إن سنن صلاة العيدين هي عبارة عن مجموعة من الأمور التي كان يقوم بها رسول الله محمد ( عليه أفضل الصلاة والسلام) والتي يتبعها باقي المسلمين، حيث تعد صلاة العيد من الطقوس الدينية المميزة التي يحرص المسلمون على أدائها بفرح وانتماء، تعتبر هذه الصلاة فرصة للتجمع الديني والاحتفال بالمناسبات الدينية الكبرى والتي منها عيدي الفطر والأضحى.
أحد السنن المهمة قبل صلاة العيد استعداد المسلمين بشكل جيد من خلال تنظيف أنفسهم وارتداء الملابس النظيفة والطيبة، كما أنه لابد أن يكون القلب مستعد للانصراف والتحضير للعيد وأيضًا الخشوع في الصلاة، ومن خلال هذا المقال سوف نتعرف على ما هي سنن صلاة العيد.
سنن صلاة العيدين
صلاة العيد في الإسلام تمثل مناسبة دينية مهمة يحتفل بها المسلمون بفرحة العيد سواء كان ذلك عيد الفطر أو عيد الأضحى، حيث تعتبر هذه الصلاة فرصة للتجمع والاجتماع الديني، ويلتقي المسلمون من أجل تأدية صلاة جماعية التي تعبر عن شكرهم وامتنانهم لله سبحانه وتعالى على نعمه وبركاته، ومن أهم سنن صلاة العيدين هي التالي:
الاغتسال من قبل الخروج للصلاة
يعد الاغتسال قبل الخروج للصلاة من سنن صلاة العيدين المستحبة في الإسلام، ويروى عن عبد الله بن عمر (رضي الله عنه) أنه كان يغتسل من قبل صلاة العيد وهو ما تم ذكر ذلك في كتاب الموطأ، كما أن هذا العمل يعكس التحضير الروحي والجسدي الذي ينبغي أن يكون للمسلم من قبل أداء هذه الصلاة المهمة.
النووي (رحمه الله) قد أشار إلى اتفاق العلماء على استحباب القيام بالاغتسال لصلاة العيد، مؤكد أن الغسل قبل الذهاب إلى الصلاة هو الذي يعزز من التطهير الجسدي والروحي للفرد، كما أنه يساهم في إظهار الأناقة والنظافة أمام الله والمجتمع.
اقرأ أيضًا: ما هو فضل صيام يوم عرفة وسبب تسميته بهذا الاسم
الإفطار بعد صلاة عيد الأضحى وقبل صلاة عيد الفطر
من سنن صلاة العيدين أنه قبل الخروج لأداء صلاة عيد الفطر يجب أن يتناول المسلم تمرات وهو ما قد رواه البخاري عن أنس بن مالك، حيث كان النبي (صلى الله عليه وسلم) لا يقوم بالمغادر لصلاة العيد حتى يأكل تمرات، وكان يتناولها في عدد فردي، هذا الفعل يعتبر استجابة للانتهاء من الصوم في يوم عيد الفطر وبداية الفرح بالعيد.
أما في عيد الأضحى فإن السنة المستحبة هي أن يؤخر المسلم الأكل حتى يعود من صلاة العيد، ومن ثم يأكل من لحم الأضحية إن كان قد ذبحها، مع العلم أنه ليس بالضرورة أن يكون لديه أضحية خاصة به.
التكبير في العيد
إن التكبير في يوم العيد هو من سنن صلاة العيدين في الإسلام، وهذا يرجع إلى قول الله ( سبحانه و تعالى) في سورة البقرة والتي تنص على التالي “ولتكملوا العدة ولتكبروا الله على ما هداكم ولعلكم تشكرون”، حيث يعتبر تكبير العيد من خلال رفع الأصوات بتسبيحات وتهليلات لله، تعبير عن مدى شكر المسلمين وامتنانهم لنعمة العيد وهداية الله لهم.
السلف الصالح كانوا يعملون بصورة مستمرة على التكبير في أيام العيد، وقد ذكرعبد الله بن عمر كان يبدأ في التكبير عند القيام بخروجه لتأديه صلاة العيد حتى يصل إلى المصلى، فقد كانت تلك العادة متبعة ما بين الصحابة والتابعين، حيث كانوا يتبادلون التكبيرات وأيضاً يقوموا بالتعبير عن مدى فرحتهم بالعيد بتسابيح الله.
