كيفية صلاة العيدين عند المذاهب الأربعة
كيفية صلاة العيدين عند المذاهب الأربعة؟ وهل هي فرض أم مستحبة؟، حيث أن صلاة العيد تمثل بهجة وسرور لدى المسلمين في جميع الدول العالم، فهي سنة مؤكدة عن النبي صلى الله عليه وسلم، أمر بها كافة المسلمون من الرجال والأطفال والنساء حتى وإن كانت حائض، نظرًا لأنها تعزز النزعة الدينية بين المسلمين وبعضهم البعض، فضلًا عن إبراز روح الحب والسعادة بين الجميع، لذا فإن صلاة العيد أمرًا محبب لدى جميع المسلمين.
كيفية صلاة العيدين عند المذاهب الأربعة
انقسم المذاهب الفقهية حول صلاة العيدين، ويقصد هنا بالمذاهب الفقهية الأربعة: مذهب الإمام أبي حنيفة، مذهب الإمام مالك، مذهب الإمام الشافعي، مذهب الإمام أحمد بن حنبل، وبناءً عليه سوف نتعرف على آراء الفقهاء في أداء صلاة العيد، من خلال ما يلي:
أولًا المذهب الحنفي
في إطار التعرف على كيفية صلاة العيدين عند المذاهب الأربعة، فإن المذهب الحنفي هو أول المذاهب الفقهية وهو ينسب إلى الإمام أبي حنيفة النعمان.
حيث تبدأ الصلاة أولًا بعقد النية، بعدها يرفع المؤذن يديه ليلقي تكبيرة الإحرام، ثم يتبعها ثلاثة تكبيرات، ويفضل قراءة دعاء استفتاح الصلاة وهو (سبحان الله والحمد لله ولا اله إلا الله والله اكبر)، ثم البسملة ثم قراءة فاتحة الكتاب وسورة الأعلى، ثم تكبيرة الركوع، ثم السجود، وعند القيام لبدء الركعة الثانية يكبر ثلاثة تكبيرات بعد تكبيرة القيام من السجود، ثم البسملة، ثم قراءة فاتحة الكتاب ثم قراءة سورة الغاشية.
حكم صلاة العيدين في المذهب الحنفي
لا زال حديثنا قائم حول كيفية صلاة العيدين عند المذاهب الأربعة، حيث إن الحكم التكليفي للصلاة هنا واجبة، جدير بالذكر أن الحكم الواجب في مذهب الحنفية فهو بين الفريضة والسنة، والدليل قوله تعالى من سورة الكوثر الآية ٣( فصل لربك وانحر) وهنا يقصد بها صلاة عيد الأضحى، لأن النحر هو ذبح الذبيحة عقب الانتهاء من الصلاة، وأيضًا في قوله تعالى في سورة الأعلى الآية ١٤، ١٥ (قد أفلح من تزكى، وذكر اسم ربه فصلى) وهنا المقصود بالصلاة هي صلاة عيد الفطر.
ثانيًا المذهب المالكي
نستكمل معكم الحديث حول كيفية صلاة العيدين عند المذاهب الأربعة، فهنا يأتي المذهب المالكي، فقد أر هذا المذهب بأن صلاة العيدين تعد من السنن والنوافل وليست من الفروض، حيث يتم عقد نية الصلاة كما هو الحال في المذهب السابق، ثم تكبيرة الإحرام ويليها ستة تكبيرات مع رفع اليدين مثلما يفعل المؤذن، ثم يليها البسملة وقراءة فاتحة الكتاب، ثم قراءة سورة الأعلى، ثم الركوع والقيام منه وسجدتين.
بعد ذلك تبدأ الركعة الثانية، يتم التكبير فيها خمسة تكبيرات بعد تكبيرة القيام من الركعة الأولى، ثم البسملة، وقراءة الفاتحة، ويتبعها قراءة سورة الشمس، ثم الركوع والقيام منه والسجدتين، وفي حالة أن الإمام قد نسي أحد التكبيرات أخطأ في العدد، فيجوز له إلقاء التكبيرة في حالة أنه لم يتم الركوع، ولكن لا يجوز متابعة الإمام إذا زاد في التكبيرات أو قلل فيها عن عمد أو أجلها بعد القراءة.
حكم صلاة العيدين في المذهب المالكي
نحن بصدد كيفية صلاة العيدين عند المذاهب الأربعة، فإن الحكم التكليفي لصلاة العيدين في المذهب المالكي سنة مؤكدة، أي أنها ليست فريضة، إنما واظب النبي صلى الله عليه وسلم وتابعيه على أدائها، والدليل على أنها سنة أنها لم يثبت أنها فرض عين، وليس هناك دليل مؤكد أنها فرض كفاية.
