عندما نتحدث عن المخالفات الشرعية في صيام رمضان يجب أن نتعرف على أهم أحكام قضاء الفدية التي يجب على كل مسلم ومسلمة أن يكون على معرفة بها حتى لا يقع في المخالفة الشرعية، ويوجد الكثير من الأحكام التي تشتمل على مجموعة من التفاصيل تختلف باختلاف السبب وراء الإفطار في نهار رمضان، كما تختلف باختلاف الشخص نفسه الذي يفطر.
إن شعائر صيام رمضان هي شعائر نورانية مليئة بالكثير من رحمة الله عز وجل، لذلك سنتعرف اليوم على أحكام الفدية بالتفصيل من خلال المقال التالي.
أحكام قضاء الفدية للحامل والمرضع
قد ذهب بعض فقهاء الدين إلى أن المرأة المرضع وأيضا الحامل لا يجوز لها القضاء بالصوم، ولكن عليها إخراج الفدية وهي أن تقوم بإطعام مسكين عن كل يوم لم تقم بالصيام فيه من أوسط الطعام الذي تأكله، حيث أن فترة الرضاعة طويلة تصل إلى عامين كاملين، وبالتالي فقد يأتي أكثر من رمضان عليها وهي مفطرة، كما أن هذه المرأة قد تكون عرضة لأن تحمل مرة أخرى أثناء هذه الفترة فتطول فترة إفطارها، لذلك يكون مكروها ألا تقضي كل هذه الفترة وقد يصعب عليها القضاء لأن الحمل أيضا يتبعه ولادة ونفاس وإرضاع.
اقرأ أيضًا: ما هو حكم صيام المسافر
أحكام من أفطر عن عمد
قد يكون المسلم أفطر في نهار بعض أيام رمضان لعذر قهري منعه عن الصوم، لذلك فقد أجاز له الله عز وجل القضاء، أما الشخص الذي يقوم بالإفطار عمدًا بدون أي عذر يدفعه لذلك فإنه يعتبر آثم ومرتكب لذنب عظيم عليه أن يتحلل منه بالقضاء والكفارة معا.
وقد أجمع علماء الدين على أن أن من يرتكب هذه المعصية أن يقوم بقضاء كل الأيام التي افطرها من قبل كما أن عليه أن يقوم بتطبيق أحكام قضاء الفدية وهي أن يطعم 60 مسكينا من أوسط الطعام الذي اعتاد أن يتناوله في بيته، بالإضافة إلى ذلك فإن الشخص عليه أن يتوب عن هذا الذنب توبة نصوح ويتعهد أمام الله عز وجل أنه لن يعود لارتكاب هذا الذنب بعد ذلك أبدا وهي نيته صادقة خالصة لوجه الله.
حكم تأخير قضاء رمضان
ذكرنا أن هناك بعض أحكام قضاء الفدية التي تجب على المسلم الذي لم يصم رمضان أو بعض أيامه عمدا أو بسبب وجود عذر، والآن نتحدث عن أحكام تأخير هذا القضاء حيث أنه يجب على كل من أفطر رمضان أو بعض أيامه أن يقوم بالقضاء أو دفع الفدية قبل أن يأتي رمضان الذي يليه، ومن المستحب أن يقوم بالتعجيل في القضاء لا التأخير، فما من أحد بضامن أجله.
ولكن هناك حكم شرعي على من قام بتأخير قضاء رمضان إلى أن دخل عليه رمضان الذي يليه وذلك وفقا لحالتين:
الحالة الأولى أن يكون تأخير الصوم بسبب وجود عذر شرعي تسبب في عدم قدرته على القضاء مثل تعرضه للمرض، وهنا فهو ليس عليه القضاء.
أما الحالة الثانية أن يكون تأخير قضاء رمضان بسبب عدم وجود أي عذر شرعي يمنعه من ذلك فهو آثم بهذا التأخير واتفق جميع فقهاء الدين التابعين للأئمة الأربعة على أن هذا الشخص وجب عليه القضاء لكل يوم أفطره مع وجوب التوبة من هذا الإثم، كما قد ذهب بعض العلماء إلى أن الشخص عليه أن يقوم بدفع فدية عن كل يوم لم يقم بصيامه وهو إطعام مسكين
اقرأ أيضًا: ما هي سنن الحج ومستحباته
ما هي حالات القضاء عن الإفطار؟
هناك بعض الحالات فقط التي يتم فيها القضاء عن عدم صيام أيام في رمضان، وليس على كل من أفطر القضاء وبالتالي لا تنطبق على هذه الحالات أي من أحكام قضاء الفدية، وهذه الحالات التي يجب عليها تطبيق القضاء هي:
- الأشخاص من المرضى الذين يفطرون لعذر قهري مثل المرض، وأيضا المسافرين.
