فقه العبادات

فضل التكبير في صلاة العيد وأحكامه

ما هو فضل التكبير في صلاة العيد وأحكامه؟ حيث تعتبر هذه التساؤلات من الأمور التي سوف تكشف الستار عن أحد أسرار سنن عيد الأضحى والتي لا يعرفها الكثير من الأشخاص، ففي العادة تشغل صيغة تكبيرات العيد تفكير كافة المسلمين، وعلى الرغم من أن المساجد تصدح بتكبيرات العيد إلا أنه يوجد من الأشخاص من يستهينون بتلك السنة النبوية الشريفة والعظيمة.

ومن خلال مقالنا هذا سوف نتعرف على أهمية معرفة فضل تكبيرات العيد وأحكامه، حيث أن رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم حثنا على إحياء سنة تكبيرات العيد في عيد الأضحى والفطر أيضًا.

فضل التكبير في صلاة العيد وأحكامه

التكبير في صلاة العيد وأحكامه
التكبير في صلاة العيد وأحكامه

إن الحكمة من التكبير في عيد الأضحى وعيد الفطر تتمثل في المقصود من ذكر الله سبحانه وتكبيره، وهو إحياء عظمة الله سبحانه وتعالى في القلوب، لكي تتوجه جميعها إلى الله وحده، وبهذا سوف تقبل على طاعة الله وتحبه، وتتوكل عليه دون سواه، فإنه الله الكبير العظيم، وهو الله الملك الذي كل من سواه يكون عبيد له.

إن عرف العبد هذه المعاني، أقبل على الله سبحانه وتعالى، وامتثل لكل أوامره، ويبتعد عن ما نهى عنه، وكثر لسانه أكثر بذكر الله وحمده والتكبير، وتحركت كل جوارحه لعبادة الله بالمحبة والتعظيم والانكسار.

قد ورد أن تكرار التكبير في عيد الأضحى والفطر أيضاً له فضل أثر إيماني كبير جداً في حياة المسلم ونفسه، حيث أنه بذلك يجدد عهد الإيمان، كما أنه يقوي ميثاقه الغليظ، إضافة إلى أنه يزيد تعلقة بربه العلي، وبالتكبير سوف تطمئن نفس المسلم عند اضطرابها، وسوف يسكن قلبه عند حيرته، وتنام عينه إن سهرت وجفاها النوم، فإن حرص المسلم على التكبير، كان لهذا أثر طيب جداً على صلته بربه، وخضوعه لجلالته وعظمته.

أحكام التكبير في عيد الأضحى

في سياق الحديث عن فضل التكبير في صلاة العيد وأحكامه، سوف نتعرف على وقت صلاة العيد، حيث أن المسلمين يحرصون على التكبير من قبل أداء صلاة عيد الأضحى، وهي التي تبدأ بعد صلاة الفجر من يوم عرفة، وقد يبدأ التكبير في المساجد والساحات من قبل صلاة عيد الأضحى بعشر دقائق.

التكبير يستمر بعد كل صلاة إلى أن تغيب الشمس في يوم الثالث عشر من أيام التشريق، وبعد ذلك ينقطع التكبير، كما أن أن تكبيرات عيد الأضحى تكون نوعان، حيث يوجد تكبير مطلق، وتكبير مقيد:

التكبير المطلق(فضل التكبير في صلاة العيد وأحكامه)

يجوز أن يبدأ التكبير المطلق من أول شهر ذي الحجة حتى أيام العيد، حيث أنه يجوز التكبير في الأسواق وفي الطرقات.

التكبير المقيد

إن التكبير المقيد هو ما يكون بعد الصلوات الفرائض، وخصوصًا إن أديت الصلاة في جماعة، كما يشترط أغلب الفقهاء.

إضافة إلى أنه في مصلى العيد، وفي الطريق إلى صلاة العيد، وفي الجلوس في الصلاة، يجب على المسلم أن يكبر ولا يجلس صامت، وذلك سواء كان في عيد الفطر، أو في عيد الأضحى لأن ذلك اليوم يجب أن يظهر فيه شعائر الإسلام.

كما يرى الحنفية أنه يلزم على الرجال والنساء التكبير في أيام التشريق على الأصح مرة، وإذا زادت عليها يكون فضلاً منه، كما يؤدى جماعة أو منفرد، ويكون التكبير للرجال في الجهر، والمرأة تخافت في التكبير، أما بالنسبة إلى المالكية فيندب عندهم التكبير، للفرج وللجماعة.

والحنابلة يكون عندهم الجهر في التكبير سنة في حق الرجال فحسب، أما بالنسبة للنساء فيشترط عليهم عدم الجهر.