ثالثًا المذهب الشافعي
في ضوء الحديث عن كيفية صلاة العيدين عند المذاهب الأربعة، فإن مذهب الإمام الشافعي أغر بأن صلاة العيد من النوافل وأنها أمر مستحب لدى النبي صلى الله عليه وسلم.
حيث يتم عقد نية الصلاة كما هو الحال في باقي المذاهب الأخرى، ثم رفع اليدين لتكبيرة الإحرام ويلحقها سبع تكبيرات، ثم البسملة وقراءة الفاتحة، ثم قراءة واحدة من هذه السور (الكافرون، الأعلى، ق)، ثم إتمام باقي الركعة كما هو الحال في أي صلاة بالركوع ثم السجود، ثم القيام لمتابعة الركعة الثانية، حيث يرفع الإمام يديه بتكبيرة الإحرام، ثم يليها خمس تكبيرات، ثم البسملة وقراءة سورة الفاتحة، ثم قراءة واحدة من هذه السور وهي (الإخلاص، القمر)، ثم استكمال الركعة بالركوع ثم السجود ثم التسليم.
في حالة وقوع شك لدى الإمام بأنه أخطأ في عدد التكبيرات، فإنه يعتمد على العدد الأقل، وتعتبر تكبيرات العيد الزائدة من السنن، أي أن نسيانها لا يلحق به سجود سجدتين السهو.
حكم صلاة العيدين في المذهب الشافعي
نستأنف الحديث حول كيفية صلاة العيدين عند المذاهب الأربعة، فإن الحكم التكليفي هنا أنها سنة مؤكدة على غير الحجاج، ويقصد هنا أن أداء صلاة عيد الأضحى ليست على الحجاج، نظرًا لقيامهم بمناسك الحج في هذا التوقيت من الصلاة، أما فيما غير ذلك فهي صلاة قد حافظ النبي وأتباعه على أدائها.
والدليل هنا في قصة الأعرابي الذي أتى إلى النبي الكريم، فعن طلحة بن عبيد الله عن الرسول صلى الله عليه وسلم، جاء أعرابي يسأل النبي عن الإسلام، فقال له: (خمس صلوات في اليوم والليلة، فقال الأعرابي وهل علي غيرها؟، قال لا إلا أن تطوع) رواه البخاري، إذن فإن صلاة العيد ليست فريضة وما هي إلا نافلة أو سنة مؤكدة.
رابعًا المذهب الحنبلي
نتابع معكم كيفية صلاة العيدين عند المذاهب الأربعة، تتم صلاة العيدين في مذهب الإمام أحمد بن حنبل، من خلال عقد نية الصلاة، وهو ركن قد أجمع عليه الفقهاء الأربعة، ثم تكبيرة الإحرام تليها ستة تكبيرات، ثم البسملة وقراءة سورة الفاتحة، ثم قراءة سورة الأعلى، ثم الركوع والسجود، والقيام للركعة الثانية، وتتم الركعة الثانية من خلال تكبيرة الإحرام ويليها خمس تكبيرات، ثم البسملة وقراءة سورة الفاتحة، ثم قراءة سورة الغاشية، وفي حالة نسيان الإمام لواحدة من التكبيرات أو بعضها فلا يسجد للسهو فهي نافلة وليست فريضة.
حكم صلاة العيدين في المذهب الحنبلي
أقر مذهب الإمام أحمد بن حنبل بأن صلاة العيدين حكمها التكليفي فرض كفاية، وتعني بأن إذا قام بعض المسلمون بأداء صلاة العيدين فهي تسقط عن الباقيين.
تابع المزيد: كيف نصلي العيد
موعد صلاة العيد وشروط صحة صلاة العيد
أجمع الفقهاء على أن صلاة يدخل وقتها بارتفاع الشمس بمقدار رمح في نظر العين، وتنتهي بزوال الشمس، ويقدر هذا الوقت بعد مرور ما يقرب خمسة عشر دقيقة من شروق الشمس.
يشترط لأداء صلاة العيد ما يشترط لأداء أي صلاة أخرى، وهي عقد النية وستر العورة والطهارة والوضوء، ومن ثم الاتجاه إلى القبلة لتأدية الصلاة، وقد اشترط المذهب الحنفي أن من شروط صلاة العيد أن تكون في جماعة ولها إمام ويتم أدائها في وقتها الصحيح، أما المذهب الحنبلي فقد اشترط أن تكون صلاة العيد في جماعة مع الحفاظ على أدائها في وقتها، أما فيما يخص المذهب المالكي والشافعي فلم تورد أي شروط قائمة سوى الوقت فقط.
وإلى هنا نكون قد أجبنا عن كيفية صلاة العيدين عند المذاهب الأربعة وهذا حيث أن صلاة العيد من الأمور المحببة لدى جميع المسلمين، فقد اختلفت المذاهب في طريقة أدائها، ولكن ليس هناك خلاف على أنها أبهى وأعظم شعائر الله سبحانه وتعالى.