دور العائلة في تعزيز قيم العيد
دور العائلة في تعزيز قيم العيد وتوطيد صلة الرحم بين الأهل والأقارب، فالعيد هو الموسم الرسمي الذي تبرز فيه هويتنا الإسلامية لإظهار الكثير من أشكال البهجة والسرور على جميع أنحاء الوطن العربي، وأهم ما تتميز به الأعياد هو لم الشمل بين الأهل والأقارب في ظل الزيارات العائلية التي تملؤها الفرحة والسعادة، حيث أن العيد يبعث أجواء الحب والألفة فيما بين الأفراد وبعضهم، وهنا يأتي دور العائلة في ترسيخ أهم المبادئ التي تقوم عليها بهجة العيد.
دور العائلة في تعزيز قيم العيد
يقع على العائلة مسؤولية كبيرة في إبراز قيم ومبادئ العيد وتحديدا لدى الأطفال الصغار، لذلك يجب وضع أهم الأسس والمبادئ التي تساهم في التعرف على عادات وتقاليد الأعياد لدى الأطفال، حيث يقع هذا الأمر على عاتق الأب والأم والأخوة الكبار، وذلك من خلال نصح الأطفال وتعريفهم بأهم قيم العيد، وبناءً عليه سوف نقدم لكم هذا الدور من خلال ما يلي:
التحفيز على الترابط الأسري
في الضوء التعرف على دور العائلة في تعزيز قيم العيد، فإن من أهم هذه الأدوار تعزيز الترابط الأسري والعائلي، فيجب أن يتم ترسيخ هذا المبدأ لدى عقل الأطفال، حتى ينشأ الطفل وهو يعرف قيمة الأسرة وأهميتها لدى الفرد والمجتمع، فيتم تعزيز هذا الأمر من خلال التجمعات العائلية التي يحضرها جميع الأهل والأقارب، فهنا سوف يربط الطفل بين أن هذا التجمع مرتبط ومتصل بوجود العيد، وهو الهدف الأسمى المراد توصيله إلى الطفل.
يمكن أيضًا أن يساهم الطفل في صنع أطباق الحلويات الخاصة بالعيد، مما يساهم في تعزيز روح التعاون والمشاركة لديه، مثل أن يقوم بصنع المخبوزات والكعك أو عمل الشاي والمشروبات، الأمر الذي من شأنه يساعد في تقوية الصلة بين الطفل وبين قيم العيد، بالإضافة إلى التزويد بالأنشطة والألعاب التي تساعده في تنمية مهاراته العملية والفكرية واستكشاف ما بداخله من مواهب.
التعاون وتعزيز روح المشاركة
يمكن إبراز دور العائلة في تعزيز قيم العيد من خلال التعاون والمشاركة، حتى ينشأ الطفل على حب مساعدة الغير وتحمل المسئولية، وذلك يمكن أن يتم من خلال استقبال الزائرين في أيام العيد واستضافتهم بشكل مناسب يليق بمظاهر وأجواء العيد، الأمر الذي من شأنه أن يساهم في تعزيز المسئولية لدى الأبناء والإقدام على المشاركة في الحياة الأسرية.
احترام الضيف
نستكمل معكم الحديث حول دور العائلة في تعزيز قيم العيد، لابد أن يكون من أولويات العائلة في تعزيز قيم العيد أن ترسخ مبدأ احترام الضيف واستضافته بأفضل الوسائل، من خلال الترحيب وتقديم واجب الضيافة والمناقشة معهم بصورة سليمة، الأمر الذي يساهم في تشكيل شخصية الأبناء وتحفيز الحالة الاجتماعية لديهم، فإن حسن استقبال الضيف سوف يساعد الأبناء على البعد من القلق والتوتر والتحدث بصورة جيدة والتعرف على أساليب النقاش والحوار الصحيحة.
تنمية العطاء والعطف على الآخرين
في إطار الحديث عن دور العائلة في تعزيز قيم العيد، فإن الإحساس بالآخرين والعطف عليهم من أكثر المبادئ والثوابت التي يجب أن تقدمها العائلة لأبنائها، ويعد حلول العيد فرصة هائلة حتى يتفهم الأبناء هذا الجانب، وذلك يتم من خلال مشاركة الأبناء في زكاة الفطر، والتحدث معهم عن مدى أهميتها وأنها فريضة قد فرضها الله على المسلمين، فيمكن أن يقوم الطفل بتجميع بعض من مصروفه الشخصي ليشاركه في إيتاء الزكاة.
