواضيع التي يبحث المسلمين عنها رغبة في قضاء التيمم بطريقة صحيحة ظاهرة تضمن صحة صلاتهم، في هذا المقال سوف نتحدث عن كرم الله علينا وإجازته للتيمم بديلاً عن الماء إذا عجز المسلم عند استخدامه أو العثور عليه.
ما هي أنواع التراب الصالح للتيمم؟
يصح التيمم بكل ما صعد على الأرض سواء كان تراب وحجر ورمل أو غيره، لذا التيمم ليس محصوراً على التراب فقط لقوله تعالى: (فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا)، والصعيد هو وجه الأرض، والمقصود بالطيب هنا هو النظيف والطاهر، فالله سبحانه وتعالى وسّع للعبد في اختياره للأرض التي يتيمم منها.
وذهب بعض العلماء إلى أنه يجب أن يكون المكان الذي سوف تتيمم به أي جميع أنواع التراب الصالح للتيمم أو الرمل أو الأحجار ويجب أن يكون له غبار يعلق باليد استدلالاً بقول الله تعالى (فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ مِنْهُ)، ولكن أخذاً بمذهب الحنفية والمالكية الذين ذهبوا بأن التيمم لا يشترط حتى الغبار ويكتفي أن يكون طيباً طاهراً ما دام كان على وجه الأرض، حتى التيمم بالطين جائز إذا كان متماسكاً فلا كراهة في التيمم منه.
وأجمع العلماء عموماً على جواز التيمم بكل تراب طاهر غير مستعمل في تيمم من قبل، الاختلاف بين المذاهب كان في شروط وجود الغبار من عدمه، وفي حالة عدم التيقن من طهارة التراب فلك أن تعمل بالأصل وتتيمم به.
أقرأ المزيد: حكم التيمم في المذاهب الفقهية المختلفة
ما هي طريقة التيمم الصحيحة؟
التيمم هو وسيلة للطهارة يستخدمها المسلم عندما يتعذر عليه الوصول إلى الماء، سواء بسبب المرض السفر أو عدم وجود الماء.
صفة التيمم كما جاء في السنة، أن يضرب المسلم بيديه على التراب ضربة واحدة، ثم يمسح وجهه وكفيه فقط، وقد أوضح الرسول (صلى الله عليه وسلم) لعمار بن ياسر هذا بقوله: “إنما يكفيك أن تقول بيديك هكذا” ثم ضرب بيديه الأرض ومسح بهما وجهه وكفيه، هذا الحديث يُبين أن الضربة تكون للوجه والكفين فقط، دون الحاجة إلى مسح الذراعين.
أهمية التيمم تظهر في كونه بديلاً شرعيًا للماء عند عدم توفره، حيث يرفع الحدث، ويُمكن المسلم من أداء عباداته، فإذا تيمم المسلم، فإنه يعتبر طاهرًا، ويمكنه بذلك أداء كل الصلوات المفروضة والنافلة حتى يحدث أو يجد الماء، إذ أن التيمم يأخذ حكم الطهارة الكاملة، ويزيل الحدثين، الحدث الأكبر والحدث الأصغر وأتاح لنا استخدام جميع أنواع التراب الصالح للتيمم
ما هو حكم التيمم بدلاً من الوضوء يسبب البرودة؟
إذا كان الشخص يخشى الضرر من استعمال الماء بسبب البرد الشديد، عليه اتخاذ التدابير التي تمكنه من الاغتسال دون أذى، مثل تسخين الماء أو الاغتسال في مكان دافئ، التيمم لا يجوز إذا كان هناك إمكانية لاستخدام الماء دون ضرر.
لكن في حال عدم توفر هذه الوسائل وكان استعمال الماء يسبب ضررًا يجوز التيمم والصلاة ولا يلزم القضاء بعد ذلك إذا عاد الشخص إلى حالته الطبيعية، فقهاء مثل ابن قدامة ذكروا أنه إذا كان الشخص لا يستطيع استخدام الماء لضرر محتمل وخاف على نفسه، يمكنه التيمم والصلاة دون حاجة للقضاء لاحقًا إذا كان معذورًا، يستخدم جميع أنواع التراب الصالح للتيمم
في حالات البرد الشديد، إذا لم يكن هناك وسيلة لتدفئة الماء، يجوز التيمم ولا إثم على الشخص، استنادًا إلى قول الله: “فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ” وقول النبي صلى الله عليه وسلم: “إذا أمرتكم بأمر فأتوا منه ما استطعتم”.
