هناك العديد من صفات الزوج الصالح من الكتاب والسنة التي يجب أن تتطرق لها المرأة عند الإقدام على الزواج، فقد حثنا ديننا الحنيف على تكوين أسرة صالحة من أفراد ذوي خلق ودين، فضلًا عن التماسك والترابط، لذا فيجب التأني والتمهل عند اختيار شريك الحياة، وذلك لكي يتم بناء مجتمع سوي من الجانب الديني والنفسي، وبناءً عليه فإن هناك مجموعة من الصفات والمعايير التي يجب أن تضعها المرأة في الاعتبار عند اختيارها لشريك حياتها، على أن تكون تلك الصفات نابعة من كتاب الله عزل وجل وسنة نبينا الكريم، فهما المصدرين الرئيسين لجميع سبل الحياة، لذا سوف نقدم لكم أهم الصفات التي يجب أن يتسم بها الزوج المسلم الصالح من خلال الكتاب والسنة، وذلك توضيحًا في السطور القادمة من الحديث.
ما هي صفات الزوج الصالح من الكتاب والسنة؟
أمرنا الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم بالإحسان في المعاملات الزوجية سواء من قبل الزوج أو الزوجة، فكلا الطرفين لابد أن يحسن معاملته تجاه الطرف الآخر، حتى تسود الحياة الكريمة المطمئنة بين كليهما، فقد أشارت المصادر الدينية من الكتاب والحديث والسنة إلى الكثير من الصفات الدينية التي يجب أن يتسم بها الزوج الصالح مع زوجته، لكي يتم تكوين بيت مسلم قوي، خالي من النزاعات والخلافات.
حسن العشرة بالمعروف
تعد أولى صفات الزوج الصالح من الكتاب والسنة هي حسن معاشرة الزوج لزوجته، وذلك من خلال تكريمها وتعزيزها، والرفق بها، فضلًا عن المعاملة الطيبة، والتودد إليها، وغيرهم من الصفات، وذلك اقتضاءً بقول الله تعالي: “وعاشروهن بالمعروف” وقد أشار النبي الكريم أيضًا إلى حسن معاملة الزوج لزوجته، وذلك في الحديث النبوي الشريف: “استوصوا بالنساء، فإن المرأة خلقت من ضلع وإن أعوج شيء في الضلع أعلاه، فإن ذهبت تقيمه كسرته، وإن تركته لم يزل أعوج، فاستوصوا بالنساء”.
وقد أوصى نبينا الكريم بالنساء خيرًا، من خلال الإحسان إليهن، والتودد لهم، ومن ثم حسن معاملتهم بالرفق واللين، لذا فإن الزوج يجب أن يتسم بحسن معاشرة الزوج كما أمرنا الله والرسول.
اقرأ أيضًا: كيفية اختيار الزوجة الصالحة
حفظ السر وعدم ذكر العيوب
من الصفات التي يجب أن يتسم بها الزوج، ألا وهي حفظ السر وعدم إفشائه، ألا يتم ذكر عيوبها بصورة مستمرة أمام الغير من الأفراد، فقد حرم الله هذا الفعل، لذا فيجب على الزوج أن يجب ستر لزوجتهن وأن يكون هو المنقذ والمنجد لها من جميع الأزمات التي يمكن أن تتعرض لها، ومن ثم فيجب أن يكون هو مصدر الثقة والأمان وعدم البوح بالأسرار، فكما سبق القول أن الله حرم إفشاء الأسرار بشكل، وبصور خاص بين الزوج والزوجة، وهذا الأمر يجب أن يتم تطبيقه على الزوجة والزوج ولبس على أحد الطرفين دون الآخر.
الإعفاء عن الزلات والتحلي بالصبر
التجاوز عن الأخطاء والإعفاء عن الزلات من أهم صفات الزوج الصالح من الكتاب والسنة، التي يجب أن يهتم بها، وذلك لكي يتم بناء منزل مسلم متكامل خالي من المشاحنات والنزاعات القائمة بسبب الخلافات البسيطة، لذا فيجب أن يتحلى الزوج بالصبر قدر المستطاع، ويحتسب لها الصفات الحسنة والأخلاق الطيبة عند الشعور بالضجر منها، وذلك طبقًا لما أشار إليه النبي الكريم، في قوله: “لا يفرك مؤمن مؤمنةً، إن كره منها خلقًا رضي منها الآخر” ويقصد بلفظ يفرك هنا أي يكره أو لا يحب أحد الصفات بها.
