منهجية الاجتهاد في فقه الأسرة بين التيسير والتشدد
تعد منهجية الاجتهاد في فقه الأسرة بين التيسير والتشدد من الأمور الدينية الدارجة نحو السعي والوصول إلى الحقائق المثبتة، فقد من الله علينا ومنحنا دين الإسلام الحنيف، ليكون بمثابة شعاع النور لكل من ضل الطريق عن الوصول إلى الله، لذا فإن الإسلام لم يخلو من قاعدة فقهية أو اجتماعية إلا وقد أشار إلى قواعدها وأسسها، ومن هذا المنطلق فكانت أول تلك الأسس هي القواعد المتعلقة بأحكام الأسرة في الشريعة الإسلامية، وذلك تأسيسًا على أن الأسرة هي نواة المجتمع، واللبنة الرئيسية لصلاح أو ضلال العباد، وعليه فيقتضي بنا الأمر أن نشير إلى أهم الأحكام الفقهية التي رسخها الإسلام فيما يتعلق بأحكام الأسرة، وذلك تفصيلًا من خلال السطور القادمة.
منهجية الاجتهاد في فقه الأسرة بين التيسير والتشدد
أنعم الله علينا بنعمة الإسلام لكي يتجلى من خلاله طريق الهداية، لذا فكان الاجتهاد بين الأحكام الفقهية أمرًا سعى له التابعين وتابعيهم، وذلك للوصول للحقيقة، وكان الاجتهاد في شئون الأحكام المتعلقة بالأسرة، من أهم مبادئ الاجتهاد، نظرًا لأن الأسرة هي النواة الرئيسية في المجتمع، فقد بُنيت على أسس قوية بين ارتباط الرجل والمرأة، تندرج نحو المودة والرحمة والإحسان، وذلك من خلال وثيقة شرعية وهي الزواج، ومن ثم تربية الأبناء على أحكام الشريعة الإسلامية، حتى يتمكنوا من الخوض في تجارب الحياة دون أن يلتفتوا للمغريات.
ومن هذا المنطلق فإن الأسرة تمتد لتشمل الآباء والأبناء وكل من على مقربةً منهم، فلكل فرد حقوقه وواجباته التي حثها عليه الإسلام، لذا فإن انتهاج الشريعة الإسلامية فيما يتعلق بأحكام الأسرة كان له دورًا بارزًا لصلاح المجتمع وهدايته.
دور أحكام الفقه الإسلامي لتعزيز مكانة الأسرة
كانت منهجية الاجتهاد في فقه الأسرة بين التيسير والتشدد لها دورًا هامًا لتعزيز مكانة الأسرة في المجتمع، وذلك من خلال الأحكام والقواعد اللازمة لبناء أسرة مسلمة قوية، لذا فهناك بعض القواعد الأساسية التي أشارت لها أحكام الفقه والشريعة في الإسلام للرفع من مكانة الأسرة ورقيها، ويتمثل هذا الدور من خلال ما يلي:
تابع المزيد: ما هي أحكام قضاء الفدية في الشريعة
ترسيخ الأسس السامية بين أفراد الأسرة
من أهم أشكال منهجية الاجتهاد في فقه الأسرة بين التيسير والتشدد، هو ترسيخ القيم والأخلاق والمبادئ السامية فيما بين أفراد الأسرة، وذلك من خلال الرابطة الأسرية بين الزوج والزوجة والأبناء، وهي علاقة قائمة على الود والرحمة والمودة والإحسان وغيرهم من الأمور التي حث عليها الإسلام لتعزيز الرابطة الأسرية بين الأفراد وبعضهم، حيث يسعى ولى الأمر سواء كان الأب أو الأم أو كليهما، في تحسين سلوك الأبناء وتعزيز الأس السامية فيما بينهم، لذا فإن الأسرة هي الموجه الرئيسي للأبناء داخل المجتمع.
ضمان النشأة السوية
سبقت الإشارة بأن أحكام الشريعة الإسلامية تلعب دورًا هامًا في تعزيز مكانة الأسرة والارتقاء بها، فإن صلح حال الأسرة صلح الأبناء ومن ثم المجتمع، وإن فسدت يفسد الأبناء ويعود الفساد بصورة كاملة على المجتمع، لذا فإن الاجتهاد في أحكام الشريعة الإسلامية ساهم في ضمان النشأة السوية بين الأبناء والأفراد في المجتمع، وذلك من خلال المساواة بين جميع الأفراد، لا فرق بين عربيًا وأعجميًا إلا بالتقوى والإيمان.
في ختام المقال نكون قد توصلنا معكم إلى منهجية الاجتهاد في فقه الأسرة بين التيسير والتشدد وكيف كان لأحكام الفقه الإسلامي الدور الأمثل في بناء حياة أسرية قائمة على المودة والرحمة والإحسان فيما بين أفراد الأسرة وبعضهم البعض، وأن الأسرة هي نواة الرئيسية لصلاح المجتمع بأكمله.