ما هي تكبيرات العيد

التكبير في صلاة العيد وأحكامه
التكبير في صلاة العيد وأحكامه

بعد ما تعرفنا على فضل التكبير في صلاة العيد وأحكامه، سوف نتعرف على المقصود بتكبيرات العيد، حيث أن التكبير يعني التعظيم، والمقصود به في تكبيرات العيد هو تعظيم الله سبحانه وتعالى، وإثبات أن العظمة لله سبحانه وتعالى في كلمة (الله أكبر) وهي كناية عن الوحدانية الألوهية، وذلك لأن التفضيل يجب فيه النقصان من العداه.

قد تم شروع التكبير في الصلاة لكي يتم إبطال السجود لغير الله، كما شرع التكبير عند نحر البدن في الحج لكي يتم إبطال ما كانوا يتقربون به إلى أصنامهم، وأيضًا شرع التكبير عند الانتهاء من الصيام إشارة إلى أن الله سبحانه وتعالى يتم عبادته بالصوم، ومن أجل هذا جائت السنة بأن المسلمون يكبرون عند الخروج إلى صلاة العيد كما يقوم الإمام بالتكبير في خطبة العيد.

تكبيرات العيد

يعتبر التكبير من شعائر الإسلام التي يجب فعلها، حيث أن الله سبحانه وتعالى حث على فعله في آيات عديدة في كتابه الكريم مثل قوله: (وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ)، وأيضاً قوله الله تعالى-: (وَاذْكُرُوا اللَّهَ فِي أَيَّامٍ مَعْدُودَاتٍ)، وإن التكبير يعرف بأنه تعظيم الله بعبادته وتكبيره، وقد روي عن علي وعُمر وابن مسعود رضي الله عنهما أن صيغة التكبير تكون بالقول التالي: (لله أكبر الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلّا الله الله أكبر الله أكبر ولله الحمد).

سنة صلاة العيد

بعد ما تعرفنا على فضل التكبير في صلاة العيد وأحكامه، سوف نتعرف الآن على سنة صلاة العيد، حيث أنه قد تم ثبوت أن صلاة العيد سنة مؤكدة، ولا يثبت أن لها سنة قبلها ولا سنة بعدها، كما ثبت عن ابن عباس رضي الله عنه قوله (خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم عيد، فقام بالصلاة ركعتين ولا يصلي قبلهما ولا بعدهما رواه الجماعة).

فلا يوجد صلاة قبل أو بعد صلاة العيد، إلا للأشخاص الذين دخلوا المسجد وجاءوا قبل الصلاة بوقت طويل فقوموا بصلاة ركعتين تحية المسجد.

ما هي حكمة التزين في العيدين

في سياق الحديث عن فضل التكبير في صلاة العيد وأحكامه، سوف نتعرف على حكم التزيين في العيد، حيث روى الشافعي والبغوي أن الرسول صلي الله عليه وسلم كان يلبس في كل عيد بردة من برود اليمن(عباءة).

كما روي عن الحسن أنه قال ( أمرنا نبي الله صلى الله عليه وسلم في العيدين أن نلبس أجود وأفضل ما عندنا، ويجب أن نتطيب بأفضل ما نجد وأن نضحي بأسمن ما نجد، وهذا لأن العيد مظهر الفرح، ويوجد فيه اجتماع للصلاة، ويجب أن يكون الإنسان في مثل تلك المناسبات على أفضل ما يكون من الرائحة الطيبة والنظافة والهيئة الحسنة.

فإن الحكمة من التزين في العيدين هي إظهار السرور والفرح، وتجنب الأذى عن الأشخاص بالرائحة الكريهة أو المنظر الغير حسن.

تابع المزيد: أهم أحكام وشروط صلاة العيدين

صلة الارحام في العيد

التكبير في صلاة العيد وأحكامه
التكبير في صلاة العيد وأحكامه

يجب أن تكون صلة الرحم في العيد وفي غيره، لكنها في العيد تكون ألزم، لأن النبي صلى الله عليه وسلم حث على صلة الأرحام في تلك الأيام العظيمة خصوصًا في العيدين بسبب أن تلك الأيام يدخل فيها السرور على الأرحام.

إضافة إلى أن صلة الرحم تطيل في الأجل وتزيد من الرزق كما أخبرنا الرسول صلى الله عليه وسلم، فلذلك هي مطلوبة جداً في كل الأيام، ولكنها في عيد الفطر وعيد الأضحى تكون ألزم.

إلى هنا نكون قد وصلنا إلى ختام مقالنا والذي من خلاله تم التحدث عن فضل التكبير في صلاة العيد وأحكامه.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى