قصص عن اختيار الزوج الصالح
يرغب الكثير من الأشخاص في التعرف على قصص عن اختيار الزوج الصالح ليتمكنوا من أخذ العظة الحقيقة وراء مسمى الزواج، فالعلاقة الزوجية من أسمى وأرقى العلاقات بالكون فمن الأساس يجب أن تقوم على المشاركة والمحبة والرحمة والمدة، وغيرها من الصفات الحميدة التي تجمع بين روحين وتربطهم معًا في العديد من الأمور الحياتية.
فنجاح أي علاقة زوجية لا يتكلل إلا باختيار الطرفين بشكل صحيح بناء على مواصفات وقواعد دينية قد تساعد الفتيات في اختيار الزوج الصالح، فهي بنا من خلال هذا المقال نتعرف على أهم تلك القواعد وبعض من القصص المفيدة.
قصص عن اختيار الزوج الصالح
من خلال قصص عن اختيار الزوج الصالح سوف نتعرف على المعايير أو المقاييس المحددة التي حثنا رسول الله عليه الصلاة والسلام على اتباعها عند اختيار الزوج الصالح الذي يجب أن يتصف بالخلق الحسن والدين، فقد قال رسولنا الكريم عليه الصلاة والسلام: (إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه إلا تفعلوه تكن فتنة في الأرض وفساد كبير) رواه الترمذي.
ومن ضمن قصص عن اختيار الزوج الصالح التي سوف نعرضها لكم القصة التالية التي تدور حول شاب تقي وورع في القرن الأول الهجري، كان يعيش في فقر شديد وفي أحد الأيام، خرج من منزله بسبب شعوره بالجوع وانتهى به الأمر إلى بستان مليء بأشجار التفاح، فقرر قطف تفاحة واحدة لعلها تسكت جوعه، لكن بعد أن انتهي من أكلها بدأ يشعر بالذنب ليلوم نفسه على عدم استأذنه من صاحب البستان.
البحث عن صاحب البستان
فظل يبحث الشاب عن صاحب البستان ليعترف بفعلته ويطلب العفو، لكن لاقي رفض من قبل صاحب البستان فعرض الشاب على صاحب البستان العمل معه على رعاية البستان كتعويض عن التفاحة التي تناولها، ولكن صاحب البستان أصر على موقفه، واستمر الشاب في الانتظار حتى خرج صاحب البستان للصلاة، وعندما رآه بكى عندها عرض عليه صاحب البستان الزواج من ابنته كشرط للمسامحة، رغم أنها كانت عمياء وصماء وبكماء ومقعده.
قبل الشاب الزواج من ابنة صاحب البستان لعل الله يجزيه خيرًا على نيته، وفي يوم الزفاف اكتشف الشاب أن الابنة ليست كما وصفها والدها بل كانت فتاة جميلة، فأخبرته بأنها عمياء عن النظر إلى الحرام، وبكماء عن الكلام في الحرام، وصماء عن الاستماع إلى الحرام، وبعد مرور عام على زواجهم أنجبت الابنة الإمام أبو حنيفة النعمان بن ثابت الكوفي صاحب المذهب الحنفي.
مما يدل على حسن اختيارها للزوج الصالح الذي ساعدها في تربية ذرية صالحة تفيد الأمة وترشدها إلى طريق الصواب، ولا تنتهى قصص عن اختيار الزوج الصالح عند هذا الحد بل يوجد الكثير من القصص المختلفة في الكثير من الأزمان التي تدل بلا شك على أهمية حسن اختيار الزوج، للحصول على علاقة زوجية مليئة بالمحبة.
أقرأ المزيد: أهم أحكام البيع والشراء في الإسلام
كيفية اختيار الزوج الصالح؟
بلا شك يرغب أي من الرجال أو النساء عن الزواج اختيار الطف المناسب لهم الذي يساعدهم على الحياة في هذا الواقع دون الشعور بأي من الضغوط، فقد كثرت المفاهيم الخاطئة في وقتنا الحالي واختلطت المبادئ والقيم، مما شكل عائق كبير على الأفراد في اختيار الأشخاص المناسبين لهم، لذا يجب الاقتران بالقرآن الكريم الذي يجيب على كافة الأسئلة، بالإضافة إلى سنة نبينا محمد عليه الصلاة والسلام التي تجعلنا لا نضل طرقنا في اختيار الشخص المناسب، وذلك من خلال البنود التالية:
آيات قرآنية عن علاقة الرجل بالمرأة
الله سبحانه وتعالى يوضح في القرآن الكريم أن المرأة والرجل كلاهما من نفس واحدة، كما ورد في سورة النساء (آية 1): “يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا”، وذلك يشير إلى أن الرجل والمرأة يشتركان في أصل واحد، وأن كل منهما يبحث عن شريكه الذي يكمله.