- المرأة المرضع والحامل والنساء في فترة النفاس والحيض.
الفرق بين الكفارة والقضاء في الصيام
قد يختلط الأمر على البعض ولا يستطيعون التفريق بين كفارة الصيام وكفارة الصيام، بل إن البعض يظن أحيانا أن كلاهما شيء واحد، ولكن في الحقيقة لمنع الاختلاط في الأمر وجب توضيح الفرق بينهما كما يلي:
كفارة الصيام يقصد بها الكفارة التي قد شرعها الله عز وجل ويكون الغرض منها أن يتوب العبد لربه عن هذا الذنب العظيم فيكون أحكام قضاء الفدية في هذه الحالة هو قضاء الأيام التي لم يقم بصيامها بالإضافة إلى قيامه بدفع قيمة الفدية وهي إطعام 60 مسكينا من أوسط طعام البيت الذي يأكل منه وهذا المبلغ قد قام العلماء بتقديره بأن قيمته حوالي 120 دولار.
أم قضاء الصيام فيختلف في أن المسلم الذي أفطر بعذر شرعي وليس عن عمد يقوم بقضاء ما أفطر من أيام رمضان إذا كان هذا العذر قد زال، وهي أن تكون مريضا فتعافيت وزال عنك السبب في الإفطار.
حالات العجز عن الصيام
هناك بعض الحالات التي يحدث فيها أن يفطر المسلم ولكن لا تجب عليه أي من أحكام قضاء الفدية، وهذه الحالات تتمثل فيما يلي:
- أن يعجز الشخص عن إكمال صيامه بسبب الجوع الشديد والوهن في الجسم أو العطش الزائد مع الحر الشديد ما يسبب أضرارا صحية على الشخص، ومت تواجدت هذه الظروف فإن هذا الشخص تسقط عنه الفدية ويكون له رخصة الإفطار لحين زوال هذه الأسباب ويتمكن من القضاء.
- إذا كان الشخص قد تعرض لعرض ألزمه عدم الصيام مثل الحمل أو حالات كبار السن الذين يشرعون بالفعل في الصوم ولكنهم لا يستطيعون إكمال صومهم بسبب ما يتعرضون له من وهن شديد، لذا فإنه لا فدية عليهم.
مقدار الفدية وطريقة دفعها
أحكام قضاء الفدية هي أن يقوم الشخص بدفع قيمة الفدية عن كل يوم لا يستطيع أن يصومه فيكون البديل أن يقوم بدفع مبلغ الفدية وقد كان هناك أكثر من قول في ذلك، فالقول الأول أنه تكون قيمة الفدية هي مد من الطعام أي بقدر ما يملأ كفي اليدين مبسوطتين من غير قبضهما وذلك لكل مسكين واحد من الستين مسكينا.
أما القول الآخر فيكون مقدار الفدية المقدمة هو نصف صاع من الطعام، ومقدار الصاع يقدر بأربعة أضعاف من مد اليدين أي ما يكون قيمته حوالي 2 كجم عن كل مسكين يقوم بإطعامه.
أحكام الفدية عند المالكية
من المعروف أن مذاهب الأئمة تختلف في بعض الأحكام، وقد جاءت أحكام قضاء الفدية في مذهب الإمام مالك بثلاثة أحكام، أولهما أنه من المفضل أن يتم دفع الفدية عن كبار السن، لأنهم لا يستطيعون صيام الشهر ولا يتوقع قدرتهم على القضاء فيكون الأيسر هو الفدية.
أما القول الثاني أنه لا يجب دفع الفدية لمن لا يقدر عليها،والثالث أن الفدية تكون بمقدار مد من الطعام وليس أكثر
بهذا نكون قد تعرفنا على أحكام قضاء الفدية والحالات التي تجب فيها مع حالات القضاء فقط.