حكم التيمم مع وجود الماء
لا يجوز للمسلم التيمم مع وجود الماء والقدرة على استخدامه، فالواجب عليه الوضوء أو الغسل بالماء، والتيمم في هذه الحالة يُعد مخالفة للشريعة وإذا تيمم مع وجود الماء وصلى، فإن صلاته غير صحيحة لأن الطهارة المطلوبة باستخدام الماء مفقودة، التيمم في هذه الحالة يعتبر تساهلًا كبيرًا، ولا يجوز فعله إلا عند تعذر استعمال الماء، وعند عدم توافر الماء يبحث المسلم عن أي أنواع التراب الصالح للتيمم قد تكون موجودة.
كيفية التيمم بالحجر؟
يمكنك التيمم بالحجر عن طريق أن يضرب الشخص بكفيه على الحجر ضربة واحدة، ثم يمسح وجهه بالكامل وبعدها يمسح كفيه أما الشيخ ابن عثيمين رحمه، فقد بيّن أن التيمم يتم بضرب اليدين على الأرض الطاهرة ضربة واحدة، ثم يمسح بهما الوجه والكفين.
وأضاف الشيخ ابن باز رحمه الله، أنه ينبغي للمسلم أن يسمي الله عند التيمم، كما يفعل عند الوضوء بالماء وبعد ضرب اليدين على التراب يمسح الوجه والكفين ويقول الشهادتين والدعاء المعتاد بعد الوضوء، حيث يقوم التيمم مقام الماء
إذا كان الحجر صغيرًا، فلا بأس بتقليبه في اليدين، كطريقة استخدام الصابون ثم يُمسح الوجه والكفّان، لكن الأفضل دائمًا هو التيمم بالتراب إن كان متاحًا واستخدام جميع أنواع التراب الصالح للتيمم، لأنه الأحوط ويعتبر صحيحًا عند مجمع العلماء والمذاهب.
أقرأ المزيد: قصص عن اختيار الزوج الصالح
أحكام التيمم عن المذاهب الأربعة
تختلف شروط وأحكام التيمم بين المذاهب الأربعة، ولكل مذهب فرائض وسنن متعلقة به وإليك الأحكام عن المذاهب الأربعة:
المذهب المالكي
يُشترط للتيمم ستة فرائض، وهي النية عند وضع اليدين على الأرض، استخدام صعيد طاهر ثم الضربة الأولى ومسح الوجه واليدين إلى الكوعين، الموالاة بين الأفعال وتخليل الأصابع ونزع ما يعوق وصول التراب، ومن سنن التيمم لديهم هي الترتيب الضربة الثانية، مسح اليدين إلى المرفقين، ونقل الغبار إلى الوجه واليدين.
المذهب الحنفي
التيمم عند الأحناف ركنان الأول يشمل ضربة واحدة للوجه وأخرى لليدين إلى المرفقين، والثاني مع استيعاب العضوين، ومن سنن التيمم عندهم إقبال اليدين بعد وضعها في التراب والتسمية والترتيب والموالاة ونفض اليدين بعد ضربهما وتفريج الأصابع.
المذهب الشافعي
أركان التيمم تشمل نقل التراب ونية استباحة الصلاة ومسح الوجه بالكامل ومسح اليدين إلى المرفقين، ثم الترتيب بين مسح الوجه واليدين، ومن سننهم التسمية، وتخفيف الغبار وتقديم أعلى الوجه والموالاة كالوضوء.
المذهب الحنبلي
فرائض التيمم خمسة، وهي مسح الوجه كاملاً ومسح اليدين إلى الكوعين والترتيب والموالاة في الحدث الأصغر، وتعيين نية استباحة الصلاة ومن سنن التيمم عندهم الترتيب والموالاة، تقديم اليد اليمنى على اليسرى والإتيان بالشهادتين وما بعدهما، تفريج الأصابع ونزع الحلي مثل الخاتم.
معرفة أحكام التيمم عند المسلم أمر ضروري لهذا يبحث المسلمون عن أنواع التراب الصالح للتيمم، وهذا لأنه من الأحكام العظيمة، شرعها ربنا تسهيلًا وتيسيرًا علينا، هذه الرخصة الربانية تُظهر رحمة الإسلام، حيث لم يترك الله عباده في مشقة بل أتاح لهم وسائل تحفظ لهم أداء عباداتهم دون تعطل.