فالقرآن الكريم يعتبر العلاقة بين الرجل والمرأة جزءًا من آيات وإعجاز الله في خلقه فقد جعل الله هذه العلاقة وسيلة للسكينة والمودة والرحمة، كما جاء في سورة الروم (آية 21): “وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً”، وفي سورة الشورى (آية 11)، يؤكد الله أن هذه العلاقة هي جزء من نظامه الإبداعي في الخلق: “فَاطِرُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ جَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا”.
بالتالي ينظر إلى العلاقة بين الرجل والمرأة كعنصر أساسي لتحقيق السكينة والرحمة في حياة الإنسان، وهو جزء من آيات الله في الكون.
آيات قرآنية عن معايير اختيار الزوج
يعتبر الدين من المعايير الأساسية الواجب اتباعها عند اختيار الزوج، ويوضح الله سبحانه وتعالي ذلك في سورة البقرة (آية 221): “وَلَا تُنْكِحُوا الْمُشْرِكِينَ حَتَّى يُؤْمِنُوا وَلَعَبْدٌ مُؤْمِنٌ خَيْرٌ مِنْ مُشْرِكٍ وَلَوْ أَعْجَبَكُمْ أُولَئِكَ يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ وَاللَّهُ يَدْعُو إِلَى الْجَنَّةِ وَالْمَغْفِرَةِ بِإِذْنِهِ وَيُبَيِّنُ آيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ”، حيث توضح هذه الآية أن التفاضل والتفرقة بين الناس عند الله يكون بناءً على الإيمان بالله، فالمؤمن أولى من المشرك، مهما كانت مميزاته.
كما ذكر الله في كتابه الكريم في سورة الحجرات (آية 13) أن التفاضل عنده يكون بناءً على التقوى: “يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ”، مما يدل على أن التقوى والدين والخلق من المعايير الأساسية في التكريم الإلهي.
وقد أوضح النبي صلى الله عليه وسلم أن المرأة المسلمة الرغبة في الزواج، ينبغي لها أن تختار الرجل الصالح الذي يتحلى بالإيمان والتقوى، مما يضمن لها حياة مستقرة وسعيدة في إطار تعاليم الإسلام.
أقرأ المزيد: ستر العورة في الصلاة
كيفية اختيار الزوجة الصالحة؟
يوجد العديد من المعايير التي أوضحها لنا الرسول صلى الله عليه وسلم عند اختيار الزوجة التي تحمل العديد من الصفات المحببة، والتي تساعدك على تحمل مصاعب الحياة، ويمكنك اختيار الزوجة الصالحة من خلال اتباع المعايير التالية:
- قد ذكر حديث عن رسول الله “إذا صلت المرأة خمسها، وصامت شهرها، وحصنت فرجها، وأطاعت زوجها قيل لها: ادخلي الجنة من أي أبواب الجنة شئت”.
- على المرأة أن تتصف بحسن المعاشرة مع زوجها، فقد قال الرسول عليه الصلاة والسلام: “فانظري أين أنتِ منه، فإنما هو جنتكِ ونارك”، مشيرًا إلى أن علاقتها بزوجها يمكن أن تكون طريقها إلى رضا الله أو غضبه.
- وفي حديث آخر قال النبي صلى الله عليه وسلم: “لو كنت آمِرًا أحدًا أن يسجد لغير الله، لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها والذي نفس محمد بيده، لا تؤدي المرأة حق ربها حتى تؤدي حق زوجها، ولو سألها نفسها وهي على قتب لم تمنعه”.
بعد أن تعرفنا على قصص عن اختيار الزوج الصالح والمعايير المناسبة التي نص عليها الدين وتعريفنا الدينية التي حدثنا عنها رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم، يجب أن يحرص كلا الطرفين على اختيار الطرف الذي يدعمهم في الحياة.