كانت التكبيرات تظل مستمرة حتى يأتي الإمام ليبدء الصلاة، ويستمر التكبير حتى ينتهي الإمام من الصلاة، هذا العمل يعكس الترتيب والانضباط في أداء الشعائر الدينية وكيفية الاحتفال الجماعي بالعيد في أجواء من الفرحة والمحبة بين المسلمين.
التهنئة
من سنن صلاة العيدين الجميلة والمستحبة التهنئة ما بين المسلمين باستخدام العبارات اللطيفة والمباركة والتي منها (تقبل الله منا ومنكم) و(عيد سعيد) و(عيد مبارك) والعديد من عبارات التهنئة المحببة، كما يعود هذا الأمر إلى الصحابة، حيث كانوا يقومون بتبادل التهاني والتبريكات عندما يلتقون بعضهم البعض في يوم العيد، وهذا ما قد رواه جبير بن نفير بناء على حديث صحيح.
العلماء اتفقوا على هذا الأمر، حيث أن الإمام أحمد والعديد من العلماء يؤكدون على مشروعية التهنئة أثناء المناسبات الدينية والاجتماعية، كما أن الصحابة كانوا يهنئون بعضهم البعض في حالة حصول أمور تسرهم والتي منها توبة شخص أو حدوث أي حدث سار.
إن التهنئة في يوم العيد تعتبر من فضائل الأخلاق وهي التي تعمل على تعزيز الروابط الاجتماعية الإيجابية ما بين أفراد المجتمع الإسلامي، لذلك إذا قام أحد بتهنئتك بالعيد فمن الضروري أن تقوم بالرد على تلك التهنئة، وإن لم يهنئك فالأفضل الصمت، وهو ما أكده الإمام أحمد (رحمه الله عليه).
التجمل للعيدين
يأتي ذلك بناء على تعاليم النبي محمد (صلى الله عليه وسلم) وسننه الشريفة، حيث أن عبد الله بن عمر (رضي الله عنه) قد أفاد بأن عمر بن الخطاب قد اقتنى جبة من إستبرق، وأتى بها إلى النبي (صلى الله عليه وسلم) وكان يرغب في أن يتجمل بها في أيام العيد وإلى دخول الوفود و لكن النبي (صلى الله عليه وسلم) قد منعه من ذلك من خلال قوله إن هذا النوع من الثياب لا يليق بالمسلمين.
مع ذلك كان النبي (صلى الله عليه وسلم) يرتدي جبة خاصة به في أيام العيدين ويوم الجمعة، كما روى جابر (رضي الله عنه)، وقد نصح النبي (صلى الله عليه وسلم) الرجال أن يرتدوا أجمل ثيابهم عند الخروج لأداء صلاة العيد، وهو ما يعكس حسن التأهب من أجل الاحتفال بهذه المناسبة الدينية.
أما النساء فقد تم نهيهن عن القيام بالتجمل وإظهار الزينة أمام الرجال الأجانب وذلك من أجل تجنب إثارة الفتنة، كما حرم عليهن استخدام الطيبات أو التعرض للزينة عند خروجهن إلى الصلاة مؤكدًا على أنهن يخرجن للصلاة والعبادة فقط.
اقرأ أيضًا: أهم أحكام الطواف للمرأة
أهمية اتباع سنن صلاة العيدين
تتضح أهمية اتباع سنن صلاة العيدين في أنها تعكس مظاهر العبادة والطاعة والاحتفال الديني بطريقة تساعد على تعزيز الروابط الاجتماعية في المجتمع الإسلامي، وتتضح أهميتها في التالي:
- تنفيذ سنن العيدين هو الذي يعبر عن الطاعة لأمر الله ورسوله، إذ إن النبي محمد (صلى الله عليه وسلم ) قد وصفها بأنها من أعظم السنن في تلك الأيام المباركة.
- يعكس اتباع سنن العيدين الفرحة والاحتفال بالعبادة والتقرب إلى الله في تلك المناسبة الدينية المميزة.
- يجمع العيد المسلمين من كل الثقافات والخلفيات في صلاة واحدة، وهو ما يعزز من الوحدة الإسلامية ويزيد من التعاطف المجتمعي.
- يساهم اتباع سنن العيدين في تعليم الأجيال الجديدة عن كل القيم والتقاليد الإسلامية، وهو ما يعزز لديهم الانتماء والتقدير لما قد تحمله هذه المناسبة.
في ختام مقالنا قد تحدثنا عن سنن صلاة العيدين هي التي توضح مدى أهمية الاحتفال بالأعياد للمسلمين، حيث أن اتباعها يساعد في الحفاظ على الهوية الإسلامية ويزيد من التمسك بالتقاليد والعادات الدينية التي تميز الإسلام.