اقرأ أيضًا: فقه الأسرة وأخلاقيات الزواج
مشورتها بصورة مستمرة
يجب على الزوج الصالح أن يقوم باستشارة زوجته في جميع المهام والأمور سواء كانت متعلقة بالمنزل أو بالعمل أو غيرهم من الأمور، فهي من صفات الزوج الصالح من الكتاب والسنة، فقد النبي صلى الله عليه وسلم يقوم بمشاورة زوجاته في جميع الأمور والمهام الممكنة، ومن ثم فإن الصحابة رضوان الله عليهم كانوا يتبعون نهج النبي فيما يتعلق بمعاملة زوجاتهم، حيث إن المشورة في الحديث تضفي الاهتمام والتودد من قبل الزوج والزوجة، لذا فيجب أن يحرص كلًا منهما على مشاورة الطرف الآخر فيما يتعلق بجميع الأعمال والمهام الخاصة بالمنزل أو خارجه.
مشاركتها في أعمال المنزل
الزوج التقي الصالح الذي يخشى الله، يجب أن يعاون زوجته في جميع شئون المنزل، وألا تقتصر مهامه سوى على العمل ومن الخلود للنوم، إنما يجب أن يكون هناك مشاركة وتعاون في شتى أعمال المنزل، وشراء المستلزمات اللازمة من الخارج، وهي من صفات الزوج الصالح من الكتاب والسنة، فقد كان الرسول الكريم يعاون زوجته في جميع الشئون المتعلقة بالمنزل، رغم الأمور الأخرى التي كان مسئولًا عنها، من خوض الغزوات والحروب ونشر راية الإسلام في جميع دول العالم، إلا أنه كان يشارك زوجاته في أعمال المنزل، فقد أشارت أم المؤمنين السيدة عائشة رضي الله عنها: “أن النبي كان يكون في مهنة أهله، فإذا حضرت الصلاة خرج إلى الصلاة” ويقصد بذلك أن النبي كان يقوم بخدمة أهله إلى أن يأتي وقت الصلاة فيخرج إليها، لذا فيجب الاقتضاء بجميع الأفعال التي كان يقوم بها النبي الكريم.
اقرأ أيضًا: دور فقه الأسرة في بناء مجتمع مسلم سليم
إشباع حاجتها وعفافها
من الأمور الهامة التي يجب أن يتسم بها الرجل، فهي من صفات الزوج الصالح من الكتاب والسنة، ألا وهي إشباع حاجتها وإعفافها، وذلك من خلال إشباع شهواتها بالمعاشرة الزوجية، نظرًا لأن المرأة لديها شهوة جنسية كما هو الحال لدى الرجل، فلا يجب أن يتم الإغفال عن تلك النقطة، فقد نهى الله عز وجل عن قطيعة الزوجة أو هجرها، حتى وإن كان السبب في الهجر يرجع إلى عبادة الله.
فلابد من التودد لها وأن يعطيها جميع الحقوق الشرعية التي أباحها الله عز وجل، وذلك حفاظًا على كلًا منهما من الوقوع في الخطأ أو الفاحشة، أو ارتكاب المعصية والعياذ بالله.
الإنفاق عليها وتلبية مطالبها
الزوج هو رب الأسرة، فهو من يقوم بالإنفاق على جميع أفراد المنزل، بما فيهم الزوجة، حيث إن الأولوية لها ومن ثم للأبناء، لذا فيجب أن يوفر لها المسكن الملائم، وأن يقدم لها الطعام والشراب حسب الحالة المادية الخاصة به، وفي حالة أن الزوجة تملك الأموال وتحسب من الأثرياء، فلا يجوز له أن يأخذ من أموالها أو يقتر منها، فهي ملك للزوجة ولا يمكن أن تعطي للزوج منها إلا من خلال رضاها، وذلك طبقًا لقول الله تعالى: “لينفق ذو سعة من سعته ومن قدر عليه رزقه فلينفق مما أتاه الله، لا يكلف الله نفسًا إلا ما آتاها، سيجعل الله بعد عسر يسرا”.
ويقصد بالآية الكريمة أن الزوج يجب عليه أن ينفق على الزوجة بكامل الرضا، وذلك من خلال ما أعطاه الله له، لذا فيجب أن تراعي الزوجة ظروف زوجها وألا تطلب منه أكثر من طاقته، لكي يتم تجنب أي نوع من الخلافات الزوجية التي يمكن أن تطرأ على مثل تلك الحالات.