من القيم التي يأتي بها العيد أيضًا، هي مساعدة الضعفاء والفقراء والتصدق، فيمكن للأطفال أن تشارك الثياب لغيرها من الأطفال الغير قادرين على الشراء، فهي من أجمل العادات التي يمكن أن ينشأ عليها الأبناء وتظل رفيقة لهم طيلة الحياة.
المعنى المعنوي العيديه
في ضوء التعرف على دور العائلة في تعزيز قيم العيد، فإن العيدية لها الأثر المعنوي على الأبناء التي يجب على الأسرة أن تبرز هذا الدور، فيمكن أن يتم تشجيع الطفل على مشاركة جزء من العيدية كنوع من أنواع الصدقات، الأمر الذي يغرس في الطفل الشعور بالآخرين وحب الغير والعطف عليهم، يمكن أيضًا توجيه الطفل ناحية ادخار جزء من العيدية أو استثماره في أمر مفيد.
بناءً عليه فإن العيدية تشعر الأبناء بأن لهم مكانة خاصة لدى عائلتهم، ما يزيد من عامل الثقة بالنفس وتقوية الشخصية الاجتماعية والنفسية، فهي عادة حميدة يمكن أن تظل مع الأطفال إلى حين أن يصبحوا أباء وأجداد.
ملابس العيد
نتابع معكم دور العائلة في تعزيز قيم العيد، حيث إن اختيار ملابس العيد للأبناء من القيم الهامة التي يجب أن تعززها العائلة، فهي تساهم في حرية الاختيار لدى الطفل من حيث اللون المفضل له والملابس المناسبة له، مما يساعد في تقوية شخصية الطفل وزيادة ثقته في الآخرين، ولكن جدير بالذكر أن يفهم الطفل أن أراء أبويه هو أمر مهم للمساعدة في شراء الملابس، وذلك من خلال تقديم بعض النصائح والإرشادات الصحيحة التي تساعده على اختيار ما يناسبه.
يجب أيضًا أن يعرف الطفل بأن الملابس التي لا يحتاج إليها يمكنه أن يتبرع بها إلى من يحتاجون إليها، وذلك بشأن تعزيز روح المشاركة وحب الغير ومساعدة الآخرين.
تعزيز الجانب الديني
لابد أن يشعر الأبناء بفرحة العيد وبهجته وإضفاء السعادة على كل الجوانب الروحانية، أما فيما يخص النازع الديني فيجب اصطحاب الطفل لصلاة العيد، والذهاب إلى الزيارات العائلية لتوطيد صلة الرحم، وتعزيز روح المشاركة التي سبق الإشارة إليها حتى يتعرف على أسس التصدق على الآخرين، الأمر الذي يساعد على تحسين سلوكيات الطفل وزيادة الثقة بالنفس والتقرب إلى الله سبحانه وتعالى.
الشعور بالبهجة والحرية
يعد أهم المميزات التي تتميز بها الأعياد هي الشعور بالبهجة والفرحة التي تسود على الجميع من حيث الكبر والصغير، لذا فلابد أن يحظى الطفل بجو الفرحة والبهجة المختلفة في الأعياد عن باقي الأيام الأخرى، ويمكن أن يتم الأمر من خلال شراء الألعاب والذهاب إلى المتنزهات والحدائق.
يجب أيضًا أن يشعر الطفل أن السعادة في الأعياد لا تقتصر فقط على شراء الألعاب والملابس الجديدة والتنزه خارج المنزل، إنما الأمر يتعلق بالجانب المعنوي الذي ترسخه العائلة، وذلك عن طريق أن يعرف الطفل بأنه محور اهتمام لدى أسرته وأنه يحظى منهم بكامل الاهتمام والعطاء.
تابع المزيد: أهم أحكام وشروط صلاة العيدين
تنظيم الألعاب الفنية
بصدد الحديث عن دور العائلة في تعزيز قيم العيد، فإن تنظيم الألعاب والمهارات التي تزيد من مداخل الإدراك والفهم لدى الأطفال تعد من القيم السامية التي يمكن للأسرة القيام بها، وذلك من خلال تنظيم حفلات الرسم والتلوين، ومسابقات الجري، واللعب بالكرة ، والقفز على الأحبال وغيرها من الألعاب التقليدية التي تساهم في تنمية مهارات الطفل.
بلا شك أن دور العائلة في تعزيز قيم العيد هام للغاية حيث تعد العائلة هي النواة الرئيسية التي يقوم عليها المجتمع، فإن كانت صالحة يصبح المجتمع صالح وإن فسدت فسد المجتمع، لذا فإن العائلة يقع على عاتقها مسؤولية ترسيخ المبادئ والقيم الحميدة لدى الأبناء، والأعياد هي أفضل الفرص لتقديم القيم والمبادئ لدى الأبناء.