الاهتمام بأمر أهله على الصلاة
الصلاة هي عماد الدين ولا يمكن الإغفال عنها، لذا فعند اختيار شريك الحياة فيجب أن يكون مهتم بتأدية الصلاة على وقتها، ومن ثم فيقوم بأمر أهله ومن في ذويه لتأدية فروض الصلاة، فقد أمر الله عز وجل بضرورة أداء الصلاة والأمر بها، وذلك لكي يتم إصلاح المجتمع، نظرًا لأن الزوج هو رب الأسرة، فإن بداية الصلاح تكون من خلاله، لذا فيجب أن يأمر زوجته بأداء الصلاة، ويأمر أولاده، ويصبر عليهم، ويدعو إليهم بالهداية والصلاح وحب التقرب إلى الله، فقد كان سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنها، عند استيقاظه لأداء صلاة القيام، يوقظ جميع أهل بيته، ونحن نقتدي برسولنا الكريم وصحابته رضوان الله عليهم، لذا فمن صفات الزوج الصالح من الكتاب والسنة، أن يكون الزوج محافظًا على أداء الصلاة ولا يتهاون فيها.
اقرأ أيضًا: ما هي حقوق الزوج على زوجته
الصلاح والخلق الطيب
الخلق الطيب والسلوك الحسن هي أسمى الصفات التي يجب أن يتسم بها جميع البشر، ولا سيما الأزواج، حيث إنها أحد صفات الزوج الصالح من الكتاب والسنة، فقد حث الله عز وجل أن يكون الزوج على قدر من القيم والأخلاق والسلوك الحسن، حيث إن الطيبون للطيبات والخبيثون للخبيثات، فإن كنت على خلق ودين فسون تكون زوجتك مثلك تمامًا والعكس أيضًا صحيح، لذا فإن السلوك الحسن والصلاح من أهم الركائز التي يجب وضعها في الحسبان عند اختيار الزوج، الجدير بالذكر أن الزوج إن كان يتسم بحسن الخلق، فإنه سوف يتمكن من تربية الأبناء على الهداية والتقوى والالتزام.
الحب والمودة
من صفات الزوج الصالح من الكتاب والسنة، أن يكمن لزوجته الكثير من الحب والمودة والإخلاص لها، فيكون مغرمًا بجميع ما تقدمه له، ويتمكن من التعبير عن مشاعره إليها، فضلًا عن أنه يجب أن يتسم باللطف في التعامل معها مهما مر عليهم من سنوات وأعوام، تظل هي الأولى والأخيرة في نظره، ومن ثم فيجب أن تبادله الزوجة تلك الصفات، حتى تعم المدة والإخلاص والمودة فيما بين الطرفين، ومن ثم يصبح المنزل أكثر هدوءً واستقرارًا، يخلو من النزاعات والخلافات التي تتسبب في الكثير من المشكلات الزوجية.
اقرأ أيضًا: ما هي آداب العلاقة الزوجية؟
القيادة والإدارة
تعد القيادة والإدارة من صفات الزوج الصالح من الكتاب والسنة التي يجب أن يتحلى بها، فلابد أن يكون الزوج مسؤول بشكل كامل عن جميع احتياجات المنزل والأسرة، وأن يكون لديه القدرة على حل المشكلات واتخاذ أفضل الحلول الممكنة لانتهاج الخطوات الصحيحة نحو ما يحبه الله ورسوله، فهنا يكون لدينا نواة حقيقية يمكن تواجدها في المجتمع، تتمكن من توفير نشأ على خلق ودين وتقوى.
المثابرة والطموح
من الصفات الحميدة التي يجب أن يتحلى بها الزوج أن يكون على قدر من المثابرة والجد والاجتهاد، والسعي بشكل مستمر نحو تحقيق أهدافه، وهي من أهم صفات الزوج الصالح من الكتاب والسنة التي يجب أن يتسم بها، وهو ما حثنا الله عز وجل عليه، فقد أمرنا جميعًا بالسعي وكسب الرزق، والمداومة عليهم، وعدم الاستسلام للفشل.
التسامح والرحمة
واحدة من صفات الزوج الصالح من الكتاب والسنة، أن يكون على قدر من التسامح والرحمة، فإن كان لديه القدرة على مسامحة زوجته فيجب أن يقوم بذلك، ويعفو عنها، ومن ثم يكون رحيمًا ورؤوفًا بها، يحزن لحزنها ويفرح لفرحها، ويترك الخلافات والمشاحنات التي تؤثر على علاقتهم، الجدير بالذكر أن الزوجة أيضًا يجب أن تتسم بتلك الصفات حتى تسود المحبة والود، ويعم الهدوء والاستقرار في المنزل، ويتم تربية الأبناء على الصلاح والهداية.
إلى هنا نكون قد توصلنا معكم إلى نهاية المطاف، فقد تعرفنا معًا على أهم صفات الزوج الصالح من الكتاب والسنة، وذلك لتكوين أسرة مسلمة خالية من النزاعات والخلافات.